عمليات القتل في االأراضي الفلسطينية أمر مفزع، ونأمل أن لا تتحوّل الى ظاهرة، أو الى مجرد خبر تتناقله وسائل الإعلام، أو إحصاء لعدد القتلى يضاف الى قوائم عدد الضحايا التي تنشرها دائرة الاحصاء، وبعض المنظمات الحقوقية، خصوصا وأن االشهرالأخير شهد عمليات قتل شبه يومية، منها قتل زوجتين على يدي زوجيهما، ومنها خنق طفل ابن ثلاثة شهور على يديّ عمّه، وخنق جدّة تسعينية على يدي حفيدها، وقتل شابة بريئة بعد...
بدون مؤاخذة-ثقافة الاشاعة
مصطلح الإشاعة في اللغة مشتق من الفعل ” أشــاع”، وأشاع الخبر أي قام بنشره أو اطلاقه. “والإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتُتداول بين العامة ظنّا منهم على صحتها”. والإشاعة أنواع منها: إشاعة الحقد والكراهية، وهي تسعى الى بث الأحقاد بين الناس لإثارة الفتنة وتغذية الخلافات. ومنها إشاعة الخوف والتي تعتمد على تنمية المخاوف لدى الناس في الظروف...
بدون مؤاخذة-ثقافة الخزعبلات
معروف أن الجهل يقود الى سلسلة من الحلقات المفرغة تشكل كل واحدة منها كارثة، مثل التخلف العلمي والاقتصادي والاجتماعي والصحي وغيرها، ومن البدهيات أن الشعوب الفقيرة في غالبيتها ليست فقيرة في مواردها، وإنما هي فقيرة أو معدمة في استغلال هذه الموارد، ولكم أن تتصوروا أن مناطق واسعة وخصبة يعاني سكانها من الجوع لأن القبائل التي تسكنها تعتبر الزراعة عيبا، وهذه موجود منها في السودان وجيبوتي على سبيل المثال،...
بدون مؤاخذة-ثقافة العمى الحزبي
من حق شعوبنا أن تمتع بالحريات الدينية والعقائدية، وحرية التنقل واختيار مكان السكن، واختيار شريك الحياة، واختيار من يحكمها أو يمثلها في مؤسسات الدولة، كما هو من حقها أن تكون لها صحافة حرة تتسع للرأي والرأي الآخر، وهذا يتطلب أن تكون لنا دولة مدنية لها قوانينها، التي تضمن مساواة المواطنين فيها، وفصل واستقلالية السلطات الثلاث وهي التنفيذية والتشريعية والقضاء. ومن حق المواطنين أن تكون لهم أحزاب...
بدون مؤاخذة-ثقافة تدمير الذات
في البداية دعونا نؤكد أن من حق أي مواطن أو جماعة أن يتظاهروا احتجاجا على سياسة معينة، أو تأييدا لها، أو احتجاجا على ظلم واقع، لكن علينا أن نستذكر دائما بأن حريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية غيرنا، فللتعبير عن الرأي ودق جدران خزان أصحاب القرار أخلاقيات يجب أن لا نتجاوزها كي لا ندخل في المحظور، مع أن بين ظهرانينا من يتمترس خلف اجتهادات بعضها ديني بتحريم “الديموقراطية” على اعتبار أنها مصطلح...
بدون مؤاخذة-ثقافة التكفير والتخوين
مما قاله الأقدمون”لا يزال المرء عالما ما طلب العلم، فإن ظن أنه عالم فقد جهل”، ويروى عن الامام الشافعي قوله: “ما جادلني عالم إلا غلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني”. وما الجهل إلا السبب الرئيس الذي أنتج وينتج هزائمنا وخيباتنا على مختلف الأصعدة، والمصيبة الأكبر هي في أجهل الجهلاء، وهم “الذين يجهلون ولا يعلمون بأنهم يجهلون” وليتهم يتوقفون عند هذا الحدّ، بل إنهم...
بدون مؤاخذة- ثقافة الانبهار بالأجنبي
يبدو أننا نعيش عقد نقص في الانتماء القومي، وهذا يلاحظ في بعض الرسومات الكاريكاتورية، وبعض الكتابات التي تمجد الشعوب والثقافات الأخرى، وتستهزئ بالعرب، ولا يفهمن أحد من هذا أنّه يعني الدعوة الى التعالي على الأعراق الأخرى، أو معاداة ثقافاتها، لكنه يعني بالتأكيد أن لا نعادي أنفسنا وأمتنا وشعوبنا ولغتنا وثقافتنا، وحتما لدينا سلبيات ونواقص كبيرة وكثيرة، والصحيح هو العمل على التغلب عليها، والعمل على...
بدون مؤاخذة- ثقافة القتل دفاعا عن الشرف
تزهق أرواح نساء كثيرات كلّ عام في مختلف أرجاء المعمورة لأسباب ثقافية لا علاقة للحروب والنزاعات المسلحة بها. واذا كانت بعض النساء تقتل عند شعوب أخرى لأسباب جنسية كأن يجد رجل زوجته أوعشيقته في علاقة حميمية مع رجل آخر فإن دافع “تملك” الرجل للمرأة قد يكون الدافع وراء مثل هذه الجريمة، أو قد يكون واقعا تحت تأثير المخدرات. وما يهمنا نحن هو القتل بذريعة ما يسمى “الدفاع عن الشرف”،...
بدون مؤاخذة-ثقافة الطّوشة
ونظرا للتربية العشائرية والقبلية فان الفزعات للطوشات واشتراك مجموعات فيها بناء على أسباب تافهة، لا تزال قائمة ويقع فيها ضحايا، وبما أن التربية القبلية تقوم على الاعتداد بالذات وبالقبيلة، وعلى رأي الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم: اذا بلغ الرّضيع لنا فطاما….تخرّ له الجبابر ساجدينا فان ثقافتنا الشعبية أفرزت مقولة ” اللي يحسب لك حساب لا يضرب حجر على كلبك” وهذا ما حصل في أكناف بيت...
بدون مؤاخذة-ثقافة الطبيخ
من اللافت هو السباق غير المنضبط في المناسبات المختلفة في أيّهم سيقدّم طبيخا أكثر، بل من يفاخر بكميات الطعام التي يلقيها في حاويات القمامة، أو بعدد رؤوس الأغنام والأبقار التي ينحرها في حفل زفاف ابنه مثلا، وهذه قضايا لا علاقة لها بالكرم وقرى الضيف، بل هي نوع من النفاق الاجتماعي الذي لا ضرورة ولا مبرر له، والذي قد يفرض نفسه على الفقراء ليتماشوا مع ما يقدّمه الميسورون، وبالتالي سيعيشون ردحا من الزمن...