رواية (حمام العين) لعزام أبو السعود في ندوة اليوم السابع

ر

القدس: 16-7-2009 استضافت ندوة اليوم السابع الاسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الاديب عزام أبو السعود حيث ناقشت روايته الأخيرة حمام العين الصادرة في حزيران 2009 عن منشورات الملتقى الفكري في القدس . وتقع في 160 صفحة من الحجم المتوسط ، ويندرج هذا الاصدار ضمن فعاليات ( القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 ) والتي جاء شعارها على الغلاف الأول.

بدأ النقاش مشرف الندوة جميل السلحوت فقال:

جاء على الغلاف الأول(الجزء الثاني من رواية “صبري”) فهل المسلسل الروائي الذي يكتبه عزام أبو السعود سيحمل اسم(صبري) أم أن(صبري) هو الجزء الأول من هذا المسلسل؟ وفي تقديري أنها الجزء الأول و(حمام العين) الجزء الثاني بعد (صبري) وليست جزءاً منها.

وتأتي وصية الكاتب لأحفاده من خلال اهدائه الرواية لهم،ليحفظوا القدس تاريخا وحضارة عربية راسخة الى الأبد.بينما كان اهداء الجزء الاول (صبري)الى ابنته لانا للأسباب والأهداف نفسها، ولينقلوا ذلك الى أبنائهم ولأحفادهم من بعدهم،تماما مثلما نقل هو عن الآباء والأجداد.

ويلاحظ أن أشخاص هذه الرواية وأبطالها وأمكنتها لم تتغير عن تلك التي وردت في رواية(صبري) وان امتد المكان ليتخطى القدس وخربة (مبروك) المتخيلة مع أن تركيز الأحداث بقي فيهما، وان كان منصباً على خربة(مبروك) أكثر منها على القدس، ففي خربة مبروك كان الصراع على الأرض، وكانت المقاومة حيث سقط أبو محمود (عبد الغفار) شهيداً، وانطلق ابنه عليّ مقاوماً مع الشيخ عز الدين القسام واستمر في ذلك حتى نهاية الرواية، ويبدو أنه سيستمر بعدها، كما أن شقيقه محمود تعرض للاعتقال أكثر من مرة، وتم هدم بيت الأسرة واعتقال وجيه القرية (أبو مصطفى) والعديد من رجالات القرية التي تمّ الاستيلاء على أجزاء من أراضيها بحجة انها أملاك دولة، بعد أن رفضوا بيعها لليهود .

ويلاحظ أن العلاقة بقيت مستمرة ما بين أسرة أبي محمود وأسرة الدكتور فؤاد، وحتى بعد استشهاد أبي محمود، فكان للدكتور فؤاد الفضل في تزويج عليّ بن أبي محمود من جيهان الطفلة التركية التي تبناها الدكتور فؤاد بعد أن وجدها ضالة في حلب بدون والدين وبدون أسرة، ومع أن الدكتور فؤاد علّم جيهان ونسبها اليه الا أن المرء يضيع في سياق الرواية بين أن يراها تعيش حياة ارستقراطية في كنف أسرة مقدسية ميسورة،أو  أن يرى التعامل معها كالتعامل مع القيان في العصر العباسي، فقد كان دورها ظاهراً كعازفة على آلتي العود والبيانو، في حين أن غيرها من النساء لم يفعلن ذلك، بل لم يُسمح لهن بذلك، كما أنها لم تحظ بالزاوج من أيّ من الشباب المقدسي لمعرفتهم بقصتها، وأنها مجهولة النسب ومتبناة من الدكتور فؤاد .

ويتضح في الرواية -التي كان للحكي فيها نصيب كبير- الدور القيادي في المقاومة المسلحة للشيخ عز الدين القسام، والتفاف أبناء الريف حوله، في حين كان دور أبناء العائلات كالحسيني والنشاشيبي والخالدي في القدس وعبد الهادي في نابلس هو دور قيادي سياسي، وهذه حقيقة تاريخية، حيث كانت القيادة لأبناء المدينة – كونهم تعلموا قبل غيرهم – في حين كان أبناء الريف هم وقود الثورة، وقد كان التكامل ظاهراً من خلال التعاون الوثيق بين أسرة الدكتور فؤاد وأسرة أبي محمود،  وتوارث الأبناء هذا الدور أيضاً، فالمحامي صبري ابن الدكتور فؤاد كان قائداً سياسياً كوالده، في حين كان عليّ بن أبي محمود مقاتلاً كوالده أيضاً.

واذا كنا تجولنا في رواية(صبري) في حواري القدس وأحواشها وبيوتها، وتعرفنا على بعض العادات والتقاليد المقدسية، فإن هذا لم يظهر في رواية(حمام العين) وهو حمام (أمر ببنائه تنكز الناصري وهو أحد أمراء السلطان المملوكي قلاوون، يقع في نهاية سوق القطانين الملاصق للحرم القدسي الشريف) ص 54 فقد بقي دور المكان في القدس محصوراً في حمام العين الذي وصفه الكاتب بطريقة جيدة، ووصف كيفية زيارته وكيفية الاستحمام فيه، مع التذكير بأن الحمام لا يزال قائماً مع أنه لم يعد يستعمل كحمام، ويستعمل الآن كمركز لدراسات القدس التابع لجامعة القدس. في حين جاء وصف خربة مبروك وصفاً دقيقاً،فيه وصف للأرض وللبيوت وللمزروعات، وحتى وصف لبعض العادات والعلاقات الاجتماعية .

وكان واضحاً أن الكاتب تنقصه المعلومات الصحيحة عن حياة الريف الفلسطيني فمثلاً عندما تحدث عن أسرة أبي محمود وهي ذاهبة الى الحقول للحراثة(بعد أن حمّلوا هذا الحمار كيسين من بذور القمح، بينما حملت أم محمود على رأسها “بقجة” تحتوي افطارهم المعتاد ) ص11 وأكياس القمح كانت مستعملة حتى ستينات القرن العشرين – أبو خط أحمر أو أبو خطين أو أزرق – كان الكيس منها يتسع لأكثر من مائة وخمسين كيلو غرام، وهذا فوق طاقة الحمار، وحتى البغل،وكلمة بكجة هي كلمة اعجمية مأخوذة من  package الانجليزية والقرويون يستعملون (صُرّة)بدلا منها. وكما جاء في الصفحة 18 بأن الحراثة كانت في شهر شباط لزراعة القمح، علماً أن زراعة الحبوب تبدأ من شهر تشرين ثاني- نوفمبر-، ونادراً ما تصل الى شهر شباط. ومما جاء ( أن حبات البندورة هي أول خير لأرضهم هذا العام، قطفتها قبل قليل من الأرض المحيطة في البيت. ..وأن البصل الأخضر والخيار هما”لباليب” قطفتها ابنتها زهرة)ص19ومعروف ان شهر شباط ليس موسم البندورة والخيار والبصل، وما نشاهده من هذه الثمار في أيامنا هذه هو نتاج البيوت البلاستيكية التي لم تكن معروفة في حينه.

ومما جاء في الرواية أن عليّاً بعد أن أخذ الأغنام من البدوي شتيوي، وعندما أراد النوم للراحة في منطقة الفارعة(بعد أن شربت أغنامه، ربط أقدامها بالحبل ببعضها البعض ليحد من حركتها تماماً مثلما علّمه شتيوي … وربط طرف الحبل الذي يربط الأغنام برسغه وغط في نوم عميق) ص 102 والواقع أن الأغنام لا تربط بأقدامها بل في رقابها،وهي ليست بحاجة الى الربط أصلاً، لأنها تستأنس براعيها وتحتمي به، وتتحلق حوله ولا تفارقه، والربط بالأقدام للحمير وللبغال، وربط الأغنام بأقدامها قد يكون سبباً لكسر قوائمها خصوصاً اذا انجفلت، وربطها في رسغ راعيها قد يكون سبباً في هلاكه اذا انجفلت أيضاً .

وكذلك وصف بيت البدوي شتيوي (البيت مصنوع من اللّبْن والمعقود بالبوص والحوّر ) ص156 وهذا وصف لبيوت المزارعين في الأغوار، وليس لبيوت البدو التي هي عبارة عن خيم من شعر الماعز .

تطرقت الرواية الى الصراع على الزعامة بين العائلات المقدسية النشاشيبي، الحسيني، والخالدي، وهذه حقيقة تاريخية، كما تطرقت الى اختلاف الاجتهادات بين القيادات السياسية في الموقف من العمل المسلح، وتطرقت الى موقف قوات الانتداب البريطاني الداعم للهجرة اليهودية، وللاستيطان اليهودي والقامع للفلسطينيين بشكل مخطط ومدروس تمهيداً لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

وكان ليافا في الرواية نصيب،فقد جاء فيها وصف لصيادي الأسماك وطريقة تسويقهم لأسماكهم،كما كان وصف للبيت اليافاوي،فبيت سامي يقع في طرف بيارته التي عمل فيها عليّ عندما اصطحبه الدكتور فؤاد معه الى يافا،وهوعبارة عن قصر فسيح ومهندس بشكل معماري جميل.وفي يافا تزوج عليّ جيهان.

ويلاحظ أن دور البريطاني هنري صديق الدكتور فؤاد كان مقحماً حيث لم يكن له دور ذو أهمية في البناء الروائي،اللهمّ إلا اذا كان حبه لجيهان أو استحمامه في حمام العين يعتبران سببا كافي لوجوده في الرواية.

الأسلوب :

اعتمد الكاتب أسلوب السرد الحكائي أكثر من استعماله أسلوب السرد الروائي ويلاحظ أنه كان في عجلة من أمره في نهاية النص، لكن عنصر التشويق كان واضحاً في هذا العمل .

وقالت مروة خالد السيوري:

كتب على غلاف الرواية (الجزء الثاني من رواية صبري)مسلسل الكاتب الروائي غير المعتاد الى أين ومتى سينتهي؟؟ وقد أهدى الكاتب روايته هذه الى أحفاده ليقوموا من بعده بنقل ذلك حتى لا يتطاير شذى القدس وأريجها العربي.أي أنه أراد من روايته ابقاء القدس حية في وجدان الأجيال القادمة .
عنوان الرواية جميل جدا ،فهو يحمل اسم مكان تراثي عريق في القدس القديمة ،وقد اختار حمام العين ليكون محط اهتمام كل من يأتي الى القدس أمثال أبو محمود،هنري،حتى أن دخول هذا الحمام كانت أمنية يتمنى عليّ تحقيقها…(…وبعد بضعة أيام كان صبري يصطحب عليّا الى حمام العين ،فهي أمنية كان يتمناها،تذكر والده وهو في الحمام …)ص112
وفي تقديري أن الكاتب جاء بحمام العين أكثر من مرة في تفاصيل الرواية ،وذلك ليتجول في أسواق القدس القديمة التي تتمحور سلسلة الروايات حولها،وكأني بالعنوان يقول حمام العين في القدس القديمة.
لقد اعتمد الكاتب أسلوب الوصف في كثير من الأحيان ولدرجة كبيرة،فهاهو يصف الطرق، الخربة،موائد الطعام سواء في الخربة أم في القدس ويافا ،البيوت والشوارع .
جميل اسلوب الوصف لكن استخدامه يكون من ناحية تعليمية لبيئة المكان أكثر منها روائية (اذا زاد عن الحد) فهناك ما يحتاج النص الروائي لوصفه مثل الطريق البيئة المكانية العامة التي جرت بها أحداث الرواية ، لكن ما الغاية من وصف الموائد والبيوت السكنية والفرش الى غير ذلك مما وُصف سوى اثقال النص بأعباء لا قدر له بتحملها، فقد أفرط الكاتب بالوصف والحديث في كثير من الأحيان دون فائدة أو هدف.
_وفيما يتعلق بجيهان فقد تطرق الكاتب الى قضية مهمة جدا وهي اللقطاء، وما يعانونه من ألم نفسي ونبذ من الجميع برغم ما يكتنفهم من محبة وثقافة وتميز في بعض الأحيان كحالة جيهان،فهاهي الفتاة اللقيطة تتأزم نفسيتها لعدم تقدم أي خاطب لها وذلك لانها مجهولة النسب،وأنا أرى أن اقحام هنري في الرواية لم يكن الا لهذه الغاية، وهي التخفيف من حدة الضغط على جيهان  فهو لم يقم بدور مؤثر في أحداث الرواية .
وقد ذكر الكاتب بعد نجاح عليّ في الوصول الى القدس(….وكانت جيهان تلحظ ذلك …وتتمنى أن تمد يدها الى ذقنه ليرفع رأسه وتجعله ينظر اليها، وهي تلفظ الكلمات باللهجة المقدسية، لكن تربيتها لا تمكنها من ذلك…)في حين أنه ذكر في الصفحة السابقة لذلك(….كانت جيهان تقرص عليّا كلما قال لها كلمة “إسّة”فيضحك ويعيدها”هلكيت”فتقرصه مرة أخرى ليعيد لفظها”هلأ”..)ص109-110.
– تناقض في الحدود التي رسمتها جيهان لنفسها في تعاملها مع علي أو مع غيره بشكل عام .
– وفي الصفحة 156من الرواية يقول الكاتب (…لم يستغرقه الأمر الا بضع ساعات حتى وجد نفسه أمام البيت المصنوع من اللّبن والمعقود بالبوص والحوّر، أخذ ينادي بأعلى صوته على “شتيوي”…)وقد علمنا من الصفحات السابقة أن شتيوي بدوي يقيم في منطقة الغور، والبدو كما نعلم يعيشون في بيوت من الشعر لا بيوت وصفها كما وصفت هنا .
– ذكر الكاتب في روايته الصراعات السياسية بين بعض العائلات المقدسية كعائلة الحسيني والنشاشيبي والخالدي في تلك الفترة، وأيضا المقاومة المسلحة التي ظهرت عند الثوار من أبناء القرى مقتصرة عليهم و على من انضم اليهم ، في حين غاب المدينيون عن هذه الفئة الثائرة، وبذلك تعتبر الرواية مرجعا متواضعا للحالة السياسية في ذلك الوقت خاصة أنه أكثر من ذكر الشخصيات المشاركة .
 
الأسلوب
غلب على لغة السرد في هذه الرواية العامية ،وندر استخدام اللغة الفصيحة مقارنة بالاخرى، وذلك بسبب نوعية الفئة التي اختارها، والفترة التاريخية التي يتحدث عنها، فقد استقى شخصياته الرئيسية من بيئة حظها ضئيل من التعليم والثقافة مثل عائلة الحاج عبد الغفار،وأخرى متعلمة ومثقفة بالنسبة لعائلة الدكتور فؤاد، فأسلوب السرد عنده كان حكائيا وليس روائيا، وقد برز عنصر التشويق في روايته، فالرواية وان صحّ التعبير فالحكاية جميلة مؤثرة ،ووصفية الى درجة كبيرة.
نصيحة للكاتب ،التأني قبل اصدار العمل الثالث أو الجزء الثالث وعرضه على ذوي الخبرة.

وقالت لينا الجولاني:

أحداث الرواية تدور حول قرية سماها الكاتب باسم خربة مبروك ،وهي قرية غير موجودة في الواقع، وإنما رسمها الكاتب في خياله في منطقة مرج بن عامر، فالأحداث دارت بين تلك العائلة الفلاحة في خربة مبروك وبين عائلة مقدسية، وأشار من خلال هاتين العائلتين إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين سواء المقاومة بالسلاح كما فعل علي ابن عبد الغفار كبير عائلات خربة مبروك، أو المقاومة عن طريق الفكر والثقافة ، فالفلاح عبد الغفار قدم روحه فداء لأرضه، ولم يجد وسيلة للدفاع عن أرضه سوى عدة طلقات أخرجها من مسدسه باتجاه مغتصبي أرضه مما أدى إلى وقوعه شهيدا ،ونرى ابنه عليّ قد انضم إلى المقاومة مع الشيخ عز الدين القسام مدافعا عن التراب الذي خلق منه .

كما أن الكاتب وضح صورة أخرى لمقاومة الاحتلال من خلال العائلة المقدسية أيّ عائلة الدكتور فؤاد، فها هو الدكتور يقاوم الاحتلال بفكره وثقافته عن طريق المراسلات والندوات وحلقات يجتمع فيها مع أبناء شعبه، وكذلك خطا ابنه خطوات أبيه .

فمن خلال هاتين الصورتين نستطيع أن نرى أسمى حب في الحياة ،حب الشعب لوطنه وعشقه لأرضه، ومن جهة أخرى نرى عبث وخراب الإنجليز والصهاينة في الأرض المقدسة، فهم على حسب تعبيرهم قد وجدوا أرضا بلا شعب وهم شعب بلا ارض .

وقد أشار الكاتب إلى الصراع الذي كان قائما في ذلك الوقت بين العائلات في فلسطين كعائلة الحسيني وعائلة النشاشيبي وغيرهما من العائلات .

فهذه الرواية تجسد الواقع الذي كانت وما زالت فلسطين تعانيه ولكن ليس بنفس الصورة وإنما بصورة مماثلة ،سواء من ناحية صراع العائلات حول السيطرة والزعامة، أو من ناحية مقاومة الاحتلال .

 ووضع الكاتب حلقة وصل بين العائلة المقدسة وعائلة مبروك وهي حمام العين ليوضح أهمية تواصل القرى والمدن الأخرى مع القدس. فالقدس هي قلب فلسطين ولا يمكن فصلها عن بقية الجسد الفلسطيني، وقد سمى الكاتب روايته (حمام العين)كون الحمّام معلم تراثي عريق في القدس الشريف.

ولابد من الإشارة إلى الصراع الاجتماعي الذي كان ولا يزال قائما حول الحسب و النسب، فبالرغم من جمال جيهان وثقافتها وتعليمها إلا أن بعض العائلات إن لم يكن جميعها كانت تنظر إليها على أنها غير معروفة النسب ،لأنها ابنة الدكتور بالتبني ،وهذه نقطة سلبية بحقها، حتى أمّ عليّ رفضتها كزوجة لابنها بالرغم من أن ابنها لا احد يعرف مصيره ويبقى دائما في صراع الخوف والاختباء من الأعداء .

أما من ناحية اللغة فاللغة كانت سهلة وواضحة، وقلما ما يلجأ إلى العامية، كذلك اعتمد أسلوب السرد وابتعد عن الحوار إلا ما ندر، وكانت الرواية مشوقة من بدايتها حتى نهايتها، فان لم تكن شخصيات الرواية حقيقية فهي اقرب إلى الحقيقة، فعبد الغفار والدكتور فؤاد وابناؤهما يجسدان الشعب الفلسطيني .

أما النهاية فهي بداية لرواية أخرى فابن عليّ هو الجيل الجديد الصاعد نحو القمة، فان وفق الكاتب برواية جديدة تكمل مراحل حياة فلسطين فستكون جيل ابن عليّ أي جيل عزّ .

 

وقال موسى ابو دويح:

 كتب عزّام أبو السعود رواية (حمّام العين) الجزء الثاني من رواية (صبري) من منشورات الملتقى الفكريّ العربيّ/القدس2009م. وجاءت في 160 صفحة من القطع الوسط. وأهداها إلى أحفاده ليحفظوا ما فيها ولينقلوه إلى أبنائهم من بعدهم كما نقل إلى الكاتب ذلك أبواه من قبل.

قدّم الدكتور محمود العطشان للرواية في ثلاث صفحات، ومن العجيب أنّ مقدمةالدكتور العطشان قد جاء فيها من الأخطاء المطبعيّة والنحويّة حوالي عشرة أخطاء، وهي أكثر أخطاء الرواية. لقد قسّم الكاتب روايته إلى تسعة وثلاثين قسمًا أعطاها أرقامًا متسلسلة من 1-39، جاء كلّ قسم منها في حدود أربع صفحات تقريبًا.

تؤرّخ هذه الرواية لفترة زمنيّة من سنة 1932م-1937م، أمّا سابقتها رواية صبري فأرّخت للفترة بين سنة 1914م-1929م، كما جاء في تقديم الدكتور العطشان.

أمّا مكانها فهو فلسطين من شمالها إلى غورها إلى قدسها وما بين ذلك من أماكن.

سمّى الكاتب روايته (حمّام العين)، وحمّام العين معروف في طريق الواد قرب المسجد الأقصى في القدس، وهو معطّل في هذه الأيّام. واختيار الكاتب له اسمًا وعنوانًا لروايته هو من قبيل التذكير بِمَعْلَم من معالم القدس. ولو جرى في التسمية على منوال الرواية التي سبقتها (صبري) لاختار لها اسم (عليّ)؛ فكما أنّ صبري هو بطل الرواية الأولى فإنّ عليّا هو بطل الرواية الثانية.

كشف الكاتب في روايته من حيث يدري أو لا يدري علاقة الحاجّ أمين الحسيني وراغب النشاشيبيّ بالإنجليز فهو يقول في صفحة 99-100:(تحدث الدكتور فؤاد عن أنّ المفتي، الحاجّ أمين، لا زال يحبّذ مفاوضة الإنجليز لوقف الهجرة ووقف تسريب الأراضي، وأنّه لا يفكّر باستخدام السلاح في الفترة الحاليّة كوسيلة لمقاومة الإنجليز واليهود معًا. وأخبرهم أن المعارضة وراغب بيك النشاشيبيّ بالذات، ترى أنّ تحسين علاقة العرب مع الإنجليز وكسب صداقتهم ستوصلنا إلى نيل حقوقنا واستقلالنا، وأنّ النشاشيبيّ لا يرى أيّ فائدة من مقاومتهم، لا بالسلاح ولا بالمظاهرات).

وغمز الكاتب بالإخوان المسلمين في صفحة 100 بقوله:(كان صبري يرى أن الإنجليز في مصر، وهنا في فلسطين، بدؤوا يضيقون ذرعًا بنمو الحركة الوطنية القومية، ويرون خطر التيارات القوميّة على مخططاتهم الاستعمارية، لذلك فإنه يرى أن الإنجليز ربما يدعمون تيار الإخوان المسلمين، لأنّه تيار ديني، الإنجليز يريدون أن يحاربوا الحركة القومية بالحركة الدينية ليجعلوننا ننقسم أكثر على أنفسنا ونتلهّى بصراعاتنا، فسياستهم هي “فرّق تسد” كي لا نقاوم مخططاتهم).

ركّزت الرواية على المقاومة بزعامة الشيخ عز الدين القسام، حيث كان عليّ أحد رجاله المقاومين الشجعان، فقام بعدّة أعمال ناجحة في مقاومة الإنجليز واليهود، حتى إنّه سمّى ولده الأوّل (عزّ) تيمّنًا وتخليدًا لاسم الشيخ عزّ الدين القسّام.

اشتملت الرواية على الحوار حيث استخدم الكاتب اللغة العاميّة في حواره على ألسنة أبطال روايته، كلّ حسب مكانته ووضعه الاجتماعيّ.

أمّا لغة الرواية فهي لغة سهلة مفهومة واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض.

وختامًا لم تخل الرواية من أخطاء مطبعيّة ونحويّة وإملائيّة، كان بإمكان الكاتب تلافيها لو عرض روايته على أحد المختصّين قبل طباعتها.

وقد شارك في النقاش كل من محمد عليان وسمير الجندي وابراهيم جوهر الذي قدم مداخلة طويلة وتفصيلية وهامة.

 

 

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات