يشكل تسرّب الطلاب من المدارس في فلسطين ظاهرة ملحوظة خصوصا في القدس العربية، التي تخضع لسلطة الاحتلال المباشرة، وتطبق عليها القوانين الاسرائيلية، وقد جاء في تقرير لجمعيّتيّ” عير عميم”-مدينة الشعبين- و”جمعية حقوق المواطن في اسرائيل”، في بداية العام الدراسي 2013-2014 بأنّ 36% من الطلاب العرب في القدس لا ينهون المرحلة الثانوية، وأن 13% من الطلبة يتركون الدراسة سنويا من المراحل والصفوف المختلفة، وأنّ أعلى نسبة تسرب تكون في الصفين العاشر والحادي عشر.
وتطرق التقرير إلى نسب التسّرب من المدارس في “القدس الشرقية”، التي تصل إلى 13% من إجمالي عدد الطلاب الفلسطينيين في المدينة، ومن خلال مقارنته بنسبة التسرب عام 2011 في جهاز التعليم الرسمي اليهودي القطري وصل إلى 2.6%، وبنسبة التسرب في جهاز التعليم العربي القطري بلغ 4.6%، ونسبته في “القدس الغربية” بلغ 1% فقط.
وجاء في التقرير أن النقص في غرف الدراسة في القدس الشرقية يصل الى 2200 صف دراسي.
وهذه النسبة أعلى منها بكثير في بقية مدارس المناطق الفلسطينية المحتلة في حرب حزيران 1967، وقد جاء في تقرير لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية عن التسرب ما يلي:
“بلغ عدد المتسربين الإجمالي 15148 طالب وطالبة في العام 1999/2000 انخفض إلى 9395 طالب وطالبة في العام 2003/2004 بمعدل انخفاض 38%. بشكل عام انخفضت معدلات التسرب من المدارس الفلسطينية من 1.8%من مجموع عدد الطلبة في العام 99/2000 إلى 0.9% في العام 2033/2004.” وهذا يعني أنه يتم العمل على معالجة تسرب الطلاب من المدارس في مناطق السلطة الفلسطينية، على عكس القدس التي لا تبذل فيها أيّة جهود لمعالجة الوضع.
ولتسرب الطلاب من المدرسة في فلسطين أسباب منها: اقتصادي، اجتماعي، المنهاج، المدرسة، عدم متابعة أولي الأمر لأبنائهم، ضعف التحصيل الدراسي للطالب، الزواج المبكر، البطالة المتفشية بين الخريجين الجامعيين، وغيرها.
وهناك ظاهرة يجب الانتباه لها، وهي أن الاناث في جامعاتنا المحلية يشكلن نسبة الثلثين تقريبا، وتعليم الاناث ظاهرة ايجابية يجب تعزيزها وتشجيعها، لكنها تطرح سؤالا عن عدم مواصلة الطلبة الذكور لتعليمهم، وهي قضية لها أسبابها أيضا، منها قرب سوق العمل الاسرائيلي خصوصا في القدس، وحصول العمال على أجور مرتفعة، وضعف التحصيل العلمي للوالدين وما يقوده الى عدم استيعاب فوائد التعليم، فهناك آباء يرون مصلحة ابنهم في تعلم صنعة حرفية ما مفضلين إياها على مواصلة التعليم. والعادات والتقاليد التي تسمح بعمل الذكور في المجالات المختلفة، ولا تسمح بذلك للاناث. ومنها قرب الجامعات المحلية الى بيت الطالبات مما يتيح لها الالتحاق بالجامعة والعودة الى بيت والديها في نفس اليوم، ومنها أيضا اشغال الطالبة في التعليم حتى يأتيها نصيبها في الزواج.
ويجدر الانتباه الى عدم توفر المدارس المتخصصة والمؤهلة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه سبب من أسباب عدم التحاق أعداد منهم بالمدارس، كما لا توجد مؤسسات لرعاية الطالبات والطلاب الفقراء وأسرهم، فكثيرا ما نشاهد أطفالا يبيعون محارم ورقية وغيرها عند اشارات المرور ومفارق الطرق في بحثهم عن رغيف الخبز المرّ لهم ولأسرهم.
28-9-2013