ممّا لا شكّ فيه أنّ انتخابات الرّئاسة الأمريكيّة ليست شأنا أمريكيّا داخليّا فحسب كما بقيّة النتخابات في دول العالم، لأنّ السّياسة الأمريكيّة تتخطّى حدود أمريكا بكثير، لتلامس العالم أجمع، فأمريكا بصفتها الدّولة الأعظم والأقوى تفرض هيمنتها على غالبيّة الكرة الأرضيّة خصوصا بعد انهيار الاتّحاد السوفييتي في بداية تسعينات القرن العشرين، ونصّبت نفسها شرطيّا للعالم، ترضى عمّن يتبع لها وتشيطن من يختلف...
بدون مؤاخذة- خسارة ترامب فوز لشعبه
مع أنّ أمريكا دولة مؤسّسات، وتغيير الرؤساء فيها بالانتخابات لا يغيّر سياساتها الخارجيّة بشكل لافت وملحوظ، إلا أنّ خسارة ترامب للإنتخابات مكسب للشّعب الأمريكيّ أوّلا وراحة للبشريّة وللعالم جميعه، فالرّجل يحمل فكرا فاشيّا ويشكّل خطرا على بلاده وعلى السّلم العالميّ، ومن خلال حكمه في السّنوات الأربعة الماضية ارتكب حماقات لن يكون علاجها سهلا وسريعا، وقد تعامل مع منصب رئاسة الدّولة الأعظم كمشروع تجاريّ...
بدون مؤاخذة-جهلنا وقصورنا الإعلامي
بداية لا بدّ من التّأكيد أنّ الإساءة للمعتقدات الدّينيّة والرّموز المقدّسة تتخطى كلّ الخطوط الحمراء، ولا تدخل في نطاق حرّيّة الرّأي والمعتقد. وما جرى ويجري في فرنسا منذ أيّام بعد أن قتل تلميذ شيشانيّ مسلم معلّمه وقطع رأسه دفاعا عن إساءته للنّبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم كما جاء في الأخبار. ولم يتّم التّأكّد من صحّة هذا الخبر لأنّ القاتل قُتل هو الآخر. واستغلّ الرّئيس الفرنسيّ ماكرون الحادث ليواصل...
بدون مؤاخذة-الجنس الآري والحرباء
يفاخر العالم الغربي بإنسانيّته وعدالته وحفظه لحقوق الإنسان، ومساعدته للدّول والشّعوب الفقيرة، وإنقاذ المنكوبين وحتّى الرّفق بالحيوانات، وهذه دعاية استطاع بها من خلال طاحونة الإعلام الموجّه والهادف إقناع الشّعوب الأخرى بها، لذا بسبب التّطوّر الإقتصادي اللافت في الدّول الغربيّة، كنتاج للتّطوّر العلميّ الهائل الذي انعكس إيجابا على الصّناعة والابتكارات وغيرها، فقد أصبحت الهجرة إلى هذه البلدان واحدة...
بدون مؤاخذة-عندما يتحوّل المجرم إلى ضحيّة
واضح أنّ العالم الغربيّ يتعامل مع العرب والمسلمين بشكل خاصّ، والدّول النّامية بشكل استعلائيّ، بل وكأنّهم غير موجودين على خريطة العالم، والسّبب أنّ قادة الغالبيّة العظمى من هذه البلدان هم وكلاء للقوى الإستعماريّة التي سلّمتهم زمام الحكم في بلدانهم، فهانوا وأهانوا أوطانهم وشعوبهم معهم. وعلينا الإعتراف بأنّ العالم الغربيّ قد تفوّق علميّا وصناعيّا وحضارة وابتكارا على الشّعوب الأخرى. واستغلّوا مواردهم...
بدون مؤاخذة-لنتحاور بهدوء حول الإساءة للأديان
إذا كان الرّئيس الفرنسيّ ماكرون من أتباع ديانة أخرى فهذا حقّه”لا إكراه في الدّين”، لكن ليس من حقّه ولا من حقّ غيره أن يسيء للدّين الإسلاميّ، فالإساءة للأديان لا تدخل ضمن ما يسمّى حريّة الرّأي، وبغضّ النّظر عن الإيمان أو عدمه، فإنّ الإساءة لأيّ دين هي إساءة لمعتقدات ومشاعر أتباع هذا الدّين، لكن يبدو أنّ العالم الغربيّ يتخطّى كلّ الأخلاقيّات والمعتقدات وحقوق الإنسان عندما تتعلّق الأمور...
بدون مؤاخذة-كلاب الشّيخ وحمير موسى
عندما ارتمى بعض حكام العربان في أحضان ترامب ونتنياهو، وجدوا “الهتّيفة” في وسائل إعلامهم يزيّنون اتّفاقات التّطبيع والإستسلام، بطريقة مبالغ فيها، فصاروا يشيطنون فلسطين وطنا وشعبا، ولم يبق عليهم إلا القول علانيّة بأنّ المسجد الأقصى ليس أولى القبلتين ولا ثالث الحرمين الشّريفين التي تشدّ إليها الرّحال، ولا هو معراج خاتم النّبيّين، وصاروا ينفخون “وليّ الأمر” وكأنّه لا ينطق عن...
بدون مؤاخذة- ماهر الأخرس وخيار الحياة أو الموت
يواصل الأسير ماهر الأخرس معركة الأمعاء الخاوية منذ ثمانين يوما، مطالبا بحرّيّته، أو أن يرتقي سلّم المجد شهيدا، وماهر الأخرس الذي وصل إلى قناعة تتساوى فيها الحرّيّة مع الحياة، وأن لا حياة دون حرّيّة، ليس الأوّل ولن يكون الأخير من أبنائنا الذين خاضوا معارك الأمعاء الخاوية، فقد سبقه كثيرون، ومنهم من ضحّوا بأرواحهم وسقطوا شهداء دفاعا عن الكرامة الإنسانيّة التي تهدر خلف الأبواب المغلقة. وماهر الأخرس...
بدون مؤاخذة- اسرائيل لم تخترق جدرانا
بعد إعلان الرّئيس الأمريكي ترامب عن تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، لوحظ أنّ عددا من الصّحفيّين والكتّاب قد كتبوا حول”اختراق اسرائيل لجدار الصّمود العربيّ”! فهل استطاعت اسرائيل اختراق جدران عربيّة؟ وقبل الخوض في هذا الموضوع نلفت الإنتباه إلى أنّ أنظمة عربيّة أخرى ستطبّع علاقاتها علانية مع اسرائيل قبل الثالث من نوفمبر القادم، تنفيذا لأوامر البيت الأبيض في محاولة منهم لدعم الحملة...
بدون مؤاخذة-تصريحات فريدمان ليست عفوية
تصريحات فريدمان السفير الأمريكي لدى اسرائيل، والتي دعا فيه الى استبدال الرّئيس محمود عباس بمحمد دحلان ليست عفويّة، ولا هفوة لسان، وليست رأيا شخصيّا له، تماما مثلما هو اختياره للسّكن في مستوطنة يهوديّة على أراضي الضّفّة الغربيّة،فالرّجل الذي تخطّى الأعراف الدّبلوماسيّة والقانون الدّولي باختياره الإقامة في مستوطنة، ليس لكونه يهوديّا، وإنّما بترتيب وتنسيق مع حكومته التي تعتبر الأراضي العربيّة...