حمدت الحاجة فاطمة ربّها وشكرته على إصابة ابنتها فاطمة بشظية في رأسها أدخلتها في غيبوبة، وفاطمة ابنة العشرين ربيعا حامل دخلت غرفة العمليات في مستشفى الشفاء بغزة لانقاذ حياتها، وهي لا تعلم أن طفلها احمد ابن الأحد عشر شهرا والذي كان ينام في حضنها قد احترق وتفحم جسده البريء من القذيفة الصاروخية التي لم تمهله لاطلاق صرخة الوداع…تماما مثلما لا يعلم أحد لماذا تشكر والدتها ربّها. قالت الجدة فاطمة:...
يوميات الحزن الدامي-12- رنان
رنان ابنة الأعوام السبع تمشط شعرها،
ترتدي أجمل ثيابها، تخرج أمام بيتها في حيّ الزيتونة بغزة
…تستمع لأذان المغرب،
توزع بسماتها على المارة، وتصفق لحمامة حطت على نافذة البيت
طائرة اف 16 ترى فيها صيدا ثمينا…تستهدفها بصاروخ
اختلط دم رنان مع دم الحمامة
ابتسم قائد الطائرة لدقة التصويب
رحلت رنان ضاحكة ترنو الى السماء فأبكت بواكيا.
مساء 14-11-2012
بدون مؤاخذة-يكتبون دعايتهم الانتخابية بدماء شعبنا
الحرب الاسرائيلية الحالية على شعبنا في قطاع غزة لم تفاجئ أحدا يعرف الف باء السياسة الاسرائيلية، فالحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تضلل شعبها وتشعره بأن أمنه مهدد دائما، وتربي فيه عقدة الخوف الدائم، وتدفعه الى التطرف اليميني ظنا منه بأن وجوده مهدد، وأن من يمثله حقيقة في الحكم هو من يريق دماء الأعداء الفلسطينيين والعرب بغزارة أكثر، وأن المشاكل التي تواجه اسرائيل إن لم تُحل بالقوة فيمكن حلها بقوة أكبر...
دون مؤاخذة-اسرائيل لا ترى غيرها
منذ قيام دولة اسرائيل في 15 أيار-مايو- 1948 وهي لا ترى غيرها من الدول والشعوب، فمع أنها اعتمدت على قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم- 181- الصادر في 29- 11- 1947، والذي يشكل شهادة ميلاد دولية لها، إلا أنها اعترفت بالجزء الذي يخصها وهو قيام دولة اسرائيل، وتنكرت للجزء الثاني من نفس القرار والذي ينص على اقامة دولة فلسطينية بجانبها وعلى مساحة تزيد عن 48% من مساحة فلسطين التاريخية، وتوالت سياسة...
يوميات الحزن الدامي-11- غياضة
صحا على نفسه في مستشفى الحسين في بيت لحم، لا يعلم كيف وصل هنا…كل ما يذكره أنه اشترى لأطفاله الأربعة وزوجته كسوة العيد، وعند انعطافه بسيارته القديمة من شارع الخليل الى الشارع الموصل لقريته حوسان، رأى مستوطنا يهوديا متدينا ذا سالفين طويلين يخرج من سيارته ويلقي عليهم قنبلة حارقة، حاول انقاذ زوجته وأطفاله متناسيا النيران التي تلتهم جسده….تحت إصراره سحبوه على سرير ذي عجلات لرؤية زوجته...
يوميات الحزن الدامي-10-الشيخ عمر
المسجد الأقصى يترنح من الحفريات التي تصدع أساساته….
وباحاته تئنّ من رجس من يدنسون ثراه الطهور….
ومن هناك من قطاع غزة يمني الشيخ عمر النفس بصلاة في أولى القبلتين قبل فوات الأوان.
فيبكي ويبكي بواكيا.
يوميات الحزن الدامي-9-لمى
يعتمر كوفيته بلا عقال، يطلق ذقنه…يحلق شاربيه… يتربع على شاشة الفضائية ، يجيب على أسئلة دينية، يعظ المشاهدين عن حقوق البنات والأبناء على الآباء، يركز على من يؤدبون ويعلمون بناتهم، فهنّ ستر لهم من النار… بعد أن توضأ وأمّ المصلين في المسجد واستغفر الله، وقبل أن يصل مكاتب الفضائية ليعظ المشاهدين… وصلت ابنته “لمى” ابنة الخمسة أعوام الى المستشفى وقد فارقت الحياة تحت...
يوميات الحزن الدامي-أشرف
العجم والعرب والمسلمون وأتباع الديانات كلها يحاصرون قطاع غزة، يمنعون عنه الغذاء والدواء والوقود والكهرباء، شادي يشعل شمعة في البيت ليبعث النور في بيته الفقير الذي يُضاء بين الفينة والأخرى بالقنابل والصواريخ التي تتساقط في محيطه، فيحترق البيت ويحترق طفله أشرف ابن العامين ليُبكي بواكيا، ويحلق نور الجسد البريء فوق ظلمات بلاد العربان.
12-11-2012
يوميات الحزن الدّامي- مطر….مطر
رذاذ المطر يتساقط على قطاع غزة، مطر أبو العطا يقف أمام المخبز لشراء عدة أرغفة لوالدته وأشقائه الأطفال، “الزنانة” تلقي حمولتها على المارة، جسد مطر أبو العطا يستحم بدمائه…رائحة الدم تفوح كالمسك والعنبر، عاد الجسد محمولا على الأكتاف…شاهدته والدته فلطمت الخدود وقدّت الجيوب، حملوه الى المقبرة…وقبل أن يواروه التراب جاء المخاض والدته..فانطلق من أحشائها طفل يملأ الدنيا...
بنت وثلاثة أولاد في مدينة الأجداد تناقش في اليوم السابع
القدس: 8- 11-2012 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الدوية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس قصة الأطفال ” بنت وثلاثة أولاد في مدينة الأجداد” للأديب الكبير محمود شقير، والتي صدرت قبل بضعة أشهر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله-فلسطين محلاة برسومات الفنان التشكيلي حسني رضوان، وهي مطبوعة على ورق مصقول، ورسوماتها مفروزة الألوان، والقصة صفحاتها غير مرقمة. بدأ النقاش...