حفيدتي الملائكيّة

ح

قد يتساءل من لم يحظ بمشاهدة حفيدتي لينا عن قرب عن مدى جمالها وذكائها في هذا العمر المبكّر جدّا، وقد يستعيد البعض مثلنا الشّعبيّ الذي يقول:” القرد في عين أمّه غزال”  لكنّ لينا ليست هذا ولا ذاك، بل هي ملاك على هيئة انسان…ملاك يوزّع بسماته علينا، وهذا الملاك يميّز الأصوات قبل أن يرى مطلقها، وهذا ما يحصل عندما تسمع صوت أحد والديها….تنتبه للصّوت…تبتسم وهي تدير وجهها باحثة عن صاحب الصّوت، تظهر مناغاتها جليّة عندما تسمع صوت والدتها، فكأنّها تعبّر عن امتنانها لهذه الأمّ التي أنجبتها….تنتبه لصوت جدّتها لأبيها وتتبادل الضّحكات معها…وعندما ترى والدها تحرّك أطرافها تريد أن تحتضنه أو يحتضنها، فما يعنيها أن تكون على صدره قريبة من قلبه، أقترب منها مداعبا…تنظر إليّ لحظات…تتبعها ابتسامة طويلة تنعش قلبي….تنظر إليّ كأنّها تسأل عن سرّ غياب البسمة عن وجهي…فهي لا تعلم ما يدور بخلدي، وكيف يسكنني الخوف من فراقها، فقد اقترب يوم الرّحيل الذي لا أطيقه…يضاف إلى تعاسة طفولتي الذّبيحة التي علّموني فيها بأنّ الرّجال لا يضحكون…وكيف كانوا يخافون الضّحك حتى إذا ضحك أحدهم قالوا:” يا ربّ كفّ عنّا شرّ هالضّحك”. فاعذريني حبيبتي لينا واضحكي كما تشائين، فضحكتك تحمل الخير كلّه، وشكرا لك لأنّك علمتيني البسمة في شيخوختي.

31–تمّوز-2015

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات