القارىء لرواية”مايا”يجد نفسه أمام سرد تسجيلي واقعي بكل حذافيره، بداية من العنوان الذي يحمل اسم حفيدة الأديب جميل السلحوت الطفلة مايا في الصف الخامس، وهي البطلة التي تسكن مع عائلتها في شيكاغو حيث تلفت القارىء بشغفها لزيارة وطن والديها في فلسطين، وحين يتم موافقة الأهل وتحديد موعد الرحلة،تباغتهم الكورونا وتلغى الرحلة. هل الرّواية تحاكي هموم اليافعين ومشاكله؟ لا…لا أجد ذلك في الرّواية، إذ أنّ موضوع الحنين وحب الوطن المطروح في الرّواية لا ينحصر عند اليافعين وهو ليس بمشكلة، الحنين يخص كلّ مراحل العمر حتى نهايته، فالشوق الجارف لزيارة الوطن، هو حالة يصاب بها كلّ مغترب عن بلاده، وبالنسبة للمفاهيم المهمة التي طرحها الأديب السلحوت والتي يتداولها الاحتلال”كجبل الهيكل” بدل قبة الصخرة، والتي جاءت كتوعية وإشارة حمراء لمن يحاول المساس وتزييف الحقائق، هي أيضا لا تخص فقط اليافعين،بل عامة، وهي لا تنحصر عند اليافع الفلسطيني المغترب، بل هي تتردد على مسامعنا يوميا في الوطن، وتسبب لنا الإزعاج خاصة في عملنا عند المحتل. جاءت النهاية بحلول الكورونا وعدم مقدرة عائلة مايا السفر إلى القدس بسبب الإغلاقات، وقد تمّ عرض النهاية بصورة عاجلة كخبر تقريري.يمكن القول أن الرواية هي سرد يحث على التوعية والثقافة والتمسك بجذور الوطن، وتبرز العلاقات الطيبة الجميلة بين الأحفاد والأجداد، مع الاشارة إلى أنّ الأديب لم يتطرق لهموم اليافعين الخاصة.غلب الحوار بكثافة على حساب تطور الشخصيات والحبكة التي كانت ضعيفة.أسلوب الأديب_إن القارىء لكتابات السلحوت يعرف مدى تمسك الأديب في ترسيخ التوعية عند القارىء بشكل كبير، وفي هذه الرواية نجده يبرز المعلومات الثقافية والتراثية،(شلالات نياغرا،الأغاني الفيروزية،اليوغا،سمك المسجوف العراقي )،والمعلومات العامة التي تتعلّق بخاصية القدس وفلسطين كالأماكن المقدسة.استخدم الأسلوب الواقعي،وحقيقة جميع الشخصيات،أسماء عائلة الأديب السلحوت. زوجته وأحفاده والعائلة في أمريكا.جاء السرد بلغة سهلة مفهومة،استخدم الحوار باللغة والأمثال كما اعتدنا في معظم كتاباته،”شرّ البلية ما يضحك”،الجائع” ياكل الضب اللي سلّم ع الرّب”.كما واستخدم الوسائل التقنية للاتصالات بين الدول “سكايب”ح لتتمكن عائلة مايا من الحديث مع الاهل في القدس.
7 نوفمبر 2022