بدون مؤاخذة- التقسيم الزماني للأقصى

ب

الاقتحامات الاسرائيلية شبه اليومية للمسجد الأقصى، حيث يدخلون المسجد تحت حماية قوى الأمن الاسرائيلية، بعضهم يصلي، وبعضهم يعربد، وبعضهم يشتم المصلين المسلمين…الخ ليست عفوية، تماما مثلما هي الحفريات الجارية تحت أساساته منذ وقوعه في الأسر في حرب حزيران 1967 ليست عفوية أيضا، وطبعا ما تعرض له المسجد والمصلون فيه من اعتداءات ليس أقلها اشعال النار فيه في 21 آب-أغسطس- 1969، ليست عفوية أيضا.ونحن إذ نؤكد على أن هذا المسجد جزء من العقيدة الاسلامية، وأحد المساجد الثلاثة التي تشدّ اليها الرحال، كونه قبلة المسلمين الأولى، ومعراج خاتم النبيين في معجزة الاسراء والمعراج، نذكر بأن التقسيم الزماني وتحديد وقت يومي لدخول اليهود اليه “يبرطعون” فيه كما يشاؤون، حصل مثله في المسجد الابراهيمي في الخليل، وما تبع ذلك من تقسيم المسجد المذكور وتحويل قسم منه الى كنيس يهودي في بدايات تسعينات القرن الماضي. وهذا يعني أن تقسيم المسجد الأقصى وتحويل قسم منه الى كنيس هي الخطوة القادمة التي سينفذها المحتلون، هذا اذا لم يتعرض المسجد الى الهدم لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. مع التأكيد أن المسجد الأقصى ليس البنائين القائمين والمعروفين بالمسجد القبلي ذي القبة الرصاصية السوداء، وقبة الصخرة المشرفة ذات القبة الذهبية فقط، بل ان المسجد هو المساحة المعروفة والتي تبلغ مساحتها 144 دونما، وما تحويه من ساحات وباحات وقباب ومساطب، وأن فضاءه وأساساته كلها مسجد، وهذا المسجد المقرون بالكعبة المشرفة وبالمسجد النبوي يشكل أقدس مقدسات العالم الاسلامي، وأن التفريط به يعني التفريط بالمسجدين الآخرين، أي تفريط بالعقيدة. واذا كانت اسرائيل الرسمية تعلم أنها تستطيع قهر الفلسطينيين سدنة المسجد العظيم بقوة السلاح، فان الاقتحامات شبه اليومية لهذا المسجد، تأتي لجسّ نبض ردود الفعل العربية والاسلامية على هذه الاقتحامات تمهيدا لتقسيم المكان. وهي أي اسرائيل تعتمد على “كنوزها الاستراتيجية” في العالمين العربي والاسلامي لقهر الشعوب، ومنع أيّ تحرك للاحتجاج على ما يجري في الأقصى من انتهاكات لحرماته ولقداسته. وردود الأفعال الرسمية شبه معدومة أو خجولة. لكن لا اسرائيل، ولا “كنوزها الاستراتيجية” يعلمون ماذا ستكون ردود الشعوب التي ستنطلق من عقالها في حالة المسّ بالمسجد، واذا ما حدث ذلك فان حروبا دينية ستندلع سيعلم مشعلوها متى ستبدأ، لكنهم لن يعلموا متى ستنتهي، لكنها بالتأكيد ستحرق الأخضر واليابس، وستتعدى نيرانها حدود المنطقة. وستشكل تهديدا جديّا للسّلم العالمي. فهل من عقلاء لاستدراك الموقف؟

3-4-2014

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات