مسرحية العريس والبطولة الفردية

م
  1. بالتعاون بين المسرح الوطني الفلسطيني في القدس ومسرح الميدان في حيفا شاهدنا على خشبة الاول مسرحية”العريس” تأليف مسرحي واخراج كامل الباشا، قصة وتمثيل حسام جويلس، غناء وموسيقى ريم تلحمي .المضمون :- المدهش في هذه المسرحية التي اجمع الحضور على انها ناجحة بجدارة هو ان البطل فيها شخصية سلبية ، فهو انسان عادي جدا، بل وضعيف، يمثل حيرة وضياع بعض الشباب الفلسطينيين وخصوصا بعض ابناء مدينة القدس والتي تعيش مرارة الحصار فوق ذلّ الاحتلال الذي شوه معالم المدينة ، دون ان يحرك العرب ساكنا لنجدتها أومحاولة فك قيودها . لذا فإن المسرحية تبدأ بعد لحظة صمت مرعب يعيشها بطلها في حمام بيت اسرة خطيبته الواقع في مخيم جنين ، ذلك البيت الذي دمره المحتلون عندمااجتاحوا المخيم في اذار2002 ولم يتبق منه سوى ذلك الحمام ، تماما مثلما بقى “العريس” وحيدا بعد ان هـرب قاطنو البيت، ولتتعثر خطواته في اصطحاب عروسه والعودة يها الى مدينته القدس . لتبدأ المسرحية بنشيد”بلاد العرب اوطاني…” فيصاب صاحبناب خيبة امل تصل الى درجة اليأس ، فيصيبه المغص الى درجة التبرز، لان العرب شعوبا وحكاما لم يعملوا شيئا لانقاذ مخيم جنين وبقية الاراضي الفلسطينية . وهذا الشاب يمضي وقته في ذلك الحمام وسط ضغوط نفسية هائلة ، ووسط اطلاق نار كثيف دمّر المخيمعن بكرة ابية ، فيبدأ “مونولوجا” داخليا مع نفسه فهو ليس من سكان المخيم ، بل من مدينة القدس الشرقية والتي يحمل مواطنوها بطاقة الهوية الزرقاء حسب التقسيمات الادارية للاحتلال، ومعروف ان حملة الهوية الزرقاء تتاح لهم فرصة الحركة والتنقل اكثر من غيرهم ،لكنها لم تشفع له ولم تساعد في اخراجه من الجحيم الذي يعيشه المخيم، ويستغرب استمرار تساقط القذائف من مختلف الانواع على المخيم المدمر عن بكرة ابيه، ويرى نفسه وكأنه الهدف الوحيد لمطلقي النيران ، ومع انه لم يشارك في المقاومه، بلعلى العكس كان انسانا اقل من عادي ، فيستذكر انه لم يشارك في حياته الا في مظاهرةواحدة في القدس من اجل ان يرى فتاة احلامه المشاركة فيها، وليس حبا في المقاومة ،ويستذكر كيف انه قد تعاطى المخدرات، وسرق،وتبع بنات الهوى، وشوّه سيرة وسلوك بعض الفتيات، ليصل الى التساؤل: لماذا يطلقون نيرانهم عليّ بعد كل هذا فأنا لم اعمل لهم شيئا؟؟ وليصل الى نتيجة مفادها ان الاعلام العربي قاصر عن نقل حقيقة ما يجري في الاراضي الفلسطينيية .

    الاخراج:– يتميز الفنان كامل الباشا بأنه مثقف له رؤى نقدية في الاعمال الابداعية بمجملها، اضافة الى دراسته الاكاديمية في التمثيل والاخراج، وهذا ينعكس غلى اخراجه للاعمال المسرحية بشكل عام فيعطيها ابعادا فنية وجمالية تلقى قبولا عند المشاهدين، كما انه يستفيد من تجاربه وتجارب غيره في بحثه الدؤوب عن الافضل. وهذا يوصله بشكل عفوي الى ابداع ما هو جديد، وهذا ما شاهدناه في هذه المسرحية، من خلال اختياره للنص غير المسبوق في مضمونه، ومن خلال معرفته بقدرات حسام جويلس التمثيلية ، هذه القدرات التي استغلها المخرج بشكل جيد ليقدم لنا عملا ابداعيا رائعا .

    الموسيقى والمؤثرات الصوتية : تمتلك الفنانة ريم تلحمي صوتا جميلا سمعناه اكثر من مرة يردد بعض الاغاني الجميلة ذات العلاقة بالنص،مما اضفى على المسرحية مع المؤثرات الصوتية الاخرى بعدا جماليا اخر.

    التمثيل:- قدم حسام جويلس في هذه المسرحية اكثر من شخصية ، فقد قدم لنا دور الشاب ، ودورالأم، ودور الطفل، ودور المغني ودور المذيع ….. وشخصيات اخرى ، وقد تميز في دوره هذا بشكل لافت عن ادوار اخرى قدمها في مسرحيات اخرى مما يعني انه يطوّر نفسه .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات