إهانة الأحذية

إ

يقف المرء حائراً أمام حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي ، وسبب هذه الحيرة هو التساؤل عمن لحقت به الإهانة ، هل هو الحذاء أم جورج دبليو بوش ، فالأخير تاريخه حافل بالإجرام والعياذ بالله ، وفي رقبته خطايا أكثر من مليوني انسان في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى في العالم ، اضافة الى خطايا الأمريكين الذين قُتلوا في حروبه غير المبررة، وعدا عن خطايا الذين تضرروا بما يعرف بأزمة العقار الأمريكي .

فحذاء منتظر الزيدي لم يرتكب سوى الدوس على تراب الأرض الذي يدوسه جميع خلق الله الذين يدبون على الأرض ، وربما داس احدى الحشرات الضارة بعفوية تامة ودون قصد من صاحبه ، فهل يتساوى حذاء منتظر الزيدي النقي بتاريخ جورج دبليو بوش الأسود ؟؟
ومن المصادفات غير العجيبة أن حذاء الزيدي الذي لم يتدنس بعناق بوش الصغير قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه ليصبح الحذاء الأغلى والأشهر في العالم ، وليكتسب هذه الشهرة في نفس الوقت الذي يغيب فيه نجم جورج دبليو بوش الداخل الى مزابل التاريخ بعد أن كان يتربع على عرش الدولة الأعظم في العالم ، وهذا ما يليق بـ ( زعيم ) أغرق العالم في بحور من الدماء ، فبدلاً من أن يودّع بالورود وبالرقص والغناء ، تم توديعه بحذاء الزيدي وسط قهقهة المغلوبين على أمرهم في أمريكا والعالم ، وهذا ما جناه بوش الصغير على نفسه .

وفي تقديري أن الحذاء عاتب على صاحبه الآن ، فكما قال أحد السابقين

 قوم اذا صفعت بالنعال وجوههم      شكت النعال بأي ذنب تُصفع .

فلماذا أوقعت أيها الزيدي حذاءك في هذه المهانة ؟؟ أهو الثأر لكرامة وطنك الذبيح ؟؟ أم هو الثأر لما يزيد على المليون مدني عراقي أزهقت أرواحهم بدون ذنب اقترفوه ؟؟ أم ماذا هي أسبابك ؟؟

وبالتأكيد فإن حذاءك يستلقي الآن ضاحكاً مطمئناً تحت حراسة حرس المالكي والطالباني وحرس الرئاسة الأمريكية ، أمّا أنت فإن الله وحده هو العالم بما تتعرض له من تعذيب نأمل أن لا يصل الى درجة الموت .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات