بدون مؤاخذة-عام 2014

ب
مضى عام 2014 بما له وبما عليه، لكنّ أحداثا سيئة كثيرة حدثت خلاله لا يمكن القفز عنها، ونأمل أنّ يكون العام الجديد 2015 عام سلام ومحبّة، مع أنّ الأمنيات شيء والواقع شيء آخر. فعلى المستوى الفلسطينيّ جرت أمور لا يمكن القفز عنها، فالدبلوماسية الفلسطينية حشرت حكومة نتنياهو في الزاوية وأجبرتها للذهاب الى انتخابات مبكرة، بعد تدميرها لفرص تحقيق السلام العادل، ونجحت في تجنيد الرأي العام العالمي لتأييد الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، فشاهدنا كيف جرى تحوّل ايجابي ملحوظ في مواقف دول الاتحاد الأوروبي من القضية الفلسطينية، رغم الانحياز الأعمى للسياسة الأمريكية الى جانب اسرائيل.
لكن ما جرى على الأرض الفلسطينية من وقائع يثير الشكوك حول امكانية تحقيق أيّ حل سلمي للصراع الذي طال أمده، فقد جرى التقسيم الزماني للمسجد الأقصى مما ينذر بدخول المنطقة في حروب دينية ستهدد أمن شعوب ودول المنطقة والسلم العالمي، وشنت اسرائيل حربا ظالمة على قطاع غزة، قتلت وجرحت فيها أكثر من عشرة آلاف فلسطيني، وهدمت عشرات آلاف البيوت والمدارس والمساجد الآمنة،  وتمت مصادرة عشرات آلاف الدونمات في الضفة الغربية وجوهرتها القدس، وتغوّل البناء الاستيطاني، وازداد المستوطنون عدوانية على الانسان وعلى الأرض تحت حماية الأمن الاسرائيلي.
وعربيا لا تزال آلة الحرب التي يغذيها مال البترول العربي تمارس القتل والدمار في سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن، وظهرت ما تسمى “داعش” لتقتل وتدمر في سوريا والعراق ولبنان مختبئة خلف العباءة الدينية، مع أن أفعالها على الأرض تسيء للاسلام وللمسلمين، وتحرّض الرأي العام العالمي على محاربتهم، بل انها بأفعالها تحرّض المسلمين أنفسهم للابتعاد عن دينهم، وتثبت يوما بعد يوم أنها صنيعة صهيونية أمريكية، تعمل على تنفيذ المخطط الأمريكي لاعادة تقسيم المنطقة العربية الى دويلات طائفية متناحرة، وستمتد حروبها وتخريبها لاحقا الى الدول التي موّلتها وسلحتها ودرّبت مقاتليها بناء على تعليمات البيت الأبيض، وما تجربة القاعدة وأفغانستان ببعيدة، لكنها هذه المرّة تعود بشراسة أكبر وأكثر وضوحا. ويبدو أن حركات الاسلام السياسي وبعض الأنظمة العربية لم تتعلم من تجارب الماضي، وإن كان لكل منهما أهدافه وأجنداته التي لم تكن يوما عربية أو اسلامية.  تماما مثلما هي أجندات تركيا “السّنية” وايران “الشيعية” ليست بريئة هي الأخرى، فكلاهما له دور مرسوم لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية، رغم الشعارات”الدينية” الزائفة والتضليلية التي ترفعانها.
لكن اللافت أن الأنظمة  العربية في غالبيتها  قد ارتضت لنفسها ولدولها ولشعوبها عدم الخروج من مستنقع الهزائم المتلاحقة، واعتمدت على وعود “الصديقة” أمريكا التي لم تصدق معها يوما، ولن تصحو على نفسها إلا وقد هبّت النيران تحت أقدامها بتخطيط ودعم أمريكي، وعندها لن ينفع الندم.
فهل سيكون العالم العربي في العام 2015 أفضل من العام 2014؟ ومع الأسف فكل الدلائل تشير إلى الأسوأ، وآمل أن أكون مخطئا.
25-21-2014

جميل السلحوت:بدون مؤاخذة-عام 2014مضى عام 2014 بما له وبما عليه، لكنّ أحداثا سيئة كثيرة حدثت خلاله لا يمكن القفز عنها، ونأمل أنّ يكون العام الجديد 2015 عام سلام ومحبّة، مع أنّ الأمنيات شيء والواقع شيء آخر. فعلى المستوى الفلسطينيّ جرت أمور لا يمكن القفز عنها، فالدبلوماسية الفلسطينية حشرت حكومة نتنياهو في الزاوية وأجبرتها للذهاب الى انتخابات مبكرة، بعد تدميرها لفرص تحقيق السلام العادل، ونجحت في تجنيد الرأي العام العالمي لتأييد الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، فشاهدنا كيف جرى تحوّل ايجابي ملحوظ في مواقف دول الاتحاد الأوروبي من القضية الفلسطينية، رغم الانحياز الأعمى للسياسة الأمريكية الى جانب اسرائيل. لكن ما جرى على الأرض الفلسطينية من وقائع يثير الشكوك حول امكانية تحقيق أيّ حل سلمي للصراع الذي طال أمده، فقد جرى التقسيم الزماني للمسجد الأقصى مما ينذر بدخول المنطقة في حروب دينية ستهدد أمن شعوب ودول المنطقة والسلم العالمي، وشنت اسرائيل حربا ظالمة على قطاع غزة، قتلت وجرحت فيها أكثر من عشرة آلاف فلسطيني، وهدمت عشرات آلاف البيوت والمدارس والمساجد الآمنة،  وتمت مصادرة عشرات آلاف الدونمات في الضفة الغربية وجوهرتها القدس، وتغوّل البناء الاستيطاني، وازداد المستوطنون عدوانية على الانسان وعلى الأرض تحت حماية الأمن الاسرائيلي.وعربيا لا تزال آلة الحرب التي يغذيها مال البترول العربي تمارس القتل والدمار في سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن، وظهرت ما تسمى “داعش” لتقتل وتدمر في سوريا والعراق ولبنان مختبئة خلف العباءة الدينية، مع أن أفعالها على الأرض تسيء للاسلام وللمسلمين، وتحرّض الرأي العام العالمي على محاربتهم، بل انها بأفعالها تحرّض المسلمين أنفسهم للابتعاد عن دينهم، وتثبت يوما بعد يوم أنها صنيعة صهيونية أمريكية، تعمل على تنفيذ المخطط الأمريكي لاعادة تقسيم المنطقة العربية الى دويلات طائفية متناحرة، وستمتد حروبها وتخريبها لاحقا الى الدول التي موّلتها وسلحتها ودرّبت مقاتليها بناء على تعليمات البيت الأبيض، وما تجربة القاعدة وأفغانستان ببعيدة، لكنها هذه المرّة تعود بشراسة أكبر وأكثر وضوحا. ويبدو أن حركات الاسلام السياسي وبعض الأنظمة العربية لم تتعلم من تجارب الماضي، وإن كان لكل منهما أهدافه وأجنداته التي لم تكن يوما عربية أو اسلامية.  تماما مثلما هي أجندات تركيا “السّنية” وايران “الشيعية” ليست بريئة هي الأخرى، فكلاهما له دور مرسوم لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية، رغم الشعارات”الدينية” الزائفة والتضليلية التي ترفعانها.لكن اللافت أن الأنظمة  العربية في غالبيتها  قد ارتضت لنفسها ولدولها ولشعوبها عدم الخروج من مستنقع الهزائم المتلاحقة، واعتمدت على وعود “الصديقة” أمريكا التي لم تصدق معها يوما، ولن تصحو على نفسها إلا وقد هبّت النيران تحت أقدامها بتخطيط ودعم أمريكي، وعندها لن ينفع الندم.فهل سيكون العالم العربي في العام 2015 أفضل من العام 2014؟ ومع الأسف فكل الدلائل تشير إلى الأسوأ، وآمل أن أكون مخطئا. 25-21-2014

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات