حفيدتي الغالية لينا أعرف أنّك لن تفهميني في هذا العمر المبكّر، لكن سبعة وسبعين يوما عشتها معك منذ ولادتك ملأت قلبي حبّا لك، وهذا ليس غريبا، فأنت فلذة كبد الحبيب قيس الذي هو فلذة كبدي، أي أنّك جزء منّي، وشاءت حياتنا أن نفترق ولا أعلم إن كنّا سنلتقي ثانية أم لا، وإن كنت أتمنى أن يطول بي وبك العمر لنلتقي مرّات ومرّات. وبما أنّ ساعة الفراق قد دنت، فإنّني أقول لك بأنّني أتمنى لو لم أشاهدك ولم أعش معك...
لينا تعرف ما تريد
حفيدتي الرّائعة لينا ابنة قيس ومروة، تتمتّع بقدرات تنبئ بنبوغها رغم أنّها لا تزال ابنة سبعين يوما فقط، فهي تعرف ما تريد تماما، وقد عرفت ذلك لأنّنا نعيش سويّة ونتنقّل سويّة، ولا نفترق إلّا عند النّوم، وإذا ما أفاقت لينا فإنها تصدر لحنا موسيقيّا شاعريّا، ينبئ بأنّها استيقظت…وينعش قلب من يسمعها، أتسلّل إلى جانب سريرها بخفّة…تنظرني مبتسمة وهي تهشّ وتنشّ بأطرافها الأربعة…فأبتسم...
الأطفال يحبّون الموسيقى الهادئة
في الاسبوع الأوّل من عمر حفيدتي لينا، رأيتها مصغية بانتباه لافت لقطعة موسيقيّة هادئة، ووالداها ينظرانها باعجاب، قالت والدتها مروة أنّها كانت تُسمع لينا هذه الموسيقى وهي جنين في رحمها، وها هي تتعرّف على تلك الموسيقى بعد أن خرجت إلى هذه الحياة، وفي الواقع لم أصدّق ذلك، إلّا عندما جاء قيس بقطعة موسيقيّة اخرى، فلم تعد لينا تهتمّ بها، وعندما أعادوا القطعة الأولى عادت تسمع باهتمام واضح على قسمات وجهها...
الطّفولة ورائحة المسك
في مرحلة الصّبا والشّباب، كان من المقرّر الدراسيّ في مادّة النّصوص العربيّة، أبيات مختارة من قصيدة للمتنبّي يمدح فيها سيف الدّولة الحمدانيّ، وفيها يقول: فإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإنّ المسك بعض دم الغزال وأمعن معلّمنا في شرح هذا البيت مركّزا على المسك “الذي هو طيب من أطياب العرب، يستخرج من قفل ذكور نوع من الظّباء دون اناثها، ونوّه أنّ أيّا من العطور الصّناعيّة العالميّة الأخرى لا يساوي...
بدون مؤاخذة ـ حديث في الحوار
ممّا يروى عن الامام الشّافعي قوله:” ما جادلت عالما إلّا غلبته، وما جادلني جاهل إلّا غلبني.” وممّا ينسب إليه أنّه مرّ صحبة تلاميذه بشخص شتم الامام، فلم يردّ عليه، ولم يسمح لتلاميذه بالرّدّ، وردّ على تساؤل من أحد تلاميذه عن سبب عدم ردّه قائلا:” إذا عضّك كلب أكنت تعضّه؟” وهذان القولان قد يختصران موضوع “قواعد الحوار” فالعالم بالأمور يعرف كيف يحاور، وكيف يجادل،...
فنّ وفنّانون فلسطينيّون في الجزائر
يبدو أنّ في داخلي إنسان معاد للفنّ مع ما تحمله الفنون من رسالة ثقافيّة مؤثّرة، وإلا فكيف غاب عن ذهني الفنّ والفنّانون؟ خصوصا ذلك الفنّان النحّات الرائع: زكي حسن؟ وهو فنّان يعود أصله إلى قرية الطنطورة قرب حيفا التي تعرّضت لمذبحة في نكبة الشّعب الفلسطينيّ الأولى عام 1948، وهو مولود في مخيّم اليرموك قرب العاصمة السّوريّة دمشق، ويعيش الآن في الجزائر، بعد أن فقد كل ما يملك في المخيّم بما في ذلك...
الجزائر مرّة أخرى
وفي أسبوع فلسطين الثقافي على هامش تظاهرة”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية للعام 2015 كان الحضور متنوعا ولافتا، فقد ارتاد الجزائريّون قصر الثقافة شيبا وشبّانا ذكورا وإناثا…كلّهم يهتفون لفلسطين وعاصمتها القدس وأقصاها الأسير. النشيد الوطني وأشقّاؤنا الجزائريّون فخورون بتاريخهم وبانتمائهم القومي والدّيني، لذا فإن عمليّة “فرنسة” الجزائر ومحاولة الاستعمار الفرنسي فرض لغته وثقافته...
في الجزائر بلد الشّهداء
من الأيّام التي شعرت فيها بكرامتي وإنسانيّتي هي مشاركتي في أسبوع فلسطين الثّقافيّ في مدينة قسنطينة الجزائرية عاصمة الثّقافة العربيّة للعام 2015، وبما أنّ الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا تعتبر فلسطين قضيّتها الأولى قولا وفعلا وثقافة وانتماء، فقد ارتأت أن تبدأ احتفالاتها بأسبوع فلسطين الثّقافيّ، والعربيّ الذي يزور الجزائر سيشعر وسيرى بأمّ عينيه ما معنى أن يكون عربيّا في قطر عربيّ اسمه الجزائر. في...
الدّراية ثورة في الفكر الدّيني
صدر للمفكّر الاسلامي عثمان صالحية كتاب “الدّراية-الفريضة المصيريّة الغائبة في التّراث- الشّفاعة أنموذجا مفصّلا” نهاية العام 2014 ويقع في 504 صفحات من الحجم الكبير. والدّراية حسب المؤلف تعني“دراسة المتون للوقوف على صدقها قبل مراجعة الرّوايات للوقوف على صحّتها“ص6. والقارئ لهذا الكتاب سيجد أنّه مبنيّ على أن لا مقدّس في الاسلام إلا القرآن الكريم، والسّنّة النّبويّة الصّحيحة...
قصّة”فهمان وحسّان”والعنصريّة
عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس، صدرت عام 2015 باكورة اصدارات الكاتب المقدسيّ طارق مهلوس، وهي قصّة أطفال تحمل اسم “فهمان وحسّان”، وتقع القصة التي صاحبتها رسومات أماني البابا وغلافها مقوّى في 23 صفحة من الحجم الكبير. أهداف القصّة: تعالج القصّة قضيّة التّمييز العنصري القائم على لون بشرة الانسان، وهي قضيّة معروفة تاريخيّا، وإن حاول البعض تجاهلها أو نفيها، فالانسان الأبيض استعمر...