سوريا قوية بشعبها

س

قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا يثير تساؤلات كبيرة حول القرار وحول من يقف خلف هذا القرار، فهل هو قرار عربي أم تنفيذ لأجندة أجنبية لاستكمال مشروع الشرق الأوسخ الجديد الذي طرحته كونداليزيا رايس أثناء حرب اسرائيل على لبنان في العام 2007، والذي يتمحور حول اعادة تقسيم وتجزأة الشرق الأوسط من جديد،  لمواصلة استعباد شعوبه ونهب ثرواته، ومواصلة اخراج الدول والشعوب العربية من التاريخ لتنفيذ المشروع الصهيوني طويل المدى القائم على الاحتلال والتوسع وقهر ارادة الشعوب في التحرر والاستقلال والوحدة.، وخدمة المصالح الامبريالية في المنطقة.

 وبغض النظر عمن يقف خلف القرار، وعن موقف النظام السوري الداعم للمقاومة والمتصدي للمشاريع الامبريالية والأطماع الصهيونية في المنطقة، الا أن هذا لا يعني مطلقا الوقوف أمام مطالب الشعب السوري في القضاء على الفساد، وبناء دولة القانون الديموقراطية، واطلاق الحريات العامة بما فيها حرية تشكيل الأحزاب، وحرية الصحافة والحريات الشخصية واستقلالية القضاء، وترسيخ تبادل السلطة من خلال صناديق الاقتراع، واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية، واحترام حقوق الأقليات القومية والدينية والطائفية….وهذا هو الضمان الوحيد والحامي الرئيس لأي نظام في العالم، ولا يمكن فهم مصداقية أيّ نظام يعتمد على بطش الأجهزة الأمنية في السيطرة على شعبه، وانزال الجيش بأسلحته الثقيلة للسيطرة على شوارع مدنه وقراه بدلا من حماية ثغور الوطن.

ومن المريب أن قرار الجامعة العربية ضد النظام السوري يصدر من دول غالبية أنظمتها لا تحظى بتأييد شعبي في بلدانها، وتتغاضى عن أنظمة تفتك بشعبها، وتدمر وطنها كما هو حاصل في اليمن على سبيل المثال لا الحصر، فنظام علي عبدالله صالح يقتل شعبه ويدمر وطنه ويحظى بدعم الامبريالية العالمية ووكلائها العرب، وكأن جرائمه عليها “طاقية الخفاء”.

ومن حق المواطن العربي أن يتساءل عن الدور الذي تقوم به امارة قطر، فهل هذه الامارة النفطية الصغيرة تؤهلها قدراتها ومقدراتها للقيام بهذا الدور ” القيادي” في المنطقة، خصوصا وأنه يتواجد على أراضيها اكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج أمريكا؟ وأهم وأقوى أسلحتها هو قناة الجزيرة التي تملك امكانيات عالية جدا تجعلها الفضائية الأولى في العالم بالرغم مما تتكبده من خسارات مالية تصل الى مئات ملايين الدولارات سنويا، فامارة قطر التي تقوم بدور تحريضي كبير من أوائل الدول العربية التي تبادلت المكاتب التجارية مع تل أبيب، وتقيم علاقات مع اسرائيل أكثر من دور السفارات رغم أن تل أبيب تواصل احتلالها للأراضي العربية وتقوم بعملية تهويد جنونية للضفة الغربية وجوهرتها القدس، واذا كانت قطر معنية بتحرير الشعوب العربية من أنظمة الطغاة فمن باب أولى أن تعمل على تحرير فلسطين وشعبها من احتلال أهلك البشر والشجر والحجر.

ومن المريب أن يكون قرار الجامعة العربية مقدمة لتدخل أجنبي قد يقوم به حلف”الناتو” وبمشاركة الجارة تركيا وبعض الدول العربية لتدمير سوريا وادخال المنطقة في صراع دموي لن يسلم من ناره أحد….والمريب بشكل كبير هو مطالبة أركان المعارضة السورية بتدخلات عسكرية أجنبية ومن الناتو تحديدا، فأين المنطق في هذا، فهل تدمير سوريا واحتلالها في مصلحة شعبها؟ وهل غابت نتائج احتلال العراق وتدميره وقتل وتشريد شعبه ونهب ثرواته بعيدة عن عقلية دعاة التدخل العسكري الأجنبي؟ وبالتأكيد فان النظام السوري يدرك تماما المخططات التي تستهدف سوريا والمنطقة، فهل يلبي طموحات شعبه في الحرية والديموقراطية ويفوت الفرصة على من يكيدون لسوريا وأمتها؟ …هذا ما ستكشفه الأيام القادمة16-11-2011

 

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات