ندوة اليوم السابع تحتفي بالروائية ديمة السمان

ن

القدس:15-12-2011: من جميل السلحوت- خصصت ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني جلستها لتكريم الروائية المقدسية ديمة جمعة السمان، كونها أحد المؤسسين الرئيسيين للندوة التي انطلقت في المدينة المقدسة منذ آذار 1991، وبمناسبة صدور ثنائيتها الروائية”وجه من زمن آخر” و”بنت الأصول” عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة.

بدأ الحديث جميل السلحوت فقال:

 في العام 1990 لفت انتباهي موضوع بعنوان(لماذا يا آدم بقلم: ديمة جمعة السمان) نشر في حلقات على صفحات مجلة”الأسبوع الجديد” الأسبوعية التي كانت تصدر في القدس، فالموضوع يحمل نفسا روائيا، وينبئ بميلاد أديبة جديدة، مع أن اسم الكاتبة لم يعن لي شيئا حينئذ، لأنه غير معروف، فهاتفت مكتب المجلة المذكورة وسألت زميلا أعرفه عمن تكون الكاتبة؟ فأجابني بأنها شابة مقدسية تعمل في المجلة، فطلبت منه أن يحول الهاتف اليها كي أكلمها، ولما ردت عليّ، عرفتها على نفسي، وأخبرتها أنها تكتب بأسلوب روائي، فقالت: شكرا وأغلقت الهاتف…هذه بداية معرفتي بأديبتنا الروائية ديمة جمعة السمان…وتوالت الأيام…وكان اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة –والذي كنت عضوا في هيئته الادارية – قد اتخذ عيادة الدكتور أنيس القاق في شارع صلاح الدين مقرا مؤقتا له في بداية العام 1990، وكنت أداوم في المقر وحدي، واذا بشابة هيفاء حسناء تدخل المقر، وتسأل عن زميلنا الأديب جمال بنورة، -ولم يكن موجودا في حينه- وأنه ربما سيتواجد في اليوم التالي… وسألتها إن كنت أستطيع مساعدتها؟…فشكرتني وخرجت دون أن تجلس، وفي اليوم التالي حضرت، وسألت عن زميلنا جمال بنورة مرة أخرى…-ولم يكن موجودا أيضا- فعرضت عليها المساعدة أيضا…فأعلمتني باسمها…وأنها قد وضعت في اتحاد الكتاب رواية باسم”المرج الأخضر” كي ينشرها، فاستغربت ذلك لأنني كنت عضوا في لجنة القراءة في الاتحاد ولم أسمع بتلك الرواية…فاستفسرت منها عن اسم الشخص الذي استلم منها الرواية، وكان رئيس الاتحاد آنذاك، فطلبت منها أن تعطيني فرصة لعدة أيام كي أبحث عنها….ولما خرجت هاتفت رئيس الاتحاد مستفسرا عن الموضوع وعن مكان وجود الرواية؟  وعرفت منه مكان حفظ الرواية في احدى خزائن الاتحاد في المكتب، فبحثت عنها ووجدت الغبار يغطيها…فاصطحبتها معي الى البيت….وجذبتني الرواية بأسلوبها ومضمونها وعنصر التشويق الذي يطغى عليها، وقرأتها في جلسة واحدة في نفس الليلة، كانت رواية متأثرة بالمسلسلات التلفزيونية المصرية، حتى أن الكاتبة استعملت أسماء مصرية غير دارجة في فلسطين مثل حسنين،وعندما قابلت المؤلفة، أخبرتها أن روايتها بعيدة عن المحلية، ومتأثرة كثيرا بالمسلسلات والأفلام المصرية، واقترحت عليها أن تكتب رواية محلية، وعن الحياة في مدينة القدس تحديدا كونها تنحدر من عائلة مقدسية…فتقبلت اقتراحاتي بصدر رحب….وافترقنا الى أن جمعنا العمل في مجلة”مع الناس” التي صدر منها عشرة أعداد في العام 1991وأغلقتها سلطات الاحتلال…وهناك تعرفت جيدا على أديبتنا…فوجدت فيها المرأة المحصنة، وأنها على خلق عظيم…تعرف حدودها جيدا، ولا تسمح للآخرين بأن يتعدوا حدودهم ليس في العلاقة معها فحسب، بل وأثناء وجودها…كانت تقوم بعملها باتقان، وتسمع الاقتراحات الايجابية من الآخرين، وتقدم اقتراحاتها…وللأمانة كان وجودها مميزا…وفي”مع الناس” واصلت ديمة السمان كتابة موضوعها “لماذا يا آدم” وكنت أ ردّ عليها في نفس العدد تحت عنوان”سنحك يا حواء” ومن الطريف أن ديمة السمان  تعبر عن غضبها بقولها(لا إله إلا الله)كي لا تخرج عن طورها، وكي لا تنجر الى شتم الآخرين، وفي هذه الأثناء كتبت روايتها”الضلع المفقود” وقدمتها لاتحاد الكتاب، غير أنها لم تنشر لأن أستاذا جامعيا أوصى بعدم نشرها، وتبين لاحقا بعد نشرها أنه لم يقرأ منها إلا ست صفحات…وامتدح الرواية بععد نشرها.

وذات يوم من بدايات العم 1992 أعطتني أديبتنا ديمة السمان رواية” القافلة” فقرأتها وأعجبت بها،…وبينما أنا في  مقر مجلة”مع الناس” واذا بشاعرنا الكبير سميح القاسم يدخل مقر الاتحاد ومعه شخص آخر عرفني عليه بأنه صاحب دار الهدى في كفر قرع، الذي يطبع الأعمال الكاملة لشاعرنا الكبير في مطبعة في منطقة”عطروت”قرب مطار القدس، وأنهما جاءا لمشاهدة “البروفات” الأخيرة قبل الطباعة….تداولنا الحديث، ورافقتهما الى المطبعة، وبعد ذلك عدنا الى أحد مطاعم القدس لتناول طعام الغداء، وهناك سألت صاحب دار الهدى إن كان ينشر لأدباء آخرين غير شاعرنا الكبير، فأخبرني بأنه ينشر الأعمال الجيدة…فأعطيته رواية”القافلة”لديمة جمعة السمان، فسأل من تكون هذه؟ وماذا نشر لها؟ واشترط اقرار وموافقة الشاعر سميح القاسم بأن الرواية تستحق النشر…وسلم الرواية لشاعرنا الكبير…وبعد اسبوع هاتفني صاحب دار النشر بأن الرواية قد طبعت بعد موافقة شاعرنا الكبير، وأنها جاهزة في مطبعة تقع في شعفاط، وبامكاني استلام مائتي نسخة منها للمؤلفة….دهشت من المفاجأة الجميلة، تماما مثلما اندهشت المؤلفة أيضا…التي جاءت لاستلام النسخ المخصصة لها، وكانت هذه أول الأعمال الروائية لأديبتنا التي تنشر في كتاب، …وبعدها وفي أول جلسة للهيئة الادارية لاتحاد الكتاب قبلت عضوا في الهيئة العامة، وأعيدت قراءة”الضلع المفقود” ونشرها اتحاد الكتاب، وهكذا صدرت بعد رواية “القافلة” مع أنها كتبت قبلها…. وفي أول انتخابات للهيئة الإدارية بعد ذلك انتخبت عضوا في الهيئة الادارية.

وفي العام نفسه 1992 صدرت روايتها الثالثة “الأصابع الخفية” عن منشورات اتحاد الكتاب الفلسطينيين ايضا، وفي ذلك العام عملت وديمة السمان في صحيفة”الصدى” المقدسية وهي صحيفة اسبوعية، كنت رئيسا للتحرير وكانت ديمة مديرة التحرير،…لم يكن معنا محررون آخرون…وأصدرنا الصحيفة بحلة جديدة، وتميزنا عن بقية الصحف، مما أدى الى مضاعفة توزيع الصحيفة الى عشرات المرات.

 وفي العام 1995 صدرت روايتها”جناح…ضاقت به السماء” عن منشورات ابداع في أمّ الفحم.

وفي العام 2005 صدرت روايتها “برج اللقلق” في القاهرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في جزئين…وتعتبر هذه الرواية افتتاحا للرواية العربية عن مدينة القدس.

وفي العام 2011 صدرت روايتها “رحلة ضياع” عن منشورات دار الجندي في القدس…كما صدرت ثنائيتها الروائية”وجه من زمن آخر” و”بنت الأصول” قبل ايام عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة.

وأديبتنا ديمة السمان تعلمت الاخراج التلفزيوني والسينمائي، وعملت عدة افلام قصيرة جدا.

ومنذ قيام السلطة الفلسطينية عملت مديرا في وزارة التربية والتعليم، وترأست تحرير صحيفة”مسيرة التربية”التي كانت تصدر عن الوزارة، ثم ترقت الى مدير عام…وهي تعمل الآن مسؤولة عن ملف التعليم في محافظة القدس…وهي واحدة من أبرز من تصدوا لتدخلات اسرائيل في المنهاج الفلسطيني في مدارس القدس الواقعة داخل حدود البلدية حسب تقسيمات الاحتلال الادارية.

ندوة اليوم السابع:

وفي بداية العام 1991 اتفقنا أنا وديمة جمعة السمان، وابراهيم جوهر على عمل ندوة ثقافية أسبوعية في القدس، وانضم الينا نبيل الجولاني، ونفذنا ذلك  مساء كل يوم سبت  في آذار 1991 في مركز القدس للموسيقى الذي يديره الفنان مصطفى الكرد، ودعونا اليه الأدباء والمثقفين والأكاديميين والفنانين، ومن يريد الحضور، فاعتبر البعض ذلك انشقاقا عن اتحاد الكتاب، خصوصا وأننا كنا أعضاء في الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب، فنفينا ذلك واستنكرناه، وشرع الآخرون في الاتحاد بعمل ندوة مشابهة في مقر الاتحاد في بلدة الرام وفي نفس اليوم ونفس الساعة التي تعقد فيها ندوة اليوم السابع، وشاركنا في تلك الندوات…وحولنا ندوتنا من مساء السبت الى مساء الخميس وانتقلنا الى المسرح الوطني الفلسطيني-الحكواتي سابقا- ولأسفنا فان اتحاد الكتاب أوقف ندوته بعد أقل من شهرين بعدما تأكد للآخرين أننا لم ولن نفكر يوما في شق الاتحاد…واستمرت الندوة ولا تزال، حتى بعد اغلاق القدس في أواخر آذار 1993ومنع بقية أبناء الشعب الفلسطيني من الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 من دخول مدينتهم القدس….ونأمل أن تستمر الندوة الى ما شاء الله….مع التأكيد على الدور الفاعل لأديبتنا ديمة السمان في الندوة…ومن هنا كان الاحتفاء بها وتكريمها واجب علينا.

وقال محمد خليل عليان:

عنوان ادبي مقدسي

ما ان تبدأ الكتابة عن ديمة السمان حتى تجد نفسك في حيرة، وتخشى أن لا يستطيع قلمك التعبير عمّا يجول به خاطرك إزاء هذه المرأة متعددة المواهب، فهي أولا  روائية مبدعة متميزة غزيرة الانتاج، خصبة الخيال، بليغة اللغة، عميقة الفكرة والرسالة، كتبت عن الهمّ الوطني الفلسطيني….كتبت عن التاريخ والحاضر والمستقبل، عن القدس وحواريها وأبراجها، عن البحر والشتات،  عن الفلسطيني المكافح المقاتل الذي كان ولا يزال يمثل  الشخصية المحورية في كل أعمالها، التي جعلت منها كاتبة عربية بل عالمية. نشرت أعمالها في أنحاء مختلفة من العالم، وهي  ثانيا  صحفية بارعة رصدت هموم الناس وكتبت عن  قضاياهم، واقتربت منهم وتلمست وجعهم، وهي أيضا فنانة أبدعت في مجال الانتاج التلفزيوني، وتركت بصماتها الفنية على أفلام وثائقية لها كبير الأثر في نشرالوعي الثقافي والتراثي الفلسطيني، وهي الى جانب ذلك امرأة عاملة تبوأت  مناصب هامة ورفيعة في مجال الثقافة والتعليم، آخرها  رئيس وحدة  شؤون القدس في وزارة التربية والتعليم العالي، مع كل ما تمثله هذه الوحدة من عطاء وإبداع،  وهي فاعلة اجتماعيا ووطنيا، والتحقت في العديد من المؤسسات الوطنية والمنظمات الأهلية، وكانت خير سفير لفلسطين في الكثير من المؤتمرات واللقاءات الدولية، والأهم  من كل ذلك هي الأمّ الحنون لأطفال موهوبين، وزوجة صالحة، و لم تهمل دورها الأسري رغم كل اهتماماتها ومشاغلها .

اذا كانت الكاتبة ديمة السمان قد وصلت الى هذا الدرجة من العطاء والإبداع، فان ذلك يعود فضلا عن تمتعها بالموهبة والقدرات المطلوبة، الى والدها جمعة السمان الذي رعاها في طفولتها وشبابها، ونمّى لديها موهبة الإبداع، ومنحها القاعدة الثقافية اللازمة للانطلاق، وامسك بيدها وقادها في مسيرتها الأدبية والإبداعية  بكل مراحلها وحتى يومنا هذا. وكذلك يعود الفضل أيضا الى زوجها المناضل المقاتل بلا هوادة المحامي علي ابو هلال، الذي وقف  الى جانبها بعنفوان المناضل معتبرا أعمال زوجته جزءا من العمل الثقافي الوطني، وإثراء للمكتبة الوطنية  وسلاحا فتاكا في معركتنا الوطنية. تحية الى هذين الرجلين العملاقين ولهما أن يفخرا بما أنجزته نجمة القدس وعنوانها الأدبي الثقافي .

ونحن في حضرة تكريم الكاتبة المقدسية بامتياز فلنختصر الكلام ونصغي السمع الى ما تقوله لأن فيه الكثير مما يفيد ويمتع. 

وقالت نزهة أبو غوش:

 

 

يسعدني  في هذا اليوم بأَن تكرّم  أديبتنا المقدسيَّة المعروفة، ديمة جمعة السّمان، الّتي بدأَت بنشر إِبداعاتها الأدبية منذ بداية التسعينات، وما زال قلمها يفيض أَدبا هادفا صادقًا يحمل آلام وآمال الوطن .

عرفت الأَديبة ديمة السّمان من خلال لقاءاتي المتعدِّدة بها في ندوة اليوم السابع الأُسبوعيّة في مدينة القدس. عرفتها كإِنسانة قبل أَن أَعرفها  كأَديبة، فكانت تلك المرأَة الصادقة، المتواضعة، المعتزَّة بأَدبها وأُسرتها، ووطنها.

إِنَّ سرَّ نجاح الأّديبة السّمان، نابع من حضن أُسرتها المقدسيَّة المثقَّفة، الأب جمعة السّمان الكاتب الّذي يملك تلك العين  الثاقبة، والناقدة  للأَدب، فكان لابنته خير مربِ، وداعم لمسيرتها الأدبيّة والفكريّة، كما أَنَّ والدتها التي عملت معلِّمة للُّغة العربية كان لها دور كبير في تنشئتها الأدبيّة.

 صدر للأَديبة حتَّى يومنا هذا سبع روايات، منذ أَوائل التسعينات: رحلة ضياع/ بنت الأُصول/ الأصابع الخفيَّة/ برج اللقلق/ جناح ضاقت به السّماء/الضِّلع المفقود/ القافلة. كما نشر للكاتبة على المواقع الألكترونية وغيرها، المقالة والخاطرة، والقصَّة القصيرة، وبعض التجارب الشعريّة.

تميّزت كتابات ديمة السّمان بولوجها في جذور التّاريخ الفلسطيني،  وبعمق الفكرة وسموِّها، واتِّساع الخيال ، وصدق المشاعر، كما أَنَّ هاجس الوطن وهموم القدس كان دائم الحضور في معظم كتاباتها.

أَتمنّى للأَديبة المزيد من الإِبداع والعطاء، ومبارك لها التكريم الّذي تستحقَّه بكلِّ جدارة.

وقالت ايمان مصاروة:

 مرٌ يشع ُ في حلكةٍ دامسةْ
يبهر العيون بأنوار ٍ
تقص لنا الام الحكايهْ

تخطُ رحلةٌ الوطنِ المنهكْ
تقارع حزنهُ بأحلامٍ تسردُ
القصة والروايهْ

هذه هي أديبتنا ديما متألقةٌٌ
تثري الثقافة بابداعٍ
تكتب الأحترافَ لا الهوايهْ

محبوبةٌ من جمهور بلدي
ومن محبي روحها محاطةٌٌ
بالمعرفة والدرايهْ

هيا أخوتي لنحتفل اليومَ
بتكريم المقدسيه
نحيطها بهالةٍ من اللاهتمام والرعايهْ

 

وقالت رفيقة عثمان:

 

يسرُّني ويسعدني أن أكون من الحاضرين، والمشاركين في تكريم صديقتنا العزيزة ديمة.

كان لندوة اليوم السابع، المنعقدة في القدس اسبوعيًّا، مكان أتاح لي الفرصة بالتعرف على أديبتنا المُميَّزة ديمة عن قُرب.

 على الرغم من الفترة القصيرة التي تعرفت بها عليها، إلا انني عرفتها إنسانة ذات مستوى عالٍ من الإنسانيَّة، والاستقامة، والبساطة، وتتحلى بصفة التواضع، وتتميَّز بالمستوى الأدبي الراقي، والرفيع الذي يفتخر به الإنسان أينما كان، وخاصَّة في فلسطين، والقدس.

نجحت أديبتنا ديمة، أن تخلق في ابداعاتها صورًا، عكست فيها الآلام، والآمال للإنسان الفلسطيني، أينما كان، والارتقاء بقوَّة الفكر، والتعبير اللغوي البليغ، في استخدام عناصر التشويق، والسرد الروائي الجميل، الذي طغى عليه نفحات من الإيمان القوي.

اتابع كتاباتها اليوميَّة، عبر المجلات الالكترونيَّة دائمًا، فهي تلامس الواقعيَّة، والحساسيَّة التامة، وغيرتها على مصلحة أبناء شعبها، والدفاع عنه في كل زمان ومكان، تكون حاضرة دائمًا في قلب مجريات الأحداث اليوميَّة في القدس. 

تعتبر أديبتنا ديمة، نموذجًا رائعًا للمرأة العربيَّة، والفلسطينيَّة المكافحة التي تحمل حقائب عدَّة في جعبتها في آن واحد، وتعطي لكل ذي حق حقه، بل تتفوّق بامتياز.

أهنِّئ أديبتنا ديمة السمان، ووالديها، في حفل التكريم هذا، والذي تستحقه بجدارة، وأهنئ القدس بها، وأتمنى لها مزيدًا من العطاء، والإبداع المتميِز، لرفع كلمة الحق، والعدالة  في أرجاء المعمورة.

وقال رفعت زيتون:

 

 

 

أنا لا أكتب الكثيرَ منَ النّثر ، ولكنْ لأنّ الموقفَ مختلفٌ

ولأنّ أميرةَ حفلتنا لهذه الليلة مختلفةٌ أيضًا ، أجدني أخرجُ عنْ طبعي

لأكتبَ هذه النّثريّة.

 

أختاه العزيزة ديمة :

كمْ عمرٍ يجبُ أنْ نعيشَهُ لكيْ تُسعفنا الصّدفُ وتُسعدَنا بمثلكْ.

وأيّ حرفٍ منْ هذه الثّمانية والعشرين حرف سيسبقُ أخاه لوصف فضلكْ

وأيّ أجنحةٍ ترى سيركبها ليطيرَ أملا في الوصولِ إلى سماءِ قدركْ

 

أيّتها الأخت التي لم تلدها أمّي ، وربما عاتبتُ أمّي على ذلك يومًا ،

أقولها صادقًا أنّ قليلا منَ النّاسِ منْ يمتلكون تلكَ المفاتيح التي بها

تُفتحُ القلوبُ المؤصدةُ ، وأنتِ لستِ ممنْ يمتلكها فحسبْ بلْ وربّما ممنْ يحتكرونها

لأنّكِ يا كريمة تدخلينها دونما أدنى جهد.

 

أيّتها الأختُ الأديبةُ والرّوائيةُ المقدسيّةُ التي نفخرُ ونفاخرُ بها

لقدْ جاءَ في معنى الحديثِ القدسيّ أنّ الله إذا أحبّ عبدًا نادى في أهلَ السّماءِ

أنْ أحبّوا عبدي فلانًا وألقى في قلوبِ النّاسِ محبّتهُ ، وأقولُ كأنّ أمرًا كهذا قدْ حصل

وأنّ الله ألّفَ بينَ قلوبنا وأصبحنا بنعمتِهِ إخوانًا

أختنا الغالية ديمة وابنة الأخِ الحكيمِ الأستاذ جمعة السّمان

” قدْ كنتِ خيرَ خلفٍ لخيرِ سلف “

هنيئًا لنا بكِ وهنيئًا للقدسِ بابنتها البارّة الأديبة المؤدبة

وتحدث سمير الجندي أيضا، واستذكر عمله رسالة الماجستير التي قدمها لجامعة القدس عن”التراث في روايات ديمة السمان”، كما استذكر نشره في دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس روايتها”رحلة ضياع”.

وتحدث والد الروائية ديمة السيد جمعة السمان واستذكر بعض الحوادث عنها زمن طفولتها المبكرة.

وتحدث ابراهيم جوهر وأشاد بدور الأديبة السمان في ندوة اليوم السابع، ودورها الريادي في الرواية المقدسية.

وألقت ايمان مصاروة كلمة أشادت فيها بالأديبة السمان.

كما تحدث صقر السلايمة واستذكر مسرحية كتبتها ديمة السمان، وقام بتمثيلها واخراجها.

وأشاد نبيل الجولاني بدور ديمة السمان الريادي في الرواية والفاعل في ندوة اليوم السابع.

وفي النهاية شكرت الأديبة السمان الحضور معتبرة تكريمها تكريما لوالديها ولكل من وقفوا معها في مسيرتها الأدبية.

 

 

 

 

 

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات