جولت الجنيدي أبو ميزر: رواية مايا وحبّ الوطن

ج

رواية مايا رواية جميلة كتبها الأديب جميل السلحوت باسم حفيدته مايا هذه المرة، وهو الذي عودنا أن يكون أحفاده أبطال بعض رواياته وقصصه. وبطلة روايته هذه هي حفيدته مايا الطفلة الذكية المهتمة بدروسها والمعتمدة على نفسها في دراستها والمحبة لأهلها، خاصة جدها جميل وجدتها حليمة والتي تعيش بعيدة عنهما في شيكاغو وهم في القدس. وقد أهدى هذه الرواية لها ولأُختيها لينا وميرا ولجميع أطفال العالم المشردين من أوطانهم.كتب هذه الرواية كما يكتب دائما بأسلوب سردي سهل وجميل، يحبّه القارئ ويتابعه بشغف واهتمام عن حلم مايا بزيارة جدها وجدتها لأبيها في القدس، وقضاء العطلة الصيفية عندهما، ومرافقتهم في زيارة الأماكن المقدسة، وعن شوقها وحنينها لهما والعلاقة الروحية بينها وبينهما. وطلبها من والدها السفر الى القدس مثل مليسا التلحمية وأهلها الذين سيزورون اهلهم في بيت لحم. ووعدها والدها بذلك، ولكنه لم يتمكن من الوفاء بوعده. ويجدد وعده لها ليأخذها في العطلة الصيفية هي وشقيقتيها ووالدتهما، ولكن التذاكر التي حجزها لهم ألغيت بسبب جائحة كورونا وإغلاق المطارات.وللتخفيف من غضبها اصطحبها وأمّها وأختيها في رحلة إلى شلالات نياغرا بين أمريكا وكندا.وهنا يصف لنا الكاتب الطريق من شيكاغو إلى الشلالات، ويصف لنا الشلالات وصفا جميلا دقيقا يشعر القارئ أنّه معهم في الرّحلة، ولكنهم عادوا إلى شيكاغو بسبب الثلوج.من خلال هذ الرواية يقدم الأديب جميل السلحوت رسائل تربوية ووطنية للأطفال ولغيرهم .أولها أن الوطن أغلى ما يملك الإنسان مهما تغرّب أو بعد عن وطنه، ودور الأهل في تعليم الأولاد وتثقيفهم؛ ليبقوا على اتّصال روحي وعاطفي وثقافي مع الوطن الأمّ ومع الأهل؛ ليستطيعوا مواجهة أيّ ادعاءات مضلِّله ضده مقصودة أوغير مقصودة. وزيارته في كل فرصة سانحة وزيارة أماكنه المقدسة مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والجوامع والكنائس والأديرة في القدس، وكنيسة المهد في بيت لحم، وتعليمهم أن هذه الأماكن جزء من عقيدتهم الدينية، ويحدثونهم عن العلاقة المتينة بين المسلمين والمسيحيين. وحثهم على زيارة المدن الهامة في فلسطين مثل يافا وحيفا وعكا وجميع مدن فلسطين، وحتى مدن الدول المجاورة مثل عمّان والسلط وجرش وغيرها في الأردنّ، وعن العلاقة بين الأردن وفلسطين، وأن بعض الجنود الأردنيين استشهدواعلى أسوار القدس وهم يشاركون في الدفاع عنها ودفنوا فيها. وكذلك المدن الهامة في بلدان أخرى مثل قرطاج وتونس العاصم وبنزرت وغيرها في تونس. وان كل الشعوب العربية تحبّ فلسطين والفلسطينيين.وهذه ثقافة ضرورية للطفل المغترب، ليدعم انتمائه لوطنه وولشعبه ولأمّته.وثانيها أهمية العلاقة الأسرية ودور الأهل بالإهتمام بالأطفال ومشاعرهم وأحاسيسهم وتثقيفهم لصقل شخصياتهم، ودور الأب والأمّ في تربية الأطفال والتعاون فيما بينهم للقيام بذلك وتعليمهم اللغة العربية ومساعدتهم على فهمها بسماع الأغاني ورؤية أفلام الكرتون العربية.ثالثها جعل الأطفال المغتربين وغيرهم على علاقة وطيدة مع جميع أهلهم مهما بعدت المسافات، ووضع العودة نصب أعينهم، والعمل على ذلك؛ ليبقوا على اتصال روحي وعاطفي مع الوطن والأهل، ولأن هؤلاء الأطفال سيصبحون آباء وأمّهات.

8 نوفمبر 2022

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات