خضر عدنان المدافع عن كرامته وكرامة شعبه

خ

 

الأسير المجاهد خضر عدنان يخوض معركة الأمعاء الخاوية منذ 18 كانون أول -ديسمبر- الماضي، رافعا شعار:، “الحرية والكرامة أثمن وأغلى من الطعام والشراب”  دون أن يرف جفن لجلاديه وسارقي حريته، ودون حراك يذكر من متشدقي الدعوة الى حماية حقوق الانسان….ودون أن نلمس حراكا دبلوماسيا من أيّ جهة عربية أو اسلامية للضغط على المحتلين للاستجابة لطلب المجاهد خضر عدنان بالحرية.

وقانون الاعتقال الإداري الذي يعتقل بموجبه الأسير خضر عدنان، وبموجبه اعتقل آلاف الفلسطينيين دون محاكمة، ورثه الاسرائيليون عن الانتداب البريطاني، وقد وصفه حاييم شابيرا الذي شغل وزير العدل الاسرائيلي الأسبق عندما اعتقله البريطانيون بموجبه عام 1946 وصفه بقانون شريعة الغاب الوحشي.

ويبين الأسير خضر عدنان فلسفته لإضرابه الشهير لمحامي وزارة شؤون الأسرى بقوله:” أقول لشعبي لست هاويا للجوع، ولا ذاهبا للتهلكة، ولكن الأمر قد أصبح لا يطاق، وتجاوز كل المحرمات في العالم، فإن كتب الله لي الشهادة فإنني أكون قد سرت على طريق الإيمان والحق ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإن كتب لي الله الحرية فهذا انتصار لشعبي وأمتي ولكل الأحرار ومناصري العدالة على هذه الأرض. “ وهو يؤكد بهذا بأننا”لا نعشق الموت، ولكننا ندفع الموت عن أرضنا” بل وعن شعبنا، وأسرانا لا يملكون ما يدافعون به عن كرامتهم المستباحة، سوى سلاح الاضراب عن الطعام ليخوضوا به معركة الأمعاء الخاوية،.

واسرائيل التي تتعامل مع أبناء الشعب الفلسطيني القابضين على جمر تراب الوطن كرهائن، وكحقول تجارب لسياساتها القمعية، تثبت يوميا أنها لا تحترم القانون الدولي، ولا تحترم اتفاقات جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكري، ولا تحترم  لوائح حقوق الانسان، ويساعدها في ذلك العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة التي تمنع أيّ إدانة لممارسات اسرائيل التي طالت البشر والشجر والحجر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل تساعدها على تكريس احتلالها للأراضي العربية، وها هي اسرائيل لا تزال تمارس وحشيتها “القانونية” بنفس القانون الوحشي.

ولترتفع الأصوات الانسانية المطالبة بحرية المجاهد خضر عدنان، وإلغاء  قانون  الاعتقال الإداري الوحشي قبل فوات الأوان...هذا القانون الذي يجيز اعتقال أيّ انسان دون توجيه تهمة له، ودون محاكمته، ولفترات غير محدودة، ونأمل أن تثمر الجهود المصرية والأردنية عن نتائج ايجابية بالضغط على اسرائيل بالسرعة الممكنة لإطلاق سراح خضر عدنان الذي فقد حتى يوم أمس 42 كيلو غرام من وزنه، وأعتقد أنه لم يعد في جسمه النحيل ما يفقده، واذا كان البعض يتشدق بأن الانسان هو أغلى ما يملك فان هذا يستدعي طرح قضية عدنان ياسين بشكل خاص وبقية الأسرى في سجون الاحتلال بشكل عام على مجلس الأمن الدولي بأسرع ما يمكن. ونأمل أن لا تتكرر مأساة راسم حلاوة والجعفري اللذين ارتقيا الى سّلم المجد شهداء في اضراب سجن نفحة في العام 1981.

 ولتعذرنا يا خضر عدنان فأنت الشبعان كرامة ونحن الجوعى لها….فلك الحياة الكريمة  ولك الحرية.

12شباط-فبراير-2012

 

 

 

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات