بدون مؤاخذة-لا تسامح يا شيخ

ب

“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”

ارتقي صباح هذا اليوم 2 مايو 2023 الأسير الفلسطينيّ خضر عدنان سُلّم المجد شهيدا، بعد إضراب عن الطّعام بدأه منذ اعتقاله الأخير في الخامس من فبراير الماضي.

ومعروف أنّ الشّيخ الشّهيد قد اعتقل سابقا اثنتي عشرة مرّة، وقضى في الأسر ثماني سنوات، أضرب خلالها عن الطّعام أكثر من مرّة. وباستشهاده يرتفع عدد الأسرى الشّهداء منذ عام 1967 إلى 236 شخصا.

ومعروف أنّ الشّيخ اعتقل إداريّا في الخامس من فبراير الماضي، حسب قوانين الطّوارئ التي ورثه المحتلّون عن سلطات الانتداب البريطاني، دون أن توجّه له تهمة، وهو قانون مخالف لكلّ الأعراف والقوانين ولوائح حقوق الإنسان. وقد وصفه حاييم شابيرا أوّل وزير للعدل في اسرائيل، عندما اعتقل بموجبه عام 1946 بأنّه قانون يعيدنا إلى شريعة الغاب! لكنّه لم يعمل على إلغائه عندما صار في موقع المسؤوليّة. وقد اعتقل المحتلّون الإسرائيليّون عشرات آلاف الفلسطينيّين بموجب هذا القانون ولمدد متفاوته، وقد سبق وأن أمضيت أنا في الأسر عامي 1969-1970 ثلاثة عشر شهرا بموجب هذا القانون.

يغادر الشّيخ خضر عدنان الحياة الدّنيا وهو يخوض معركة الأمعاء الخاوية راضيا مرضيّا، لكنّه عانى الأمرّين فذاب منه الشّحم واللحم، ووهن العظم وهو يتحدّى جلاديه بشموخ قلّ مثيله. وباستشهاده فإنّ قضيّة الأسرى تطرح نفسها من جديد، خصوصا وأنّ منهم من أمضوا عقودا وراء القضبان، ويعانون من أمراض قاتلة، ولا يجدون أيّ رعاية صحّيّة.

يرحل الشّيخ تاركا أرملة شابّة وأطفالا زغب الحواصل، ووطنا محتلا وشعبا يعاني، وأمّة طال سباتها. يرحل الشّيخ بأمعاء خاوية، يرحل عطشان بردان وهو على قناعة بأنّ:” من يطلب الحسناء لم يغله المهر”، يرحل الشّيخ وهو عاتب على العالم جميعه بعربه وعجمه لأنّهم لم يحرّكوا ساكنا لنصرة الأسرى، يرحل الشّيخ وروحه تحلّق في سماء المسجد الأقصى. فنم قرير العين ولا تسامح أحدا يا خضر عدنان، و”إنّا لموتك لمحزونون”.

2 مايو 2023

2 تعليقان

  • رحم الله الشيخ عدنان رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وعظم الله اجركم.
    وصل عدد شهداء الحركة الاسيره بإستشهاد ٢٦٣ شهيدا قضوا داخل سجون الإحتلال بسبب الإهمال الطبي المتعمد بقصد القتل وهذا ما حصل مع الشهيد عدنان .
    جزاكم الله خيرا استاذ جميل .. وهذا الأمر يرتب علينا جميعا مسؤولية تخرير كافة اسرنا …

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات