ابداعٌ جديدٌ ومتجدّدٌ للدكتور طارق البكري

ا
في اصدارِهِ الجَديدِ”رِحلةٌ الى ماليزيا”* يُؤَكِّدُ د.طارق البكري من جديدٍ، على أنّ لديهِ الكثيرَ الكثيرَ لِيَقولَهُ للأطفالِ ولليافعينِ، فيأتينا بجديدٍ يُدهِشُ الكبارَ قبلَ الصِّغارِ، وما يكتبُهُ ليس من بابِ التّسلِيَةِ فقط، بل يحملُ في ثناياهُ قِيَمًا تربويةً وتعليميةً، وروايتُه هذه تعجُّ بِقِيَمٍ ايجابيّةٍ جاءتْ من خلالِ القصِّ المشوّقِ دونَ مباشرةٍ أو خطابيّةٍ، ممّا يرسّخها في ذهنِ القارئِ المتلقي بِيُسرٍ وسهولةٍ، ومن هذه القِيَمِ: أنّ الانسانَ في جوهرِهِ لا في شكلِهِ الخارجيِّ، وأنّ الأطفالَ يُدركونَ الأمورَ على عكسِ ما يعتقدُ الكبارُ. وأنّ المطالعةَ تُغذّي العقلَ وتزيدُ المعرفةَ، وبما أنّ الأطفالَ يتأثّرونَ بالكبارِ ويُقلّدونَهم، فهناكَ أهميّةٌ لوجودِ مكتبةٍ في البيتِ يُطالِعُ كُتُبَها الكبارُ والأطفالُ. وعلى الأطفالِ أن لا ينزعِجوا من مُراقبةِ ذويهم لهم، ففي مراقبتِهم منفعةٌ لهم.
كما أنّ الرّوايةَ تُعَلِّمُ مُتلقّيها أهميَّةّ التّسامُحِ وأدبَ الاعتذارِ عن الخطأَ، والاستئذانَ عند الحديثِ، وآدابَ الطّريقِ. واحترامَ تُراثِ الآباءِ والأجدادِ.
ولا ينسى الدكتورُ البكري الأمورَ الصِّحيّةِ، فَيُحذُّر من الأطعمةِ المعلّبةِ والجاهزةِ، ويدعو الى تحضيرِ الأطعمةِ وطبخِها في البيوتِ، وعلى الأبناءِ أن يَقبلوا بشهيّةٍ كلَّ ما تطبُخُهُ أمّهاتُهُم لهم.
وفي الرّوايةِ معلوماتٌ قيّمةٌ منها: اتساعُ البحارِ وعدمُ محدوديّتِها، وأنّ في جنوبِ الكرة الأرضيّةِ وشمالِها قطبينِ متجمّدين، وأنّ السّحبَ محمّلةٌ بالمياهِ، وأنَّ الماءَ عِمادُ الحياةِ، لذا يجبُ الاقتصادُ في استهلاكِهِ مهما كانت ثَرْوَةُ البلادِ المائيّةِ. وأنّ الشّمسَ كبيرةُ الحجمِ، وأن ضوءَ القمرِ انعكاسٌ لأشعّةِ الشّمسِ، وأنّ الكرةَ الأرضيّةَ والقمرَ تدوران حولَ الشّمسِ.
وتلفتُ الرّوايةُ الانتباهَ الى أهميّةِ الرّحلاتِ الداخليّةِ والخارجيّةِ، ففي الرّحلاتِ ترفيهٌ للنّفسِ وترويحٌ عنها، وقضاءٌ نافعٌ لأوقاتِ الأعيادِ والعُطلِ المدرسيّةِ وغيرِها، واكتسابُ معلوماتٍ ومعارفَ جديدةٍ، كما فيها دعوةٌ للأطفالِ ولليافعينَ في كيفيّةِ قضاءِ أوقاتِ فراغِهم وعُطلِهم المدرسيّةِ، من خلالِ المطالعةِ في كتبٍ مُفيدةٍ، أو العملِ في أماكنَ تتلاءَمُ وقدراتِهم الجسديّةِ، كالعملِ في المكتباتِ مثلا.
والّلافتُ في هذه النّصّ أنّ صاحِبَهٌ قد روى عِدَّةَ حكايات وقصصٍ، وحبكَها مع بعضِها البعضِ بسلاسةٍ فائقةٍ، لتُشَكِّلَ روايةً مُتكاملةً، يُمكِنُ الزّيادةُ عليها، أو اختصارُها دون التأثيرِ على حِبكتِها الرّوائيّةِ، وهذا دليلٌ على قدرةِ أديبِنا على الابداعِ الرِوائيِّ.
ويُلاحظُ أنّ الدكتورَ البكري يستعملُ لغةً انسيابيّةً سهلةً على المُتلقّي، وهي لغةٌ مُشبعةٌ بعنصرِ التّشويقِ، الّذي يُجبرُ القارئَ على متابعتِها، وهو سعيدٌ ومُستمتعٌ بذلك، وهذا من صفاتِ الأدبِ الجيّدِ بشكلٍ عامٍّ، وأدبِ الأطفالِ بشكلٍ خاصٍّ.
*”رحلة الى ماليزيا” مخطوطة غير منشورة لكاتب أدب الأطفال العربي الشهير د. طارق البكري، شرفني بالاطلاع عليها قبل نشرها، وأستغل الفرصة للكتابة عنها.
3 آذار –مارس- 2014

جميل السلحوت:ابداعٌ جديدٌ ومتجدّدٌ للدكتور طارق البكريفي اصدارِهِ الجَديدِ”رِحلةٌ الى ماليزيا”* يُؤَكِّدُ د.طارق البكري من جديدٍ، على أنّ لديهِ الكثيرَ الكثيرَ لِيَقولَهُ للأطفالِ ولليافعينِ، فيأتينا بجديدٍ يُدهِشُ الكبارَ قبلَ الصِّغارِ، وما يكتبُهُ ليس من بابِ التّسلِيَةِ فقط، بل يحملُ في ثناياهُ قِيَمًا تربويةً وتعليميةً، وروايتُه هذه تعجُّ بِقِيَمٍ ايجابيّةٍ جاءتْ من خلالِ القصِّ المشوّقِ دونَ مباشرةٍ أو خطابيّةٍ، ممّا يرسّخها في ذهنِ القارئِ المتلقي بِيُسرٍ وسهولةٍ، ومن هذه القِيَمِ: أنّ الانسانَ في جوهرِهِ لا في شكلِهِ الخارجيِّ، وأنّ الأطفالَ يُدركونَ الأمورَ على عكسِ ما يعتقدُ الكبارُ. وأنّ المطالعةَ تُغذّي العقلَ وتزيدُ المعرفةَ، وبما أنّ الأطفالَ يتأثّرونَ بالكبارِ ويُقلّدونَهم، فهناكَ أهميّةٌ لوجودِ مكتبةٍ في البيتِ يُطالِعُ كُتُبَها الكبارُ والأطفالُ. وعلى الأطفالِ أن لا ينزعِجوا من مُراقبةِ ذويهم لهم، ففي مراقبتِهم منفعةٌ لهم.كما أنّ الرّوايةَ تُعَلِّمُ مُتلقّيها أهميَّةّ التّسامُحِ وأدبَ الاعتذارِ عن الخطأَ، والاستئذانَ عند الحديثِ، وآدابَ الطّريقِ. واحترامَ تُراثِ الآباءِ والأجدادِ.ولا ينسى الدكتورُ البكري الأمورَ الصِّحيّةِ، فَيُحذُّر من الأطعمةِ المعلّبةِ والجاهزةِ، ويدعو الى تحضيرِ الأطعمةِ وطبخِها في البيوتِ، وعلى الأبناءِ أن يَقبلوا بشهيّةٍ كلَّ ما تطبُخُهُ أمّهاتُهُم لهم.وفي الرّوايةِ معلوماتٌ قيّمةٌ منها: اتساعُ البحارِ وعدمُ محدوديّتِها، وأنّ في جنوبِ الكرة الأرضيّةِ وشمالِها قطبينِ متجمّدين، وأنّ السّحبَ محمّلةٌ بالمياهِ، وأنَّ الماءَ عِمادُ الحياةِ، لذا يجبُ الاقتصادُ في استهلاكِهِ مهما كانت ثَرْوَةُ البلادِ المائيّةِ. وأنّ الشّمسَ كبيرةُ الحجمِ، وأن ضوءَ القمرِ انعكاسٌ لأشعّةِ الشّمسِ، وأنّ الكرةَ الأرضيّةَ والقمرَ تدوران حولَ الشّمسِ.وتلفتُ الرّوايةُ الانتباهَ الى أهميّةِ الرّحلاتِ الداخليّةِ والخارجيّةِ، ففي الرّحلاتِ ترفيهٌ للنّفسِ وترويحٌ عنها، وقضاءٌ نافعٌ لأوقاتِ الأعيادِ والعُطلِ المدرسيّةِ وغيرِها، واكتسابُ معلوماتٍ ومعارفَ جديدةٍ، كما فيها دعوةٌ للأطفالِ ولليافعينَ في كيفيّةِ قضاءِ أوقاتِ فراغِهم وعُطلِهم المدرسيّةِ، من خلالِ المطالعةِ في كتبٍ مُفيدةٍ، أو العملِ في أماكنَ تتلاءَمُ وقدراتِهم الجسديّةِ، كالعملِ في المكتباتِ مثلا.والّلافتُ في هذه النّصّ أنّ صاحِبَهٌ قد روى عِدَّةَ حكايات وقصصٍ، وحبكَها مع بعضِها البعضِ بسلاسةٍ فائقةٍ، لتُشَكِّلَ روايةً مُتكاملةً، يُمكِنُ الزّيادةُ عليها، أو اختصارُها دون التأثيرِ على حِبكتِها الرّوائيّةِ، وهذا دليلٌ على قدرةِ أديبِنا على الابداعِ الرِوائيِّ.ويُلاحظُ أنّ الدكتورَ البكري يستعملُ لغةً انسيابيّةً سهلةً على المُتلقّي، وهي لغةٌ مُشبعةٌ بعنصرِ التّشويقِ، الّذي يُجبرُ القارئَ على متابعتِها، وهو سعيدٌ ومُستمتعٌ بذلك، وهذا من صفاتِ الأدبِ الجيّدِ بشكلٍ عامٍّ، وأدبِ الأطفالِ بشكلٍ خاصٍّ. *”رحلة الى ماليزيا” مخطوطة غير منشورة لكاتب أدب الأطفال العربي الشهير د. طارق البكري، شرفني بالاطلاع عليها قبل نشرها، وأستغل الفرصة للكتابة عنها.3 آذار –مارس- 2014

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات