مع جميل السلحوت في رواية”هوان النعيم”

م

موسى أبو دويح:

صدرت رواية (هوان النّعيم) للشّيخ جميل السّلحوت عن دار الجنديّ للنّشر والتّوزيع في القدس بلا مقدّمة ولا تمهيد ولا إهداء، في 174صفحة من القطع المتوسط.

تناول الكاتب في روايته الفترة بين 13/11/1966م، وهو اليوم الّذي أغارت فيه إسرائيل على قرية السّموع في الخليل بالطّائرات والدّبّابات ونسفوا أكثر من مئتي بيت من بيوت القرية، وعاثوا بها فسادًا، وإلى نهاية العام 1967م؛ أي فترة حرب الأيام السّتّة سنة 1967م، ومقدّماتها ونتائجها وآثارها على أهل فلسطين.

وهو وإن جعل مكان روايته فلسطين بعامّة، إلا أنّه ركّز على جبل المكبر والقدس بخاصّة.

ومن أبرز الأدوار لشخوص الرّواية دور العميل (أبوسالم)، وهو من النّوع الّذي أطلق عليه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم اسم (الرّويبضة). قيل: وما الرّويبضة يا رسول الله؟ فقال: الرّجل التّافه يتحدّث في أمر العامة. وهو الّذي أطلق عليه ضابط مخابرات يهوديّ اسم (كلب). قالها له عندما قال: (أنا يا سيدي لا أخون اليد الّتي تساعدني… بل أقبّلها. فقال له الضّابط نمرود: أنت كلب وفيّ).

ركّز الشّيخ في روايته على ما جرى في أيّام الحرب السّتّة من قتل وتشريد وهروب إلى الضّفّة الشّرقيّة. وركّز كذلك على موضوع المدارس والطّلبة والمعلّمين، وعلى إضراب المعلّمين سنة 1967م، وعدم قبولهم تدريس المناهج الإسرائيليّة في مدارس القدس الشّرقيّة بعد ضمّها للغربيّة.

ووصف المعركة الّتي دارت في جبل المكبر كأنّك تراها، ومعركة القدس، وفريق الأطباء ومن معهم الّذين جمعوا رفات شهداء القدس في حرب حزيران، وأقاموا لهم جنازة تليق بهم، ودفنوهم في أعلى وأحسن موقع في مقبرة باب الأسباط.

وزار الشّيخ في روايته منطقة الخطّ الأخضر أو الدّاخل الفلسطينيّ مع بعض أصحابه وحلّوا ضيوفًا على عائلات هناك وعرّفوهم على وضع الفلسطينيين داخل الخطّ الأخضر وما لاقَوه من الاحتلال بعد نكبة 1948م إلى نكسة 1967م.

لغة الكتاب لغة عربيّة فصيحة، ويكاد يخلو الكتاب من اللّغة العامّيّة بخلاف سابقيه: (ظلام النّهار) و(جنّة النّعيم)، حيث كانت اللّغة العامّيّة أو لهجة أهل جبل المكبر ظاهرة واضحة.

أمّا أخطاء الكتاب فكثيرة، وهي أخطاء من الكاتب والنّاشر. فأمّا الكاتب الشّيخ جميل فهو –كما أعلم_ لا يراجع كتبه بعد كتابته لها، ولا بعد طباعتها. وأمّا النّاشر فهو إمّا لا يقرأ ما ينشر، أو لا يعرف الخطأ من الصّواب. وهذه هي الأخطاء التي لاحظتها، وربما غاب عني كثير غيرها؛لأنّني كتبتها على عجل.

جاء في الصّفحة4:(لأنّّه أطلق سراحة) والصّحيح سراحه بالهاء لا بالتاء المربوطة.

وفي الصّفحة26:(في كافّة محافظات المملكة) والصّحيح في محافظات المملكة كافّة.

وفي الصّفحة27:(حيث الإسرائيليّين) والصّحيح حيث الإسرائيليّون؛ لأنّ حيث لا تضاف إلا إلى الجمل. والتّقدير حيث الإسرائيليّون موجودون، فجملة المبتدأ وخبره (الإسرائيليّون موجودون) هي في محل جرّ مضاف إليه.

وفي الصّفحة29:(وعند باب العامود) والصّحيح العمود بدون ألف.

وفي الصّفحة46:(مت يا حمار، حتى يأتيك العليق) وكان الأولى أن يكتبه بالعامّيّة: موت يا حمار، حتى يجيك العليق، أو أن يحذف القوسين.

وفيها:(اللهمّ اهدِ قومي فإنّهم لا يفقهون) والصّحيح فإنّهم لا يعلمون، وهذا حديث شريف كان يردّده رسول الله كثيرًا طالبًا هداية قومه قريش.

وفيها:(ووطنا وقع الاحتلال) والصّحيح ووطننا وقع تحت الاحتلال.

وفي الصّفحة49:(سأحضر لكما علبتين أخرتين) والصّحيح علبتين أخريين لأنّها مثنى أخرى.

وفيها:(على كلٍّّ من يدرينا ما بداخل هذه المعلبات)، والصّحيح ما يدرينا.

وفي الصّفحة50:(أنا لا أصلح لهكذا أعمال) والأحسن لهذه الأعمال.

وكذلك في صفحة57:(الهروب من الوطن في هكذا زمن هو هروب من معركة) والأحسن في زمن كهذا الزّمن هو هروب من المعركة.

وفي الصّفحة65: (قَصَّ خليل ملءَ شوال) والصّحيح قصّ محمّد ملء شوال لأنّه جاء بعدها فقال له خليل: يا إلهي كم أنت طمّاع.

وفيها:(ولتقرأ الفاتحة  عن روحه) والصّحيح على روحه.

وفي الصفحة67:(وتريده أن يأكل وإيّاك منه) والصّحيح أن يأكل هو وأنت منه؛ لأن إيّاك ضمير نصب وهي في الجملة مرفوعة؛ لأنّها معطوفة على مرفوع، فلا يجوز استعمال إيّاك.

وفيها:(لأمر هامّ)، والصّحيح لأمر مهمّ، وجاء مثل هذا الخطأ في صفحات أخر.

وفي الصّفحة68:(أردف محمّد خلفه) والصّحيح أردف محمّدًا خلفه؛ لأنّ محمّدًا مردوف وليس برادف.

وفيها (الحمد بألف خير) والصّحيح الحمد لله بألف خير.

وفي الصفحة84:(وعندما غادر خليل فراشه بهدوء سأله خليل:) والصّحيح وعندما غادر محمّد فراشه بهدوء سأله خليل:

وفيها:(يبدوا أنّه) والصّحيح يبدو بدون ألف بعدها لأنّ هذه الواو أصليّة، من أصل الفعل(بدا،يبدو)، وليست واو جماعة.

وفي الصّفحة86:(ولا نزكّي عند الله أحدًا) والصّحيح ولا نزكّي على الله أحدًا.

وفي الصّفحة95:(فتاتان حسناوتان) والصّحيح حسناوان لأنّها جمع حسناء.

وفي الصّفحة96:(لكنّني سأحتفظ برقم الهاتف… فمن يدريك؟) والصّحيح فما يدريك؟.

وفي الصّفحة102:(ابعث حريصًا ولا توصيه) والصحيح ابعث حريصًا ولا توصه بحذف الياء لأنّها مجزومة بلا النّاهية.

وفي الصّفحة104:(في شارع صلاح الدّين وبابي السّاهرة وباب العامود) والصّحيح وباب السّاهرة وباب العمود. بحذف الياء من(بابي) وحذف الألف من (العامود).

وفي الصّفحة111:(وقال بأنّ بينهم أدباء وشعراء ومفكرون) والصّحيح ومفكرين لأنّها معطوفة على اسم أنّ المنصوب.

وفي الصّفحة112:(بناءا على المقاعد) والصّحيح بناءً بدون ألف.

وفي الصّفحة125:(وخلّف ثلاثة أبناء وبنت) والصّحيح وبنتًا لأنّها معطوفة على ثلاثة المنصوبة.

وفي الصّفحة126:(لا يعرف الإنجليز القرويّين من المدينيّين) والصحيح من المدنيّين لأنّ مفردها مدنيّ وليس مدينيّ.

وفيها:(هل هذا الحجر طريًّا؟) والصّحيح هل هذا الحجر طريّ؟ لأنّها خبر المبتدأ مرفوع.

وفي الصّفحة152:(وقبلها شهدت حروبًا كثير) والصّحيح كثيرة.

وفي الصّفحة154:(فعدا عن أموال اليهود) والصّحيح فعدا أموال يهود بدون عن وبدون لام التّعريف ليهود.

وجاء في الكتاب قرابة أربعين قوسًا معكوسة)…..) وكذلك جاء في صفحة107:(وهي تمتدّ إلى شارع الملك

جورج…). وكان الصّحيح أن يكتب الكلام على السّطر نفسه. تمتد إلى شارع الملك جورج…).

        وأخيرًا وبعد هذا يستطيع الشّيخ جميل أن يتعرّف على الأخطاء الّتي وقع فيها، والأخطاء الّتي وقع فيها النّاشر. وكذلك النّاشر يستطيع أن يعرف أخطاءه من أخطاء الشّيخ. وكان بالإمكان تجنّب كلّ هذه الأخطاء لو دقّق الشّيخ كتابه.

14-2-2012

2 تعليقان

  • هوان النعيم
    من ” جميل في كتاب” شدني عمق الخطاب
    اسرتني مفردات مورد لذ وطاب
    في الثنايا حادثات طعمها مر العتاب
    انما السفر مرايا صورت عهد الخراب

    حمل السطر معانٍ وقعها سن الحراب
    ايها “السلحوت “امضي وامتطي البحر العباب

    وملأ الوادي صهيلاً هز للمهر الركاب
    اسرتك القدس حتى صرت حزما في القباب

    واسأل الدهر مراراً هل دنا عهد الاياب
    هل لأرواح الضحايا من سكون في السراب

    هل لافات الثكالي من شروق في الضباب
    لا ” هوانا لنعيم” قد دنا وقت الحساب

    انما الفجر قريب واعداً يمحو الغياب

  • هوان النعيم

    من ” جميل في كتاب” شدني عمق الخطاب
    اسرتني مفردات مورد لذ وطاب

    في الثنايا حادثات طعمها مر العتاب
    انما السفر مرايا صورت عهد الخراب

    حمل السطر معانٍ وقعها سن الحراب
    ايها “السلحوت “امضي وامتطي البحر العباب

    وملأ الوادي صهيلاً هز للمهر الركاب
    اسرتك القدس حتى صرت حرفا في القباب

    واسأل الدهر مراراً هل دنا عهد الاياب
    هل لأرواح الضحايا من سكون في السراب

    هل لافات الثكالي من شروق في الضباب
    لا ” هوانا لنعيم” قد دنا وقت الحساب

    انما الفجر قريب واعداً يمحو الغياب

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات