القدس:
ناقشت ندوة اليوم السابع الاسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الشريف
قصة ” عصافير الأحلام “للأطفال تأليف ايمان الطويل الصادرة عام 1999 عن منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة في رام الله ، وتقع القصة التي قام برسوماتها حسني رضوان في 28 صفحة من الحجم الصغير.
بدأ النقاش مشرف الندوة جميل السلحوت فقال:
لا أدري عندما رأيت القصة لماذا دار في خلدي ما قاله حسان بن ثابت ، عندما هجا قوماً فقال :
لا بأس في القوم من طول ومن عرض
جسم البغال واحلام العصافير
غير أن احلام عصافير حسان تعني العقول ، بينما أحلام ايمان الطويل تعني ما يراه النائم .
وفي قصة عصافير الأحلام تأثر واضح بحكاية ” جبينة ” الشعبية غير أن جبينة لم تكن يتيمة من الأم مثل ” مرجانة ” بطلة قصة ” أحلام العصافير ” .
ومرجانة التي افتقدت حنان الأم ، لم تجد الحنان والرعاية من زوجة أبيها ، كما أن أباها كان مريضاً مغلوباً على أمره ، ولم يستطع توفير الرعاية والحنان لابنته “مرجانة” ، فما كان منها إلا أن تبحث عن الحنان والرعاية في الخيال ، لذا فهي تطير على جناح عصفور ، لتصل الى قصر منيف تحيط به الحدائق الغناء ، وفيه امرأة فاضلة لا أبناء لها تستقبل ” مرجانة ” وتعطيها الحب والرعاية . وهذه هي الحكاية التي حكتها المعلمة لطالباتها ، وطلبت منهن أن يكملنها حسب ما ترتئيه كل واحدة منهن ، فما كان من سلوى إلا أن نامت وحلمت أنها تطير لتصل الى حيث مرجانة ، وتستمتع معها ، غير أنها تجدها تفتقد حب الأسرة فتقول لسلوى ” ليت لي أهلا ً مثلك يحبونني ويعتنون بي ، يا سلوى السعادة ليست بيتاً كبيراً وألعاباً كثيرة فقط ” ص27
ولم أستطع أن أعلم مراد وأهداف الكاتبة من هذه القصة ، هل هو حث الأطفال على الأحلام الجميلة ، والاستمتاع بها ، وأن من يفتقد شيئاً يستطيع أن يحصل عليه بالأحلام؟ حتى ولو كانت أحلام يقظة ، أم هو ضرورة رعاية الايتام ؟؟ فإذا كان المراد هو الأولى ، فهل الطفل الذي يفقد أمّه يستطيع أن يحلم بأمّ ثانية ؟ أم على الكبار أن يعوضوه أمّاً بديلة لأمّه ؟ وهل هناك عذر للأب الذي يفقد زوجته الاولى ، بأن لا يرعى أبناءه منها ، وأن لا ينتبه لمعاملة زوجته الثانية لهم ؟؟
” والدها رجل مسكين ، دائم المرض ، لا يدري ماذا يدور حوله ” ص 7
ومع أن الكاتبة لم تعتبر ذلك عذراً للأب ، إلا أنه لم يكن له دور إيجابي في توفير الرعاية والحماية لابنته اليتيمة من أمها .
وأيضاً هل هناك عذر لزوجة الأب بأن لا ترعى اطفال زوجته الأولى المتوفاة ؟ وبما أننا ورثة حضارة إنسانية عريقة ، أعطت الأيتام رعاية خاصة فقد جاء في القرآن الكريم : ” فأما اليتيم فلا تقهر ” وجاء في الحديث الشريف أن النبي الكريم صلوات الله عليه قال : ” أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ” .
فإن ذلك لا يمنع وجود حالات فيها جور وظلم وعدم رعاية للأيتام ، وإن كنت أؤكد أن هذه الحالات تعتبر القاعدة وليس الاستثناء ، ومعالجة هذه القضايا لا تكون بأن نترك اليتيم يخلق سعادته من خلال عالمه الخاص القائم على الاحلام ، خصوصاً وأن اليتيم هو من فقد احد والديه أو كلاهما في سن الطفولة ، وهو مرحلة بناء أساسات شخصية الإنسان ، وكان الأجدر بالكاتبة أن تحل مشكلة ” مرجانة ” التي غيّب الموت والدتها حلا ً واقعياً ، من خلال شخص واقعي ، كعودة زوجة الأب الى عقلها ، لتعاملها كما تعامل أبناءها ، أو من خلال الجدة أو الخالة أو العمة . كما أنه كان يجب أن يكون للأب دور إيجابي ، يحاول من خلاله تعويض الطفلة مرجانة عن حنان والدتها المتوفاة،مع التأكيد على ان لا بديل لحنان الأمّ.
اللغة والرسومات : لغة الكاتبة جميلة وسليمة ، واستعملت الحوار في القصة بشكل لافت . لكن رسومات حسني رضوان لم تكن موفقة بدءاً من رسمة الغلاف مروراً بكل الرسومات ، فمرجانة على صورة الغلاف تظهر امرأة ناضجة وليست طفلة ، وكذا باقي الرسومات ، حتى أنها في الصفحة عشرين ظهرت وكأنها امرأة ناضجة ولها شنب مفتول .
ثم تحدث حسن طه فقال:
يثير غرابتي في هذه الاوقات أمرين في الموضوعات الفنية . الأمر الأول هو محاولة دمج ال Strip رقص التعري كشكل من اشكال من الرقص، والامر الثاني هو اعتبار التعبير العلاجي ” الكتابة العلاجية تحديدا ” شكلا من اشكال الفن الادبي، واقتران هذين النوعين ببعضهما لازم نظرا للتشابك الموفولجي بين شخوص هذين النوعين .
شاءت الصدف وحدها ان تكون قرائتنا لهذا الاسبوع في ندوة اليوم السابع قصة الاطفال عصافير الاحلام ” لايمان الطويل ” وقد زامن ذلك ان جاد علينا أحد الزملاء الافاضل بكتاب لمؤتمر ادب الاطفال في فلسطين والذي عقد في 18 ايلول 2005 وهو من منشورات مكتبةالبيرة.واصدار العام 2006، وقد ورد في كتاب المؤتمر غير مرة اشارة توثيقية لقصة عصافير الاحلام حيث يفهم من هذه الإشارات الاشادة بهذا العمل ، في حين ورد في الكتاب جلسة المؤتمر الاولى، الورقة الثانية وهي اعداد مشهور سبيتان اشارة الى مجمعوعة المخاض لجميل السلحوت حيث وجهت الورقة نقدا للكتاب في مجموعته القصصية متهمة اياه بتجريد الأطفال من طفولتهم .. واذا كانت معظم اوراق المؤتمر قد تحدثت بمثالية تامة عن الطفولة في فلسطين متجاوزة في بعضها عن الواقع الذي يعيشونه ،والاحصاءات الدالة على مثل هذا الواقع ،حيث أن طفلا من كل اثنين لا يملك فرصة التعلم أي ما نسبته وفق دراسته نشرها مركز الاحصاء الفلسطيني 51% من الأطفال عاملين وغير ملتزمين بمقاعد الدراسة، وتشير الاحصاءات ايضا أن مكتبة عامة واحدة فقط لكل 15 الف طفل، وبما أن ورقة المؤتمرات تعاملت مع أدب الطفل، ووضعت الطفل الفلسطيني في مجتمع مثالي، فليس غريبا ان يهاجم كاتب كتابات كاتب آخر اصدق التصاقة وعمق احساسة بالوقع الفلسطيني، وواقع الاطفال فيه ، وليس غريبا لذلك أن يشاد بنص مثل نص “عصافير الاحلام” مع أن النص يفتقر الى كل مقومات العمل القصصي … فهو نص فنتازي يعتمد حوارا سريع الايقاع مشتتا في ترابطه ومختلا في توازنه، يعمل على انتزاع ملكة الخيال في مخيلة الطفل في وقت كان هدف النص الرئيسي هو خلق عنصر الخيال، وارساء صورة بعيدة عن الواقع من خلال الحلم والتمني الكلمات التي وردت بكثرة في النص، و تحمل عنوانه، وسميت احدى شخوصه كذلك باسم احلام التي نقلت في مواد بينها وبين الشخصية الرئيسية سلوى ذلك الاستخفاف بعقل وامكانيات الطفال الذي وجه النص اليه .
وكما هو حال نص “أحلام العصافير” والذي انعدم فيه التركبيب المنطقي والموضوعية في الطرح، جاء هذا النص ايضا والذي انتحل في بدايته هيكل القصة العالمية سندريلا .
وفي تحليل سريع لمعطيات النص وبعض عناصره نجد ما يلي :
مكان وزمان القصة :
مكان القصة بيت بائس به زوجة أب متسلطة وآخر مليء بالاشجار والورود والفراشات والعصافير في مكان ليس بعيدا ،تسكنه امرأة لا تنجب الأطفال .. ربما كانت شلوميت حسب ايمان – الطويل . واذا كان المكان والزمان عامود عناصر القصة في قصص الاطفال لا يمثل أهمية كبرى ذلك أن الطفل يسقط المكان الاقرب اليه على القصة سواء كان واقعا او خيالا ، وجميع احداث القصص بالنسبة للطفل هي إمّا ماض في حال استخدام الشخوص البعيدة عن واقعه أو حاضر أقرب لما هو في عالمه ، لربما من هنا جاءت كاتبة النص بفكرة عالمية القصة من خلال انتحال هيكل قصة اخرى وتركيبها تركيبا فنتازيا متجاوزة في ذلك على الاعتبارات للفئة المستهدفة في هذا النص .
شخوص القصة:
اتسمت شخوص النص الرئيسية بالسلبية الواضحة والتحول السريع، فمرجانه مثلا تريد أن تهرب من واقعها، وتطمئن الى الغرباء بشكل مفاجىء، وسلوى مثلا تريد أن تقضى وقتها باللعب، ولا تريد أن تذهب الى المدرسة في الوقت المحدد في دعوة الى التصرف اللامسؤول وقد ظهرت أقوى شخوص القصة المرأة الغريبة كانعكاس لذات الكاتبة التي لربما في ظني ولطالما كان صائبا.
ولا اعتقد أن عملا آمن بامكان ان يصلي الى مثل هذه القياسات من الاستحاق بعقل الملتقى .
وفي تساؤل بسيط ومهم وأظنه مشروعا ايضا .. ما هي القيم التي احتواها النص ؟
عند الاجابة نجد ما يلي :
دعوة الطفل الى التحصيل المادي أو الدعوة الى تخيل التفوق المادي، ومقاطعة التعلم ويظفر ذلك في وكيف اصبحت غنية .. وتحب المدرسة في تساؤل والدة سلوى في مقدمة القصة … ثم تجيب سلوى بنفي قاطع لم تكن تذهب الى المدرسة يا أمّي .
الدعوة الى الثقة السريعة والاطمئنان المفاجئ للغرباء في وقت تعاني ظروف الطفل في مثل هذه المجتمعات من اضطراب واقعي شديد وتدعو معظم قصص الاطفال فيه الطفل الى الحذر والانتباه ص 19 – تقدمت مرجانة .. انت فعلا امرأة لطيفة .. اتمنى أن تكوني أمّي ،
دعوة الاطفال الى التخلي عن واجباتهم كالالتزام في الدراسة ودعوتهم الى الاهتمام باللعب
ص25 انسيت المدرسة ..لا تخافي يا احلام – يوم واحد لن يؤثر. هذه القراءة السريعة للنص توصلنا الى عملية فيثاغورسية واضحة . ( ناقص القيمة يساوي زائد القيمة ) في حركة بعيدة عن الساكن …ولنطرح المسألة بهذا الشكل ،ومن هذا المنطلق: ما الفرق بين الأدب وقلة الأدب؟ الجواب يعني عدم الاحتكام الى قواعد تقنية في الطرح .. وفي العودة الى اطروحة ال strip رقص التعري والرابط هنا ان كلا الامرين يعكس ذاته فاستثناء المشقة في القصد عامل مشترك بينهما ،وتلك الحالات المرضية الناتجة عن عقدة النقص المركب تتقمص الفن في الطرح وتشتط تلك الحالات والذاتية في مرضيتها نحو حدود الابداع على صفحة الماء بين ايدي المنتفعين .
وبعده قال خليل سموم :
خلال قراءتي لهذه القصة ، كنت كانني اقرأ قصة سندريلا ، مع تعديل طفيف في نصفها الثاني .. فزوجة الأب هي نفسها في تصرفاتها ، وكذلك ابنتاها ، وابنة الاب المظلومة من قبل زوجته ، ونقل ابنة الأب من بيتها الى مكان مختلف كليا عن بيتها ، والعيش فيه بأمان وسعادة وهنا جاء في الصفحة الخامسة من القصة – السطر الرابع – العبارة التالية : ” انها حكاية البنت مرجانة الفقيرة ، التي اصبحت فتاة غنية ” وكان الأفضل ان يقال ” انها حكاية البنت مرجانة المضطهدة التي أصبحت فتاه تعيش بكرامة .
ورد في الصفحة التاسعة قول سلوى : لكنني وحيدة ايها العصفور ، ولا أحد يحبني ” ولكن هل والدها لا يحبها ؟ !
حصل خطأ مطبعي في ترتيب الصفحات ، فصفحة 23 يجب ان تأتي قبل صفحة 22 ، وهذا خطأ كبير جدا في قصة اطفال ، لأن الطفل القارئ لن يكتشفه الا بصعوبة شديدة ، فتحدث في عقله بلبلة ، لذا يجب اعادة طبع الكتاب بعد تصليح هذا الخطأ
وبعده قال سمير الجندي :
تبادر الى ذهني اول ما بدأت قراءة القصة ، قصة سندريلا فهي تشبهها كثيرا ، ولم أجد جديدا فيها ..
الرسومات التي رافقت القصة ، سيئة جدا لدرجة القهر ، لم تستخدم الالوان التي يحبها الاطفال ولا أدري كيف يكون ذلك أهو استخفاف في عقول وذكاء القراء أم ماذا ؟…
وبعده قال محمد موسى سويلم :
” قالوا اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين ” يوسف 43 صدق الله العظيم
حكاية ذات نهاية مفتوحة وكان هناك مسلسلا تلفزيونيا تترك آخرته للمشاهدين ، قصة اجتماعية مؤثرة مما جعلني اعتقد ان المعلمة تخصص خدمة اجتماعية أو انها تعمل عاملة اجتماعية في المدرسة ، زوجة الأب تكره مرجانة بنت زوجها ، ومرجانة تعاني الأمرين من هذه الزوجة وتحرم من أبسط معاني الحياة من تعليم ولعب وطفولة .
تألمت العصفير لمرجانة ، وحملتها على جناحها لتعطيها السعادة والأمن والأمان ، وتأكل كما يأكل الادميون، وتلعب كما يلعبون، ولكن مرجانة تذكرت والدها المسكين الذي لا يعلم عن هذه الاعمال من زوجته، أو انه يعلم ولكن مغلوب على أمره ، تبكي على أمّها التي ماتت ولا تبكي لحالها ، عصفور يعرض على مرجانة ان تركب على جناحيه ليأخذها الى أمّ بديلة أو أمّ حاضنة كما في قوانين الخدمة الاجتماعية ، حوار جميل بين العصفور ومرجانة المعذبة المسكينة ،حديث ذي شجون ومرجانة خائفة من ان جميع الناس يكرهونها كزوجة أبيها، وهنا دور العامل الاجتماعي ( العصفور ) بأن يطمئن مرجانة بان هناك الكثير يحبونها ،ويريدون لها السعادة، وأن تلعب وتتعلم وتلبس وتأكل .. الخ كما العالم المحترم . ولكن براءة الاطفال تدفع مرجانة الى الاشتياق لوالدها، وأنه سيفتقدها ويشتاق اليها وهي ايضا ، اخيرا تركب مرجانة جناح العصفور مودعة الفقر والقهر والاذلال الى عالم السعادة والحنان والمال والجمال رغم قلقها على والدها، ولسان حالها يقول المثل ” بيت مهدوم افضل من مؤسسة ناجحة ” هذا في علم الاجتماعي الخاص بي .
رحلة طيران استغرقت وقت لا علم لنا به رأت ما رأت الى هبوط الطائر في احضان الطبيعة وأخذه مرجانة الى الأمّ الحنون التي تمنت أن ترزق بطفل يملأ عليها دنياها، وهكذا من عالم الاضطهاد والعذاب الى عالم … الخ.
وبين الحنين والاشتياق تذهب مرجانة على الطائر الميمون لترى الأب المسكين الحنون، تجلس عنده برهة من الزمن ثم تعود الى العالم الآخر .
صاح ديك الصباح وتوقفت شهرزاد عن الكلام المباح، وطلبت من البنات معرفة نهاية القصة، ربما المعلمة لا تعرف النهاية، وربما الى هنا حدثتها جدتها وتوقفت لأمر ما، أو ربما استدعت المديرة المعلمة ولم تكمل القصة ،أو انتهت الحصة وقالت للبنات اريد منكن نهاية لتلك القصة .
هنا في اعتقادي المتواضع انه يجب على الكاتبة ان تنهي القصة ايضا، وتطلب من القارئ الكريم ان يعرف النهاية، أو يترك له أمر نهاية القصة، بدل ان ندخل في دوامة الاحلام لتحلق لنا طفلة اخرى، وتذهب تشارك مرجانة العابها وافراحها .وهنا يصدق المثل ” الكعكة في يد الفقير عجل ” نعم اغمضت عينيها لترى ما لم تحلم به، رأت العابا من كل صنف رأت غرفة مليئة بالألعاب، وبدأت سلوى اللعب ونسيت البيت والمدرسة والأهل والأحباب وحق العودة . اذن ما هي النهاية ؟ وما يجب أن نتعلمه ؟ وماذا سنقول لاطفالنا ؟
احلاما سعيدة أم تصبحون على خير أم تو تو تو تو خلصت الحدوته .
أم الى اللقاء في القصة القادمة .
وبعده قال موسى أبو دويح:
اشخاص القصة : سلوى وأمّها ومعلمتها ومرجانة وأبوها الضعيف المريض الذي لا يدري ما يدول حوله ، وزوجة أبيها المستبدة الظالمة ، وأختاها لأبيها ، والمرأة اللطيفة الطيبة ، اضافة الى العصافير والفراشات .
بداية القصة ركزت على الغنى من أول سطورها ، حيث جاء فيها ” حكاية البنت مرجانة الفقيرة التي أصبحت فتاة غنية ” وهذا يركز في ذهن الطفل صورة الغنى براقة جميلة ، فيها السعادة كل السعادة، وقد لا يكون الأمر كذلك ، فكم من غني لا يعرف طريقا ولا سبيلا للسعادة ، وكم من فقير يعش حياته قانعا سعيدا .
وفي بداية القصة ايضا صورة لزوجة الأب ظالمة قاسية تمنع ابنة زوجها مرجانة من الذهاب الى المدرسة، مع انها ترسل ابنتهيا اليها ، وتشتري لهما كل ما تريدان ، وتجبر مرجانة على مساعدتها في اعمال البيت ولا تطعمها الا بعد ان يأكل الجميل ، ولا تلبسها الا ثيابا بالية ممزقة .
واكثر القصص تركز على ظلم زوجة الأب وقسوتها ، الى درجة تجعل القارئ يفضل للرجل الذي تموت زوجته ، ان يبقى أرملا طيلة حياته ، ولا يتزوج أبدا حتى لا يُظلم ابناؤه وبناته من زوجته المتوفاة. وهذه الصورة القاتمة – وان ساعدت بعض زوجات الآباء في ترسيخها – الا انها لا تعني ابدا ان جميع زوجات الآباء ظالمات، بل ان في زوجات الاباء من هي مثل الام في مودتها ومحبتها لاولاد زوجها.
ولا شك ان الاسلام عالج هذه المسألة علاجا فاعلا حين جعل منزلة كافل اليتيم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة . وان كان اليتيم هو الذي يموت أبوه ، والعجى الذي تموت أمّه واللطيم الذي يموت أبواه ، ولا شك ان رعاية الصغير الذي تموت أمّه لها اجر كبير عند الله تحرزه زوجة الأب حين تحسن رعاية اولاد زوجها من غيرها .
ركزت القصة كثيرا على الخيال ، وهذا أمر يحلق فيه الصغار ، فالعصفور الكبير يطير حاملا مرجانة ، ويحملها لترى أباها كلما اشتاقت اليه ، وأحلام صديقة الصغار تحمل سلوى الى بيت مرجانة بمجرد ان تغمض سلوى عينيها ، وأحلام ايضا تخبر مرجانة بان سلوى ستزورها، وأحلام تعيد سلوى الى بيتها وتفتح عينيها فترى أمّها امامها تضحك وتقول لها مع من تتكلمين ؟ حيث كانت تحلم ، ووجدت في حلمها نهاية للقصة الى حدثتها بها المعلمة .
وبعده قال سامي الجندي:
عنوان القصة يوحي للقارئ ان المضمون لن يخرج عن نطاق الاحلام ..
شخصيات القصة جيمعها نسائية ، ولم يكن أي وجود لشخصية ذكورية الا الأب المريض الذي يستحق الشفقة فقط.
تبدأ القصة بحوار دائر بين الأمّ وابنتها سلوى حول حكاية قالتها المعلمة للتلميذات بالصف.
والحكاية نفسها تبدو مستنبطة من قصة ساندريلا، ففي قصة المعلمة وعلى لسان سلوى تقول ان فتاه اسمها مرجانة كانت فقيرة واصبحت غنية ، كانت تعيش مع زوجة أبيها وتلقى معاملة سيئة تختلف عن معاملة زوجة الأب لبناتها تماما .
وذات يوم، تنتقل بمساعدة عصفور الى بيت امرأة غنية لتتفاجأ أن الفراشات والطيور والمراة نفسها كانوا قد جهزوا لها مكانا رائعا .
بل ان الجميع كان يعرف مرجانة ويحبها . حتى تجد نهاية لقصتها .
القصة غارقة بالخيال واللامعقول من كبر العصفور الذي حمل سلوى الى المرأة التي تنتظر سلوى.
قصة من شأنها غرس الهروب من الواقع للخيال عبر الاحلام، وتؤدي الى خمول وضمور التفكير المنطقي لدى الاطفال، وبالتالي الى مجتمع خيالي حالم ينتظر حلولا اسطورية لمشاكله.