كيف يجبي الملوك الضرائب-حكاية شعبية

ك

كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان مدينة يحكمها سلطان جائر، وكان يثقل كاهل رعيته بما يجبيه منهم من ضرائب، وكانت هذه الضرائب تجبى من  الفقراء دون الأغنياء . وبقي على هذه الحالة حتى اصبح الشعب في مجاعة، ولم يعد مع الفقراء ما يسدون به رمقهم، فمن اين سيدفعون الضرائب ؟؟ ولما علم السلطان علم اليقين أنه لم يعد مع الفقراء أيّ ” مليم ” طلب إحضار ثلاثة من كبار التجار الأغنياء في مدينته . وجلس في باحة قصره ووضع أمامه ” جديا ” فأمر بإدخال التاجر الأول، ولما مثل بين يديه طرح السلام عليه وقال له : أمر مولاي السلطان . فقال له السلطان : ما هذا ؟؟ . وأشار الى الجدي،فأجاب التاجر هذا جدي يا مولاي فأمر السلطان حراسه بضربه، وطلب أن يدفع مئة الف دينار كغرامه لأنه لم يعرف الإجابة ؟؟!!

وكان التاجران الآخران ينتظران، ويسمعان من النافذة ما جرى مع زميلهم الأول فأمر السلطان بادخال التاجر الثاني، وسأله نفس السؤال فأجاب : هذا عجل يا سيدي فغضب السلطان وأمر جنده بضربه وتغريمه مئة الف دينار، وهو يصيح ويقول الله أكبر لا تفرقون بين الجدي والعجل .

ولما رأى التاجر الثالث ما حل بصاحبيه أخرج نقوده وعد منها مئة الف دينار ووضعها في كيس . ولما أدخلوه على السلطان وسئل نفس السؤال أجاب : هذا يا مولاي سخط من الله وإليك هذا الكيس وفيه مئة الف دينار .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات