يحكى أنّ ملكا ظالما شديد البطش قد أمر رعيته بأن يحصدوا الهواء، فاحتار الناس في أمره وأمرهم، وذهب أحد الشباب ويدعى أحمد الى والده، وأخبره بالطلب الغريب الذي طلبه الملك، فقال له والده ” غدا عندما يقترب الملك منك أُفرك يديك ثم كُل؟ واذا سأل الملك ماذا تأكل؟ فقل له آكل الذي حصدته.
وفي صباح اليوم التالي فعل أحمد كما قال له أبوه، ولما سأله الملك ماذا يأكل؟ أجابه كما نصحه أبوه أيضا، فقال له الملك من الذي علمك هذا؟ فأجاب أحمد ” أبي، فأمر الملك أن يقتل كلّ شاب أباه، والذي لا يفعل سيقتل هو وأبوه، فقتل الشباب أبوتهم إلا أحمد فقد وضع أباه في بئر عميقة، وكان كل يوم يأخذ له الطعام والشراب خفية عن الناس.
وبعد مدة أمر الملك الناس أن يأتوا إليه في الصباح راكبين ماشين، حفاة منتعلين، وأن يُحضر كل واحد منهم صديقه وعدوه وحافظ أسراره معه، ومن لا يفعل ذلك منهم سيُقطع رأسه .
ذهب أحمد الى أبيه عابسا مهموما، وأخبره بطلب الملك، وطلب منه النصيحة، فقال له الأب: هذه مسألة سهلة، خذ معك الجحش الصغير وأمه، واخلع نعل حذائك وانتعله، وبهذا تكون حافي القدمين منتعلا، وخذ امرأتك والكلب أيضا، وعندما تقترب من الملك اركب الجحش، فستكون قدماك على الأرض، وبهذا تكون راكبا ماشيا، واضرب الكلب أمام الملك فأنه سيهرب، ثم ناد عليه فسيأتيك وهو يهز ذنبه فرحا، وقل له هذا الكلب صديقي، ثم قل له عن امرأتك هذه عدوتي، وإذا قال لك كيف يكون ذلك ؟؟ فاضربها كفا أمامه فأنها ستقول لو كنت عدوك لأخبرت الملك عن مكان أبيك، وبالتالي فانه سيقطع رأسك، وإذا أراد أن يعرف من هو كاتم أسرارك فأره الحمارة، وقل له إنها كاتمة أسراري لأنها لا تتكلم .
وفي اليوم الثاني ذهب أحمد الى الملك وفعل مثلما نصحه أبوه، فقال له الملك : إذن أنت لم تقتل أباك، وهو الذي نصحك بعمل كل هذا، فأجاب أحمد بالإيجاب . فأعجب به الملك وعينه وزيرا عنده ثم أمر “كل شخص ليس له كبير عليه أن يشتري له كبيرا”.