بدون مؤاخذة-شو رايكم

ب

اعتراف: أعترف أنّني لم أمارس في حياتي أيّ لعبة رياضيّة، ولم أحضر أي لعبة رياضيّة، ولم أشاهد أيّ مباراة رياضيّة على شاشة التّلفاز، بالتّأكيد هذا تقصير منّي، وربّما لطفولتي الذّبيحة أنا وأبناء جيلي في خمسينات القرن الفارط دور في ذلك، فأكثر ما كنّا نحصل عليه طابة “شرايط”، حيث كنّا نجمع قطع القماش المهترئ، ونحشوها في “جربان” مهترئ، لتكون طابتنا، وأحيانا كنّا نحشوها بحجر كي تصبح ثقيلة.

هوايتي: استهوتني المطالعة منذ طفولتي، وعندما وصلت الصّفّ الابتدائيّ الرّابع، كنت أدّخر مصروفي اليوميّ البالغ نصف قرش أردنيّ”تعريفة” وغير المنتظم، وأمشي من بيتنا في جبل المكبّر إلى القدس ذهابا وإيّابا لأشتري كتابا من “مكتبة الأندلس” في باب خان الزّيت، أطالعه بنهم عدّة مرّات. ولا أزال أواظب على المطالعة التي أصبحت عندي سلوكا وعادة.

احتياجات جيل الشّباب: أعي تماما أهمّيّة اللعب والرّياضة لجميع الأعمار، خصوصا للأطفال وللشّباب، “فالعقل السّليم في الجسم السّليم”، وأدعو إلى التّوفيق بين اللعب والتّحصيل العلميّ، فمن غير المعقول أن يكون اللعب على حساب التّعليم في مراحله المختلفة.

وأحذّر من الأضرار الصّحّيّة التي تترتّب على إدمان الأطفال للّعب على الإلكترونيّات كالحاسوب و”الآيفون” وغيرهما، والتي تلحق أضرارا صحّيّة ونفسيّة خصوصا لجيل الأطفال.

النّوادي الرّياضيّة: ضروريّ جدّا أن يكون في المدن والقرى والمخيّمات والتّجمّعات السّكانيّة نوادٍ ترعى الشّباب، ليجدوا فيها متنفّسا لهم، وليفرّغوا طاقاتهم في بعض الألعاب مثل  “كرة القدم” التي تستهوي كثيرين، ومع أنّ النّوادي جميعها تضع شعارها” ثقافي، اجتماعي، رياضي” لكنّ أنشطتها تقتصر على الرّياضة فقط خصوصا كرة القدم.

الرّياضة أخلاق: هذا الشّعار يردّده كثيرون، وهكذا يُفترض بالرّياضيّين أن يتحلّوا بالأخلاق الحميدة، وجميل أن يكون للفرق الرّياضيّة مشجّعون، لكنّني لا استوعب أن يستقلّ المشجّعون وسائط النّقل إلى ملاعب المباريات،وهم يتسلّحون بالهراوات والمواسير المعدنيّة والحجارة، ليهجموا فيها على الفريق الآخر ومشجّعيه!

الاحتراف الرّياضيّ: رائع أن يكون لدينا فرق رياضيّة وطنيّة، تشارك في المباريات الإقليميّة والعالميّة، ومقبول أن يكون لكلّ ناد فريق رياضيّ يشارك في المباريات المحلّيّة، لكن من غير المقبول أن يكون لكلّ ناد فريق محترف يكلّف مئات آلاف الدّولارات سنويّا، في حين يعيش مئات الآلاف من أبناء شعبنا تحت مستوى خطّ الفقر، فأيّهما أحقّ بالرّعاية الأفواه الجائعة أم الفرق الرّياضيّة، ولماذا لا ترصد هذه المبالغ لبناء المدارس وتطوير المستشفيات؟

25-9-2022

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات