بدون مؤاخذة-الاخوان في مواجهة الشعب المصري

ب

ثورة 25 يناير 2011 المصرية ثورة شعبية بكل المقاييس، حين هبّ الشعب المصري لاسقاط نظام حسني مبارك البائد، الذي حكم مصر ثلاثين عاما أعادها فيها ثلثماية عام الى الوراء، هذه الثورة المجيدة لم يكن دور بارز ورياديّ لأيّ من القوى السياسية والدينية فيها، بل كانت الرّيادة للشعب المتقدم على قياداته السياسية والحزبية كما هو الحال في البلدان العربية جميعها، لكن ثبت أن الأخوان المسلمين هم التنظيم الحزبي الأكثر تماسكا، وقد ركبوا موجة الثورة الشعبية مستغلين ضعف غيرهم من القوى الحزبية، وعندما وصل الرئيس محمد مرسي الى الرئاسة في انتخابات ديموقراطية، ساعدته ظروف موضوعية محلية، ليس أقلّها عدم تقدير الشارع المصري لدور وحجم القوى السياسية العاملة على الساحة المصرية نتيجة لحكم نظام الطاغية المخلوع الذي قمع الحريات، واستغل الاخوان المسلمون عاطفة الشعب المصري الدينية، كما استغلوا طغيان وفساد النظام البائد، وهم يعلمون أن من انتخبوا الرئيس مرسي ليسوا كلهم من مؤيدي الاخوان، وانما لأن المرشح الآخر الفريق احمد شفيق كان يشغل مناصب رفيعة في النظام السابق، ولأن ملايين أصوات الناخبين الأقباط لم تذهب لمرشح التيار الناصري حمدين صباحي في جولة الالنتخابات الأولى، لعدم معرفتهم بحجم التأييد لهذا التيار الذي تعرض للاضطهاد بعد وفاة زعيم الأمة الرئيس جمال عبد الناصر، ولأنهم لم يريدوا أن يدلوا بأصواتهم لمرشح الاخوان المسلمين، لتجربتهم المريرة معهم.لكن الرئيس محمد مرسي لم يحكم كرئيس لمصر ولشعبها، وانما حكم كممثل لحزب العدالة ذراع جماعة الاخوان المسلمين، وكان يحكم بأوامر مرشد الجماعة ومجلس الشورى التابع له، وقد ارتكب أخطاء فادحة بانفراد جماعة الاخوان بالحكم، وبوضع دستور البلاد الجديد، وباقالة المدعي العام، والتدخل في القضاء، والبدء بأخونة مؤسسات الدولة، واعلان”الجهاد” في سوريا، ومياه النيل وغير ذلك، وكلها أمور ألهبت الشارع المصري حتى وصلت الأمور الى درجة الانفجار الشعبي والذي تمثل بنزول الجماهير الى الميادين العامة بدءا من 30 حزيران  رافعة شعار اسقاط الرئيس واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.وسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وصدر بيان القوات المسلحة مساء هذا اليوم 1 تموز حاملا الانذار بتدخل الجيش خلال 48 ساعة اذا لم يتم التوافق بين القوى السياسية المتصارعة،  ويلاحظ ان بيان القوات المسلحة قد جاء بعد بيان حركة”تمرد”- التي تقود الاعتصامات الشعبية- والذي هدّد بالعصيان المدني اذا لن يتنحّ الرئيس مرسي، وتدخل الجيش هنا لا يعني انقلابا على السلطة القائمة، وانما قد يستلم رئاسة الحكومة أحد جنرالات الجيش بالتوافق مع مكتب الرئاسة، وتحديد خارطة طريق للمرحلة القادمة يتم فيها تحديد تاريخ لانتخابات البرلمان ولانتخابات الرئاسة.ونسأل الله أن لا تفلت الأمور في مصر، وأن لا تدخل البلاد في فوضى لن ينجو من نتائجها السلبية أحد، فمصر أمّ الدنيا وعزتها عزّة لشعبها وللعرب كافة.1-تموز-يوليو- 2013

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات