نكرّر التهنئة لشمس الفنّ العربي عامة والفلسطيني خاصة “محبوب العرب” محمد عسّاف، بعد أن حقق نجومية لم يسبقه اليها أيّ من فناني الغناء الفلسطيني، لأنهم لم تُتح لهم الظروف للبروز نتيجة الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل، والنجومية والابداع ليست جديدة على الشعب الفلسطيني، فهناك نجوم برزوا في مجالات الابداع المختلفة، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من نتمنى له طول العمر والصحة والعافية، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشهيد غسان كنفاني، محمود درويش، سميح القاسم، ادوارد سعيد، توفيق زياد، اميل حبيبي، الشهيد عبد الرحيم محمود، عبد الكريم الكرمي”أبو سلمى” ابراهيم طوقان، فدوى طوقان، نجاتي صدقي، محمود شقير، ابراهيم نصر الله، أحمد رفيق عوض، وليد سيف، محمد بكري، حسام أبو عيشة، احمد ابو سلعوم، ريم البنا، ريم تلحمي، سناء موسى، اسماعيل شموط، سليمان منصور، هاني جوهرية…..الخ فالقائمة طويلة.
وفناننا الشاب المحبوب محمد عسّاف، ما كان ليبرز لولا أنه تخطى الصعاب بارادته وتصميمه، وبمجهوده الفردي، وما كان ليشارك في برنامج Arab Idol لولا أنه تخطى الأسلاك الشائكة، وقفز عن الجدران، ولم يكتف بقرعها والدّق عليها، وهذا سبب رئيس من أسباب نجاحه، وفناننا الجميل صاحب الموهبة الغنائية الفذّة، والصوت الجميل الخارق دخل عالم النجومية بقدرة واقتدار، وبحصوله على اكثر من 67 مليون صوت من فلسطين، ومن أرجاء الوطن العربي الكبير، وهذا مع الاستقبال الحافل الذي حظي به فناننا قد ترك على نفسيته أثرا ايجابيا كبيرا، عبرّ فيه عن شكره لكل من دعمه سواء بالتصويت أو بغيره، وجعله يؤكد بتواضع جمّ أنه سيواصل حَمْلَ رسالة شعبه ووطنه، من خلال ما سيقدمه فنيا، مدركا الدور الفاعل للفنون.
ومحمد عسّاف الذي حافظ على هدوئه واتزانه، لم يتسلل الغرور اليه، بل ان النجومية زادته تواضعا، ولا غرابة في ذلك على فنان نبغ من وسط المعاناة، وقسوة العيش في المخيم، وفي رقعة جغرافية صغيرة هي الأكثر كثافة سكانية في العالم، ومحاصرة وتعرضت لأكثر من حرب تدميرية هائلة.
والنجم الصاعد محمد عسّاف يدرك عِظَم ِ المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأنه الآن على عتبة الطريق الأصعب، وهذا يتطلب منه أن يختار كلمات أغانيه القادمة وملحنيها وعازفيها بعناية فائقة…وبالتأكيد فانه أهل لذلك.
والى المزيد من النجاحات أيها العسّاف…والطريق أمامك طويل وصعب يا سفير النوايا الحسنة.
26-6-2013