بدون مؤاخذة- الطب ليس للتجارة

ب
التقيت طبيبا مقدسيا يتخصص بجراحة الدماغ في مستشفى هداسا –عين كارم الاسرائيلي، وهو مستشفى متقدم بشكل لافت، وبينما كنا في حديث عن الفلسطينيين الذين يرتادون ذلك المستشفى للاستشفاء، وتحديدا لاجراء عمليات جراحية مكلفة ماديا، والذين يكلفون خزينة السلطة ملايين الدولارات سنويا، وإذا بمحدّثي يقول لي: لقد أخبرني طبيب يهودي يعمل في قسم جراحة الدماغ في المستشفى المذكور، بأن 26 طبيبا من الضفة الغربية، يعرفهم بالاسم، قد تخصصوا بجراحة الدماغ في مستشفى هداسا، وبدعم من وزارة الصحة الفلسطينية، كونهم يعملون في مستشفيات حكومية، وهذا عدد كاف لمرضى الدماغ من أبناء الضفة الغربية، وأن الطبيب الاسرائيلي يتساءل عن جدوى ارسال مرضى فلسطينيين للمستشفيات الاسرائيلية، مع وجود أطباء مختصين لديهم، ولماذا لا يتم توفير ملايين الدولارات على وزارة الصحة الفلسطينية التي تدفع للمستشفيات الاسرائيلية؟ وتبين لمحدثي أن الطبيب الاسرائيلي يعرف السبب، وهو أن الأطباء المختصين في المستشفيات الفلسطينية الحكومية مشغولون باجراء العمليات الجراحية الخاصة، والتي تدرّ عليهم دخلا مرتفعا، في حين يعطون المرضى الفقراء أدوارا تتفاوت بين الشهور والسنوات.
وبحسبة بسيطة فان تحويل مريض الى مستشفى هداسا لاجراء عملية جراحية في دماغة، ستكلف ميزانية وزارة الصحة أكثر من 150 الف دولار، أي أكثر من رواتب أربعة أطباء لمدة سنة كاملة! والسؤال هو: لماذا لا يتم صرف رواتب مجزية تضمن حياة كريمة للأطباء في المستشفيات الحكومية؟  وبعدها يترتب على وزارة الصحة مراقبة العمليات الخاصة، ومدى نجاعة تقديم الخدمات الطبية بشكل متساوٍ بين المرضى، فمن حق المريض الفقير أن يجد العلاج المناسب، في الوقت المناسب كما الأغنياء. فالطب مهنة انسانية لمساعدة المرضى وتخفيف آلامهم، واعادة تأهيلهم لممارسة حياتهم الطبيعية، وليس لاستغلالهم ماديا ونفسيا. ولا يمكن تحويل الطب الى تجارة بضاعتها أرواح البشر وآلامهم وأموالهم.
12-12-2013

جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- الطب ليس للتجارة

التقيت طبيبا مقدسيا يتخصص بجراحة الدماغ في مستشفى هداسا –عين كارم الاسرائيلي، وهو مستشفى متقدم بشكل لافت، وبينما كنا في حديث عن الفلسطينيين الذين يرتادون ذلك المستشفى للاستشفاء، وتحديدا لاجراء عمليات جراحية مكلفة ماديا، والذين يكلفون خزينة السلطة ملايين الدولارات سنويا، وإذا بمحدّثي يقول لي: لقد أخبرني طبيب يهودي يعمل في قسم جراحة الدماغ في المستشفى المذكور، بأن 26 طبيبا من الضفة الغربية، يعرفهم بالاسم، قد تخصصوا بجراحة الدماغ في مستشفى هداسا، وبدعم من وزارة الصحة الفلسطينية، كونهم يعملون في مستشفيات حكومية، وهذا عدد كاف لمرضى الدماغ من أبناء الضفة الغربية، وأن الطبيب الاسرائيلي يتساءل عن جدوى ارسال مرضى فلسطينيين للمستشفيات الاسرائيلية، مع وجود أطباء مختصين لديهم، ولماذا لا يتم توفير ملايين الدولارات على وزارة الصحة الفلسطينية التي تدفع للمستشفيات الاسرائيلية؟ وتبين لمحدثي أن الطبيب الاسرائيلي يعرف السبب، وهو أن الأطباء المختصين في المستشفيات الفلسطينية الحكومية مشغولون باجراء العمليات الجراحية الخاصة، والتي تدرّ عليهم دخلا مرتفعا، في حين يعطون المرضى الفقراء أدوارا تتفاوت بين الشهور والسنوات. وبحسبة بسيطة فان تحويل مريض الى مستشفى هداسا لاجراء عملية جراحية في دماغة، ستكلف ميزانية وزارة الصحة أكثر من 150 الف دولار، أي أكثر من رواتب أربعة أطباء لمدة سنة كاملة! والسؤال هو: لماذا لا يتم صرف رواتب مجزية تضمن حياة كريمة للأطباء في المستشفيات الحكومية؟  وبعدها يترتب على وزارة الصحة مراقبة العمليات الخاصة، ومدى نجاعة تقديم الخدمات الطبية بشكل متساوٍ بين المرضى، فمن حق المريض الفقير أن يجد العلاج المناسب، في الوقت المناسب كما الأغنياء. فالطب مهنة انسانية لمساعدة المرضى وتخفيف آلامهم، واعادة تأهيلهم لممارسة حياتهم الطبيعية، وليس لاستغلالهم ماديا ونفسيا. ولا يمكن تحويل الطب الى تجارة بضاعتها أرواح البشر وآلامهم وأموالهم.12-12-2013

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات