شهادات:
انتشرت منذ سنوات ظاهرة شراء الشّهادات الأكّاديميّة، وأصبح لقب “د” مغريا للبعض، وهناك من حصلوا على ألقاب أكّاديميّة دون أن يبذلوا فيها أيّ جهد تعليميّ، بل يوجد من يحملون شهادات جامعيّة من جامعات لم يدخلوها، بل لم يدخلوا البلد الذي فيه الجامعة، ولا يعرفون كلمة واحدة من لغة تلك البلدان، وتعمّ الكارثة عندما يعمل بعضهم محاضرا في الجامعات.
وإمعانا في هزائمنا متعدّدة الرّؤوس فإنّ هناك من يبتاع أبحاثا جامعيّة، ومنها شهادات “ماجستير” و”دكتوراة” في مواضيع مختلفة، وهكذا نصبح أمام جريمة مزدوجة لا يمكن تبريرها، وتتمثّل فيمن يبيعون جهودهم البحثيّة مقابل ثمن بخس، فيلدون لنا جيلا غير مؤهّل علميّا، يعمل في وظائف هامّة، ليتواصل الفساد الذي يكرّس الهزائم المتلاحقة.
1-1-2023
دون تعليق:
هناك من اغتنوا من تجارة المخدّرات ومن السّرقات أو من الخيانة، وصاروا من أصحاب الحلّ والرّبط، فنحن ورثة ثقافة تقول:” اللي معه فلوسه بنت السّلطان عروسة”. فهل مجتمعاتنا لا تزال تتمسّك بإرث جاهليّة ما قبل الإسلام؟ فأمير صعاليك الجاهليّة عروة بن الورد يقول في رائيّته:
دَعيني لِلغِنى أَسعى فَإِنّي · رَأَيتُ الناسَ شَرُّهُمُ الفَقيرُ
لكنّ لصوص المنظّمات غير الحكوميّة لهم أطماعهم التي تتمثّل في السّعي الدّؤوب؛ ليكونوا قادة للشّعب، لا لخدمته ولا لخدمة الوطن، بل لخدمة مموّليهم، وطموحاتهم بذلك -مع الفارق الكبير- سبقهم إليها المتنبّي بقوله:
ذَريني أَنَل ما لا يُنالُ مِنَ العُلى
فَصَعبُ العُلى في الصَّعبِ وَالسَّهلُ في السَّهلِ
لكن المتنبّي كان يطمع بالولاية من خلال مديحه للسّلاطين والحكّام، بينما هؤلاء يطمعون بالولاية من الكسب الحرام، والطّمع في رضا المموّلين.
1-1-2023
وجاهات:
ورد في تراثنا الشّعبيّ:” ليس كلّ من لبس الحطّة والعقال صار زلمة، وليس كلّ ما ارتدى العباءة صار شيخ عرب، ولا كلّ من امتطى الفرس صار “خيّال”، ومن حكاياتنا الشّعبيّة:” “يحكى أن تصادقت شابّتان كلّ منهما أبوها شيخ عشيرة، وبينما كانتا تتمزحان قالت إحداهما للأخرى:
قبرتِ أهلك.
فردّت الأخرى عليها: أسأل الله أن يكثّر شيوخ عشيرتك.
ففرحت الأولى بمقولة الثّانية، وعادت لأبيها تقول: هل تعلم أنّ ابنة الشّيخ الفلاني هبلاء.
فسألها: وكيف عرفت ذلك؟
فسردت على مسمعه ما جرى معها ومع صديقتها، فامتقع وجه أبيها وقال لها: بل أنت من يعشعش الهبل في رأسك، ولم تفهمي ما قالته، فدعوتها بأن يكثّر الله شيوخ عشيرتك، دعوة ماحقة ستقضي على عشيرتنا إن تحقّقت.
فسألت البنت أباها: وكيف يكون ذلك؟
فأجاب: كثرة شيوخ العشيرة تعني انشقاقها، فكلّ شيخ سينشق بمجموعة، وبعدها ستحارب كلّ مجموعة الأخرى؛ لتقضي عليها، وسيصبح من تبقّى منهم نهبا الأخرى.”
ومن المحزن أن يكثر شيوخ عائلاتنا وحمائلنا العشائريّة والفصائليّة.
1-1-2023