تصبحون على حبّ في اليوم السابع

ت
القدس: 06-12-2012 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافة الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس كتاب” تصبحون على حب” للكاتب المقدسي جمعة سعيد السمان، والذي صدر قبل أيام قليلة عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس. ويقع الكتاب الذي يحمل غلافه الأول لوحة للفنان التشكيلي علاء البابا في 154 صفحة من الحجم المتوسط.
بدأ النقاش محمد عليان فقال:
وانت تقرأ  نصوص  الكاتب جمعة السمان ” تصبحون على حب ”  فانت تمضي  احلى الاوقات واجملها وتحتسي  من كأس العشق حد الارتواء و تثمل من جمال اللغة  وتنهل من العلم والحكمة والمعرفة متى تشاء .
نصوص السمان  تحرك فيك الاحساس بالحب والجمال ، تشحن حياتك بالامل  وتضيء امامك الدروب التي لم تكن سالكة من قبل . تتذكرها دائما  ولا تغيب مع زحمة النصوص ..
” تصبحون على حب ” حكايات  ادبية ، قصيرة  ،  بلغة جميلة ، مكثفة المعاني  ، رسالتها واضحة وعميقة ، مشبعة بالعبر والحكمة والاخلاق الحميدة والدروس الحياتية المفيدة ، فيها توجيه للصغير وعبرة للكبير وثورة على الشر ودعوة للخير ..
” تصبحون على خير ” خلاصة تجربة عميقة وثقافة عالية ووعي يشمل معظم مناحي الحياة اليومية للكاتب الذي  ما فتئ يؤثر ويتأثر من الاحداث اليومية والمشاكل الحياتية والظواهر الاجتماعية المختلفة .. كتبها باحساس عميق ولغة بسيطة  ، يفهمها البسيط والمثقف ، ونشرها في مواقع الكترونية  في اوقات متفاوته ليقرع من خلالها الجرس وينقل عبرها رسالته النبيلة .. ولم يكن ، يبغي الشهرة والغرور ، ولا فرض الرأي والموقف ، ولم تراوده ، وهو في هذا السن المتقدم ، فكرة تجميع ما خطه قلمه من خواطر وحكايات ، ونشره في كتاب ، فهذا ، كما قال غير مره ، لم يخطر على البال وان كان سهل المنال . وبقي الامر على هذا الحال ، حتى فاجأته ، ابنته الكاتبة المبدعة  ديما السمان التي ادركت باحساسها المرهف ان تجميع الاوراق المتناثرة سيكون اجمل هدية في عيد مولد هذا الشيخ  الحكيم .
في ” تصبحون على حب ” يرفع الكاتب من شأن الحب ويحط من مشاعر الحقد والكراهية وينبذ الغرور والعلياء( بضم العين ) ويحث على العلم والمعرفة ويحذر من الجهل والخواء .
في ” تصبحون على حب ” ، فيها يكبر الحب وتزهو اللغة ويسمو الجمال وتصير القصيدة برقة المطر .
” تصبحون  على حب ” هذا ما تمناه لنا الكاتب وها نحن  قد  اصبحنا على حب .
وتحدثت نزهة أبو غوش فقالت:
تتراوح نصوص الكاتب ما بين الخاطرة، والحكاية، والقصّة القصيرة.
تعددت صور الحبّ في كتابات السّمان، حيث نراها مرّة صورة الأُسرة المتكاثفة المحبّة لأَفرادها، صورة لحبّ الأَب لأَبنائه، والجدّ لأَحفاده؛ صورة عاشق ومعشوقة جمعهما الزّمان، ومرّة صورة حبّ غلب عليه الغدر والخيانة، وصورة أُخرى لمحبوب تعذّب لفراق محبوبته، وأُخرى لعاشقة تركها المعشوق، وصور كثيرة لضحايا الحبّ في مجتمع لايرحم. من هنا نلحظ مدى العلاقة ما بين عنوان الكتاب – تصبحون على حبّ- والمضمون.
كانت صور الحبّ المتعدّدة وسيلة أَوصل بها الكاتب فكرته وفلسفته عن الحياة بحلوها ومرّها، حيث حملت هذه الأَفكار ملامح ثقافته، وحضارته، وتاريخه كإِنسان عربي يعيش في مجتمع مؤطّر تحكمه العادات والتّقاليد.
عمد الكاتب لوضع نهاية لكلّ نصّ، انتصر فيها الخير على الشّر، فكانت هذه النّهاية بمثابة  الحل المباشر للمشكلة الّتي خلقها  في نصوصه، فجاءّت حلولًا  تعكس رؤيته وقناعته وحكمته الّتي اكتسبها من الحياة علّى مرّ سنوات طويلة من عمره؛ فكانت على الأَغلب بشكل نصيحة أَوعظة للقاريء.
أَمّا بالنسبة للشخصيّات فهي محدودة بقدر ما يحتمل النّص. فهي على الأَغلب شخصيّات إِنسانيّة واقعيّة من رحم المجتمع، وأحيانًا أُخرى من الحيوانات أو النّباتات.  استطاع الكاتب من خلالها توصيل فكرته بشكل واضح ومباشر.
تتميّزكتابات جمعة السّمان بقربها من القصص الشّعبيّة، حيث تتميّز بهاجسها الاجتماعي فهي ليست حكاية خرافيّة، أو حكاية بطوليّة. موضوعاتها تقتصر على العلاقات الاجتماعيّة والاُسريّة. هي واقعيّة تركّز على تفاصيل الحياة والهموم اليوميّة. تخلو من التّأمُلات الفلسفيّة. تسير في اتجاه خطي واحد وتحافظ على تسلسل منطقي، ينساب في زمان ومكان حقيقي، ولها رسالة تعليمية.
اللغة في نصوص السّمان سلسة مبسّطة كثرت بها المحسّنات البديعية والتّشبيهات والاستعارات. ” والوحل بات فوقها كالأَسد والفريسة غزال”
” هل رأيت فأْرًا بين براثن قطٍ يتسلى ويتلذّذ؟ هكذا كانت السّفينة بين جبال الموج وأودية قعر البحر تتعذّب” ص14.
بدا التأْنيس واضحًا في لغة السّمان: ” السّيل قد لوى عنق الزّهرة” .
“طلّت الشّمس بعينها من خلال فجوة بين الغيم.”
كذلك استخدم الكاتب اسلوب السّجع الجميل الغير متكلف.
” كانت عباءّة جدّي الحصن الحصين..والملاذ الأَمين”
استخدم الكاتب الطّبيعة بشكل بارز كصوَرٍ للتشبيهات والاستعارات، حيث أَضافت جمالا للّغة، فأَكثر من استخدام الشّمس والغيوم والقمر والنّجوم، والعصافير والبحر والأمواج…وغيرها.
غلبت على النّصوص عواطف مرهفة حسّاسة، بدا الحبّ فيها رومانسيًّا عذريًّا.
وقالت رفيقة عثمان:
احتوى الكتاب على  عدد من النصوص الأدبيّة: القصص القصيرة، والأقصوصة، والخاطرة، والحكاية، والمقالة الأدبية.
الجانب العاطفي في نصوص كتاب تصبحون على حب:
اهتم الكاتب في صياغة معظم نصوصه بالأفكار المشحونة بالعاطفة الجيَّاشة،  فمتب عن العشق، والحب، ووصف علاقة المحبين بطريقة تجعلك تفكر بأن الكاتب شاب يتقن أساليب، وفنون المحبين في هذا الجيل؛ إن الحب والعشق ميزتان هامتان تحتلان الصدارة في كتابات كاتبنا في نصوصه، كما ورد صفحة 16 في قصة “مزهريَّة الورد” كانت تنشي الفتاة.. تتلفت يمينً وشمالا.. كانت خطواته خلفها تُدخل في القلب الأمان… ما أشقى القلب إذا ما ابتعد عنه الأحباء والخلان. أوجع الفراق قلب الفتى.. وبات القلبان في عذاب الحب نارا.” كذلك صفحة 74، في قصّة تاه القمر وأظلمت السماء “واجتمع الحبيب والحبيبة على قمة الجبل، عند الكوخ القديم.. يطلّ عليه علياء القمر، والسماء الفسيحة، ساحة فرح، والنجمات آهات طرب، تتهادى مع اللحن الجميل”. صفحة12، قصة، ليلة لا تنسى، “اطمئني حبيبتي، فالليلة ليلة العاشقين، لن يتعرف عليها النسيان، ولها في الذاكرة حضور لا ينتهي”. في قصة للحب دمعة قهر، صفحة 24، ” مضت الأيام، والانتظار يأكل قلب الحبيب فكان بعد كل رسالة يعصر عين الصبر، يذيِّل بها الرسالة، دليل الحب والشوق”. في قصة تصبحون على حب، وليس على استبعاد الحب، ” الحب شخصية، كيان، وجود، ميزة في المحبوب لا تكون موجودة عند أحد، ولا يراها أحد سوى الحبيب”. هذه القصة تحمل عنوان الكتاب.
عاطفة الكاتب نحو المرأة: امتازت عاطفة الكاتب بالانحياز نحو المرأة، والتعاطف معها، وإنصافها في بعض المواقف، كما ورد في قصة غفت عين رجولته، صفحة 89، ” قالت، الى جهنم وبئس المصير، والله إن جهنم أرأف، وأرحم بك من العيش مع زوجة نسيجها من كرامة، والأصل كريم عريق”.  كذلك في قصة عتاب عاشقة، صفحة 111 ، “سحبت يدها، والعتاب ملء العين، خنت العهد صديقي، ما هذا اللسان فيه براءة الصديق، هو حب قلب، يقطر الكلام منه عشقًا، وقد برئت من العشق منذ سنين، واقفلت أبواب القلب، وما عاد لمثل هذا العشق القلب طريق.” في قصة دجاجتان وديك، ” صفحة 129، عندما انصف الكاتب الزوجة الأولى، (الدجاجة)، ونصَّبها ملكة على العرش، وندم الزوج على زواجه من الزوجة الثانية، عاقبها بنتف ريشها، وموتها قهرًا.”. في قصة زلة لسان، ” غضب الزوج غضبًا شديدًا، شتم ولعن، وضرب، وكان بذيء اللسان. استفزت الإهانة الزوجة، وكانت أصيلة حرَّة، ذات حسب ونسب، وجاه، ومال، ورجال. ارتدت الى بيت أبيها، وكان العزم تصميمًا على الطلاق، فالحرة لا تسمح لكرامتها أن تمس أو تهان.”. هما نجد بأن الكاتب اختار نهاية للقصة، بأن حفظ للمرأة كرامتها، وعزَّة نفسها.
.
وهنالك قصص توحي بعدم التعاطف مع المرأة، كما ورد صفحة 36، في قصة صائدة الرجال، كذلك قصة المرأة الشيطان صفحة 103، وصف المرأة بالشيطان، والتي كانت سببًا في الخطيئة، وانصف الرجل الذي قتل حبيبته، وتاب عن فعلته؛ فأحبه الناس، لم ترُق لي تلك النهاية، بهذه الحالة اصبح الرجل ذا خطيئتين معًا، الوقوع بالخطيئة، وقتل الروح. الرجل، والمرأة شيطانان، وليس المرأة لوحدها.
عاطفة الكاتب نحو الأرض، والوطن: كما ورد صفحة 23، ” في قصَّة: باع نفسه بدولار، “بخلت على أرضك، بشبابك، وجئت اليوم تثقل عليها بعقوقك، وثقل وزنك وخطواتك.” . “إن غفر لك قلبي، فلن تغفر لك الأرض هذا العقوق، والنكران.”.  في قصة السمكة وخاتم سليمان، أبرز حكمة المرأة، وتدبيرها، وحنكتها، وقدرتها على التكيف مع الواقع الصعب، على عكس الزوج الحالم، والخيالي الذي ينتظر الغنيمة
امتازت نصوص الكاتب بالكتابة الجريئة، والرمزيَّة أحيانًا أخرى كما ورد صفحة 129، قصة دجاجتان وديك، والتي تخفي من ورائها الحكمة، وخلاصة التجارب الحياتيَّة.؛ كان حضور بارز في كتابات كاتبنا، للظواهر الطبيعية، والتي مثَّلت دورًا هامًا في الوصف، والتهيئة، مما أضاف رونقًا، وإطارًا جميلًا لمحتوى النصوص، خاصَّة الشمس، وشعاعها الذي تكرَّر في معظم النصوص.
لغة الكتاب بسيطة، وسهلة، تتيح القراءة لكافة المستويات، في الحقيقة يعتبر كتاب، “تصبحون على حب” كتابًا جديرًا بالقراءة، لاشتماله على خلاصة خبرات انسانيَّة  قيِّمة، جُمعت في طيَّات هذا الكتاب؛ لكاتبنا المقدسي جمعة السمَّان.
ما راق لي، بان ابنته الروائيَّة ديمة، جمعت هذه الكتابات، وقصاصات الورق المبعثرة، وسعت بنشرها دون علم والدها، وأهدته الكتاب، كهديَّة في يوم ميلاده. ما أروع هذه المبادرة! وما أروع وقعها على الوالد، والعائلة، وعلينا جميعًا!.
وقال محمد سويلم:
تصبحون على  حب، نعم هو حب الوطن، و حب العائلة والأهل  والأصدقاء والناس، بعد هذا العمر وعلى رأي المثل كل وعاء بما فيه ينضح، فوعاء الأستاذ جمعه السمان مليء بالحب لكل شيء للبشر،للشجر للحجر للبحر، لكل شيء نضح لنا من وعائه تجارب من حياة معاشه في الحب والحنان والأسرة من أب وأمّ، من قطار الزمن وتجارب الحياة حلوها و مرّها .
كتب بلغة بسيطة سهلة الفهم والمعنى والهدف، كتب بلغة استاذ يعلم أبناءه الحياة صعوبتها و خشونتها، وحتى أ نه لم ينس نعومة الحياة وهناءها، وأن السعيد  اتعظ من بغيره والشقي من
اتعظ بنفسه .
كتب عن الغربة  والاغتراب وأفعال الزمان ونسيان الأعراف والانحراف وراء السراب،  وعن الحب امتثالا للقول ” الحب الحقيقي يعيش يا حبيبي بعلمنا نسامح “
كتب باسماء مستعارة وعلى لسان الطير و الحيوان حتى لا يسبب ألما لأحد، ولسان حاله يقول صدقوني هذا ما حصل، هذه تجربتي في الحياة أنقلها اليكم بكل أمانة  وثقة عن الشيء وضده، الجوع و الشبع، الطمع والكرم  والحاج،  الحرمان  والانتماء، القدر الوقاحة والوفاء .
خلاصة تجاربه ومعايشته، وما سمعه وعرفه من الأحوال في هذه الحياة، سعيد بهذه التجارب التي سمعت عنها الكثير في عملي في مجال الخدمة الاجتماعية ورعاية القضايا الاجتماعية  وأحوال الناس .
وقالت ديمة السمان:
من ذكريات طفولتي..
لملمت قصاقيص ورقية كُتِبَت عليها نصوص أدبية لأبي.. وجمعتها في كتاب .
“تصبحون على حب” مجموعة نصوص للأديب المقدسي جمعة سعيد السمان
تطلّ علينا من صرح روائع الأدب العربي الفلسطيني.
من ذكريات حضن دافئ…من ذكريات يد حنون…من ذكريات قلم لم تكن تسعه يدي .. هو أطول من أناملي…من ذكريات كتب لم تسعها حقيبتي.. وضاقت بها مكتبتي…من ذكريات قصص ما قبل النوم.. .من ذكريات قبلة تصبحين على خير يا أميرتي الصغيرة.
من ذكريات تلك الأيام وقد طار العصفور.. وبنى لنفسه عشا .. وأصبحنا”ديكا ودجاجة وثلاثة فراخ”.. ما زلنا نهرب الى ذلك الحضن.. حضن أبي.. نغبّ منه حبا وحنانا وعلما.. حيث الأمان وراحة النفس وغذاء الروح.
أما اليوم وقد وجدتها فرصة أن أرد الدّين ليد وقلب وكرم كان فيهم العطاء حلما..
فأخذت ألملم حكايا وحداويث وقصصا مكتوبة على الدفاتر.. أو قصاصات ورق كنّا
نقرأها ونتناقش ونتحاور معه بها.. ثم يضعها على رفّ من رفوف المكتبة.. أو في أحد جواريرها.. أوحتى يتركها على الطاولة.
كان من عادته أن لا يلتفت الى كل ما انتهى من كتابتة وقرأناه وتناقشنا معه به.
فكان علينا أمام هذه الفوضى مهمة صعبة أنا والوالدة.. قلبنا المكتبة والأدراج ..وكل مكان بعثرت به يد أبي أوراقه رأسا على عقب.. حتى جمعنا كمّا كبيرا من نصوصه.. واكتفينا في البداية أن نقدم ثمانية وستين نصّا.. جمعناها في كتاب بعنوان “تصبحون على حب”.
** لم أجمع النصوص لأرد الدين فقط…
ولكن.. لم أجمع النصوص بين غلافي كتاب لرد الدين فقط.. ولا لأنني أشعر بامتنان لوالدي ومعلمي وأستاذي الأول فقط.. بل جمعتها لأنها نصوص منتقاة.. متميزة شكلا ومضمونا.. حزنت عليها أن تبقى قصاصات ورق تنام في جارور مكتبة أبي.. وهي نصوص تستحق أن ترى النور.. تطلّ علينا من صرح روائع الأدب العربي الفلسطيني المختارة المنتقاة.. تشكّل إضافة نوعية للمكتبة العربية.. تحتضن بين طيّاتها عددا من المواضيع القيمة الشيّقة.. التي تطرح كمّا من القضايا التي قد تجد حلا لكثير من التساؤلات التي طال فيها الجدل.. والجواب ما زال بعيدا عن اليقين تائها في دروب الشك.. في حضن الظنون والتّخمينات..
تتميز بعمق نفسي ومحاكاة للنفس.. لجميع مراحل عمر الانسان من الجنسين.
تتميز بجمالية اللغة والصور.. وجمال اللوحات الأدبية والمفاجآت التي تتوه بالقارئ بين غرابة الواقع .. وروعة الخيال.. مما يضفي عليها صفة عنصر التشويق.. ولن ننسى العناوين المميزة.. غير المألوفة لأغلب النصوص.
جمعت النصوص في كتاب لأنها –حقا- تستحق النشر والقراءة.
في قراءة سريعة للكتاب.. تناولت نصوصه عدة قضايا اجتماعية ونفسية مثل الاختلاف في مفهوم الحب بين من هم في سن المراهقة.. وبين من تخطى هذه المرحلة العمرية ووصل الى سن النضج.. بعد ان قطف الخبرة والمعرفة من الحياة.. ويصف مدى تأثير هذه المرحلة على الانسان حتى بعد وصوله سن الشيخوخة. جاء ذلك في عدة نصوص منها ” صغيرة على الحب.. وطفلة تستفز ذاكرة عجوز”.
وفي مجموعة أخرى من النصوص تحدث الكاتب عن الظلم الاجتماعي الذي يطول المرأة (الزوجة تحديدا) على يد – بعض- الأزواج.. وهي ظاهرة منتشرة .. فالرجل يركض وراء المرأة في بداية الأمر ليحصل عليها.. وبمجرد أن يضمن أنها أصبحت زوجته.. ويطمئن أنها ملكه.. تخرج عينه خارج بيت الزوجية.. يبحث عن أخرى.. حتى لو كانت المرأة المثالية التي يتمناها كلّ زوج.. أو يهملها ويلتفت الى أعماله دون مراعاة لشعورها.. ودون أن يوازن بين عمله وبيته.. فلا يتذكر أن هناك زوجة تنتظره ليل نهار.. وبالتالي تكون النتائج وخيمة.. وقد ظهرت هذه القضية في بعض النصوص منها: “مزهرية الورد” حيث بدأت العلاقة بوردة حمراء.. وانتهت حياتهما الزوجية بتحطيم مزهرية الورد بعد أن عاد لها زوجها بضرة.
كما ظهرت الفكرة واضحة في النص الرمزي الذي جاء بعنوان”عالأصل دوّر”… فقد كان البستاني يعتني بوردة جميلة في الحديقة أحبها وأطلق عليها لقب “ملكة البستان”…. وشعورا منها بالامتنان تخلت عن شوكاتها كي لا تؤذيه.. وبعد أن ضمن أنها مسالمة.. وضعها في مزهرية في البيت وأهملها.. والتفت الى بقية الوردات الجميلات في البستان ممن يحتفظن بالشوك.. فما كان منها الا أن استردت شوكها.. وعادت الى البستان وزرعت نفسها في الأرض من جديد. ففهم الرسالة وعاد يعتني ويهتم بها.
وقد جاءت الفكرة أيضا بأسلوب جميل في النصوص “اللي بتحب النبي تزغرد.. ودجاجتان وديك.. معقول.. ودوّت صافرة القطار و ترى هل فهمتني الآن الخ من النصوص التي كانت تطرح الموضوع ذاته بأساليب مختلفة.. لتلقي الضوء على قضية تستحق النقاش.”
كما تناول قضية هامة يعيشها مجتمعنا وهي تزويج الفتيات لرجال بعمر أجدادهن، وتأثير ذلك على الطرفين (الزوج والزوجة).. حيث جاء النص بأسلوب رمزي جميل.. وبتحليل نفسي سليم.
كما تطرق الى حرمان البنات من الميراث..من خلال نص “وياه يا هالدنيا”.
وقد أبدع الكاتب في وصف نفسية الزوج الشرقي..الذي طلّق زوجته بعد أن علم أنها تعلم بمعرفته بأنه قد كان لها علاقة سابقة برجل آخر قبل زواجها.. ولم يكن لديه أي مشكلة قبل ذلك.. فالمشكلة لم تكن علاقتها السابقة!!!!! بل معرفة الزوجة بعلم الزوج بالأمر!!! وذلك في نص (وغفت عين رجولته).. هذه قضية فعلا تستحق النقاش.
وقد أظهر الكاتب دور المرأة الحكيمة في إنقاذ قارب حياة أسرتها.. حيث وصلت به الى شاطيء الأمان بذكائها وحسن تصرفها.. حيث جاء ذلك في نص ” السمكة وخاتم سليمان”.
نعم.. لقد حاول الكاتب أن يعطي المرأة حقها في نصوصه.. ولكنه لم يغفل عن التطرق لحق الرجل أيضا.. فلا عجب.. – فهو رجل-.. لا يستطيع أن يخرج من دائرة مجتمعنا الذكوري.. ولا زال في الباطن يعلق أخطاء الرجل على مشجب المرأة- حتى ولو بدا موضوعيا.. فقد جعل من الرجال ضحايا للنساء.. وجعل من المرأة شيطانا في بعض نصوصه.. ويظهر ذلك في نصين هما: ” المرأة والشيطان.. وصائدة الرجال”.
أما مرحلة الطفولة.. فقد أعطاها السمان حقها من خلال عدة نصوص وردت في الكتاب.. فهي مرحلة لا تنسى .. تعيش في داخلنا مدى ما أعطانا الله من عمر.. وقد عرّج الكاتب من خلال نص بعنوان: (سرقت قوس كيوبيد) الى تأثير تربية الوالدين وانعكاسها على بناء شخصية الأطفال.. حيث ألقى الأديب الضوء على الاسلوب القاسي التعسفي في تعامل بعض الآباء مع بناتهم خاصة من يؤمن منهم بالمثل المدمّر: ( وضعوا المرأة في كيس مع إبليس.. فخرج ابليس من الكيس يستغيث).. حيث جاء في النص مدى تأثر وانعكاس هذا التعامل على الابنة .. فقد كان سببا في قتل كل شيء جميل في حياتها.. وسلب الفرحة من قلبها.. وسرق البسمة عن شفتيها.. وكبرت ولم تستطع استردادهما رغم بعدها عن أبيها.. فعاشت أسيرة الحزن والشقاء.
كما ظهرت الفكرة بأسلوب آخر جميل وعميق في نص “للحب دمعة قهر”.
أما نص ( طنجرة الموت).. والذي جاء عنوانا موفقا جدا… يعرض الفكرة ذاتها من زاوية أخرى.. أكثر عمقا.. فقد كانت الطنجرة – التي اتخذتها الأمّ طبلة.. تضرب عليها.. تتخذها أداة إيقاع موسيقية.. لترقص الابنة وتهز خصرها سعيدة.. فخورة بقوامها- سببا في إنهاء حياتها على يد أخيها.. بعد أن وصل بها الأمر الى طاولات الخمر والقمار.. فالتربية في الصغر.. كالنقش في الحجر.
وكذلك عرض الفكرة بأسلوب غاية في الجمال من خلال ( الكذب لسان الشيطان).. فقد استرد الشاب أمواله بسبب لحظة صدق. وهذه دعوة من الكاتب بضرورة التحلي بصفة الصدق.
وتناول السمان ظاهرة العقوق أيضا.. وأن الأسرة دائما تكون الحضن الذي يحتوي أخطاء الابن.. من خلال نص “بنات هالأيام”.
كما كان للأصالة .. وللقديم والمعتقدات وتأثير الخرافات حصة في المجموعة.. من خلال النصين (أرجيلة جدي) و”من خراريف زمان”
تبسمك في وجه أخيك صدقة.. مقولة آمن بها الكاتب وأفرد لها نصا جميلا من خلال “جارتي .. بارك الله بها”. ولم يهمل حاجة الحفيد الى الجد وحاجة الجد إلى الحفيد.. ومفهوم الموت لدى الطفل من خلال نص جميل جاء بعنوان “طال الانتظار”
أما مشكلة الكاتب العربي.. ومعاناته.. فمردود كتاباته لا تطعمه خبزا.. حيث يضطر الى اللجوء لأي عمل آخر.. كي يعيش هو وأسرته عيشة كريمة.. ويأتي ذلك على حساب إبداعاته. رأيت في نص ( ذكريات عجوز) دعوة للحكومات العربية بتبني الأدباء وتفريغهم.. كي لا تبقى ابداعاتهم مدفونة في صدورهم.
لقد وضع الكاتب خبرته طيلة السنين.. فقد تعلم من الحياة الكثير الكثير.. وهو يقدم لنا زبدة هذه التجارب وهذه الخبرات.. فالزمن دوّار.. جاء ذلك في نص “احرص مكر الفقر”
ولا زال هناك أمل.. فلا تقنتوا من رجمة الله.. من خلال نص “صخرة الانتحار”
حوار أبكاني .. جاء بعد أن فرض الاحتلال منع التجول على احدى البلدات الفلسطينية في احدى الأعياد.. جاء ذلك في نص: “سأعود وألبس حذائي الجديد”
قال الطفل: هيا يا أبي.. ألا نذهب لصلاة العيد؟
قال الأب وكلماته تقطر أسى: لا.. لا يوجد عيد اليوم يا ولدي.
قال الطفل والدمعة تسبق لسانه: لماذا يا أبي؟
– مرّ العيد من هنا يا ولدي قبل قليل.. لكنه تاه عن بلدتنا.. لم يعرفها.. قال هذا بلد جديد.. الوجوه غير الوجوه.. والطريق غير الطريق”.
كم هو قاس هذا الحوار.. بين أب وطفله.. حوار مؤثر ومعبر جدا.. يعكس واقعنا المرير.. ولكن الكاتب أنهى النص بالأمل.. حين سأل الطفل:
– ألن يعود يا أبي؟
– سيعود يا ولدي.. لقد وعد.. وهو لا يخلف المواعيد.
– متى؟
– عندما يعود الربيع الأخضر.. والوجوه التي كان يعرفها تعود وتتكرر.
أما الربيع الأخضر فقد كان له أيضا حصة في النصوص من خلال العنوان: ( امبراطور.. وليس مديرا).. وهو يرمز لبعض الثورات التي لم تحقق السعادة للشعوب بل زادت من معاناتها.
وقد أفرد الكاتب ملفا خاصا في نهاية الكتاب.. أسماه أدب الفيس بوك.. جاء من خلال ستة نصوص.. أراد أن يقول بها الكاتب باختصار.. ألله يرحم من بكاني وبكي عليّ.. ولا يرحم من أضحكني وضحك عليّ.
فيبدو أن العلاقات الاجتماعية.. والمحسوبيات.. أصبحت ميزان تقييم النصوص التي تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي الختام.. لقد قدم لنا الكاتب من خلال مجموعته الأدبية زمرة منتقاة من النصوص الراقية.. بلغة السهل الممتنع.. فلم تكن نصوصا جميلة بلغتها الأدبية فقط.. بل بمضمونها العميق المفيد.. والذي قد يحتاج الى أكثر من قراءة .. للوصول الى عمق المعنى الذي قصده الكاتب.
وقال جميل السلحوت:
بداية يجدر التنويه بأن كاتبنا جمعة سعيد السمان المولود عام 1935 في القدس، لم يفكر يوما بأن تصدر كتاباته في كتاب ورقي، فقد انشغل الرجل بعمله التجاري، لكنه لم يبتعد عن الثقافة، فهو مطالع جيد، وربّى أفراد أسرته على المطالعة وحب الثقافة، وكان يكتب ما يجول في خاطره، ويلقيه كيفما تيسر في جنبات بيته، وتردد على ندوتنا المقدسية”ندوة اليوم السابع” منذ تأسيسها في آذار-مارس- 1991.كان يأتي هو وأسرته، يكتب رأيه في الكتاب موضوع النقاش، يقرأه أمام الحضور، ويناقش في المواضيع التي تطرح، ويبدي رأيه بتواضع جمّ، دون ادعاء أو مزايدة على أحد، وعند ظهور شبكة المعلومات الألكترونية”الانترنت” نشر بعضا من كتاباته على بعض المواقع الأدبية، ولا يفوتنا هنا ذكر كريمته الروائية ديمة، وهي أحد المؤسسين الرئيسيين للندوة، فهذه الأديبة المقدسية كانت ولا تزال وستبقى فخورة بوالديها، وبفضل والدها عليها، حيث حبّب اليها المطالعة منذ نعومة أظفارها، وكان يقرأ لها بعض قصص الأطفال قبل أن تتعلم الأبجدية، ويروي لها بعض الحكايات، ويتناقش معها في كل ما يقرآنه، وكأني به قد اكتشف موهبتها الابداعية في سنّ مبكر، فأراد صقلها منذ البداية، وهو القارئ الأول والناقد  الأول لمخطوطات روايتها، وكانت تستمع له وتثق بصحة آرائه، فتأخذ بها قبل أن تعرضها على أي شخص آخر ممن تثق بقدراتهم على تقييم الأعمال الأدبية، وعندما صدرت روايتها الأولى”القافلة” في العام 1991 كانت فرحته بها أكثر من فرحة صاحبة الرواية، وكأني به يرى جهوده قد أثمرت وأتت أُكلها.
فما كان من الابنة الروائية إلا أن فكرت بردّ الجميل لهذا الأب الرائع، ففكرت أن تفاجأه بعد أن بلغ من العمر سبعة وسبعين عاما مفاجأة سارة له ولها، فجمعت بعضا من كتاباته، وقدمتها لدار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، لتصدر في كتاب ورقي، وقد نجحت في مفاجأتها حيث أدخلت السرور الى قلب الوالد، وكأني بها ترد له شيئا من جمائله العديدة عليها، فنعمت البنت البارة بوالديها، ونعم الأب الذي رعى ابنته رعاية فائقة.
وكاتبنا جمعة سعيد السمان الذي لم يخطط يوما بأن يكون كاتبا، بل كان بشكل عفوي يرسم على الورق ما يدور في خلده، فيزيل همّا من صدره، لم يفكر يوما أن ينشر كتاباته في كتاب، جاءت كتاباته عفوية كعفويته وطيبته، وهذا سرّ جمالها، وقد تفاوتت مواضيعه بين المقالة الأدبية، والخاطرة، وبعضها كان يقترب من القصة دون أن يقصد كتابة القصة، وبعضها جاء على شكل حكاية أيضا، فقد أراد طرح بعض القضايا الاجتماعية سواء كان يؤيد ترسيخها وتعميمها، أو أراد فضحها وتنفير القارئ منها، فمثلا في:
“لا تنس نفسك…فتتيه”ص37 هذا النص جاء على شكل حكاية من حكايات كليلة ودمنة، ليعالج قضية زواج كبار السن من فتيات صغيرات أو قاصرات، محذرا من عواقبها الوخيمة، وقد جاءت الحكاية حول عصفورة وقعت في شباك صياد، وتركت صوصتها الصغيرة في العش، فافتقدت الصوصة أمّها، فهرع لنجدتها عصفور كبير السن، فاعتنى بها وأطعمها وعلمها الطيران، وأوقعها في حباله، فتزوجها”تزوج العصفور العجوز بالعصفورة الفتية، وكان الفرح أياما عاشتها في حب وسعادة ووئام”ص38، فانتبه العصفور العجوز الى قواه الخائرة، وأنه لم يعد قادرا على حمل الأعباء الزوجية، فقال في نفسه”زوجتك باتت تشتاق الى الفراخ…وأنت عجوز ما عاد فيك خير ولا فلاح”ص38. وانتبه متأخرا بأنه لم يعد كفؤا لأنثاه” طلّ برأسه خارج العش…رأى عصفورته تغازل ابن الجيران…عصفور فتيّ آية في الأناقة والجمال…………..طار العصفور الى عشّه وتبعته العصفورة بجناح الحب…وعلا صوت التغريد أنغاما”ص39.
وفي قصة”تاه الميزان…هل حقا هذا حرام”ص62 ينحاز الكاتب الى المسحوقين من عمال وفلاحين، فيطرح قصة بستاني أجير في بيارة برتقال، كيف طرده صاحب البيارة من عمله واشتكاه الى الشرطة فسجنته شهرا بتهمة السرقة، لأنه حمل معه بضع برتقالات لأبنائه، فانتقم الله من صاحب البيارة فأنزل عليها المطر طوفانا”لم يبق على أرض البستان زرع ولا شجر….وباتت الأرض جرداء”ص63 وهذا النص فيه مقومات القصة.
وفي المقال بعنوان”كفى أيها الزعيم”ص149 يعالج الكاتب قصة بعض الكتاب والمثقفين الذين يبيعون أنفسهم لذوي الشأن من أصحاب القرار، فيسيئون لأنفسهم ويتساقطون بمكانتهم، تماما مثلما هي المرأة الجميلة التي تبيع جسدها لذوي الشأن الدنيوي”لكن لعنة الملائكة تبعتها…أشقتها…ما رأتها عين إلا لعنتها…فما سعدت بجنة ولا حصدت ثمرا من بؤس ذلّ كرامتها”.ص 150.
ويبدو أن العلاقة بين الرجل والمرأة، بصحيحها وبما يشوبها من أخطاء وسلبيات كانت تؤرقه، فأخذت حيزا كبيرا من مضامين كتاباته، ومن هنا جاء اختيار ابنته لعنوان مجموعة النصوص المنشورة في الكتاب” تصبحون على حب” وهو اختيار موفق جاء عنوانا لأحد النصوص صفحة 46، وواضح أن كاتبنا في كتاباته منحاز الى المرأة، كونها صاحبة الحقوق المهضومة في مجتمعاتنا الذكورية، وهو يريد علاقة متكافئة بين الرجل والمرأة في حدود الشرع والدين، كل منهما يعطي واجباته، ويأخذ حقوقه.
وكاتبنا في نصوصه هذه، طرح تجربته الحياتية، وهي تجربة غنية، فانتقد، ووجّه، وقد نجد شيئا من شخصيته في نصوصه، ولا غرابة في ذلك، فكل الكتاب يكتبون شيئا من سيرتهم في كتاباتهم دون أن ينتبهوا لذلك.
ولغة كاتبنا بليغة فيها تشبيهات وكنايات واستعارات، وإن شابتها بعض الأخطاء النحوية.
ومن الخليل كتبت ياسمين الحداد:
كتاب”” تُصبحونَ على حب”
هو كتاب يضم مجموعة نصوص أدبية للكاتب “جمعة السمان”
لكن لو كان اسمه قصص وعبر لكان وقعه أكثر من نصوص حسب رأيي الشخصي.
إبداع وعبر وحكم وصور فنية بقالب إجتماعي، كل نص فيه زهرة من الحياة بحلوها ومرها من عصافير البستان والحب الصادق، لكنه غير مكتمل بفعل ما يسمى حب أقوال بدون أفعال ….تناول الكاتب قصص حب الشباب هذه الأيام، من ولع الحب في أول اشتعاله وانطفائه عند أول هفوة بين المحبان، ومن أجمل نصوصه وصف الحب والغرور في “دجاجتين وديك”
وعباءة جدي التي تظهر-عادة ما زلنا نتمسك بها- تفسد الجيل بكثرة الدلال.
وما لفت نظري نص ” هل القمر بخيل” هو ما نراه ظاهرا، وننسى ما نستمد منه النور والدفء .. كحنان الأمّ لا نستشعر به إلا بعد فراقها .. والعبرة من الباطن المخفي وراء القشور الزائلة …..
وحلم عصفورة … لحب صغير لم يكتمل وقد لامس قلبي بكل وجدان وأدب الفيسبوك
ووضع آلياته وصوره المزيفة والمجاملة الكاذبة من وراء تسليط الأضواء على كل من طرح موضوعا للنقاش أو خط ما يسمى شعرا أو أدبا.
والشرح يطول كاتبنا الحكيم ” جمعة السمان” وهي قصص ملجأ وقاموس لنا لمواقف في الحياة نستمدها هنا بدون تردد وبكل وقت وزمان…..
وشارك في النقاش عدد من الحضور منهم: سمير الجندي، مرفت مسك، د.اسراء أبو عياش، سامي الجندي، خليل سموم، نبيل الجولاني، محمود شقير، وطارق السيد.

تصبحون على حبّ في اليوم السابعالقدس: 06-12-2012 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافة الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس كتاب” تصبحون على حب” للكاتب المقدسي جمعة سعيد السمان، والذي صدر قبل أيام قليلة عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس. ويقع الكتاب الذي يحمل غلافه الأول لوحة للفنان التشكيلي علاء البابا في 154 صفحة من الحجم المتوسط.
بدأ النقاش محمد عليان فقال:
وانت تقرأ  نصوص  الكاتب جمعة السمان ” تصبحون على حب ”  فانت تمضي  احلى الاوقات واجملها وتحتسي  من كأس العشق حد الارتواء و تثمل من جمال اللغة  وتنهل من العلم والحكمة والمعرفة متى تشاء .
نصوص السمان  تحرك فيك الاحساس بالحب والجمال ، تشحن حياتك بالامل  وتضيء امامك الدروب التي لم تكن سالكة من قبل . تتذكرها دائما  ولا تغيب مع زحمة النصوص .. ” تصبحون على حب ” حكايات  ادبية ، قصيرة  ،  بلغة جميلة ، مكثفة المعاني  ، رسالتها واضحة وعميقة ، مشبعة بالعبر والحكمة والاخلاق الحميدة والدروس الحياتية المفيدة ، فيها توجيه للصغير وعبرة للكبير وثورة على الشر ودعوة للخير ..
” تصبحون على خير ” خلاصة تجربة عميقة وثقافة عالية ووعي يشمل معظم مناحي الحياة اليومية للكاتب الذي  ما فتئ يؤثر ويتأثر من الاحداث اليومية والمشاكل الحياتية والظواهر الاجتماعية المختلفة .. كتبها باحساس عميق ولغة بسيطة  ، يفهمها البسيط والمثقف ، ونشرها في مواقع الكترونية  في اوقات متفاوته ليقرع من خلالها الجرس وينقل عبرها رسالته النبيلة .. ولم يكن ، يبغي الشهرة والغرور ، ولا فرض الرأي والموقف ، ولم تراوده ، وهو في هذا السن المتقدم ، فكرة تجميع ما خطه قلمه من خواطر وحكايات ، ونشره في كتاب ، فهذا ، كما قال غير مره ، لم يخطر على البال وان كان سهل المنال . وبقي الامر على هذا الحال ، حتى فاجأته ، ابنته الكاتبة المبدعة  ديما السمان التي ادركت باحساسها المرهف ان تجميع الاوراق المتناثرة سيكون اجمل هدية في عيد مولد هذا الشيخ  الحكيم .
في ” تصبحون على حب ” يرفع الكاتب من شأن الحب ويحط من مشاعر الحقد والكراهية وينبذ الغرور والعلياء( بضم العين ) ويحث على العلم والمعرفة ويحذر من الجهل والخواء . في ” تصبحون على حب ” ، فيها يكبر الحب وتزهو اللغة ويسمو الجمال وتصير القصيدة برقة المطر . ” تصبحون  على حب ” هذا ما تمناه لنا الكاتب وها نحن  قد  اصبحنا على حب .
وتحدثت نزهة أبو غوش فقالت:تتراوح نصوص الكاتب ما بين الخاطرة، والحكاية، والقصّة القصيرة.تعددت صور الحبّ في كتابات السّمان، حيث نراها مرّة صورة الأُسرة المتكاثفة المحبّة لأَفرادها، صورة لحبّ الأَب لأَبنائه، والجدّ لأَحفاده؛ صورة عاشق ومعشوقة جمعهما الزّمان، ومرّة صورة حبّ غلب عليه الغدر والخيانة، وصورة أُخرى لمحبوب تعذّب لفراق محبوبته، وأُخرى لعاشقة تركها المعشوق، وصور كثيرة لضحايا الحبّ في مجتمع لايرحم. من هنا نلحظ مدى العلاقة ما بين عنوان الكتاب – تصبحون على حبّ- والمضمون.كانت صور الحبّ المتعدّدة وسيلة أَوصل بها الكاتب فكرته وفلسفته عن الحياة بحلوها ومرّها، حيث حملت هذه الأَفكار ملامح ثقافته، وحضارته، وتاريخه كإِنسان عربي يعيش في مجتمع مؤطّر تحكمه العادات والتّقاليد.    عمد الكاتب لوضع نهاية لكلّ نصّ، انتصر فيها الخير على الشّر، فكانت هذه النّهاية بمثابة  الحل المباشر للمشكلة الّتي خلقها  في نصوصه، فجاءّت حلولًا  تعكس رؤيته وقناعته وحكمته الّتي اكتسبها من الحياة علّى مرّ سنوات طويلة من عمره؛ فكانت على الأَغلب بشكل نصيحة أَوعظة للقاريء. أَمّا بالنسبة للشخصيّات فهي محدودة بقدر ما يحتمل النّص. فهي على الأَغلب شخصيّات إِنسانيّة واقعيّة من رحم المجتمع، وأحيانًا أُخرى من الحيوانات أو النّباتات.  استطاع الكاتب من خلالها توصيل فكرته بشكل واضح ومباشر.    تتميّزكتابات جمعة السّمان بقربها من القصص الشّعبيّة، حيث تتميّز بهاجسها الاجتماعي فهي ليست حكاية خرافيّة، أو حكاية بطوليّة. موضوعاتها تقتصر على العلاقات الاجتماعيّة والاُسريّة. هي واقعيّة تركّز على تفاصيل الحياة والهموم اليوميّة. تخلو من التّأمُلات الفلسفيّة. تسير في اتجاه خطي واحد وتحافظ على تسلسل منطقي، ينساب في زمان ومكان حقيقي، ولها رسالة تعليمية.اللغة في نصوص السّمان سلسة مبسّطة كثرت بها المحسّنات البديعية والتّشبيهات والاستعارات. ” والوحل بات فوقها كالأَسد والفريسة غزال”” هل رأيت فأْرًا بين براثن قطٍ يتسلى ويتلذّذ؟ هكذا كانت السّفينة بين جبال الموج وأودية قعر البحر تتعذّب” ص14.بدا التأْنيس واضحًا في لغة السّمان: ” السّيل قد لوى عنق الزّهرة” . “طلّت الشّمس بعينها من خلال فجوة بين الغيم.” كذلك استخدم الكاتب اسلوب السّجع الجميل الغير متكلف.” كانت عباءّة جدّي الحصن الحصين..والملاذ الأَمين”استخدم الكاتب الطّبيعة بشكل بارز كصوَرٍ للتشبيهات والاستعارات، حيث أَضافت جمالا للّغة، فأَكثر من استخدام الشّمس والغيوم والقمر والنّجوم، والعصافير والبحر والأمواج…وغيرها.غلبت على النّصوص عواطف مرهفة حسّاسة، بدا الحبّ فيها رومانسيًّا عذريًّا.
وقالت رفيقة عثمان:
احتوى الكتاب على  عدد من النصوص الأدبيّة: القصص القصيرة، والأقصوصة، والخاطرة، والحكاية، والمقالة الأدبية.الجانب العاطفي في نصوص كتاب تصبحون على حب: اهتم الكاتب في صياغة معظم نصوصه بالأفكار المشحونة بالعاطفة الجيَّاشة،  فمتب عن العشق، والحب، ووصف علاقة المحبين بطريقة تجعلك تفكر بأن الكاتب شاب يتقن أساليب، وفنون المحبين في هذا الجيل؛ إن الحب والعشق ميزتان هامتان تحتلان الصدارة في كتابات كاتبنا في نصوصه، كما ورد صفحة 16 في قصة “مزهريَّة الورد” كانت تنشي الفتاة.. تتلفت يمينً وشمالا.. كانت خطواته خلفها تُدخل في القلب الأمان… ما أشقى القلب إذا ما ابتعد عنه الأحباء والخلان. أوجع الفراق قلب الفتى.. وبات القلبان في عذاب الحب نارا.” كذلك صفحة 74، في قصّة تاه القمر وأظلمت السماء “واجتمع الحبيب والحبيبة على قمة الجبل، عند الكوخ القديم.. يطلّ عليه علياء القمر، والسماء الفسيحة، ساحة فرح، والنجمات آهات طرب، تتهادى مع اللحن الجميل”. صفحة12، قصة، ليلة لا تنسى، “اطمئني حبيبتي، فالليلة ليلة العاشقين، لن يتعرف عليها النسيان، ولها في الذاكرة حضور لا ينتهي”. في قصة للحب دمعة قهر، صفحة 24، ” مضت الأيام، والانتظار يأكل قلب الحبيب فكان بعد كل رسالة يعصر عين الصبر، يذيِّل بها الرسالة، دليل الحب والشوق”. في قصة تصبحون على حب، وليس على استبعاد الحب، ” الحب شخصية، كيان، وجود، ميزة في المحبوب لا تكون موجودة عند أحد، ولا يراها أحد سوى الحبيب”. هذه القصة تحمل عنوان الكتاب.عاطفة الكاتب نحو المرأة: امتازت عاطفة الكاتب بالانحياز نحو المرأة، والتعاطف معها، وإنصافها في بعض المواقف، كما ورد في قصة غفت عين رجولته، صفحة 89، ” قالت، الى جهنم وبئس المصير، والله إن جهنم أرأف، وأرحم بك من العيش مع زوجة نسيجها من كرامة، والأصل كريم عريق”.  كذلك في قصة عتاب عاشقة، صفحة 111 ، “سحبت يدها، والعتاب ملء العين، خنت العهد صديقي، ما هذا اللسان فيه براءة الصديق، هو حب قلب، يقطر الكلام منه عشقًا، وقد برئت من العشق منذ سنين، واقفلت أبواب القلب، وما عاد لمثل هذا العشق القلب طريق.” في قصة دجاجتان وديك، ” صفحة 129، عندما انصف الكاتب الزوجة الأولى، (الدجاجة)، ونصَّبها ملكة على العرش، وندم الزوج على زواجه من الزوجة الثانية، عاقبها بنتف ريشها، وموتها قهرًا.”. في قصة زلة لسان، ” غضب الزوج غضبًا شديدًا، شتم ولعن، وضرب، وكان بذيء اللسان. استفزت الإهانة الزوجة، وكانت أصيلة حرَّة، ذات حسب ونسب، وجاه، ومال، ورجال. ارتدت الى بيت أبيها، وكان العزم تصميمًا على الطلاق، فالحرة لا تسمح لكرامتها أن تمس أو تهان.”. هما نجد بأن الكاتب اختار نهاية للقصة، بأن حفظ للمرأة كرامتها، وعزَّة نفسها.. وهنالك قصص توحي بعدم التعاطف مع المرأة، كما ورد صفحة 36، في قصة صائدة الرجال، كذلك قصة المرأة الشيطان صفحة 103، وصف المرأة بالشيطان، والتي كانت سببًا في الخطيئة، وانصف الرجل الذي قتل حبيبته، وتاب عن فعلته؛ فأحبه الناس، لم ترُق لي تلك النهاية، بهذه الحالة اصبح الرجل ذا خطيئتين معًا، الوقوع بالخطيئة، وقتل الروح. الرجل، والمرأة شيطانان، وليس المرأة لوحدها. عاطفة الكاتب نحو الأرض، والوطن: كما ورد صفحة 23، ” في قصَّة: باع نفسه بدولار، “بخلت على أرضك، بشبابك، وجئت اليوم تثقل عليها بعقوقك، وثقل وزنك وخطواتك.” . “إن غفر لك قلبي، فلن تغفر لك الأرض هذا العقوق، والنكران.”.  في قصة السمكة وخاتم سليمان، أبرز حكمة المرأة، وتدبيرها، وحنكتها، وقدرتها على التكيف مع الواقع الصعب، على عكس الزوج الحالم، والخيالي الذي ينتظر الغنيمةامتازت نصوص الكاتب بالكتابة الجريئة، والرمزيَّة أحيانًا أخرى كما ورد صفحة 129، قصة دجاجتان وديك، والتي تخفي من ورائها الحكمة، وخلاصة التجارب الحياتيَّة.؛ كان حضور بارز في كتابات كاتبنا، للظواهر الطبيعية، والتي مثَّلت دورًا هامًا في الوصف، والتهيئة، مما أضاف رونقًا، وإطارًا جميلًا لمحتوى النصوص، خاصَّة الشمس، وشعاعها الذي تكرَّر في معظم النصوص.لغة الكتاب بسيطة، وسهلة، تتيح القراءة لكافة المستويات، في الحقيقة يعتبر كتاب، “تصبحون على حب” كتابًا جديرًا بالقراءة، لاشتماله على خلاصة خبرات انسانيَّة  قيِّمة، جُمعت في طيَّات هذا الكتاب؛ لكاتبنا المقدسي جمعة السمَّان.ما راق لي، بان ابنته الروائيَّة ديمة، جمعت هذه الكتابات، وقصاصات الورق المبعثرة، وسعت بنشرها دون علم والدها، وأهدته الكتاب، كهديَّة في يوم ميلاده. ما أروع هذه المبادرة! وما أروع وقعها على الوالد، والعائلة، وعلينا جميعًا!.

وقال محمد سويلم:
تصبحون على  حب، نعم هو حب الوطن، و حب العائلة والأهل  والأصدقاء والناس، بعد هذا العمر وعلى رأي المثل كل وعاء بما فيه ينضح، فوعاء الأستاذ جمعه السمان مليء بالحب لكل شيء للبشر،للشجر للحجر للبحر، لكل شيء نضح لنا من وعائه تجارب من حياة معاشه في الحب والحنان والأسرة من أب وأمّ، من قطار الزمن وتجارب الحياة حلوها و مرّها .
كتب بلغة بسيطة سهلة الفهم والمعنى والهدف، كتب بلغة استاذ يعلم أبناءه الحياة صعوبتها و خشونتها، وحتى أ نه لم ينس نعومة الحياة وهناءها، وأن السعيد  اتعظ من بغيره والشقي من اتعظ بنفسه .
كتب عن الغربة  والاغتراب وأفعال الزمان ونسيان الأعراف والانحراف وراء السراب،  وعن الحب امتثالا للقول ” الحب الحقيقي يعيش يا حبيبي بعلمنا نسامح ” كتب باسماء مستعارة وعلى لسان الطير و الحيوان حتى لا يسبب ألما لأحد، ولسان حاله يقول صدقوني هذا ما حصل، هذه تجربتي في الحياة أنقلها اليكم بكل أمانة  وثقة عن الشيء وضده، الجوع و الشبع، الطمع والكرم  والحاج،  الحرمان  والانتماء، القدر الوقاحة والوفاء . خلاصة تجاربه ومعايشته، وما سمعه وعرفه من الأحوال في هذه الحياة، سعيد بهذه التجارب التي سمعت عنها الكثير في عملي في مجال الخدمة الاجتماعية ورعاية القضايا الاجتماعية  وأحوال الناس .
وقالت ديمة السمان:من ذكريات طفولتي.. لملمت قصاقيص ورقية كُتِبَت عليها نصوص أدبية لأبي.. وجمعتها في كتاب .”تصبحون على حب” مجموعة نصوص للأديب المقدسي جمعة سعيد السمانتطلّ علينا من صرح روائع الأدب العربي الفلسطيني.
من ذكريات حضن دافئ…من ذكريات يد حنون…من ذكريات قلم لم تكن تسعه يدي .. هو أطول من أناملي…من ذكريات كتب لم تسعها حقيبتي.. وضاقت بها مكتبتي…من ذكريات قصص ما قبل النوم.. .من ذكريات قبلة تصبحين على خير يا أميرتي الصغيرة. من ذكريات تلك الأيام وقد طار العصفور.. وبنى لنفسه عشا .. وأصبحنا”ديكا ودجاجة وثلاثة فراخ”.. ما زلنا نهرب الى ذلك الحضن.. حضن أبي.. نغبّ منه حبا وحنانا وعلما.. حيث الأمان وراحة النفس وغذاء الروح.أما اليوم وقد وجدتها فرصة أن أرد الدّين ليد وقلب وكرم كان فيهم العطاء حلما..فأخذت ألملم حكايا وحداويث وقصصا مكتوبة على الدفاتر.. أو قصاصات ورق كنّانقرأها ونتناقش ونتحاور معه بها.. ثم يضعها على رفّ من رفوف المكتبة.. أو في أحد جواريرها.. أوحتى يتركها على الطاولة.كان من عادته أن لا يلتفت الى كل ما انتهى من كتابتة وقرأناه وتناقشنا معه به.فكان علينا أمام هذه الفوضى مهمة صعبة أنا والوالدة.. قلبنا المكتبة والأدراج ..وكل مكان بعثرت به يد أبي أوراقه رأسا على عقب.. حتى جمعنا كمّا كبيرا من نصوصه.. واكتفينا في البداية أن نقدم ثمانية وستين نصّا.. جمعناها في كتاب بعنوان “تصبحون على حب”.** لم أجمع النصوص لأرد الدين فقط…ولكن.. لم أجمع النصوص بين غلافي كتاب لرد الدين فقط.. ولا لأنني أشعر بامتنان لوالدي ومعلمي وأستاذي الأول فقط.. بل جمعتها لأنها نصوص منتقاة.. متميزة شكلا ومضمونا.. حزنت عليها أن تبقى قصاصات ورق تنام في جارور مكتبة أبي.. وهي نصوص تستحق أن ترى النور.. تطلّ علينا من صرح روائع الأدب العربي الفلسطيني المختارة المنتقاة.. تشكّل إضافة نوعية للمكتبة العربية.. تحتضن بين طيّاتها عددا من المواضيع القيمة الشيّقة.. التي تطرح كمّا من القضايا التي قد تجد حلا لكثير من التساؤلات التي طال فيها الجدل.. والجواب ما زال بعيدا عن اليقين تائها في دروب الشك.. في حضن الظنون والتّخمينات.. تتميز بعمق نفسي ومحاكاة للنفس.. لجميع مراحل عمر الانسان من الجنسين.تتميز بجمالية اللغة والصور.. وجمال اللوحات الأدبية والمفاجآت التي تتوه بالقارئ بين غرابة الواقع .. وروعة الخيال.. مما يضفي عليها صفة عنصر التشويق.. ولن ننسى العناوين المميزة.. غير المألوفة لأغلب النصوص.جمعت النصوص في كتاب لأنها –حقا- تستحق النشر والقراءة.في قراءة سريعة للكتاب.. تناولت نصوصه عدة قضايا اجتماعية ونفسية مثل الاختلاف في مفهوم الحب بين من هم في سن المراهقة.. وبين من تخطى هذه المرحلة العمرية ووصل الى سن النضج.. بعد ان قطف الخبرة والمعرفة من الحياة.. ويصف مدى تأثير هذه المرحلة على الانسان حتى بعد وصوله سن الشيخوخة. جاء ذلك في عدة نصوص منها ” صغيرة على الحب.. وطفلة تستفز ذاكرة عجوز”.وفي مجموعة أخرى من النصوص تحدث الكاتب عن الظلم الاجتماعي الذي يطول المرأة (الزوجة تحديدا) على يد – بعض- الأزواج.. وهي ظاهرة منتشرة .. فالرجل يركض وراء المرأة في بداية الأمر ليحصل عليها.. وبمجرد أن يضمن أنها أصبحت زوجته.. ويطمئن أنها ملكه.. تخرج عينه خارج بيت الزوجية.. يبحث عن أخرى.. حتى لو كانت المرأة المثالية التي يتمناها كلّ زوج.. أو يهملها ويلتفت الى أعماله دون مراعاة لشعورها.. ودون أن يوازن بين عمله وبيته.. فلا يتذكر أن هناك زوجة تنتظره ليل نهار.. وبالتالي تكون النتائج وخيمة.. وقد ظهرت هذه القضية في بعض النصوص منها: “مزهرية الورد” حيث بدأت العلاقة بوردة حمراء.. وانتهت حياتهما الزوجية بتحطيم مزهرية الورد بعد أن عاد لها زوجها بضرة.كما ظهرت الفكرة واضحة في النص الرمزي الذي جاء بعنوان”عالأصل دوّر”… فقد كان البستاني يعتني بوردة جميلة في الحديقة أحبها وأطلق عليها لقب “ملكة البستان”…. وشعورا منها بالامتنان تخلت عن شوكاتها كي لا تؤذيه.. وبعد أن ضمن أنها مسالمة.. وضعها في مزهرية في البيت وأهملها.. والتفت الى بقية الوردات الجميلات في البستان ممن يحتفظن بالشوك.. فما كان منها الا أن استردت شوكها.. وعادت الى البستان وزرعت نفسها في الأرض من جديد. ففهم الرسالة وعاد يعتني ويهتم بها.وقد جاءت الفكرة أيضا بأسلوب جميل في النصوص “اللي بتحب النبي تزغرد.. ودجاجتان وديك.. معقول.. ودوّت صافرة القطار و ترى هل فهمتني الآن الخ من النصوص التي كانت تطرح الموضوع ذاته بأساليب مختلفة.. لتلقي الضوء على قضية تستحق النقاش.”كما تناول قضية هامة يعيشها مجتمعنا وهي تزويج الفتيات لرجال بعمر أجدادهن، وتأثير ذلك على الطرفين (الزوج والزوجة).. حيث جاء النص بأسلوب رمزي جميل.. وبتحليل نفسي سليم. كما تطرق الى حرمان البنات من الميراث..من خلال نص “وياه يا هالدنيا”.وقد أبدع الكاتب في وصف نفسية الزوج الشرقي..الذي طلّق زوجته بعد أن علم أنها تعلم بمعرفته بأنه قد كان لها علاقة سابقة برجل آخر قبل زواجها.. ولم يكن لديه أي مشكلة قبل ذلك.. فالمشكلة لم تكن علاقتها السابقة!!!!! بل معرفة الزوجة بعلم الزوج بالأمر!!! وذلك في نص (وغفت عين رجولته).. هذه قضية فعلا تستحق النقاش.وقد أظهر الكاتب دور المرأة الحكيمة في إنقاذ قارب حياة أسرتها.. حيث وصلت به الى شاطيء الأمان بذكائها وحسن تصرفها.. حيث جاء ذلك في نص ” السمكة وخاتم سليمان”.نعم.. لقد حاول الكاتب أن يعطي المرأة حقها في نصوصه.. ولكنه لم يغفل عن التطرق لحق الرجل أيضا.. فلا عجب.. – فهو رجل-.. لا يستطيع أن يخرج من دائرة مجتمعنا الذكوري.. ولا زال في الباطن يعلق أخطاء الرجل على مشجب المرأة- حتى ولو بدا موضوعيا.. فقد جعل من الرجال ضحايا للنساء.. وجعل من المرأة شيطانا في بعض نصوصه.. ويظهر ذلك في نصين هما: ” المرأة والشيطان.. وصائدة الرجال”.أما مرحلة الطفولة.. فقد أعطاها السمان حقها من خلال عدة نصوص وردت في الكتاب.. فهي مرحلة لا تنسى .. تعيش في داخلنا مدى ما أعطانا الله من عمر.. وقد عرّج الكاتب من خلال نص بعنوان: (سرقت قوس كيوبيد) الى تأثير تربية الوالدين وانعكاسها على بناء شخصية الأطفال.. حيث ألقى الأديب الضوء على الاسلوب القاسي التعسفي في تعامل بعض الآباء مع بناتهم خاصة من يؤمن منهم بالمثل المدمّر: ( وضعوا المرأة في كيس مع إبليس.. فخرج ابليس من الكيس يستغيث).. حيث جاء في النص مدى تأثر وانعكاس هذا التعامل على الابنة .. فقد كان سببا في قتل كل شيء جميل في حياتها.. وسلب الفرحة من قلبها.. وسرق البسمة عن شفتيها.. وكبرت ولم تستطع استردادهما رغم بعدها عن أبيها.. فعاشت أسيرة الحزن والشقاء.كما ظهرت الفكرة بأسلوب آخر جميل وعميق في نص “للحب دمعة قهر”.أما نص ( طنجرة الموت).. والذي جاء عنوانا موفقا جدا… يعرض الفكرة ذاتها من زاوية أخرى.. أكثر عمقا.. فقد كانت الطنجرة – التي اتخذتها الأمّ طبلة.. تضرب عليها.. تتخذها أداة إيقاع موسيقية.. لترقص الابنة وتهز خصرها سعيدة.. فخورة بقوامها- سببا في إنهاء حياتها على يد أخيها.. بعد أن وصل بها الأمر الى طاولات الخمر والقمار.. فالتربية في الصغر.. كالنقش في الحجر.وكذلك عرض الفكرة بأسلوب غاية في الجمال من خلال ( الكذب لسان الشيطان).. فقد استرد الشاب أمواله بسبب لحظة صدق. وهذه دعوة من الكاتب بضرورة التحلي بصفة الصدق.وتناول السمان ظاهرة العقوق أيضا.. وأن الأسرة دائما تكون الحضن الذي يحتوي أخطاء الابن.. من خلال نص “بنات هالأيام”.كما كان للأصالة .. وللقديم والمعتقدات وتأثير الخرافات حصة في المجموعة.. من خلال النصين (أرجيلة جدي) و”من خراريف زمان”تبسمك في وجه أخيك صدقة.. مقولة آمن بها الكاتب وأفرد لها نصا جميلا من خلال “جارتي .. بارك الله بها”. ولم يهمل حاجة الحفيد الى الجد وحاجة الجد إلى الحفيد.. ومفهوم الموت لدى الطفل من خلال نص جميل جاء بعنوان “طال الانتظار”أما مشكلة الكاتب العربي.. ومعاناته.. فمردود كتاباته لا تطعمه خبزا.. حيث يضطر الى اللجوء لأي عمل آخر.. كي يعيش هو وأسرته عيشة كريمة.. ويأتي ذلك على حساب إبداعاته. رأيت في نص ( ذكريات عجوز) دعوة للحكومات العربية بتبني الأدباء وتفريغهم.. كي لا تبقى ابداعاتهم مدفونة في صدورهم.لقد وضع الكاتب خبرته طيلة السنين.. فقد تعلم من الحياة الكثير الكثير.. وهو يقدم لنا زبدة هذه التجارب وهذه الخبرات.. فالزمن دوّار.. جاء ذلك في نص “احرص مكر الفقر”ولا زال هناك أمل.. فلا تقنتوا من رجمة الله.. من خلال نص “صخرة الانتحار”حوار أبكاني .. جاء بعد أن فرض الاحتلال منع التجول على احدى البلدات الفلسطينية في احدى الأعياد.. جاء ذلك في نص: “سأعود وألبس حذائي الجديد”قال الطفل: هيا يا أبي.. ألا نذهب لصلاة العيد؟قال الأب وكلماته تقطر أسى: لا.. لا يوجد عيد اليوم يا ولدي. قال الطفل والدمعة تسبق لسانه: لماذا يا أبي؟- مرّ العيد من هنا يا ولدي قبل قليل.. لكنه تاه عن بلدتنا.. لم يعرفها.. قال هذا بلد جديد.. الوجوه غير الوجوه.. والطريق غير الطريق”.كم هو قاس هذا الحوار.. بين أب وطفله.. حوار مؤثر ومعبر جدا.. يعكس واقعنا المرير.. ولكن الكاتب أنهى النص بالأمل.. حين سأل الطفل:- ألن يعود يا أبي؟- سيعود يا ولدي.. لقد وعد.. وهو لا يخلف المواعيد.- متى؟- عندما يعود الربيع الأخضر.. والوجوه التي كان يعرفها تعود وتتكرر.أما الربيع الأخضر فقد كان له أيضا حصة في النصوص من خلال العنوان: ( امبراطور.. وليس مديرا).. وهو يرمز لبعض الثورات التي لم تحقق السعادة للشعوب بل زادت من معاناتها.وقد أفرد الكاتب ملفا خاصا في نهاية الكتاب.. أسماه أدب الفيس بوك.. جاء من خلال ستة نصوص.. أراد أن يقول بها الكاتب باختصار.. ألله يرحم من بكاني وبكي عليّ.. ولا يرحم من أضحكني وضحك عليّ.فيبدو أن العلاقات الاجتماعية.. والمحسوبيات.. أصبحت ميزان تقييم النصوص التي تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي.وفي الختام.. لقد قدم لنا الكاتب من خلال مجموعته الأدبية زمرة منتقاة من النصوص الراقية.. بلغة السهل الممتنع.. فلم تكن نصوصا جميلة بلغتها الأدبية فقط.. بل بمضمونها العميق المفيد.. والذي قد يحتاج الى أكثر من قراءة .. للوصول الى عمق المعنى الذي قصده الكاتب.
وقال جميل السلحوت:بداية يجدر التنويه بأن كاتبنا جمعة سعيد السمان المولود عام 1935 في القدس، لم يفكر يوما بأن تصدر كتاباته في كتاب ورقي، فقد انشغل الرجل بعمله التجاري، لكنه لم يبتعد عن الثقافة، فهو مطالع جيد، وربّى أفراد أسرته على المطالعة وحب الثقافة، وكان يكتب ما يجول في خاطره، ويلقيه كيفما تيسر في جنبات بيته، وتردد على ندوتنا المقدسية”ندوة اليوم السابع” منذ تأسيسها في آذار-مارس- 1991.كان يأتي هو وأسرته، يكتب رأيه في الكتاب موضوع النقاش، يقرأه أمام الحضور، ويناقش في المواضيع التي تطرح، ويبدي رأيه بتواضع جمّ، دون ادعاء أو مزايدة على أحد، وعند ظهور شبكة المعلومات الألكترونية”الانترنت” نشر بعضا من كتاباته على بعض المواقع الأدبية، ولا يفوتنا هنا ذكر كريمته الروائية ديمة، وهي أحد المؤسسين الرئيسيين للندوة، فهذه الأديبة المقدسية كانت ولا تزال وستبقى فخورة بوالديها، وبفضل والدها عليها، حيث حبّب اليها المطالعة منذ نعومة أظفارها، وكان يقرأ لها بعض قصص الأطفال قبل أن تتعلم الأبجدية، ويروي لها بعض الحكايات، ويتناقش معها في كل ما يقرآنه، وكأني به قد اكتشف موهبتها الابداعية في سنّ مبكر، فأراد صقلها منذ البداية، وهو القارئ الأول والناقد  الأول لمخطوطات روايتها، وكانت تستمع له وتثق بصحة آرائه، فتأخذ بها قبل أن تعرضها على أي شخص آخر ممن تثق بقدراتهم على تقييم الأعمال الأدبية، وعندما صدرت روايتها الأولى”القافلة” في العام 1991 كانت فرحته بها أكثر من فرحة صاحبة الرواية، وكأني به يرى جهوده قد أثمرت وأتت أُكلها. فما كان من الابنة الروائية إلا أن فكرت بردّ الجميل لهذا الأب الرائع، ففكرت أن تفاجأه بعد أن بلغ من العمر سبعة وسبعين عاما مفاجأة سارة له ولها، فجمعت بعضا من كتاباته، وقدمتها لدار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، لتصدر في كتاب ورقي، وقد نجحت في مفاجأتها حيث أدخلت السرور الى قلب الوالد، وكأني بها ترد له شيئا من جمائله العديدة عليها، فنعمت البنت البارة بوالديها، ونعم الأب الذي رعى ابنته رعاية فائقة.وكاتبنا جمعة سعيد السمان الذي لم يخطط يوما بأن يكون كاتبا، بل كان بشكل عفوي يرسم على الورق ما يدور في خلده، فيزيل همّا من صدره، لم يفكر يوما أن ينشر كتاباته في كتاب، جاءت كتاباته عفوية كعفويته وطيبته، وهذا سرّ جمالها، وقد تفاوتت مواضيعه بين المقالة الأدبية، والخاطرة، وبعضها كان يقترب من القصة دون أن يقصد كتابة القصة، وبعضها جاء على شكل حكاية أيضا، فقد أراد طرح بعض القضايا الاجتماعية سواء كان يؤيد ترسيخها وتعميمها، أو أراد فضحها وتنفير القارئ منها، فمثلا في: “لا تنس نفسك…فتتيه”ص37 هذا النص جاء على شكل حكاية من حكايات كليلة ودمنة، ليعالج قضية زواج كبار السن من فتيات صغيرات أو قاصرات، محذرا من عواقبها الوخيمة، وقد جاءت الحكاية حول عصفورة وقعت في شباك صياد، وتركت صوصتها الصغيرة في العش، فافتقدت الصوصة أمّها، فهرع لنجدتها عصفور كبير السن، فاعتنى بها وأطعمها وعلمها الطيران، وأوقعها في حباله، فتزوجها”تزوج العصفور العجوز بالعصفورة الفتية، وكان الفرح أياما عاشتها في حب وسعادة ووئام”ص38، فانتبه العصفور العجوز الى قواه الخائرة، وأنه لم يعد قادرا على حمل الأعباء الزوجية، فقال في نفسه”زوجتك باتت تشتاق الى الفراخ…وأنت عجوز ما عاد فيك خير ولا فلاح”ص38. وانتبه متأخرا بأنه لم يعد كفؤا لأنثاه” طلّ برأسه خارج العش…رأى عصفورته تغازل ابن الجيران…عصفور فتيّ آية في الأناقة والجمال…………..طار العصفور الى عشّه وتبعته العصفورة بجناح الحب…وعلا صوت التغريد أنغاما”ص39. وفي قصة”تاه الميزان…هل حقا هذا حرام”ص62 ينحاز الكاتب الى المسحوقين من عمال وفلاحين، فيطرح قصة بستاني أجير في بيارة برتقال، كيف طرده صاحب البيارة من عمله واشتكاه الى الشرطة فسجنته شهرا بتهمة السرقة، لأنه حمل معه بضع برتقالات لأبنائه، فانتقم الله من صاحب البيارة فأنزل عليها المطر طوفانا”لم يبق على أرض البستان زرع ولا شجر….وباتت الأرض جرداء”ص63 وهذا النص فيه مقومات القصة.وفي المقال بعنوان”كفى أيها الزعيم”ص149 يعالج الكاتب قصة بعض الكتاب والمثقفين الذين يبيعون أنفسهم لذوي الشأن من أصحاب القرار، فيسيئون لأنفسهم ويتساقطون بمكانتهم، تماما مثلما هي المرأة الجميلة التي تبيع جسدها لذوي الشأن الدنيوي”لكن لعنة الملائكة تبعتها…أشقتها…ما رأتها عين إلا لعنتها…فما سعدت بجنة ولا حصدت ثمرا من بؤس ذلّ كرامتها”.ص 150.ويبدو أن العلاقة بين الرجل والمرأة، بصحيحها وبما يشوبها من أخطاء وسلبيات كانت تؤرقه، فأخذت حيزا كبيرا من مضامين كتاباته، ومن هنا جاء اختيار ابنته لعنوان مجموعة النصوص المنشورة في الكتاب” تصبحون على حب” وهو اختيار موفق جاء عنوانا لأحد النصوص صفحة 46، وواضح أن كاتبنا في كتاباته منحاز الى المرأة، كونها صاحبة الحقوق المهضومة في مجتمعاتنا الذكورية، وهو يريد علاقة متكافئة بين الرجل والمرأة في حدود الشرع والدين، كل منهما يعطي واجباته، ويأخذ حقوقه. وكاتبنا في نصوصه هذه، طرح تجربته الحياتية، وهي تجربة غنية، فانتقد، ووجّه، وقد نجد شيئا من شخصيته في نصوصه، ولا غرابة في ذلك، فكل الكتاب يكتبون شيئا من سيرتهم في كتاباتهم دون أن ينتبهوا لذلك.ولغة كاتبنا بليغة فيها تشبيهات وكنايات واستعارات، وإن شابتها بعض الأخطاء النحوية.

ومن الخليل كتبت ياسمين الحداد:كتاب”” تُصبحونَ على حب”هو كتاب يضم مجموعة نصوص أدبية للكاتب “جمعة السمان”لكن لو كان اسمه قصص وعبر لكان وقعه أكثر من نصوص حسب رأيي الشخصي.إبداع وعبر وحكم وصور فنية بقالب إجتماعي، كل نص فيه زهرة من الحياة بحلوها ومرها من عصافير البستان والحب الصادق، لكنه غير مكتمل بفعل ما يسمى حب أقوال بدون أفعال ….تناول الكاتب قصص حب الشباب هذه الأيام، من ولع الحب في أول اشتعاله وانطفائه عند أول هفوة بين المحبان، ومن أجمل نصوصه وصف الحب والغرور في “دجاجتين وديك”وعباءة جدي التي تظهر-عادة ما زلنا نتمسك بها- تفسد الجيل بكثرة الدلال.وما لفت نظري نص ” هل القمر بخيل” هو ما نراه ظاهرا، وننسى ما نستمد منه النور والدفء .. كحنان الأمّ لا نستشعر به إلا بعد فراقها .. والعبرة من الباطن المخفي وراء القشور الزائلة …..وحلم عصفورة … لحب صغير لم يكتمل وقد لامس قلبي بكل وجدان وأدب الفيسبوكووضع آلياته وصوره المزيفة والمجاملة الكاذبة من وراء تسليط الأضواء على كل من طرح موضوعا للنقاش أو خط ما يسمى شعرا أو أدبا.والشرح يطول كاتبنا الحكيم ” جمعة السمان” وهي قصص ملجأ وقاموس لنا لمواقف في الحياة نستمدها هنا بدون تردد وبكل وقت وزمان…..وشارك في النقاش عدد من الحضور منهم: سمير الجندي، مرفت مسك، د.اسراء أبو عياش، سامي الجندي، خليل سموم، نبيل الجولاني، محمود شقير، وطارق السيد.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات