ديمة السمان:

د

 ديمة جمعة السمان: رواية الليلة الأولى رواية كتبت بحبر مجبول بالوجع وخيبة الأمل

ويعود لنا الأديب جميل السلحوت برواية جديدة عنوانها الليلة الأولى، بطلها الجهل، فهو غريمه منذ أن كان طفلا ولا زال. وهو مصرّ على محاربته والتّصدي له بقلمه الحاد الذي يفضحه، ويلقي الضوء على تبعاته، وانعكاسه على المجتمعات، والتّسبب بتأخرها.  رواية كتبت بحبر مجبول بالوجع وخيبة الأمل.

رواية الليلة الأولى التي صدرت عن مكتبة كل شيء الحيفاوية وتقع في 199ص من القطع المتوسط، لوحة غلافها للفنان محمود أحمد شاهين، وأخرجها شربل الياس. وعلى الغلاف الأخيرجاءت فقرة من مقال الروائي عبدالله دعيس حول رأيه بالرواية، خاصة وأنها تطرح موضوعا اجتماعيا جريئا، يتجنب معظم الأدباء من التطرق له.

جاء في المقال: ” الكاتب جريء في طرحه، حث يتناول بعض العادات والتقاليد السيّئة، وفضح دور المشعوذين ومن يتسترون باسم الدّين خلف الخرافة، وقد تكون لغة الرواية جريئة وفيها ما قد يعتقد أنه يخدش الحياء، لكنها لا تخرج عن الموروث الاجتماعي، وتنكأ جراحا لا يجوز أن يندمل ما دام هناك طلاق يدمّر الأسر وجرائم قتل بدعوى الدّفاع عن الشّرف، ولا أرى فيما عرضه الكاتب ما يعارض الدين، فهو يحرص على بيان رأي الدّين الصّحيح بالاستناد إلى القرآن الكريم والسّنة النبويّة”.

نعم.. رواية الليلة الأولى هي حقا أشبه ما تكون بالصرخة الموجّهة إلى المجتمعات العربية الشّرقيّة التي يقودها الجهل نحو الهاوية، إذ تتسبب بتدمير أسرها التي تشكل نواتها، وتؤدي إلى سقوطها. إذ تدفع المجتمع إلى الرذيلة تحت شعار الشّرف، وإلى النصب تحت شعار الأمانة، وإلى الاستغلال تحت شعار المساعدة والانقاذ.

فما الذي دفع بغادة الغوص بالرذيلة، والسماح للمشعوذ أبي ربيع استغلالها، وما الذي دفع بمريم المحمود للسماح للمشعوذة رسمية (المبروكة) باستغلالها وخسارة ذهبها؟

وما الذي زاد من أزمة موسى النفسيّة بعد أن أصبحت قصة فشله في الليلة الأولى على كل لسان! مما دفعه إلى الهجرة من البلاد؟ وغيرها من الأحداث التي تعكس الواقع وتعبّر عنه من خلال صرخة الكاتب التي تقول: كفانا جهلا.. كفانا سذاجة، كفانا التدخل بشؤون الغير، فهناك “خصوصية” من حق الفرد أن يحافظ عليها.

رسائل قويّة، ونصائح توعويّة غير مباشرة جاءت من الكاتب بحرف جميل ولغة بسيطة شيّقة. غلافها معبر جدّا لما جاء في الرواية، يعبر عن التّيه والضّياع وعدم الاستقرار.

رواية ترجمت إلى اللغة الفرنسية، وسيتم ترجمتها إلى اللغة الانجليزية أيضا. رواية تعتبر إضافة نوعية للمكتبة العربيّة.    

6-7-2023

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات