شاهدنا مسرحيدية ” دياب ” على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني في القدس مهرجان . والمسرحية من تأليف علاء حليحل واخراج سليم ضو، وتمثيل عامر حليحل وموسيقى حبيب شحاده .
المضمون :
تستفيد المسرحية من تغريبة بني هلال الشعبـية المعروفة ، وتسحب أبطالها المعروفين أمثال الأمير ذياب بن غانم وابو زيد الهلالي وغيرهم ، وهم أبطال خارقون للعادة كما رسمهم الخيال الشعبي ، تسحبهم على الواقع الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام ، لكن بطريقة معكوسة من خلال شخصية ” ذياب “- بالذال وليس بالدال كما جاء في المسرحية وفي مطبوعاتها- ، حيث نرى ذياب سجيناً في سفينة أمريكية تعمل بالفحم ، ووظيفته فيها أن يزود موقدها بالفحم ، ويروي كيف أنه قام بتحرير فلسطين وحده ، بعد أن فشلت هجمات ” القبائل ” العربية عليها من أجل تحريرها .
ويردد الممثل أثناء آدائه لدور شخصية ذياب بن غانم بعض الأشعار العامية التي وردت في سيرة بني هلال .
ما المقصود ؟
معروف أن استلهام التراث الشعبي والرسمي يأتي من باب خدمة المرحلة المعاشة ، سواء من باب تشجيع الايجابيات وتكريسها والاستفادة منها ، أو من باب التحذير من السلبيات ومحاربتها ، فما المقصود بتحريف شخصية ذياب بن غانم واظهاره بالبطل السجين الكاذب وتقديمة بصورة ساخرة ومضحكة ؟ وما الفائدة المرجوة من الاساءة الى الأبطال الشعبـيـين في ثقافتنا ؟؟ فهل نريد أن ندخل عصر العولمة بالاستجابة الى طروحات من لا يريدون بشعوبنا وأمتنا خيرا ؟؟ وبالتالي سننسف كل ماضينا ونشك به !! مع أننا أمة عريقة ساهمت في بناء الحضارة الانسانية – وان كنا نعيش مرحلة تردّي ، وعصر هزائم وانحطاط بفضل القادة الأشاوس- مع معرفتنا المسبقة بأن من لا ماضي له …. لا حاضر ولا مستقبل له أيضاً .
من المقصود ؟
من المقصود بشخصية ذياب بن غانم التي شاهدناها في هذه المسرحية ؟ ومن هو الزعيم العربي في عصرنا الذي حوصر أمريكيا واسرائيلياً حتى اغتياله ؟؟
انه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رمز الشعب الفلسطيني وقائده وزعيمه ومفجر ثورته بكل ما له وما عليه ، وأرجو أن أكون مخطئاً وأن المسرحيدية لم تقصده، ولم تجسده في شخصية ذياب بن غانم التي شاهدناها في هذه المسرحية .
التمثيل :
واضح أن الفنان عامر حليحل يملك قدرات فنية كبيرة ، فقد تميز بصوته الجهوري ، وسلامة مخارج الحروف عنده ، والتمكن من اللغة الفصحى والعامية ، واجادة اللهجة البدوية ، وتقمص الشخصية باقتدار ، واجادة تقليد العزف والأنين على ” الربابة ” من خلال فمه ، دون استعمال الآلة ، ويؤخذ عليه أنه اعتمد في صوته على نسق واحد كان الصراخ والصوت المرتفع عموده الفقري .
الاخراج :
سليم ضو مخرج وفنان مشهود له بالكفاءة ، لكن كانت بعض الهفوات مثل لحظات صمت وتوقف يقف فيها الممثل بلا حراك ، فهل هذه مسؤولية المخرج أم الممثل ،؟وعدم تغيير ايقاع صوت الممثل أيضاً من يتحمل مسؤوليتها ؟؟
الموسيقى :
اعتمدت على الألحان والآلات الشعبية التي تتناسب والموضوع.