شخصية القدس الثقافية فكرة تستحق الإشادة واختيار موفق بقلم: ابراهيم جوهر

ش


انتصرت قضية القدس هذا العام بتخصيص مشروع (شخصية القدس الثقافية ) للمرة الأولى . وتم اختيار الكاتب الشمولي (جميل السلحوت) ليكون باكورة الفكرة ، وحادي النشاط التالي لها ، بما سيضيف إلى أعبائه أعباء إضافية تمليها مدلولات الاختيار ومسؤولية الثقافة ، والقدس ، والناس .

فكرة تستحق الثناء ، وإن جاءت متأخرة من وزارة الثقافة الفلسطينية . ويبقى الأمل هنا قائما يدق جدار التهميش والإهمال والتناسي لواقع القدس الثقافي .
لا أريد نشاطا لرفع العتب !
ولا أريد اختيارا لمجرد الاختيار ، وكفى الله المؤمنين القتال !

أحب رؤية الوزارة كمؤسسة رسمية ذات اختصاص حاضرة في ساحة القدس الظامئة ، وأن تتابع الأنشطة الثقافية التي تنظمها فعاليات القدس وأبناؤها وبناتها بجهد فردي من منطلق الانتماء للقدس ولقضية الثقافة ، وأن تكون على تواصل مع نبض الحراك النسبي الذي يحاول القائمون عليه إدامة شعلة القدس في قلوب أهلها ، وهم يؤكدون في رسائلهم الخفية ما أخفته عيونهم وقلوبهم ؛ ” إذا نسيتنا الاتفاقيات الظالمة ، وأخرجتنا من دائرتنا الأصلية – مائنا الذي نموت حين نغادره – فإننا نصوغ ” اتفاقياتنا” الخاصة بما تمليه علينا قيمنا وانتماؤنا . “
لا بأس . فأن تحضر متأخرا خير من ألّا تحضر .

فرحت بالقرار ، وسعدت ، وتفاءلت .
قرار تخصيص زاوية في الاحتفال ب(يوم الثقافة الفلسطينية) لشخصية القدس ، وقرار اختيار الكاتب المقدسي الشامل (جميل السلحوت) ليكون شخصية هذا العام الثقافية المقدسية .
إنه كاتب مقالات سياسية ، وثقافية ، وأدبية . شامل الاهتمام والمعالجة . يعمل على الارتقاء بالنشاط الثقافي المقدسي ما استطاع لذلك سبيلا . أنشأ – برفقة عدد قليل من زملائه – ندوة ثقافية منذ العام 1991 م. ما زالت قائمة إلى اليوم هي ندوة اليوم السابع الأسبوعية . يتابع نقاشاتها الأسبوعية ، ويحررها ، ويتولى نشرها وتعميمها على الصحف والمجلات الورقية والالكترونية.
عضو مجالس أمناء لأكثر من مؤسسة ثقافية مقدسية منها المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) .
وتميّز الصديق الأديب (جميل السلحوت) بغيريّته الواضحة ، وغيرته الأكيدة .
لم يكن أنانيا يوما .
لم يبخل بمشورة يوما .
كثيرا ما رأيته يحمل الكتب والمراجع من مكتبته الخاصة ليوصلها إلى طلبة علم ومعرفة .
لم يتقاعس يوما عن القيام بمهمة طلبت منه .
وعن غيرته على الحال المقدسي ، وحالة القدس ، فلا أدلّ من مراجعة بعض مقالاته ، وانتقاداته الجريئة لكل قصور في الأداء .

(جميل السلحوت) شخصية تستحق الجائزة المعنوية (شخصية العام الثقافية المقدسية) .
والجائزة المعنوية هذه (فكرة اختيار شخصية سنوية باسم القدس) تستحق الإشادة والتشجيع .
القدس كبيرة ، لذا تستحق أفكارا كبيرة .
القدس تذوب وهي تواجه التذويب برموش عيون العاملين الصادقين من أبنائها وبناتها .
القدس لن تكون لغير أبنائها .
القدس لنا نحن الذين حملناها وحملتنا . بكينا حالنا وحالها يوم تناساها الزمن الجائر.
ومن أمريكا حيث يقيم كتب الينا الأديب المقدسي نازك ضمرة:

حلو، حلو، جميل ما أجمل هذا اليوم هنا، بعد قراءتي لنبأ (شخصية القدس الثقافية) أحسست بانتعاش وحيوية، أعتقد أن الحلم بدأ يظهر كحقيقة، القدس هي رمز تواجدنا وشخصيتنا نحن الفلسطينيين، وفلسطين والفلسطينيون بدون القدس لا وجود لشخصيتنا وتميزنا، نباهي بها الامم في الدنيا والآخرة، وكل من يدافع عن القدس ويحيي القدس، ويساعد على صمودها وبروز شخصيتها هو حبيب للقدس ولفلسطين ولشعب فلسطين ، وعزيز على أرض فلسطين وأولى القبلتين، ومن زمرة الطيبين المخلصين.

هنيئاً لنا بصديقنا وزميلنا وحبيبنا الأستاذ الأديب الكبير جميل السلحوت، ونشكر وزارة الثقافة الرسمية الفلسطينية على استدراكها لهذا الأمر، ونشاركها أو هي تشاركنا في احتفالنا بشخصية هذا العام الثقافية وهو الشيخ جميل السلحوت ليكون باكورة احتفالاتنا بكونه شخصية القدس الثقافية، وكلنا أمل على مواصلة هذا النهج على مدى السنوات لعقود وقرون قادمات تاليات، والمثقفون والعالمون والعارفون يدركون جيداً معنى مفردة (الثقافية)، والتي تشمل كل ما له علاقة بالإنسان الفلسطيني من تراث ودين ولغة وقيم وابداع وإنتاج أدبي وعلمي وحداثة وحتى مستوى التواصل مع العالم من حولنا لمسايرة الزمننة أو العلمنة، وصولاً إلى خارج الدائرة العربية والإسلامية، لتبقى القدس رمز وجودنا ورمز حقنا في وطننا فلسطين بحرية وكرامة واستقلال كغيرنا من شعوب الدنيا، شكراً لكل من يساند القدس، ولكل من يقف مع من يساند القدس، ولكل من يكتب حرفاً من أجل القدس، إن لم يستطع أن يبذل أكثر.

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات