غاب وجاب -حكاية شعبية

غ

يحكى أن شابين من جنوب فلسطين أحدهما كان إبن شيخ قبيلة، والآخر إبن شخص عادي قد سافرا للعمل في مدينة عمان، وأخبرا عائلتيهما بأنهما لن يعودا إلا بعد مرور ستة أشهر، وذلك حتى يتمكنا من جمع مبلغ من المال، وأثناء توديع عائلتيهما لهما قال شيخ القبيلة لإبنه بأن يجد في عمله حتى يتمكن من تحصيل أجرة أكثر من زميله، وأنه واثق من ذلك لأن إبنه من عائلة ” أفضل ” من عائلة زميله، فقال له زميل إبنه عندما نعود سنرى من الأفضل؟

وفي اليوم الأول لوصولهما عمّان جاء شخص ثري يبحث عن عمال، حيث أنه بحاجة الى عامل لمدة يوم واحد، والتقى بإبن شيخ القبيلة فطلب منه إبن الشيخ دينارا أجرة يومه ،ولما كان أجر العامل في ذلك الوقت لا يتعدى ربع دينار، فقد استغرب صاحب العمل هذا الطلب، لكنه وافق عليه مكرها، لأنه لا يوجد عنده عمل إلا ليوم واحد، ويريد أن ينهي هذا العمل بسرعة .

وفي نهاية اليوم قبض إبن شيخ القبيلة دينارا، وأقسم في نفسه لأنه لن يعمل إلا بأجرة مقدارها دينار لليوم الواحد .

وهكذا أمضى بقية أيامه بلا عمل، لأن أحدا لم يوافق بأن يعطيه دينارا كأجرة لليوم الواحد، أمّا زميله فقد عمل بأجرة يومية مقدارها ربع دينار، ولم يعطل ولو يوما واحدا ،وفي تلك الأثناء كان زميله إبن الشيخ يسخر منه لأنه يعمل بأجر بسيط، وبعد انتهاء مدة الستة شهور ،عادا إلى عائلتيهما واستقبلهما الناس، وكان على رأس المستقبلين والداهما، فقال شيخ القبيلة :” حيّا الله بالرجال يوم عادوا ” وقال والد الشخص الآخر : ” حيّا الله بالرجال يوم تغيب وتجيب ” وبعدها أخذ كل واحد يقص قصة عمله ، فقال إبن الشيخ – مفاخرا – بأنه عمل بعشرة دنانير لليوم الواحد، في حين أن زميله عمل بربع دينار، وكان والده فخورا بهذا، غير أن زميله سأله: وكم دينارا أحضرت لوالدك؟

فأجابه:في الواقع اأنني صرفت خمسين دينارا كنت قد حملتها معي من هنا، فرد عليه زميله: ” أما أنا فقد أحضرت مائة دينار عدا عن مصروفي. وعندها بهت شيخ القبيلة والحضور.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات