فرحتي بحفيدتي لينا ابنة ابني الحبيب قيس المولودة في 21 أيّار 2015 كبيرة جدّا، رافقتها ساعة ساعة منذ ولادتها…راقبت نموّها اليوميّ، سعدت بحركاتها البريئة…بكاؤها موسيقى تنبئ بالحياة…ابتسامتها تملأ قلبي فرحا وسعادة…لا أجرؤ على احتضانها خوفا من أن أؤذيها، فقلبي لا يطاوعني أن أحتضن ملاكا في المهد…أقترب منها…أتكلّم معها….تبتسم لي، فأشعر أنّها تفهمني…أقبّل كفّيها وقدميها ورأسها فتنظر إليّ كأنّها تعبّر عن امتنانها لي…لينا تكبر بسرعة…ويكبر ادراكها للأمور معها، تحرّك شفتيها ولسانها كأنّها تجمع قدراتها لتتكلّم…لا تسيطر على مخارج الحروف بعد، فتستبدل الكلام بابتسامة تدهشني، تسمع الموسيقى النّاعمة فتناغي نفسها بصوت موسيقيّ يطغى على الموسيقى…أراقبها سعيدا…تلتفت إليّ وتبتسم لي وكأنّها تسألني عمّا بي؟ بالتأكيد هي لا تدرك أنّني أخاف فراقها…وكلمّا اقترب موعد الفراق ازداد قلبي انقباضا، فكيف سأحتمل فراق لينا؟ صحيح أنّني اشتاق حفيديّ الآخرين كنان وبنان ابني بنتي أمينة، وأنتظر بشوق حفيدي ابن بنتي لمى، لكن لا أحد يعوّض عن أحد…سعدت كثيرا ولا أزال وسأبقى بالرّائع كنان وشقيقته بنان، لكن مجرّد التفكير بالبعد عن لينا يقضّ مضجعي، ويؤرّقني….أحلم بيوم يكون أحفادي جميعهم بجانبي، وأن لا يفارقوني حتى الدقيقة الأخيرة من حياتي، لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر…فلينا التي سافرت إلى امريكا خصيصا لأراها في يوم ولادتها، لن تبقى بجانبي…ورفقتي لها ثمانين يوما سيجعل فراقها صعبا…فهل سأحتمل هذا الفراق القسريّ؟
30 تمّوز 2015
ان شاء الله تبقى الفرحة حاضرة بحضورك
ويكثر الاحفاد من حولك ويتربوا بعزك وتبقى انت منارة لهم