ثلاثة مساجد وثلاث مدن

ث
في العقيدة الاسلامية “لا تشدّ الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا-المقصود المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة-“حديث نبوي شريف.
ومناسك الحج هي الوقوف على جبل عرفة والطواف بالبيت العتيق، وما يتبعها من الصلاة في المزدلفة ومنى ورجم الجمرات، والمسجد الأقصى جزء من العقيدة الاسلامية، كونه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وثاني مسجد أقيم لعبادة الله، “بينه وبين الكعبة أربعون عاما” في بعض الروايات الموثوقة، وبما أن المساجد تقام على ارض الله، فمعروف أن الكعبة المشرفة تقع في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والأقصى في القدس الشريف، واكتسبت هذه المدن الثلاث قدسيتها من قدسية هذه المساجد التي هي جزء من العقيدة، والقدس لها قدسية أخرى هي وجود كنيسة القيامة فيها،  التي تحوي قبر السيد الميح عليه السلام –حسب المعتقد المسيحي- وهي أيضا العاصمة الدينية والسياسية والتاريخية والعلمية والاقتصادية للشعب الفلسطيني ولدولته العتيدة. والتفريط بالقدس يعني التفريط بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة، أي تفريط بالعقيدة، وبعد وقوع القدس تحت الاحتلال في حزيران 1967، وما تتعرض له من نكبات يومية، لم تعد عصمة لأيّ عاصمة عربية أو اسلامية، ففي العام 1982 احتل الاسرائيليون بيروت العاصمة اللبنانية، وفي العام 2001 وقعت كابول العاصمة الافغانية تحت احتلال الناتو، وفي العام 2003 احتل الأمريكيون بغداد العاصمة العراقية، وفي العام 2010 دمر الناتو العاصمة الليبية طرابلس الغرب، ومنذ حوالي ثلاث سنوات تتعرض دمشق لتدمير واسع ومتواصل، والتدمير والاحتلالات متواصلة حسب ما يخطط لها. ويلاحظ أن “العربان” يساهمون في تدمير عواصمهم وقتل شعوبهم، بل ويدفعون تكاليف الحروب التي تشنّ ضد بعضهم. ويجدون من المتأسلمين الجدد من يفتي لهم بشرعية جرائمهم ضد أنفسهم وضد أوطانهم، وكأن “مفتيي” مرحلة الهزائم يملكون مفاتيح الجنة. لكن عندما تصل الأمور الى القدس فانّ سلاحهم الوحيد الذي يشهرونه هو الشجب والاستنكار والادانة. فهل يعقل هذا؟ وهل ستستبشر القدس خيرا منهم؟ وماذا سيقولون لربهم عندما سيلاقونه على تفريطهم بالمسجد الأقصى؟ ومع ذلك فانهم يعتبرون أنفسهم خلفاء الله في أرضه، فهل يستوي ذلك مع المعتقد الديني، أو القومي، أو الأخلاقي؟ وهل يعتبرون أنفسهم اصحاب سيادة وهم لا يستطيعون المساهمة في ترميم المسجد الأقصى الا باذن من أسيادهم، وطبعا لن يحصلوا على هذا الاذن. وماذا سيكون موقفهم عندما يأتي الدور على الكعبة ومكة، والمسجد النبوي والمدينة المنورة؟
وعندها هل سيجدون من “يفتي” لهم بالتنازل عن تلك المقدسات؟ أم أنهم سينتبهون لما يخطط لهم ليتداركوا مستقبلا مظلما ينتظرهم؟ وهل يعلمون”أنهم أكلوا يوم لأكل الثور الأبيض”؟
21-2-2014

جميل السلحوت:بدون مؤاخذة- ثلاثة مساجد وثلاث مدن في العقيدة الاسلامية “لا تشدّ الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا-المقصود المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة-“حديث نبوي شريف.ومناسك الحج هي الوقوف على جبل عرفة والطواف بالبيت العتيق، وما يتبعها من الصلاة في المزدلفة ومنى ورجم الجمرات، والمسجد الأقصى جزء من العقيدة الاسلامية، كونه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وثاني مسجد أقيم لعبادة الله، “بينه وبين الكعبة أربعون عاما” في بعض الروايات الموثوقة، وبما أن المساجد تقام على ارض الله، فمعروف أن الكعبة المشرفة تقع في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والأقصى في القدس الشريف، واكتسبت هذه المدن الثلاث قدسيتها من قدسية هذه المساجد التي هي جزء من العقيدة، والقدس لها قدسية أخرى هي وجود كنيسة القيامة فيها،  التي تحوي قبر السيد الميح عليه السلام –حسب المعتقد المسيحي- وهي أيضا العاصمة الدينية والسياسية والتاريخية والعلمية والاقتصادية للشعب الفلسطيني ولدولته العتيدة. والتفريط بالقدس يعني التفريط بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة، أي تفريط بالعقيدة، وبعد وقوع القدس تحت الاحتلال في حزيران 1967، وما تتعرض له من نكبات يومية، لم تعد عصمة لأيّ عاصمة عربية أو اسلامية، ففي العام 1982 احتل الاسرائيليون بيروت العاصمة اللبنانية، وفي العام 2001 وقعت كابول العاصمة الافغانية تحت احتلال الناتو، وفي العام 2003 احتل الأمريكيون بغداد العاصمة العراقية، وفي العام 2010 دمر الناتو العاصمة الليبية طرابلس الغرب، ومنذ حوالي ثلاث سنوات تتعرض دمشق لتدمير واسع ومتواصل، والتدمير والاحتلالات متواصلة حسب ما يخطط لها. ويلاحظ أن “العربان” يساهمون في تدمير عواصمهم وقتل شعوبهم، بل ويدفعون تكاليف الحروب التي تشنّ ضد بعضهم. ويجدون من المتأسلمين الجدد من يفتي لهم بشرعية جرائمهم ضد أنفسهم وضد أوطانهم، وكأن “مفتيي” مرحلة الهزائم يملكون مفاتيح الجنة. لكن عندما تصل الأمور الى القدس فانّ سلاحهم الوحيد الذي يشهرونه هو الشجب والاستنكار والادانة. فهل يعقل هذا؟ وهل ستستبشر القدس خيرا منهم؟ وماذا سيقولون لربهم عندما سيلاقونه على تفريطهم بالمسجد الأقصى؟ ومع ذلك فانهم يعتبرون أنفسهم خلفاء الله في أرضه، فهل يستوي ذلك مع المعتقد الديني، أو القومي، أو الأخلاقي؟ وهل يعتبرون أنفسهم اصحاب سيادة وهم لا يستطيعون المساهمة في ترميم المسجد الأقصى الا باذن من أسيادهم، وطبعا لن يحصلوا على هذا الاذن. وماذا سيكون موقفهم عندما يأتي الدور على الكعبة ومكة، والمسجد النبوي والمدينة المنورة؟وعندها هل سيجدون من “يفتي” لهم بالتنازل عن تلك المقدسات؟ أم أنهم سينتبهون لما يخطط لهم ليتداركوا مستقبلا مظلما ينتظرهم؟ وهل يعلمون”أنهم أكلوا يوم لأكل الثور الأبيض”؟21-2-2014

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات