طائرة رفيقة عثمان الورقيّة في اليوم السّابع

ط
طائرة  رفيقة عثمان الورقيّة في اليوم السّابع
القدس: 19-5-2016 من رنا القنبر- ناقشت ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، قصّة الأطفال”الطائرة الورقيّة” للكاتبة الفلسطينيّة رفيقة عثمان.
صدرت القصّة التي تزيّنها رسومات منار نعيرات مفروزة الألوان وبغلاف مقوّى، وتقع في 38 صفحة من الحجم الكبير، عام 2016 عن دار الهدى للطباعة والنّشر كريم.
أدار الندوة رنا القنبر التي أشادت بالقصة.
وبعدها تحدّث جميل السلحوت فقال:
الطائرة الورقية والحفاظ على البيئة
واضح أنّ الكاتبة استفادت من عملها كمشرفة تربويّة، واحتكاكها بالمدارس والطلبة، لتكتب هذه القصّة الهادفة، والتي تحمل في طيّاتها دعوة للحفاظ على البيئة، والحدّ من التلوّث، الذي يضرّ بالحياة على كوكبنا.
وفي هذه القصّة، التي جاءت متسلسلة في أحداثها، سيجد الطفل أكثر من هدف تعليميّ ومعلوماتيّ وتربويّ، ومنها:
– أنّ الورق الذي نستعمله مصنوع من الأشجار.
– الأشجار تحافظ على نقاء البيئة.
– الحثّ على التفكيّر والابتكار، وتحفيز الأطفال للمشاركة في ذلك.
– الاستفادة من المعلومات الجاهزة والتّفكير في البناء عليها.
– تعاون المدرسة والأهل لتشجيع وتنمية مواهب الأطفال.
– تشجيع الأطفال على زراعة الأشجار، والحفاظ عليها، لنصل إلى بيئة خضراء صحّيّة.
– الحثّ على النّظافة في المدرسة والبيت وفي الأماكن كلّها.
– عدم حرق النّفايات، بل تدويرها والاستفادة منها.
الرّسومات: الرّسومات تتناسب والموضوع، ويؤخذ عليها أنّ الأطفال ظهرت رسوماتهم كما الكبار بدءا من رسم الغلاف الأوّل.
اللغة: استعملت الكاتبة اللغّة الفصحى التي تتناسب مع فئة الأطفال المستهدفين، والكلمات مشكولة كي لا يقع التلاميذ في الأخطاء النّحويّة.
وكتب عبدالله دعيس:
“الطائرة الورقية”ومبادرات الأطفال الخلاقة
في غلاف مقوّى وصور أنيقة جميلة معبّرة، وخطّ واضح وكلمات مُشَكّلة ومناسبة للأطفال الصغار، تُصدر الكاتبة رفيقة عثمان قصّتها (الطائرة الورقيّة) لتحمل رسالة سامية، وتلهم الأطفال العديد من القيم، دون تلقين مملّ وبقصّة مثيرة ممتعة.
الرسالة الواضحة في هذه القصّة، هي ضرورة المحافظة على البيئة عن طريق إعادة تدوير الورق والاستفادة منه بصناعة أشياء مفيدة، وعدم حرقه أو إلقائه في الطرقات، والتقليل من استعماله للحفاظ على خضرة الأرض ونقاء هوائها. لكنّ القصّة تحمل أيضا العديد من الدروس والعبر، في كلماتها القليلة وصورها الملوّنة الجميلة.
من هذه القيم، احترام الكبار؛ فالطلبة الصغار ينادون عامل النظافة في المدرسة بالعمّ رشيد بكلّ احترام وتقدير، وهذه قيمة إيجابيّة تبثّها القصّة منذ كلماتها الأولى. كما وتعزّز القصّة أهميّة العمل الجماعي والتّخطيط السليم قبل القيام بأيّ عمل. فالأطفال يجتمعون ويتبادلون الأفكار المختلفة ويتناقشون دون أن يستأثر أحدهم برأيه أو يفرضه على الآخرين، ويستشيرون معلّمتهم، ثمّ يتوصّلون إلى قرار جماعيّ بالعمل معا على إعادة تدوير الأوراق، مع فسح المجال لكلّ طفل للتفرّد والإبداع وصنع الألعاب التي يختارها هو أو يحلم بها من هذه الأوراق، ما دامت تصبّ في نفس الهدف، ألا وهو الحفاظ على البيئة. ومن أهم القيم التي تعزّزها القصة لدى الأطفال أيضا قيمة المبادرة، فالأطفال هم الذين تنبّهوا للورق الذي تهدره المدرسة، وبادروا إلى إعادة تدويره دون أن يوجههم الكبار أو يفرضوا رأيهم عليهم.
وكما تشجّع القصة الأطفال على التفكير والإبداع، توجّههم أيضا إلى استخدام الحاسوب لتعلّم استخدامات أخرى للأوراق، لافتة نظرهم إلى أنّ للحاسوب استخدامات مفيدة جدّا عدا اللعب، وإهدار الوقت. ولا تخلو القصة من المعلومات المفيدة للأطفال، تُبَثّ لهم خلال الصفحات دون تلقين مملّ. فالورق مصدره الأشجار، وقطع الأشجار يفسد الهواء، وحرق الورق يلوّث الهواء.
وفي القصة درس آخر لا يقلّ أهمية عن بقيّة الدروس والعبر فيها: فالأمور لا تسير دائما على ما يرام، والمشاكل والأزمات قد تفرض نفسها علينا في الأوقات الحرجة دون أن نكون قد حسبنا لها حسابا. فبعد أن عمل الأطفال جاهدين على صنع الألعاب والطائرات الورقية وتلوينها، وبعد أنّ رتّبوها بعناية في ساحة المدرسة للاحتفال بيوم البيئة، تهبّ الرياح وتفسد ما صنعوا، ليجد الأطفال أنفسهم أمام حقيقة قاسية، أنّ هذه الدنيا مليئة بالمنغّصات كما هي مليئة بالجمال والسعادة، لكنّ الأطفال يتعاونون فيما بينهم ولا ييأسون ويستطيعون بمهارة أن ينقذوا أعمالهم ويدخلوها إلى داخل المدرسة وينزلوا الطائرات الورقية من أعالي الشجر؛ ليتغلّبوا بشجاعتهم على هذه المشكلة، وتسير الأمور في نهاية الأمر كما يحبّون ويتمنّون.
وهناك العديد من اللفتات الجميلة في هذه القصّة، فمدير المدرسة يكافئ الطلبة على جهودهم بإهدائهم شتلة زيتون لكلّ منهم؛ ليزرعها في حديقة منزله وتحمل اسمه، توجيها لهم لحبّ الزراعة والمحافظة على الأشجار، ليس عن طريق الاقتصاد في استخدام الورق وإعادة تدويره فحسب، بل عن طريق زراعة الأشجار وخاصة شجرة الزيتون التي هي رمز للحبّ والسلام على هذه الأرض المباركة. وتتضافر جهود الكاتبة رفيقة عثمان والفنّانة منار نعيرات، التي رسمت اللوحات الجميلة للكتاب، في تنمية الرّوح الوطنيّة لدى القرّاء من الأطفال وربطهم بتراثهم، فما الحفاظ على البيئة إلا صورة من صور حبّ الوطن. فالرسّامة تبدع في رسم البنات في يوم البيئة وهنّ يلبسن الثوب الفلسطينيّ المطرّز، والأولاد وهم يتلفّعون بالكوفيّة الفلسطينيّة، ثمّ تُنهي الكاتبة قصتها بأغنيّة عن البيئة استمدّتها من التراث الفلسطينيّ؛ فتكون (على دلعونا) خاتمة هذا الكتاب الممتع المفيد.
نمر القدومي قال:
الطّائرة الورقيّة ..و.. جذور الطفولة
هي أوراق ملوّنة، مزركشة ورائحتها طيّبة، تُنقّب عميقًا في طيّات الذّاكرة، نشتاقها ونشتاق حياة المدرسة، وترجع بنا الأيام لعهد الطفولة. تُرفرف الأرواح بأجنحتها ولا تأبه للسّنين عددا، ولا يعيب الشّخص فينا أن يلمس صفحات أطفاله ويقرأ لهم دائماً القصص المفيدة، حتى وإن ذرفتَ دمعة فرحة، أو نبضة قلب تائهة، أو حنين لزمن البراءة والضحكات العفويّة. الأديبة المربية “رفيقة عثمان” كانت لها بصمتها الماسيّة في قصَة الأطفال “الطّائرة الورقيّة”. هذه القصّة الهادفة ذات الصّفحات الصّديقة والآمنة والجذّابة، امتازت بالرّسومات الملونة التي تفي بمضمون وهدف كلماتها. كذلك امتازت بالحروف الواضحة الطّباعة، ولغة بسيطة تليق بمستوى صغارنا.
إنَّ أدب الأطفال هو الأصعب على الإطلاق وأخطره درجة، وأنه أيضا بحاجة إلى رقابة جادّة  ومستمرة، لِما له من تأثير كبير على أدمغة وعقول الأطفال النديّة، والإستقطاب المبكّر لأجسادهم الشّفّافة. أما الخيال الواقعي، فلا بدَّ منه في قصص الأطفال، وكذلك اللجوء إلى تبسيط الكثير من الأمور العلميّة والإكتشافات المعقّدة، وقصص الرّحالة والرحلات المشوّقة الهادفة، من أجل أن يصبَّ في ذهنهم بصورة جميلة وإيجابيّة وخلاّقة. طائرة رفيقة الورقيّة، كانت مثالًا جميلاً للعمل الجماعيّ بين الصّغار في المدرسة، وقراراتهم الموحّدة دون خلافات خاصة. تحثُّ الكاتبة على ضرورة استشارة الصّغير للكبير قبل الإقدام على أفعال قد تكون خطيرة. كما عمدتْ من خلال قصّتها على تطوير وتمكين فِكر الأطفال والمشاركة الفعليّة في إحداث تغييرات، والحدّ من إيذاء البيئة المحيطة، والاستفادة  قدر المستطاع من خبرات المعلمين وأصحاب العقول النيّرة والتجارب السّابقة. في هذه القصّة الهادفة تم تعليم الأطفال عمليّة تدوير الأوراق غير الصّالحة في مدرستهم، وإعادة تشكيلها بطريقة يدويّة. فبدلاً من إحراقها وتلويث الأجواء والبيئة، قرروا أن يستفيدوا من المخلّفات الورقيّة والكرتونيّة لعمل الأشكال والمجسّمات العديدة والمتنوّعة، وعرضها على الجمهور في يوم البيئة العالميّ، إضافة إلى العناية أكثر بجمال الطبيعة؛ فمن أحداث القصّة، أنهم قاموا بزراعة الأشجار في أنحاء الحي، وإستدامة الخَضار دون الاضرار بالثروة الطبيعية.
الأطفال قد يرون بعض الأشياء التي لا يراها الكبار، فقصّة كاتبتنا تعتبر عملا منهجيّا صالحا للتعليم في صفوف مبكّرة، على مدار مدّة زمنيّة أو فصليّة، من خلال المنهاج المدرسيّ، لأنها من النّوع الذي فيه النّشاط العملي والأكاديمي معا، وفيها من التوجّهات والارشادات الحكيمة التي تنمّي وعي الصّغار. ولا يخفى على أحد منا أنَّ التّعامل مع الأطفال في تربيتهم وتعليمهم شاق ويحتاج إلى أناس ذوي كفاءات وخبرات، كذلك ميزات منفردة غير موجودة عند الكثيرين، وهذا ما تميّزت به الأديبة المربيّة “رفيقة عثمان” في عملها الجديد والمتميّز والمُتقن، الذي أبهر الكبار قبل الصّغار.
وكتب كاظم محمود أبو غوش:
لفت انتباهي في هذه القصّة  تعدّد الأسئلة من قبل الطّلاب، كذلك الحوار والتّشاور فيما بينهم. هكذا نريد أطفالنا، أن يكونوا مبدعين، يتساءلون ويتحاورون، ويلاقون التّشجيع من معلّميهم ومعلّماتهم ومدرائهم وأولياء أُمورهم.
المعروف تربويًّا أنّ الطّفل الّذي يكثر من الأسئلة هو طفل ذكيّ، يجب أن يحصل على اجابات صحيحة من والديه ومعلّميه، وعدم تقديم معلومات خاطئة لابنائهم وممّن يسألونه، وأن ننمّي فيهم شدّة الملاحظة.
ومن الجدير بالذّكر هنا أن نتذكّر العالم الكبير، اسحق نيوتن الّذي رأى حبّة تفاح سقطت عن شجرة تفّاح فراح يسأل نفسه:
لماذا سقطت التّفاحة على الأرض؟
هذا السّؤال قاده لاكتشاف قانون الجاذبيّة وأنّ الأرض مغناطيس كبير يجذب للأسفل.
وكم يسعدني أن أشير إِلى أنّ قرآننا العظيم قد طرح آيات كثيرة، فيها تساؤلات تثير الفكر للوصول الى المعرفة والحقيقة للإيمان بالخالق العظيم سبحانه وتعالى.
انّ كاتبتنا المبدعة رفيقة عثمان شجّعت الحوار بين الأطفال، كذلك التّشاور وطرح التّساؤلات والاجتماعات المستمرّة للوصول الى نتائج تؤدّي الى بناء المجتمعات، وخدمة الانسانيّة والتّقدم في مختلف المجتمعات، وخدمة الانسانيّة والتّقدّم في مختلف جوانب الحياة.
رسومات القصّة جميلة ومعبّرة، ومطابقة للأحداث للفنّانة منار نعيرات.
أمّا نزهة أبو غوش فقد قالت:
الطّائرة الورقيّة والحبكة القصصيّة
حبكة (بفتح الحاء) من حَبك حَبكا أي الشّدّ الوثيق، وحبك الشّيء- شدّه شدّا وثيقا. وفي المعجم الوجيز: أي أحكمه ويقال حَبَك الأمر أحسن تدبيره، والثوب ثنى طرفه وخاطه. وفي مختار الصحاح: عن ابن الأعرابي “أن كل شيء قد أحكمته وأحسنت عمله فقد حَبكته.”
في قصّة الأطفال ” الطّائرة الورقيّة” للكاتبة، رفيقة عثمان نلحظ بأنّ البناء الفنّي للقصّة بني على أساس السّببيّة، والنّتيجة، وعليه بنيت الحبكة، حيث أنّ سبب تطوّر الأحداث ونموّها كان سببها ادراك الطّلاب لمسبّبات تلويث البيئة؛ والنّتيجة، هي عمل الطّلاب من خلال الاقتراحات والتّشاور، وبالتّالي التّنفيذ، أي القيام بعمل مجسّمات من الأوراق والكرتون، بدل حرقها أو اتلافها.
نرى بانّ الحبكة  في “الطّائرة الورقيّة” تعد هي المسار العام من البداية مرورا إلى الذروة ثم النهاية وتفكك العقدة.
حيث بدأت الكاتبة بنسج الأحداث بإيقاع  مرتفع منذ البداية، ثمّ سارت بالأحداث بإيقاع  طويل فيه المتعة والجمال.
اذ أنّ ملاحظة الأطفال لحرق الأوراق في ساحة المدرسة عملًا سلبيّا يحتاج إِلى حلِّ سريع جدا؛ من أجل انقاذ البيئة. ايقاع مرتفع تدرّج نحو الاستقرار، حيث انشغل الأولاد بالأعمال الفنّيّة المختلفة والالوان والزّينة.
بما أنّ عنصر التّشويق هو من أهمّ العناصر في الحدث القصصي، عمدت الكاتبة رفيقة بأن تشدّ القارئ -الطّفل – منذ البداية، وتثير اهتمامه كمتلق من خلال سريان روح نابضة بالحياة، وخاصّة العمل على النّاحية العاطفيّة. حيث استثارت الكاتبة خوف وقلق، وتلهّف الأولاد على أعمالهم الفنّية من خلال هبوب الرّياح القويّة، الّتي أطارت كلّ ما تعبوا عليه وأنجزوه معًا.
اعتمدت رفيقة عثمان في قصّتها الطّائرة الورقيّة على الشّخصيّات، وما ينشأ عنها من أفعال، وما يدور في صدورها من عواطف، ولا يجيء الحدث هنا لذاته، بل لتفسير الشخصيات التي تسيطر على الأحداث، حسب رغبتها، فمثلًا شخصيّة الطّفل علاء بدت لنا شخصيّة متحرّكة، ذكيّة تسعى للبحث عن الحلول دون تلكّؤ. فعندما تسلّق الشّجرة؛ من أجل انقاذ الطّائرة الورقيّة، انزلقت قدمه، وكاد أن يقع ممّا خلق الخوف والهلع عليه من قبل اصدقائه، وكأنّما الكاتبة لم تكتفِ بالأزمة الأولى، وهي هبوب الرّياح وتشتّت الأعمال الفنّيّة للطّلاب، بل أضافت إِليها أزمة أُخرى؛ من أجل التّشويق والاثارة، وهي أيضًا هنا عملت على إثارة النّاحية العاطفيّة عند المتلقّي.
ومن وظائف الحبكة  أيضًا، إثارة الدّ هشة والغرابة في نفس القارئ، حيث نلتمس استغراب واندهاش الشّخصيّات بالأعمال والانجازات من خلال عمليّة التّدوير الّتي قاموا بها، مثل المدير والمعلّمة والآذِن، فهي من النّاحية الفنّيّة تنعكس بالضرورة على مشاعر القارئ.
وملخّصًا لما سبق نستنتج بأنّ الحبكة هي المجرى العامّ الّذي تجري فيه القصّة وتتسلسل بأحداثها على هيئة متنامية، متسارعة، ويتمّ هذا بتضافر عناصر القصّة جميعها.
وكتبت سهير زلوم:
قصة الطائرة الورقية تشمل العديد من المواضيع المهمّة جدا، والتي لها تأثير كبير في تربية الطفل. فنجد في القصّة الاحترام والتّعاون وحرّيّة الرّأي والتّفكير الخلاق. كما أن الرّسومات داخل الكتاب معبرة جدّا وألوانها رائعة، وهي تدلّ على ما هو مكتوب في القصّة وتقرّب المعنى للأطفال، كما وتعطي بعض الأفكار غير المكتوبة، وإنّما يستشفها الطفل من التّدقيق في الصّورة. ففي صفحة 2 مثلا نرى العمّ رشيد وهو يحمل الأوراق إلى إحدى زوايا ساحة المدرسة، لكنّنا نلحظ أيضا أنّ الحاوية الموضوعة خارج سور المدرسة مشتعلة، ونرى صورة الأطفال وهم ينظرون إلى كومة الأوراق والحاوية المشتعلة، وهذا يثير الكثير من التّساؤلات لديهم، والتي تقدّم لموضوع القصة وهو ضرورة إعادة تدوير الأوراق والابتعاد عن التّلوّث. وتظهر أيضا في بعض الرّسومات سلال القمامة التي تحمل ألوانا مختلفة مكتوب عليها ورق وبلاستيك، وهذا يعزّز فكرة إعادة تدوير النّفايات لدى الأطفال بمجرّد النّظر إلى الصّور وترسّخها في عقولهم.
ومن الدّروس المهمّة في هذه القصّة هو الاهتمام بالنّظافة؛ فالطلبة في القصّة يهتمّون بنظافة السّاحة والتّخلّص من الأوراق بشكل سليم. هذا السّلوك لدى الأطفال وتصميمهم على إعادة تدوير الأوراق، وعمل ألعاب وأشكال جميلة منها عن طريق التّعاون بينهم، هو أمر صحيّ جدّا ومفيد لنفسيّة الطفل.
وكتبت وفاء العويوي بيدس:
بعد قراءتي لقصة ” الطائرة الورقية” أقدم أهم ملاحظاتي :
بشكل عام هي قصة رائعة من حيث الفكرة والمضمون، فهي قصة تربوية تعليمية هادفة، تدعو إلى مسايرة عصر التكنولوجيا والاستفادة حاضرا ومستقبلا من الحاسوب، وبعد أن قرأتها على طالبات الصّف الرّابع وجدت منهنّ حماسا كبيرا لتنفيذ فكرة القصّة للتّخفيف من الأوراق المتناثرة هنا وهناك في مدرستهنّ.
وقد تعلمن من القصّة:
–  أن الورق يصنع من الأشجار.
– يمكنننا استخدام الحاسوب في اختيار نماذج لأعمالنا الفنية، وفي الكتابة بواسطته، والاستغناء مستقبلا عن الورق والكتب .
– معرفة معنى كلمة بيئة وضرورة المحافظة على نظافتها.
– تعلمت الطالبة قيمة التعاون والتشاور لإنجاح أي عمل.
–  تعلمت قيمة احترام عامل النظافة ومساعدته وإعطائه لقب ” العم رشيد “.
–  ملاحظتهم لارتداء الطلاب ملابس تراثية في يوم البيئة.مما يحثهن على إحياء التراث الوطني والاعتزاز  به.
– الاستفادة من مخلفات البيئة وتدويرها في عمل اشغال فنية جميلة.
– تنمّي في نفس الطالبة التذوق الفني والإبداع وعمل شيء جميل من لا شيء.
– توظيف النشيد التراثي ” على دلعونا ” في خدمة أهداف القصة، وقد أحبت الطالبات النشيد لأنهن سمعنه بكلمات أخرى.
– تعلمت الطالبات المشاركة والمساعدة في حل المشاكل وعدم الهروب منها، وذلك من خلال المساعدة في انقاذ الأعمال الفنية  والطائرات الورقية التي تطايرت بسبب الريح.
– تعلمت الطالبات من القصة أن التعب والاجتهاد نتيجته المكافأة والثناء من المسؤولين .
من ملاحظات الطالبات على القصة أن العنوان غير مناسب، وانا أقول أنهن قلن ذلك لأن هناك درسا في كتابهن للغة العربية عنوانه الطائرة الورقية، وفكرته تتحدث عن كيفية صناعة الطائرة الورقية، وتتحدث عن قيمة التعاون في صناعتها.
ومن ملاحظاتهن كيف سيعطي المدير للطلاب أشجار زيتون لزراعتها، فأخبرتهن بفكرة  ” الشتلة ”  وأنّها شجرة صغيرة يمكن حملها وزراعتها . وكان من المفروض وجود صفحة في القصة تبين المدير وهو يقدم هذه الشتلات لطلابه لزراعتها .
وكتبت هدى خوجا:
هيّا نحلق عاليا بالطائرة الورقيّة، لنحافظ على البيئة الخضراء والاستدامة وحلقات الدبكة بناقوس على دلعونا، نعم إنها الطائرة الورقيّة تأليف رفيقة عثمان .
تعتبر مرحلة الطّفولة من أهم المراحل الّتي يمر بها الانسان، ويجب الاهتمام بأدب الأطفال، وتطوير التّفكير الابداعي لدى الطّفل في هذه المرحلة.
هنالك عدّة قيم واتجاهات ايجابية من خلال القصّة، منها التّشاور واحترام الرّأي والرّأي الآخر، جعل البيئة خضراء ونظيفة وآمنة، ودعم الأفكار البناءة وتشجيعها من قبل المعلمة والمدير واحترام الكبير.
التّفكير في حل المشكلات والتقليل من تقطيع الأشجار والمحافظة عليها بالتقليل من استخدام الأوراق، والاجابة عن  عدد من الأسئلة  منها كيفيّة المحافظة على البيئة الخضراء.
الحد من استخدام الأوراق وإعادة التّدوير، تقليل النّفايات الورقيّة، الكتابة بوساطة الحاسوب وعدم التّسبب في تلوث هواء البيئة ، وتشجيع الابتكار والابداع والعمل معا ، وعمل يوم البيئة، واستخدام الحاسوب في عمل الأشكال المتعددة الفنيّة، ومواكبة التّطور التكنولوجي والتّشجيع على الخيال والإبداع والرّسم والتّخطيط وطيّ الورق.
الحلم أصبح حقيقة لشريف في القصّة وحلّقت الطّائرة عاليّا.
كما ويمكن عقد عدّة ورشات فنيّة وتطبيقية لقصّة الطّائرة الورقيّة في المدارس والنّوادي والمخيّمات الصّيفيّة، في المحافظة على البيئة مع دمج الفنون الجميلة، واستخدام خامات من البيئة للاستدامة، وعمل معارض فنيّة باستخدام التّدوير ومواد من البيئة المحلية بدل رميها وتلويث البيئة.
الكلمات متناسبة ومتناسقة النّصوص والرسومات مناسبة وجميلة.
سوف تحلق الأحلام وتتحقق  مثلما حلقت الطائرة الورقية بالافق عاليا.
وما أجمل ناقوس النهاية بأغنية تراثية، بفرحة وتلحين على دلعونا وبيئتنا الخضرا أجمل ما يكونا.
وكتبت ديمة جمعة السمان:
كان حلم الطفل شريف بأن طائرته الورقية الكبيرة.. ستحمل أصدقاءه وتحلق بهم عاليا نحو السماء.. لينطلقوا بأفكارهم وابداعاتهم دون حواجز ولا قيود.. لذلك صنع الطائرة الورقية الكبيرة.. وسعد بها زملاؤه كثيرا.. وقلّدوه.
ولكن..  تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. حيث أخذت الرياح  طائراتهم الورقية.. وعلقت بالاشجار العالية.. تسلق علاء من فوره الشجرة محاولا انقاذ الطائرات.. فانزلقت قدمه وسقط على الأرض.. وعندما اقترب منه أصدقاؤه ليساعدوه.. طمأنهم ورجاهم بأن ينقذوا الطائرات سريعا.
لقد عنت لهم طائراتهم الكثير.. رأوا فيها أحلامهم التي يسعون لتحقيقها لتحررهم من واقعهم.. وتطلق ابداعاتهم. لذلك كان الحلم أغلى من الروح.. كاد الاطفال يفقدون حياتهم اثناء عملية انقاذ الطائرات.
القصة تحوي العديد من الدروس غير التقليدية.. والعبر التي من الصعب على الطفل تقبلها من أيّ كان.. اذا ما طرحت بالاسلوب الاعتيادي.. أمّا وقد تناولت الكاتبة الحكم والعبر بأسلوب جميل متوازن.. محبب للأطفال.. كما عودتنا في جميع كتاباتها المخصصة لهذه الفئة العمرية.. فقد أوصلت رسائلها بسلاسة.. وتقبلها  الأطفال دون مقاومة.. بل شاركوها الرأي.. وعبروا عما في داخلهم  بحرية.
الكاتبة تمتلك قدرة متميزة في مخاطبة هذه الفئة العمرية الحساسة. ولن أنسى ” قصة الارنب المفقود” حيث أبدعت في تناول مفهوم الموت.. حيث عالجته بذكاء يسجل لها.. مع العلم أن هذه المواضيع تحتاج إلى حسّ عال جدا بفهم خصوصية تركيبة نفسية الطفل وتطورها؛ كي لا تترك خدشا في نفس الطفل.. كما تراعي دوما أن تكون النهاية سعيدة.. مع مراعاة حَبك العقدة بطريقة يفهم فيها الطفل أن الحياة ليست سهلة دائما.. مع الاشارة بأن لكل مشكلة حل.. ولكن على المرء أن يسعى ويستخدم عقله. أعتقد ان دراسة الكاتبة وتخصصها في التربية الخاصة ساعدها على اتقان هذا الأمر.
مع العلم أنّ فنّ الكتابة للطفل ليس كما يظن البعض أنه سهل.. ولا يحتاج إلى بذل مجهود كبير.. بل العكس تماما.. فن الكتابة الطفل من أصعب فنون الكتابة لا يتقنه أي كاتب حتى لو كان مبدعا في فنون الكتابة الاخرى.
وكتبت سناء عز الدين عطاري:
اللغة والأسلوب في قصة الطائرة الورقية
يمكن القول أن غالبية الأدباء والباحثين الذين تطرقوا لقضية اللغة والأسلوب في أدب الأطفال، يجمعون على ضرورة مراعاة لغة الطفل وقاموسه حسب مراحل العمر والنمو، مع محاولة الارتقاء التدريجي لهذه اللغة، وهذا بدوره ينعكس في الأمور التالية:
“على صعيد الألفاظ والتراكيب اللغوية – الدعوة لاستخدام الألفاظ والتراكيب السهلة، وتجنب الغريبة غير المألوفة منها، والاقلال من المفردات والتراكيب المجازية إلا ما جاء منها عفو الخاطر، واللجوء إلى التكرار في الألفاظ والتعابير.
وعلى صعيد الجملة، تركيبها ونحوها – استخدام الجمل القصيرة أو المتوسطة الطول، وتجنب الجمل الطويلة المعقدة. استخدام الجمل والألفاظ الدالة على المعاني الحسية وتجنب المجرد المعنوي.
وعلى صعيد الأساليب – تحري الوضوح والجمال والدقة وتجنب الإسراف في الزركشة والزخرف والثراء اللغوي المتكلف، وتجنب أسلوب التلميح والمجازات الغامضة الصعبة، والاقتراب من خصائص “لغة الكلام” والاستفادة من أسلوب الراوي في الحكاية الشعبية الشفهية”.
ويعتقد البعض أن الكتابة للأطفال أكثر مشقة من الكتابة للكبار، بسبب الاشتراطات التربوية والثقافية التي يلتزم بها كاتب الأطفال، وبسبب مراعاته للمستوى العقلي والنفسي للمتلقين.
وفي قصة ” الطائرة الورقية”، استخدمت رفيقة عثمان الألفاظ السهلة السلسة الملائمة للمستوى العقلي والفكري للأطفال، والمتناسب مع موضوع القصة ألا وهو الحفاظ على البيئة الخضراء. ونلاحظ استخدام الكاتبة بعض المصطلحات الحديثة، مثل مصطلح “الاستدامة”. أما جملها فهي قصيرة، وقد حاولت استخدام الجمل المتناسبة موسيقيا من حيث اللفظ، مثل: كي تظهر البلدة جميلة، ونظيفة، في أعين الصغار والكبار، وتجلب الأنظار، ويحبها الزوار”.
وقد نحت الكاتبة منحى تقدميا في الأسلوب، حيث شجعت من خلال الحوار وتسلسل الأحداث التفكير الخلاق والإبداعي للأطفال، حيث أتاحت لأبطال قصتها الفرصة للتفكير والنقاش والمبادرة والإبداع.
وقد أعجبني أسلوب الكاتبة في ملائمة أغنية دلعونا، وهي من أغاني التراث الشعبي الفلسطيني لموضوع الحفاظ على البيئة الخضراء وهو من المواضيع التي تركز عليها التربية والثقافة الحديثة.

طائرة  رفيقة عثمان الورقيّة في اليوم السّابعالقدس: 19-5-2016 من رنا القنبر- ناقشت ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، قصّة الأطفال”الطائرة الورقيّة” للكاتبة الفلسطينيّة رفيقة عثمان.صدرت القصّة التي تزيّنها رسومات منار نعيرات مفروزة الألوان وبغلاف مقوّى، وتقع في 38 صفحة من الحجم الكبير، عام 2016 عن دار الهدى للطباعة والنّشر كريم.أدار الندوة رنا القنبر التي أشادت بالقصة.وبعدها تحدّث جميل السلحوت فقال:الطائرة الورقية والحفاظ على البيئة  واضح أنّ الكاتبة استفادت من عملها كمشرفة تربويّة، واحتكاكها بالمدارس والطلبة، لتكتب هذه القصّة الهادفة، والتي تحمل في طيّاتها دعوة للحفاظ على البيئة، والحدّ من التلوّث، الذي يضرّ بالحياة على كوكبنا. وفي هذه القصّة، التي جاءت متسلسلة في أحداثها، سيجد الطفل أكثر من هدف تعليميّ ومعلوماتيّ وتربويّ، ومنها:- أنّ الورق الذي نستعمله مصنوع من الأشجار.- الأشجار تحافظ على نقاء البيئة.- الحثّ على التفكيّر والابتكار، وتحفيز الأطفال للمشاركة في ذلك.- الاستفادة من المعلومات الجاهزة والتّفكير في البناء عليها.- تعاون المدرسة والأهل لتشجيع وتنمية مواهب الأطفال.- تشجيع الأطفال على زراعة الأشجار، والحفاظ عليها، لنصل إلى بيئة خضراء صحّيّة.- الحثّ على النّظافة في المدرسة والبيت وفي الأماكن كلّها.- عدم حرق النّفايات، بل تدويرها والاستفادة منها.الرّسومات: الرّسومات تتناسب والموضوع، ويؤخذ عليها أنّ الأطفال ظهرت رسوماتهم كما الكبار بدءا من رسم الغلاف الأوّل.اللغة: استعملت الكاتبة اللغّة الفصحى التي تتناسب مع فئة الأطفال المستهدفين، والكلمات مشكولة كي لا يقع التلاميذ في الأخطاء النّحويّة.
وكتب عبدالله دعيس:”الطائرة الورقية”ومبادرات الأطفال الخلاقةفي غلاف مقوّى وصور أنيقة جميلة معبّرة، وخطّ واضح وكلمات مُشَكّلة ومناسبة للأطفال الصغار، تُصدر الكاتبة رفيقة عثمان قصّتها (الطائرة الورقيّة) لتحمل رسالة سامية، وتلهم الأطفال العديد من القيم، دون تلقين مملّ وبقصّة مثيرة ممتعة.الرسالة الواضحة في هذه القصّة، هي ضرورة المحافظة على البيئة عن طريق إعادة تدوير الورق والاستفادة منه بصناعة أشياء مفيدة، وعدم حرقه أو إلقائه في الطرقات، والتقليل من استعماله للحفاظ على خضرة الأرض ونقاء هوائها. لكنّ القصّة تحمل أيضا العديد من الدروس والعبر، في كلماتها القليلة وصورها الملوّنة الجميلة.من هذه القيم، احترام الكبار؛ فالطلبة الصغار ينادون عامل النظافة في المدرسة بالعمّ رشيد بكلّ احترام وتقدير، وهذه قيمة إيجابيّة تبثّها القصّة منذ كلماتها الأولى. كما وتعزّز القصّة أهميّة العمل الجماعي والتّخطيط السليم قبل القيام بأيّ عمل. فالأطفال يجتمعون ويتبادلون الأفكار المختلفة ويتناقشون دون أن يستأثر أحدهم برأيه أو يفرضه على الآخرين، ويستشيرون معلّمتهم، ثمّ يتوصّلون إلى قرار جماعيّ بالعمل معا على إعادة تدوير الأوراق، مع فسح المجال لكلّ طفل للتفرّد والإبداع وصنع الألعاب التي يختارها هو أو يحلم بها من هذه الأوراق، ما دامت تصبّ في نفس الهدف، ألا وهو الحفاظ على البيئة. ومن أهم القيم التي تعزّزها القصة لدى الأطفال أيضا قيمة المبادرة، فالأطفال هم الذين تنبّهوا للورق الذي تهدره المدرسة، وبادروا إلى إعادة تدويره دون أن يوجههم الكبار أو يفرضوا رأيهم عليهم.وكما تشجّع القصة الأطفال على التفكير والإبداع، توجّههم أيضا إلى استخدام الحاسوب لتعلّم استخدامات أخرى للأوراق، لافتة نظرهم إلى أنّ للحاسوب استخدامات مفيدة جدّا عدا اللعب، وإهدار الوقت. ولا تخلو القصة من المعلومات المفيدة للأطفال، تُبَثّ لهم خلال الصفحات دون تلقين مملّ. فالورق مصدره الأشجار، وقطع الأشجار يفسد الهواء، وحرق الورق يلوّث الهواء.وفي القصة درس آخر لا يقلّ أهمية عن بقيّة الدروس والعبر فيها: فالأمور لا تسير دائما على ما يرام، والمشاكل والأزمات قد تفرض نفسها علينا في الأوقات الحرجة دون أن نكون قد حسبنا لها حسابا. فبعد أن عمل الأطفال جاهدين على صنع الألعاب والطائرات الورقية وتلوينها، وبعد أنّ رتّبوها بعناية في ساحة المدرسة للاحتفال بيوم البيئة، تهبّ الرياح وتفسد ما صنعوا، ليجد الأطفال أنفسهم أمام حقيقة قاسية، أنّ هذه الدنيا مليئة بالمنغّصات كما هي مليئة بالجمال والسعادة، لكنّ الأطفال يتعاونون فيما بينهم ولا ييأسون ويستطيعون بمهارة أن ينقذوا أعمالهم ويدخلوها إلى داخل المدرسة وينزلوا الطائرات الورقية من أعالي الشجر؛ ليتغلّبوا بشجاعتهم على هذه المشكلة، وتسير الأمور في نهاية الأمر كما يحبّون ويتمنّون.وهناك العديد من اللفتات الجميلة في هذه القصّة، فمدير المدرسة يكافئ الطلبة على جهودهم بإهدائهم شتلة زيتون لكلّ منهم؛ ليزرعها في حديقة منزله وتحمل اسمه، توجيها لهم لحبّ الزراعة والمحافظة على الأشجار، ليس عن طريق الاقتصاد في استخدام الورق وإعادة تدويره فحسب، بل عن طريق زراعة الأشجار وخاصة شجرة الزيتون التي هي رمز للحبّ والسلام على هذه الأرض المباركة. وتتضافر جهود الكاتبة رفيقة عثمان والفنّانة منار نعيرات، التي رسمت اللوحات الجميلة للكتاب، في تنمية الرّوح الوطنيّة لدى القرّاء من الأطفال وربطهم بتراثهم، فما الحفاظ على البيئة إلا صورة من صور حبّ الوطن. فالرسّامة تبدع في رسم البنات في يوم البيئة وهنّ يلبسن الثوب الفلسطينيّ المطرّز، والأولاد وهم يتلفّعون بالكوفيّة الفلسطينيّة، ثمّ تُنهي الكاتبة قصتها بأغنيّة عن البيئة استمدّتها من التراث الفلسطينيّ؛ فتكون (على دلعونا) خاتمة هذا الكتاب الممتع المفيد.
نمر القدومي قال:الطّائرة الورقيّة ..و.. جذور الطفولةهي أوراق ملوّنة، مزركشة ورائحتها طيّبة، تُنقّب عميقًا في طيّات الذّاكرة، نشتاقها ونشتاق حياة المدرسة، وترجع بنا الأيام لعهد الطفولة. تُرفرف الأرواح بأجنحتها ولا تأبه للسّنين عددا، ولا يعيب الشّخص فينا أن يلمس صفحات أطفاله ويقرأ لهم دائماً القصص المفيدة، حتى وإن ذرفتَ دمعة فرحة، أو نبضة قلب تائهة، أو حنين لزمن البراءة والضحكات العفويّة. الأديبة المربية “رفيقة عثمان” كانت لها بصمتها الماسيّة في قصَة الأطفال “الطّائرة الورقيّة”. هذه القصّة الهادفة ذات الصّفحات الصّديقة والآمنة والجذّابة، امتازت بالرّسومات الملونة التي تفي بمضمون وهدف كلماتها. كذلك امتازت بالحروف الواضحة الطّباعة، ولغة بسيطة تليق بمستوى صغارنا.إنَّ أدب الأطفال هو الأصعب على الإطلاق وأخطره درجة، وأنه أيضا بحاجة إلى رقابة جادّة  ومستمرة، لِما له من تأثير كبير على أدمغة وعقول الأطفال النديّة، والإستقطاب المبكّر لأجسادهم الشّفّافة. أما الخيال الواقعي، فلا بدَّ منه في قصص الأطفال، وكذلك اللجوء إلى تبسيط الكثير من الأمور العلميّة والإكتشافات المعقّدة، وقصص الرّحالة والرحلات المشوّقة الهادفة، من أجل أن يصبَّ في ذهنهم بصورة جميلة وإيجابيّة وخلاّقة. طائرة رفيقة الورقيّة، كانت مثالًا جميلاً للعمل الجماعيّ بين الصّغار في المدرسة، وقراراتهم الموحّدة دون خلافات خاصة. تحثُّ الكاتبة على ضرورة استشارة الصّغير للكبير قبل الإقدام على أفعال قد تكون خطيرة. كما عمدتْ من خلال قصّتها على تطوير وتمكين فِكر الأطفال والمشاركة الفعليّة في إحداث تغييرات، والحدّ من إيذاء البيئة المحيطة، والاستفادة  قدر المستطاع من خبرات المعلمين وأصحاب العقول النيّرة والتجارب السّابقة. في هذه القصّة الهادفة تم تعليم الأطفال عمليّة تدوير الأوراق غير الصّالحة في مدرستهم، وإعادة تشكيلها بطريقة يدويّة. فبدلاً من إحراقها وتلويث الأجواء والبيئة، قرروا أن يستفيدوا من المخلّفات الورقيّة والكرتونيّة لعمل الأشكال والمجسّمات العديدة والمتنوّعة، وعرضها على الجمهور في يوم البيئة العالميّ، إضافة إلى العناية أكثر بجمال الطبيعة؛ فمن أحداث القصّة، أنهم قاموا بزراعة الأشجار في أنحاء الحي، وإستدامة الخَضار دون الاضرار بالثروة الطبيعية.الأطفال قد يرون بعض الأشياء التي لا يراها الكبار، فقصّة كاتبتنا تعتبر عملا منهجيّا صالحا للتعليم في صفوف مبكّرة، على مدار مدّة زمنيّة أو فصليّة، من خلال المنهاج المدرسيّ، لأنها من النّوع الذي فيه النّشاط العملي والأكاديمي معا، وفيها من التوجّهات والارشادات الحكيمة التي تنمّي وعي الصّغار. ولا يخفى على أحد منا أنَّ التّعامل مع الأطفال في تربيتهم وتعليمهم شاق ويحتاج إلى أناس ذوي كفاءات وخبرات، كذلك ميزات منفردة غير موجودة عند الكثيرين، وهذا ما تميّزت به الأديبة المربيّة “رفيقة عثمان” في عملها الجديد والمتميّز والمُتقن، الذي أبهر الكبار قبل الصّغار.
وكتب كاظم محمود أبو غوش: لفت انتباهي في هذه القصّة  تعدّد الأسئلة من قبل الطّلاب، كذلك الحوار والتّشاور فيما بينهم. هكذا نريد أطفالنا، أن يكونوا مبدعين، يتساءلون ويتحاورون، ويلاقون التّشجيع من معلّميهم ومعلّماتهم ومدرائهم وأولياء أُمورهم. المعروف تربويًّا أنّ الطّفل الّذي يكثر من الأسئلة هو طفل ذكيّ، يجب أن يحصل على اجابات صحيحة من والديه ومعلّميه، وعدم تقديم معلومات خاطئة لابنائهم وممّن يسألونه، وأن ننمّي فيهم شدّة الملاحظة.ومن الجدير بالذّكر هنا أن نتذكّر العالم الكبير، اسحق نيوتن الّذي رأى حبّة تفاح سقطت عن شجرة تفّاح فراح يسأل نفسه:لماذا سقطت التّفاحة على الأرض؟ هذا السّؤال قاده لاكتشاف قانون الجاذبيّة وأنّ الأرض مغناطيس كبير يجذب للأسفل. وكم يسعدني أن أشير إِلى أنّ قرآننا العظيم قد طرح آيات كثيرة، فيها تساؤلات تثير الفكر للوصول الى المعرفة والحقيقة للإيمان بالخالق العظيم سبحانه وتعالى.انّ كاتبتنا المبدعة رفيقة عثمان شجّعت الحوار بين الأطفال، كذلك التّشاور وطرح التّساؤلات والاجتماعات المستمرّة للوصول الى نتائج تؤدّي الى بناء المجتمعات، وخدمة الانسانيّة والتّقدم في مختلف المجتمعات، وخدمة الانسانيّة والتّقدّم في مختلف جوانب الحياة.رسومات القصّة جميلة ومعبّرة، ومطابقة للأحداث للفنّانة منار نعيرات.أمّا نزهة أبو غوش فقد قالت:الطّائرة الورقيّة والحبكة القصصيّة حبكة (بفتح الحاء) من حَبك حَبكا أي الشّدّ الوثيق، وحبك الشّيء- شدّه شدّا وثيقا. وفي المعجم الوجيز: أي أحكمه ويقال حَبَك الأمر أحسن تدبيره، والثوب ثنى طرفه وخاطه. وفي مختار الصحاح: عن ابن الأعرابي “أن كل شيء قد أحكمته وأحسنت عمله فقد حَبكته.”في قصّة الأطفال ” الطّائرة الورقيّة” للكاتبة، رفيقة عثمان نلحظ بأنّ البناء الفنّي للقصّة بني على أساس السّببيّة، والنّتيجة، وعليه بنيت الحبكة، حيث أنّ سبب تطوّر الأحداث ونموّها كان سببها ادراك الطّلاب لمسبّبات تلويث البيئة؛ والنّتيجة، هي عمل الطّلاب من خلال الاقتراحات والتّشاور، وبالتّالي التّنفيذ، أي القيام بعمل مجسّمات من الأوراق والكرتون، بدل حرقها أو اتلافها. نرى بانّ الحبكة  في “الطّائرة الورقيّة” تعد هي المسار العام من البداية مرورا إلى الذروة ثم النهاية وتفكك العقدة.حيث بدأت الكاتبة بنسج الأحداث بإيقاع  مرتفع منذ البداية، ثمّ سارت بالأحداث بإيقاع  طويل فيه المتعة والجمال.اذ أنّ ملاحظة الأطفال لحرق الأوراق في ساحة المدرسة عملًا سلبيّا يحتاج إِلى حلِّ سريع جدا؛ من أجل انقاذ البيئة. ايقاع مرتفع تدرّج نحو الاستقرار، حيث انشغل الأولاد بالأعمال الفنّيّة المختلفة والالوان والزّينة. بما أنّ عنصر التّشويق هو من أهمّ العناصر في الحدث القصصي، عمدت الكاتبة رفيقة بأن تشدّ القارئ -الطّفل – منذ البداية، وتثير اهتمامه كمتلق من خلال سريان روح نابضة بالحياة، وخاصّة العمل على النّاحية العاطفيّة. حيث استثارت الكاتبة خوف وقلق، وتلهّف الأولاد على أعمالهم الفنّية من خلال هبوب الرّياح القويّة، الّتي أطارت كلّ ما تعبوا عليه وأنجزوه معًا.اعتمدت رفيقة عثمان في قصّتها الطّائرة الورقيّة على الشّخصيّات، وما ينشأ عنها من أفعال، وما يدور في صدورها من عواطف، ولا يجيء الحدث هنا لذاته، بل لتفسير الشخصيات التي تسيطر على الأحداث، حسب رغبتها، فمثلًا شخصيّة الطّفل علاء بدت لنا شخصيّة متحرّكة، ذكيّة تسعى للبحث عن الحلول دون تلكّؤ. فعندما تسلّق الشّجرة؛ من أجل انقاذ الطّائرة الورقيّة، انزلقت قدمه، وكاد أن يقع ممّا خلق الخوف والهلع عليه من قبل اصدقائه، وكأنّما الكاتبة لم تكتفِ بالأزمة الأولى، وهي هبوب الرّياح وتشتّت الأعمال الفنّيّة للطّلاب، بل أضافت إِليها أزمة أُخرى؛ من أجل التّشويق والاثارة، وهي أيضًا هنا عملت على إثارة النّاحية العاطفيّة عند المتلقّي. ومن وظائف الحبكة  أيضًا، إثارة الدّ هشة والغرابة في نفس القارئ، حيث نلتمس استغراب واندهاش الشّخصيّات بالأعمال والانجازات من خلال عمليّة التّدوير الّتي قاموا بها، مثل المدير والمعلّمة والآذِن، فهي من النّاحية الفنّيّة تنعكس بالضرورة على مشاعر القارئ. وملخّصًا لما سبق نستنتج بأنّ الحبكة هي المجرى العامّ الّذي تجري فيه القصّة وتتسلسل بأحداثها على هيئة متنامية، متسارعة، ويتمّ هذا بتضافر عناصر القصّة جميعها.وكتبت سهير زلوم:قصة الطائرة الورقية تشمل العديد من المواضيع المهمّة جدا، والتي لها تأثير كبير في تربية الطفل. فنجد في القصّة الاحترام والتّعاون وحرّيّة الرّأي والتّفكير الخلاق. كما أن الرّسومات داخل الكتاب معبرة جدّا وألوانها رائعة، وهي تدلّ على ما هو مكتوب في القصّة وتقرّب المعنى للأطفال، كما وتعطي بعض الأفكار غير المكتوبة، وإنّما يستشفها الطفل من التّدقيق في الصّورة. ففي صفحة 2 مثلا نرى العمّ رشيد وهو يحمل الأوراق إلى إحدى زوايا ساحة المدرسة، لكنّنا نلحظ أيضا أنّ الحاوية الموضوعة خارج سور المدرسة مشتعلة، ونرى صورة الأطفال وهم ينظرون إلى كومة الأوراق والحاوية المشتعلة، وهذا يثير الكثير من التّساؤلات لديهم، والتي تقدّم لموضوع القصة وهو ضرورة إعادة تدوير الأوراق والابتعاد عن التّلوّث. وتظهر أيضا في بعض الرّسومات سلال القمامة التي تحمل ألوانا مختلفة مكتوب عليها ورق وبلاستيك، وهذا يعزّز فكرة إعادة تدوير النّفايات لدى الأطفال بمجرّد النّظر إلى الصّور وترسّخها في عقولهم.ومن الدّروس المهمّة في هذه القصّة هو الاهتمام بالنّظافة؛ فالطلبة في القصّة يهتمّون بنظافة السّاحة والتّخلّص من الأوراق بشكل سليم. هذا السّلوك لدى الأطفال وتصميمهم على إعادة تدوير الأوراق، وعمل ألعاب وأشكال جميلة منها عن طريق التّعاون بينهم، هو أمر صحيّ جدّا ومفيد لنفسيّة الطفل.وكتبت وفاء العويوي بيدس:بعد قراءتي لقصة ” الطائرة الورقية” أقدم أهم ملاحظاتي :           بشكل عام هي قصة رائعة من حيث الفكرة والمضمون، فهي قصة تربوية تعليمية هادفة، تدعو إلى مسايرة عصر التكنولوجيا والاستفادة حاضرا ومستقبلا من الحاسوب، وبعد أن قرأتها على طالبات الصّف الرّابع وجدت منهنّ حماسا كبيرا لتنفيذ فكرة القصّة للتّخفيف من الأوراق المتناثرة هنا وهناك في مدرستهنّ.وقد تعلمن من القصّة: –  أن الورق يصنع من الأشجار.- يمكنننا استخدام الحاسوب في اختيار نماذج لأعمالنا الفنية، وفي الكتابة بواسطته، والاستغناء مستقبلا عن الورق والكتب .- معرفة معنى كلمة بيئة وضرورة المحافظة على نظافتها.- تعلمت الطالبة قيمة التعاون والتشاور لإنجاح أي عمل. –  تعلمت قيمة احترام عامل النظافة ومساعدته وإعطائه لقب ” العم رشيد “.-  ملاحظتهم لارتداء الطلاب ملابس تراثية في يوم البيئة.مما يحثهن على إحياء التراث الوطني والاعتزاز  به.- الاستفادة من مخلفات البيئة وتدويرها في عمل اشغال فنية جميلة.- تنمّي في نفس الطالبة التذوق الفني والإبداع وعمل شيء جميل من لا شيء.- توظيف النشيد التراثي ” على دلعونا ” في خدمة أهداف القصة، وقد أحبت الطالبات النشيد لأنهن سمعنه بكلمات أخرى.- تعلمت الطالبات المشاركة والمساعدة في حل المشاكل وعدم الهروب منها، وذلك من خلال المساعدة في انقاذ الأعمال الفنية  والطائرات الورقية التي تطايرت بسبب الريح.- تعلمت الطالبات من القصة أن التعب والاجتهاد نتيجته المكافأة والثناء من المسؤولين .من ملاحظات الطالبات على القصة أن العنوان غير مناسب، وانا أقول أنهن قلن ذلك لأن هناك درسا في كتابهن للغة العربية عنوانه الطائرة الورقية، وفكرته تتحدث عن كيفية صناعة الطائرة الورقية، وتتحدث عن قيمة التعاون في صناعتها.ومن ملاحظاتهن كيف سيعطي المدير للطلاب أشجار زيتون لزراعتها، فأخبرتهن بفكرة  ” الشتلة ”  وأنّها شجرة صغيرة يمكن حملها وزراعتها . وكان من المفروض وجود صفحة في القصة تبين المدير وهو يقدم هذه الشتلات لطلابه لزراعتها .وكتبت هدى خوجا:           هيّا نحلق عاليا بالطائرة الورقيّة، لنحافظ على البيئة الخضراء والاستدامة وحلقات الدبكة بناقوس على دلعونا، نعم إنها الطائرة الورقيّة تأليف رفيقة عثمان .     تعتبر مرحلة الطّفولة من أهم المراحل الّتي يمر بها الانسان، ويجب الاهتمام بأدب الأطفال، وتطوير التّفكير الابداعي لدى الطّفل في هذه المرحلة.  هنالك عدّة قيم واتجاهات ايجابية من خلال القصّة، منها التّشاور واحترام الرّأي والرّأي الآخر، جعل البيئة خضراء ونظيفة وآمنة، ودعم الأفكار البناءة وتشجيعها من قبل المعلمة والمدير واحترام الكبير.     التّفكير في حل المشكلات والتقليل من تقطيع الأشجار والمحافظة عليها بالتقليل من استخدام الأوراق، والاجابة عن  عدد من الأسئلة  منها كيفيّة المحافظة على البيئة الخضراء.الحد من استخدام الأوراق وإعادة التّدوير، تقليل النّفايات الورقيّة، الكتابة بوساطة الحاسوب وعدم التّسبب في تلوث هواء البيئة ، وتشجيع الابتكار والابداع والعمل معا ، وعمل يوم البيئة، واستخدام الحاسوب في عمل الأشكال المتعددة الفنيّة، ومواكبة التّطور التكنولوجي والتّشجيع على الخيال والإبداع والرّسم والتّخطيط وطيّ الورق.            الحلم أصبح حقيقة لشريف في القصّة وحلّقت الطّائرة عاليّا.       كما ويمكن عقد عدّة ورشات فنيّة وتطبيقية لقصّة الطّائرة الورقيّة في المدارس والنّوادي والمخيّمات الصّيفيّة، في المحافظة على البيئة مع دمج الفنون الجميلة، واستخدام خامات من البيئة للاستدامة، وعمل معارض فنيّة باستخدام التّدوير ومواد من البيئة المحلية بدل رميها وتلويث البيئة.الكلمات متناسبة ومتناسقة النّصوص والرسومات مناسبة وجميلة.سوف تحلق الأحلام وتتحقق  مثلما حلقت الطائرة الورقية بالافق عاليا.   وما أجمل ناقوس النهاية بأغنية تراثية، بفرحة وتلحين على دلعونا وبيئتنا الخضرا أجمل ما يكونا.
وكتبت ديمة جمعة السمان:
كان حلم الطفل شريف بأن طائرته الورقية الكبيرة.. ستحمل أصدقاءه وتحلق بهم عاليا نحو السماء.. لينطلقوا بأفكارهم وابداعاتهم دون حواجز ولا قيود.. لذلك صنع الطائرة الورقية الكبيرة.. وسعد بها زملاؤه كثيرا.. وقلّدوه. ولكن..  تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. حيث أخذت الرياح  طائراتهم الورقية.. وعلقت بالاشجار العالية.. تسلق علاء من فوره الشجرة محاولا انقاذ الطائرات.. فانزلقت قدمه وسقط على الأرض.. وعندما اقترب منه أصدقاؤه ليساعدوه.. طمأنهم ورجاهم بأن ينقذوا الطائرات سريعا.لقد عنت لهم طائراتهم الكثير.. رأوا فيها أحلامهم التي يسعون لتحقيقها لتحررهم من واقعهم.. وتطلق ابداعاتهم. لذلك كان الحلم أغلى من الروح.. كاد الاطفال يفقدون حياتهم اثناء عملية انقاذ الطائرات.القصة تحوي العديد من الدروس غير التقليدية.. والعبر التي من الصعب على الطفل تقبلها من أيّ كان.. اذا ما طرحت بالاسلوب الاعتيادي.. أمّا وقد تناولت الكاتبة الحكم والعبر بأسلوب جميل متوازن.. محبب للأطفال.. كما عودتنا في جميع كتاباتها المخصصة لهذه الفئة العمرية.. فقد أوصلت رسائلها بسلاسة.. وتقبلها  الأطفال دون مقاومة.. بل شاركوها الرأي.. وعبروا عما في داخلهم  بحرية. الكاتبة تمتلك قدرة متميزة في مخاطبة هذه الفئة العمرية الحساسة. ولن أنسى ” قصة الارنب المفقود” حيث أبدعت في تناول مفهوم الموت.. حيث عالجته بذكاء يسجل لها.. مع العلم أن هذه المواضيع تحتاج إلى حسّ عال جدا بفهم خصوصية تركيبة نفسية الطفل وتطورها؛ كي لا تترك خدشا في نفس الطفل.. كما تراعي دوما أن تكون النهاية سعيدة.. مع مراعاة حَبك العقدة بطريقة يفهم فيها الطفل أن الحياة ليست سهلة دائما.. مع الاشارة بأن لكل مشكلة حل.. ولكن على المرء أن يسعى ويستخدم عقله. أعتقد ان دراسة الكاتبة وتخصصها في التربية الخاصة ساعدها على اتقان هذا الأمر.مع العلم أنّ فنّ الكتابة للطفل ليس كما يظن البعض أنه سهل.. ولا يحتاج إلى بذل مجهود كبير.. بل العكس تماما.. فن الكتابة الطفل من أصعب فنون الكتابة لا يتقنه أي كاتب حتى لو كان مبدعا في فنون الكتابة الاخرى.وكتبت سناء عز الدين عطاري:اللغة والأسلوب في قصة الطائرة الورقية يمكن القول أن غالبية الأدباء والباحثين الذين تطرقوا لقضية اللغة والأسلوب في أدب الأطفال، يجمعون على ضرورة مراعاة لغة الطفل وقاموسه حسب مراحل العمر والنمو، مع محاولة الارتقاء التدريجي لهذه اللغة، وهذا بدوره ينعكس في الأمور التالية:”على صعيد الألفاظ والتراكيب اللغوية – الدعوة لاستخدام الألفاظ والتراكيب السهلة، وتجنب الغريبة غير المألوفة منها، والاقلال من المفردات والتراكيب المجازية إلا ما جاء منها عفو الخاطر، واللجوء إلى التكرار في الألفاظ والتعابير.وعلى صعيد الجملة، تركيبها ونحوها – استخدام الجمل القصيرة أو المتوسطة الطول، وتجنب الجمل الطويلة المعقدة. استخدام الجمل والألفاظ الدالة على المعاني الحسية وتجنب المجرد المعنوي.وعلى صعيد الأساليب – تحري الوضوح والجمال والدقة وتجنب الإسراف في الزركشة والزخرف والثراء اللغوي المتكلف، وتجنب أسلوب التلميح والمجازات الغامضة الصعبة، والاقتراب من خصائص “لغة الكلام” والاستفادة من أسلوب الراوي في الحكاية الشعبية الشفهية”.ويعتقد البعض أن الكتابة للأطفال أكثر مشقة من الكتابة للكبار، بسبب الاشتراطات التربوية والثقافية التي يلتزم بها كاتب الأطفال، وبسبب مراعاته للمستوى العقلي والنفسي للمتلقين.وفي قصة ” الطائرة الورقية”، استخدمت رفيقة عثمان الألفاظ السهلة السلسة الملائمة للمستوى العقلي والفكري للأطفال، والمتناسب مع موضوع القصة ألا وهو الحفاظ على البيئة الخضراء. ونلاحظ استخدام الكاتبة بعض المصطلحات الحديثة، مثل مصطلح “الاستدامة”. أما جملها فهي قصيرة، وقد حاولت استخدام الجمل المتناسبة موسيقيا من حيث اللفظ، مثل: كي تظهر البلدة جميلة، ونظيفة، في أعين الصغار والكبار، وتجلب الأنظار، ويحبها الزوار”.وقد نحت الكاتبة منحى تقدميا في الأسلوب، حيث شجعت من خلال الحوار وتسلسل الأحداث التفكير الخلاق والإبداعي للأطفال، حيث أتاحت لأبطال قصتها الفرصة للتفكير والنقاش والمبادرة والإبداع.وقد أعجبني أسلوب الكاتبة في ملائمة أغنية دلعونا، وهي من أغاني التراث الشعبي الفلسطيني لموضوع الحفاظ على البيئة الخضراء وهو من المواضيع التي تركز عليها التربية والثقافة الحديثة.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات