حرق الأبدان أهون من ترك الأوطان- حكاية شعبية

ح
  1. يحكى ان النبي سليمان عليه الصلاة والسلام ، ذلك النبي الذي حكم الإنس والجن ، بأنه طلب يوما من ساكني إحدى البلدان من إنسان وحيوان ان يتركوا المكان ، لأنه يريد ان يحرقه، ولن يترك فيه كائناً من كان، وأعطاهم مهلة أسبوع بالتمام والكمال حتى يخرجوا، وبعد انتهاء الأسبوع أشعل النيران في الأرض، فحرقت الزرع والشجر والأعشاب، ولم يبق فيها شيء الا واحترق، وبعد ان خمدت النيران، خرج وجنده يتفقد المكان، فوجد ثعباناً طويلاً وقد احترق، فأسف لذلك ظناً منه ان الثعبان أصمّ فلم يسمع نداء التحذير، ودعا الله ان يعيده حياً ليسأله عن سبب عدم رحيله، فاستجاب الله دعاءه، وعاد الثعبان حياً يسعى، فسأله النبي سليمان – وكان الله قد أعطاه القدرة على فهم لغة جميع الحيوانات – عن سبب عدم رحيله، وهل سمع الإنذار بالرحيل أم لا؟ فأجاب الثعبان: بأنه سمع النداء ولم يرحل، فاستغرب النبي سليمان ذلك وسأله عن السبب، فأجاب : يا نبي الله، إن حرق الأبدان أهون عليّ من ترك الأوطان، فتعجب النبي سليمان من إجابته، وندم على فعلته، وترك الثعبان وهو يقول: لو كنت أعلم ما قاله الثعبان قبل الإنذار والحريق لما فعلت ما فعلت، وسمح لبقية الحيوانات التي هربت أن تعود إلى أرضها ، وقدم لها الماء والغذاء ” .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات