اللقاء الثقافي يوم السبت 08-12-2012 في جامعة القدس في أبو ديس، الذي دعت اليه جماعة الباب الأدبية في بيت لحم، وأشركت فيه ست مجموعات ثقافية هي: ندوة اليوم السابع-القدس، الندوة الثقافية –الخليل، ملتقى لقاء الروح-بيت لحم، دواة على السور-القدس ومجموعة أدباء من الخليل، يعود الفضل في عقد هذا اللقاء الى جماعة الباب الأدبية، وللروائي نافذ الرفاعي بشكل خاص، حيث قام بالاعداد والترتيب لهذا اللقاء بمساعدة من عدد من الشابات والشبان المهتمين بالابداع الأدبي، ويجدر التنويه أن فكرة الصالونات الأدبية ليست جديدة على الساحة الثقافية العربية، فكان هناك في النصف الأول من القرن العشرين صالون مي زيادة، ولاحقا صالون نجيب محفوظ، وفي أيامنا هذه صالون نور الثقافي في عمّان، وكانت هناك صالونات أخرى لسنا في مجال التأريخ لها، وفي فلسطين أيضا هناك مجموعات ثقافية أخرى غير الست التي شاركت في اللقاء آنف الذكر منها: المقهى الثقافي في القدس، صالون د. أفنان دروزة في نابلس، الصالون الأدبي في المنتدى التربوي برفح، الملتقى الثقافي لبلدية خان يونس، صالون نون الثقافي في قطاع غزة…وغيرها.
وتنبع أهمية هذه الصالونات في أنها تعمل حراكا ثقافيا، وتشجع على المطالعة ونشر الثقافة، وترعى المواهب الشابة، وتساعد الكتاب على تحسين أدواتهم الابداعية، وتساهم في ايجاد حركة نقدية، كما أنها تساعد –دون قصد- بنشر الكتب الابداعية من خلال مناقشتها والكتابة عنها.
وفي اللقاء آنف الذكر في جامعة أبو ديس تمّ التعارف بين كتاب فلسطينيين لم يسبق أن التقوا وجها لوجه من قبل، فقد كان من بين الحضور كتاب جاؤوا من المثلث والجليل مثل نسب أديب حسين، مرمر القاسم، فاتن مصاروة، مسلم محاميد، أحمد فوزي وآخرين، ويشكل هذا اللقاء دعما للكاتبات والكتاب الشباب الذين تم الاستماع لنماذج من ابداعاتهم أمام جمهور ثقافي يسمعهم وحتى يسمع بأسمائهم للمرة الأولى.
ويلاحظ من خلال اللقاء مدى فخر بعض الشبان بمشاركتهم في بعض الصالونات والمجموعات الثقافية، بحيث أنه يُعرّف على نفسه بأنه عضو في هذه الجماعة أو تلك، دون أن يعي أن الصالونات الثقافية ليست نقابة مثلا، وأن حضورها والمشاركة فيها غير مقصور على أشخاص معينين، فهي مفتوحة للجميع، والكل يستطيع المشاركة فيها حسب وقته، وحسب قربها أو بعدها عن مكان اقامته. فالثقافة ليست حكرا على أحد، بمن فيهم المبدعون أنفسهم، فهناك مثقفون ومن يسعون لتثقيف أنفسهم، ومن يتابعون دروب المعرفة لكنهم لا يكتبون شيئا، فالكتابة موهبة ليست متوفرة عند الجميع، وهذا ليس انتقاصا من حق من لا يكتبون، بل على العكس هو تقدير عالٍ لهم، فمتابعة الابداع والاطلاع عليه والعمل على تثقيف الذات هو ابداع أيضا، نأمل أن يشارك فيه أبناء شعبنا وأمتنا كافة، خصوصا وأننا من أبناء “أمّة إقرأ” والتي ما عادت تقرأ، وما عادت تهتم بالعلم والثقافة، وهذا سبب رئيسي فيما وصلنا اليه من ترَدٍ في مختلف مجالات حياتنا، وما أوصلنا الى قاع الهزائم.
وهنا يجدر التنويه الى أهمية الصالونات الثقافية التي نتمنى أن توجد في مناطقنا كافة، وعلى أهمية لقاءات المبدعين فرادى وجماعات لما في ذلك من إثراء للحراك الثقافي في وطننا.
ومن هنا فاننا نثمن عاليا اللقاء الذي حصل في جامعة القدس، ونسجل شكرنا واعتزازنا لجماعة الباب الأدبية التي بادرت الى هذا اللقاء. تماما مثلما نثمن عاليا أيضا المهرجان الثقافي الذي أقامته”جماعة شباب جبل المكبر” مساء نفس اليوم، ونسجل شكرنا واعتزازنا بهم.
10-12-2012