“يحكى أن تصادقت شابّتان كلّ منهما أبوها شيخ قبيلة، وبينما كانتا تتمزحان قالت إحداهما للأخرى:
قبرتِ أهلك.
فردّت الأخرى عليها: أسأل الله أن يكثّر شيوخ قبيلتك.
ففرحت الأولى بمقولة الثّانية، وعادت لأبيها تقول: هل تعلم أنّ ابنة الشّيخ الفلاني هبلاء.
فسألها: وكيف عرفت ذلك؟
وسردت على مسمعه ما جرى معها ومع صديقتها، فامتقع وجه أبيها وقال لها:
بل أنت من يعشعش الهبل في رأسك، ولم تفهمي ما قالته، فدعوتها بأن يكثّر الله شيوخ قبيلتك، دعوة ماحقة ستقضي على القبيلة إن تحقّقت.
فسألت البنت أباها: وكيف يكون ذلك؟
فأجاب: كثرة شيوخ القبيلة تعني انشقاقها، فكلّ شيخ سينشق بمجموعة، وبعدها ستحارب كلّ مجموعة الأخرى لتقضي عليها، وسيصبح من تبقّى منهم نهبا للقبائل الأخرى.”