قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير

ق

عن دار الهدى للطباعة والنّشر والتّوزيع كريم م.ض. في كفر قرع، صدرت عام 2017 قصّة الأطفال “الظّبي المسحور” للكاتبة الفلسطينيّة زينة فخري الفاهوم، وتقع القصّة التي رافقتها رسومات منار الهرم نعيرات.
عندما قرأت هذه القصّة عادت بي الذّاكرة إلى عشرات الحكايات الشّعبيّة في تراثنا العربيّ التي تتحدّث عن زوجة الأب، ومعاملتها القاسية لأبناء زوجها من زوجة أخرى قد تكون متوفّاة، أو مطلّقة.
وواضح أنّ الكاتبة قد استوحت قصّتها “الظّبي المسحور” من أكثر من حكاية شعبيّة واحدة. واستطاعت أن تقود القارئ إلى الأهداف المرجوّة دون عناء.
وهذه الحكاية تقودنا إلى السّؤال حول العمر الذي تُوجّه له قصّة الأطفال. فنحن أمام قصّة قد تصلح لجيل أبناء عشر سنوات وما فوق. وهذا يعني أنّ قصص الأطفال توجّه لجيل معيّن ومن يكبرونه عمرا مهما بلغوا من العمر. وهذه القصّة تحديدا يجب أن يقرأها الآباء قبل الأطفال، خصوصا أولئك الذين تزوّجوا من أكثر من امرأة. بغضّ النّظر عن أسبابهم؛ لينتبهوا أنّ زوجة الأب -في الغالب- ليست مؤهّلة لرعاية أبناء زوجها من امرأة أخرى.
وفي هذه القصّة اعتمدت الكاتبة على الخيال الخرافيّ المستمدّ من الحكايات الشّعبية، لمعرفتها المسبقة بأنّ الأطفال يحبّون الخيال ويستسيغونه. لكنّ القصّة لم تكتف على الخيال من أجل التّسليّة فقط، وإنّما هدفت إلى تسيخ قيم تربويّة ومعنويّة رائعة ومنها:
– ضرورة رعاية الأطفال بطريقة لائقة من قبل أبيهم إذا فقدوا أمّهاتهم لسبب ما.
– ليس هناك بديل للأمّ لرعاية أطفالها، فحضن الأمّ لا يعوّضه أيّ حضن آخر.
– على زوجات الآباء أن ينتبهن وأن يحرصن على معاملة أبناء أزواجهنّ بطريقة صحيحة، لأنّه مهما طال الزّمن ستنكشف معاملتهنّ الزّائفة، وستكون العواقب وخيمة عليهنّ قبل غيرهنّ.
– على زوجة الأب أن تكون أمّا مثالية في تعاملها مع أطفال زوجها من امرأة أخرى.
– العمل السّيّء سيحيق بأهله في النّهاية.
– في النّهاية سينتصر الحقّ على الباطل، و”إذا كان للباطل جولة فللحقّ جولات”.
يلاحظ في القصّة العاطفة الصّادقة ولا غرابة لذلك، فالكاتبة أمّ فاضلة ولها أبناء.
ملاحظة: حبّذا لو تمّ تدقيق القصّة لغويّا بشكل صحيح لتلافي بعض الأخطاء.
الرّسومات جميلة وتناسب النّصّ.
14-7-2020

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات