تشرّفت اليوم برفقة زوجتي وشقيقي داود بزيارة معرض منتوجات نسويّة أقامته جمعيّة السّواحرة النّسويّة في قاعة الهلسة في السّواحرة الشّرقيّة -القدس، وفي الواقع فإنّني بهرت بما شاهدت مع أنّه ليس عجيبا ولا غريبا، وإعجابي يقف خلفه أكثر من سبب، أوّلها أن يوجد في الجزء الشّرقيّ من بلدتي جمعيّة نسويّة بادرت إلى تأسيسها ماجدات من بلدتي، فهذا يعني أنّ المرأة وما تمثّله من خاصرة رخوة في مجتمعنا بسبب عادات وتقاليد اضطهدت المرأة، قد بادرت لتتبوّا مكانها الصّحيح في مجتمعنا الذّكوريّ، ومن الأسباب التي أسعدتني بوجود هذه المؤسّسة النّسويّة، أنّها ستحتضن فتياتنا الموهوبات الصّاعدات، وستأخذ بأيديهنّ ليواصلن تعليمهنّ، ولاكتشاف مواهبهنّ.
في بداية المعرض لفت انتباهي رسومات تشكيليّة للفتاة الصّاعدة والواعدة منال شاهين، وهذا ينبئنا أنّنا أمام فنّانة تشكيليّة سيكون لها شأن في عالم الإبداع الفنّيّ إذا ما واصلت طريقها، وعملت على صقل موهبتها.
ويتواصل إبداع فتياتنا في جوانب مختلفة، فأحلام عبيدات مثلا حسمت نفسها في عالم التّجميل، فهي تتخصّص برسم الحنّاء حسب الطّلب، و”البدكير الطّبّيّ العلاجيّ للقدم”و”الأظافر لليدين والقدمين”. وهناك من عرضن معجّنات وأكلات شعبيّة مختلفة كالمفتول من “صُنع أيديهنّ”، ولم تسعفني الذّاكرة في حفظ أسماء الجميع، وهذا طبعا لا ينتقص من إبداعهنّ وقدراتهنّ، فهناك من عرضت “علب الأفراح”، و”الغوايش” وغيرها.
لكنّ ما أسعدني حقّا هو حواري مع الأخت المربّية مريم حسين سرور حول “النّول البلديّ بأشكاله المختلفة، والثّوب الشّعبيّ بتطريزه المتنوّع.
وبلغت فرحتي ذروتها عندما سمعت من عضوات هيئة تأسيس الجمعيّة الفتيّة، التي ترأسها الدّكتورة يسرى شقير، وطموحاتهنّ ومخطّطاتهنّ لرفعة هذه المؤّسّسة النّسويّة، لترتقي إلى مرحلة الإنتاج؛ كي تستوعب الأيدي العاملة النّسويّة، لرفد السّوق المحليّ ببعض منتوجاتنا الشّعبيّة الغذائيّة وغيرها، وبذلك يصطدن عدّة عصافير بحجر واحد، وهي توفير دخل كريم لأسر متعفّفة، ورفد الإقتصاد الوطنيّ، والحفاظ على موروثنا الشّعبيّ الذي يتهدّده الضّياع لأكثر من سبب. وهذا يتطلّب من المؤسّسات الرّسميّة والشّعبيّة أن تنتبه لهذه المؤسّسة النّسويّة الفتيّة، وأن تقدّم لها الدّعم والمشورة.
في النّهاية لا بدّ من الإشادة بدور هذه المؤسّسة، وبالقائمات عليها، والمعروفات بصدقهنّ، وصحّة انتمائهنّ، فطوبى لهنّ ولكلّ المخلصات والمخلصين من أبناء شعبنا العظيم.
8 حزيران 2022