كان المرحوم الشيخ ابراهيم حسن شقير المتوفّى عام 1932م، شيخ حامولة الشقيرات و”جالِ الهلسة” من عشائر عرب السّواحرة، رجلا معطاء كريما، رغم الفقر الذي شهدته منطقتنا في أواخر العهد العثماني. وذات أواخر شهر رمضان جاء مضارب حامولة الشقيرات قاصد من بدو سيناء يطلب صدقة الفطر، التي كانت بضعة ملاليم، وكان الشيخ وجماعته قد أخرجوا صدقة الفطر، ولا يوجد معهم ما يعطونه لذلك الرّجل، فجمعهم الشّيخ وسألهم:
هل فاطرتم “أخرجتم صدقة الفطر” عن الرجال والنساء والأطفال والأجنّة في بطون أمّهاتهم؟
فأجابوا: نعم.
ففكّر بحيلة ذكيّة كي يساعد بها ذلك الرّجلُ، وكان فيهم أربعة يملك كلّ منهم بعيرا، فسألهم:
هل فاطرتم عن الجِمال؟
فأجابوا: لا صدقة عن الجِمال.
فأقنعهم أن يخرجوا صدقة الفطرِ عن الجمال، وأخذ من كلّ واحد منهم خمسة ملاليم صدقة عن جَمَلِه. وبعد أن دفعها للرّجل، الذي بقي في ضيافته معزّزا مكرّما حتى ثاني يوم العيد، وبعد أن غادرهم قال لربعه الحقيقة. فضربوا المثل في تلك الحادثة، فقالوا:” مِثْل الشقيرات فاطروا عن الجِمال.”
28 رمضان 1444 هجري
الموافق: 19-4-2023