صدرت رواية “لنّوش” لجميل السلحوت عام 2016 عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس، وتقع الرّواية الموجّهة لليافعين في 45 صفحة من الحجم المتوسّط.
ما يميز كتابات الأديب جميل السلحوت في هذا الميدان، حرصه على مشاعر شخصياته من الأطفال، وإحاطتهم بجوٍ أسريّ دافئ، يشجّع على التّفاعل الحيّ وعلى النّموّ السّليم، وعلى التّعلم والتّفوق في ظل حنان الوالد والوالدة والجدّ والجدّة.
وثمّة ميزة أخرى يحرص على توافرها الكاتب في نصوصه المكرّسة للأطفال تتعلق بتشجيع التّعلم عن طريق الحوار، والابتعاد ما أمكن عن آفة التّلقين، وعدم الاستهانة بقدرات الأطفال وقابليّتهم للتّعلّم حتّى وهم أجنّة في بطون الأمّهات.
وثمّة ميّزة ثالثة يحرص على توافرها الكاتب في نصوصه، لها علاقة بسلاسة اللغة وبساطتها وقربها من القاموس اللغوي لفئة الأطفال المستهدفة، وتطعيم النّصوص بحكم مستفادة من التّراث، وببعض المأثورات الشّعبيّة، وبالنّصوص التي تنطوي على قيم وطنيّة، مع ميل إلى تشجيع التّعلم عبر اللعب، وميل إلى الفكاهة والدّعابة التي تثري النّصوص وتجعلها نابضة بالحياة.
وحين يكتب جميل السلحوت نصوصه القصصيّة والروائيّة للأطفال فإنّه يخلق واقعا متخيّلا بديلا من الواقع المعيش، لكنّه واقع ملتحم بالواقع المعيش، منطلق منه وعائد إليه. يخلق أسرة مثاليّة، ومدرسة مثاليّة ومعلّمة مثاليّة وو ألخ..، وكأنّه يقول: بمثل هذا الواقع الموازي أو الواقع البديل نستطيع خلق جيل جديد، ذكيّ متعلم قادر على الابتكار والخلق والإبداع.
لي ملاحظة وحيدة على نصّ “لنوش” سبق لي أن ذكرتها للكاتب في أحد اللقاءات، مفادها أن القسم الثّاني من النص، المتمثل في ذهاب المعلمة إلى أسرة لنّوش للاستفسار منها عن أحدث أساليب التّربية، كان ينبغي أن يكون مكانه في غير هذا النّص المكرّس للأطفال، لأنّ المستهدفين في هذا القسم الثّاني هم الآباء والأمّهات وليس الأولاد والبنات.
هذا القسم الثّاني على ما فيه من قيم تربويّة نافعة، كان يمكن أن يكون في كتاب آخر، فيه إرشادات أوسع مدى، يمكن أن يقرأها المعنيّون من ذوي الأطفال، ويحقّقوا منها استفادة أكيدة في تربية أطفالهم.