بدون مؤاخذة-الجوائز الوهميّة وتكريم المبدعين

ب

لم تقتصر صفحات التّواصل الاجتماعي على نشر ما هبّ ودبّ من تفاهات، مع الاحترام لمن ينشرون منشورات ذات قيمة، بل تعدّت ذلك إلى ما هو أبعد وأخطر، فهناك من ابتدعوا نياشين وكؤوس ودروع التّكريم، ووصل الأمر ببعضهم أن يمنح”شهادات دكتوراة فخريّة”! والأدهى والأمرّ أن يجدوا من يتقبّل هكذا أمور ويصدّقها، فينشرها على صفحته مفاخرا بها! ويجد من يهنّئونه عليها! دون أن يكلّف نفسه عناء البحث عمّن تصدر هكذا “جوائز”! وما قيمتها المعنويّة والمادّيّة؟ وما هي مؤهلّات من يمنحون هكذا “مكافآت”! وما هي الصّفة التي تؤهلّهم لمنح هكذا صفات، مثل أفضل شاعر، أو قاصّ أو روائي، أو فنّان تشكيليّ أو مسرحيّ أو باحث….إلخ؟ لكنّ المضحك المبكي في من يصدرون شهادات مثل “مبدع بحجم الوطن”! فهل يوجد إنسان بحجم وطنه؟

وتصل المأساة ذروتها عندما نجد مؤسّسات وهميّة تحمل اسم الوطن، وتقيم احتفالات لتوزيع دروع وشهادات تميّز تحضرها شخصيّات ثقافيّة ورسميّة، فهل ينطبق علينا المثل القائل” يحب الكَبْره ولو على خازوق.”! فمتى ستوضع حدود لهذه “الخوزقة”؟

 ولتبرئة نفسي من هذه “الخوزقة”، فإنني أضع حظرا في صفحتي في “الفيسبوك” على كلّ من -سواء كان فردا أو مجموعة وهميّة-يرسل لي “خازوقا تكريميّا”! وهو غير مؤهّل لذلك.

19-ديسمبر-2021

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات