استمتعت جداً في قراءة رواية”ظلام النهار”للأديب الفلسطيني جميل السلحوت ولن تكفي كلمة استمتعت لوصف شعوري
راق لي جداً الخوض في تفاصيل الحياة الاجتماعية الفلسطينية التي أغفلها معظم كتابنا وأدبائنا مرجحين عليها الكتابات السياسية التي فرضها الواقع الفلسطيني من احتلال ومعاناة وتناسوا أن هذا الشعب شعب حي يأكل ويشرب ويتوالد ويعمل وله معاناته وأحلامه وطموحه .
الرواية تدور في بيئة فلسطينية أقرب للبداوة تعاني من الجهل والتخلف تحكمها عادات وتقاليد بالية برغم اتصافهم بالكرم والشهامة .
هذه الرواية طرحت عدداً من القضايا مثل الأمية والجهل وشدة معاناة المرأة في هذه البيئة ، مع العلم بأننا لاحظنا أن النساء أكثر ذكاءً وإدراكاً من الرجال ، ولكنهن لا يحظين بمعاملة جيدة ، فهن اللواتي يعملن كل الأعمال مع الرجال في الأرض كالفلاحة والحصيدة ،ويقمن بخدمة الرجال والأبناء،ومع ذلك نجد أنهن مسلوبات الإرادة يمارس ضدهن التمييز في كل شيء من اللحاق بالرجال مشياً على الأقدام والرجال يركبون ظهور الدواب,,, إلى الحصول الطعام الأقل ..إلى أمور الزواج والطلاق،وتعدد الزوجات ،كل ذلك بدون أن يكون لهن رأي أو اختيار .
شاهدنا رفضهم للعلم وللطب ولجوئهم للمشعوذين وللفتاحين وللراعي الذي يدعي المهارة في تجبير الكسور والذي كان نتيجته بتر يد أحد الأطفال .
وكانت رحلة خليل إلى لندن والانفتاح على عالم جديد بداية لرفض المتداول والمألوف في شاب ذكي طموح بدت مظاهر ذكائه تلوح منذ صغره ، وبرغم تخبطه في بيئة غريبة تختلف اختلافاً تاماً عن بيئته المعتادة فقد عاد مصمماً على إكمال تعليمه بمساندة أخيه الأكبر.
الرواية لم تكتمل بعد وأشعر أن لها بقية تمتعنا فيها بالمزيد .
استخدامك للهجة الفلسطينية في بعض الحوارات أضاف للرواية بعداً أعمق وأكثر مصداقية بأسلوب سلس وجميل
عرض بعض العادات والتقاليد في الأفراح الشعبية وغناء وأهازيج وزغاريد النسوة كان ذو سمة احتفالية تحاكي الواقع
الرواية رائعة نتمنى أن تصدر قريباً لنقرأها من جديد ونتمنى أن تكتب الجزء الثاني منها قريباً
هذا جزء من انطباعي لمَ قرأته في هذه الرواية الرائعة حقاً لغة وأسلوباً وصوراً
تقديري الكبير وإلى من مزيد من الإبداع