المحامي رضوان صندوقه: قراءة في رواية “الليلة الأولى”لجميل السلحوت

ا

     هذه الروايه “الليلة الأولى” امتداد للأعمال الروائية التي أبدعها الأديب الشيخ جميل السلحوت، الذي أخذ عاتقه أن يدافع عن حقوق المرأة العربية بكفة، ويحارب الجهل الذي استشرى بالمناطق العربية والذي خيم على بعض المناطق في دول العام الثالث، بالكفة الأخرى.

لا شك أن التعرض والكتابه في موضوع هذه الرواية، “الليلة الأولى” هو بحد ذاته خطوة جريئة في طرحها ومضمونها، يعزف عنها الكثير من الأدباء أو المختصين، لما تحمله من خصوصية وتكتّم، فجاءت هذه الروايه لتنبش المستور، وقد تكون صرخة جريئة أحجم عنها الكثير من الصبايا اليافعات من الصراخ بها؛ لخصوصية هذه اللليلة، فجاءت هذه الرواية صرخة، نيابة عن الكثير من الصامتات في الوطن العربي، وخاصة إذا كان الجهل يشمل أحد الزوجين أو يحيط بأهل الزوجين.

وربما يسأل سائل عن الدافع لهذه الرواية، وأسشتف أن الكثير من المشاكل والخلافات التي يتعرض الكاتب لحلها بحكم علاقاته المجتمعية، يدفعه للتعرض لمضمون هذه الرواية، بالرغم من حساسيتها.

وأستطيع أن أجزم، أن مضمون هذه الرواية، التي تتحدث عن الخلافات الناجمه عن الليلة الأولى للزوجين، في حالة عدم الانسجام بينهما، والذهاب إلى العرافين لحل هذه المعضلات، وعن مدى توغل العرافين في عقول الأهل، وفكرة أن السحر هو السبب في الخلافات الزوجية، متجاهلين دور الطب والعلاج النفسي أو العضوي، وأن طريق حلها من وجهة نظر بعض العائلات يكون عن طريق العرافين،وقد واجهت على الصعيد الشخصي بحكم طبيعة عملي كمحامي في القضايا الشرعية، وتعرضت للكثير من هذه الخلافات الزوجية الناجمة عن الفشل في العلاقة في الليلة الأولى للزوجين، لتصل الى الطلاق بعد أسابيع قليه من الزواج.

وعدم انتظار مدة العام التي أشار اليها الكاتب في الرواية وإعطاء فرصة للزوجين قبل مطالبتمها بالطلاق وهذه هي المدة التي أمهلها الشرع والقانون المعمول به . 

وللأسف، وحتى موعد مناقشتنا لهذه الرواية، هناك بالقريب منا لا زال الألوف من الأسر العربية يقفون على أبواب العرافين والدجالين، لحل المشاكل الزوجية، وخاصة في حالة عدم نجاح الرجل بالقيام بواجباته الزوجية أو خشية الزوجة من الزوج.

أحببت سهولة السرد الروائي وخاصة أن الحبكة ووقائع الدعوى تتحدث عن ناس بسيطين في تفكيرهم وتعاطيهم معها أو حتى للمنتفيعن من قراءتها.

وفق الكاتب، عندما أشار الكاتب الى شخصية غادة، خاصة أنها الصوت المتمرد على الاستسلام للجهل، وأنها بالنهاية قالت كلمتها، ولم تستلم للدجالين، الذين يحتجون بالدين للوصل إلى أهدافهم الدنيئة، وهي التي تملك الوعي فإن صرختها أقوى من صوت الجهل.

وكنت أتمنى أن لا تكون النهاية سعيده للعرافة مبروكة، التي أساءت إلى كل اقترب منها وطلب النصح منها، وكانت نهايتها الاقتران والاستقرار بحال أفضل من ضحاياها الذي وصل الأمر لديهم الى الطلاق.

وفي النهاية، أتمنى أن تصل هذ الصرخة التي جاءت على لسان بعض شخوص الرواية، الى الجهات المعنية من مؤسسات تهتم بالعلاقة الزوجية من ثقافه العلاقة الزوجية بين زوجين قبيل حفل الزواج، لأن هذه “الليلة” تترك آثارها على الزوجين إيجابا أو سلبا.

6-7-2023

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات