ابراهيم جوهر الأديب العصامي

ا

عرفت ابراهيم جوهر منذ ولادته في العام 1958 بحكم القرابة والجوار في السكن، وتابعت مراحل عمره المختلفة، فهو لمّاح منذ طفولته المبكرة، ومتمرد على الواقع المرير دون شغب، يدرك الأشياء جيدا…تقرأ قبوله لها من نظرات عينيه، وتقرأ رفضه لها ايضا من نظرات عينيه مصحوبة بتنهيدة عميقة، لكنه في الواقع راض عن نفسه ويتصرف حسب قناعاته، يكره الظلم والجور لنفسه وللآخرين فهو ذو نفسية شفافة، يبتلع همومه كي لا يؤذي الآخرين….وهو شغوف بالمطالعة منذ تعلم أبجدية اللغة….وكانت مكتبة أخيه الأكبر محمد-على تواضعها- ملاذا له….ومحمد هذا نقابي معروف يقيم في عمان منذ حرب حزيران 1967 العدوانية، لم يزر الأراضي المحتلة الا قبل بضعة شهور لوداع شقيقه أحمد الذي فارق الحياة اثر مرض عضال ظهر عيد الأضحى هذا العام 6-نوفمبر الحالي، ولوداع اثنين من أبناء عمومته كانا على فراش المرض وتوفيا لاحقا قبل شقيقه احمد. ولم يزر أي مكان في فلسطين بما في ذلك المسجد الأقصى لأنه لا يطيق رؤية الوطن محتلا، ومحمد جوهر روائي كتب الرواية بعد سن الستين….ومحمد المولود عام 1930م له دور ريادي في نقل أسرته من البداوة الى الحضارة في قفزة نوعية، متحديا بذلك الأعراف والتقاليد فكان ولا يزال قدوة يقتدى…..ومما لا شك فيه أن ابراهيم تأثر بشخصية أخيه محمد كثيرا خصوصا وأن الفارق في العمر بينهما يقارب الثلاثين عاما.
  وابراهيم جوهر كثير الحركة في شبابه كان يتقرب من الأكبر منه عمرا، خصوصا من لهم علاقة بالثقافة والأدب….فاستعار منهم الكتب الأدبية وحتى السياسية في سعيه المبكر نحو الثقافة…..يسألهم ويناقشهم ويحاورهم كاسرا بذلك حاجز العمر بينه وبينهم…..وكان مثابرا يحاول الكتابة في سن مبكر…أذكر تماما أنه عرض عليّ بعض كتاباته وهو في الصف الثالث الاعدادي…وأذكر كيف أرسل كتابات لصحيفة الفجر ونشرت له وهو في المرحلة الثانوية…وعندما صدرت مجلة”الفجر الأدبي” التي أسسها ورأس تحريرها الشاعر علي الخليلي في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي كان ابراهيم جوهر أحد كتابها المواظبين، وكذلك في مجلة الكاتب لصاحبها ورئيس تحريرها الأديب اسعد الأسعد.
بدأ ابراهيم جوهر  كتاباته بكتابة الخاطرة والمقالة الأدبية وسرعان ما انتقل الى كتابة القصة القصيرة وقصة الأطفال، والمقالة النقدية والبحث الأدبي، ومن دراساته البحثية المتقدمة “الأرض في القصة الفلسطينية”.
وابراهيم جوهر الكاتب النشيط هو أحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعضو هيئته الادارية المنتخب لأكثر من دورة.
كما فاز بعضوية مجلس طلبة جامعة بيت لحم أثناء دراسته اللغة العربية في الجامعة، وعندما ترشح في الساعات الأخيرة من المدة المقررة وفي حوار مع رئيس كتلة طلابية منافسة، وجه له أحد الحضور سؤالا: ما دمت ترشحت مع هذه الكتلة فلماذا لم نشاهدك الا الآن؟
فأجاب فورا: المشاهدون لا يرون مخرج المسرحية على خشبة المسرح….
وابراهيم جوهر الأديب العصامي عرف السجن لأكثر من ستة شهور أثناء دراسته الجامعية…وبعد تخرجه عمل محاضرا في احدى المعاهد الجامعية المتوسطة، ثم مدرسا في احدى المدارس، وعمل في الصحافة….كما عمل محاضرا في جامعة القدس بعد أن حصل على درجة الماجستير في اللغة العربية، ولقيت رسالته عن”أدب الأطفال في فلسطين” ردود فعل ايجابية واسعة.
وابراهيم جوهر أحد مؤسسي ندوة اليوم السابع الدورية الأسبوعية في آذار 1991، وركن أساسي فيها ومواظب على حضور جلساتها، ويغنيها بمدخلاته التي تشي بعمق ثقافته وسعة اطلاعه.
ونحن عندما نتكلم عن ابراهيم جوهر فاننا نتكلم عن أديب له بصماته على الحركة الثقافية في فلسطين المحتلة مع أنه لم ينل حظه في وسائل الاعلام.
17-11-2011


التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات