احلام اللوز للأطفال

ا

احلام اللوز للأطفال
والموقف السلبي من المرأة

القدس:ناقشت الندوة مجموعة ” أحلام اللوز” القصصية للأطفال ، وهي من تأليف الدكتور عبد الرحمن عباد ، ورسومات علاء أبو غوشوصدرت عام 2003 عن منشورات مركز اوغاريت الثقافي للنشر والترجمة في رام الله ، وتقع المجموعة التي تحوي ست قصص في 47 صفحة من الحجم الصغير .

بدأ النقاش جميل السلحوت فقال:
قصة” سعيد “:
يتمحور موضع القصة حول طفل اسمه سعيد يحب القطط ، وذات يوم شاهد قطة تحمل طعاما في فمها، وتنقله إلى قطة عمياء أخرى .
وهذه القصة تحمل معاني وقيماً تربوية سامية منها :
– الرفق بالحيوان – العطف والمساعدة ومد يد العون لذوي الحاجات الخاصة،
وفي القصة معلومة للاطفال تفيد بأن القطط تموء عندما تكون جائعة .
قصة” بيت الفرح” :
ترتكز القصة على الحوار لايصال فكرتها التي تدعو الى عدم اقتلاع الاشجار من أجل البناء ، وأن الأبنية يجب ان تكون على المرتفعات الصخرية التي لا تصلح للزراعة .
وفي القصة قيم تربوية وتعليمية منها :
– عدم اقتلاع الأشجار لأغراض البناء .
– البناء يجب أن يكون على الأرض الصخرية .
– شق الطرق في الأراضي الوعرة لتسهيل عملية البناء عليها .
– الأبنية عادة ما تكون في الأماكن المرتفعة بعيداً عن السهول الجارفة ، وهذا أيضا أمر صحي حيث الهواء نقي في المرتفعات .
– على الأبناء مهما تعلموا ان لا يخرجوا عن طوع والديهم ، وعليهم استشارتهم في كل صغيرة وكبيرة ومحاولة اقناعهم بها .
لكن القصة تحمل موقفاً سلبياً من المرأة ، حيث أظهرتها من خلال شخصية الأم سلبية بشكل كبير ما عليها إلا تنفيذ ما يطلبه الزوج ، فعندما استشار الشاب المهندس والدته حول البناء أجابته : ” لست أدري ، تفاهم مع أبيك ، وما يقوله أبوك أنا موافقة عليه ” ص16 .
وعندما سألها زوجها عن رأيها بفكرة البناء أجابت : ” الرأي رأيك يا أبا ماهر، والشورة شورتك ” ص16 .
قصة” النحلتان” :
تتحدث القصة عن نحلتين تمتصان رحيق الأزهار ، وتصنعان العسل ، وتستاء احداهما كون الإنسان يأخذ العسل ، لكنها تعترف له بالجميل بعدما أبعد عنها دبورا كان يطاردها.
والقصة تحمل معاني وقيماً حميدة تقوم على أساس أن ” الحياة أخذ وعطاء ” ص20 وأن توازن الحياة وتكامل الطبيعة تؤكد أن دورة الحياة متكاملة، ولا غنى لأي من عناصرها عن عناصر أخرى ، فعلى سبيل المثال فإن الانسان لا يستطيع أن يستغني عن النحل ، لان هذه الحشرات تصنع العسل الذي يتغذاه الانسان ، وكذلك فإن النحل لا يستطيع أن يستغني عن الإنسان، لأنه يبني له خلاياه التي يقيم فيها مملكته ، كما أنه يوفر له الحماية .
قصة ” ألكنز ”
تحكي القصة حكاية طفل يقدم له والده قميصاً وبنطالاً في العيد ، كما يقدم الوالد فستاناً للزوجة أيضا ً ، فيقفز الطفل ويقدم ربطة عنق لأبيه ، ومنديلا ً لأمه ، فيسعد الوالدان بذلك ، وعندما يسألانه : ” من أين أحضرت النقود ؟ ” أجاب : ” كنت اجمعها في الحصالة من مصروفي اليومي ، حتى أقدم لكما هدية العيد ” ص28 وواضح أن القصة فيها دعوة واضحة للأباء الذكور بضرورة تقديم هدية لاطفالهم ، ولزوجاتهم في الأعياد ، كما فيها دعوة للأطفال بأن يدخروا من مصروفهم اليومي ليشتروا هدية بسيطة لوالديهم في العيد أيضا .
وهذه القصة تحمل موقفاً سلبيا ً أيضا من المرأة ، حيث تحصر دورها كإنسان قاصر في البيت ، فعندما يقدم لها زوجها فستانا هدية العيد ترد عليه ” إن شاء الله تظل تعيش وتهدينا ” ص26 وهكذا فإنها قاصرة ترتبط سعادتها بحياة ” طويل العمر ” زوجها،اما الآخر الذي يقدم لها هدية فهو ابنها الطفل عمر الذي اعتبر ” الحصالة ” التي يجمع فيها مصروفه كنزا ، في حين اعتبره والداه كنزاً هو الآخر ، وقد أسقط الكاتب في هذه القصة عقلية المجتمع الذكوري بشكل واضح ، وبما ان لقصص الأطفال أهدافا ً تربوية وتعليمية ، فما الجدوى من تربية أطفالنا على هذه العقلية النمطية المتخلفة، والتي تحصر دور المرأة داخل جدران البيت حيث لا تستطيع فعل أي شيء سوى تنفيذ اوامر السيد المطاع سواء كان أباً أو زوجاً ، أو أخاً أو ابناً . ولو ان الكاتب استبدل الابن الطفل الذكر ” عمر ” في القصة ، بابنة طفلة أنثى لكان الامر أكثر جدوى وأكثر ايجابية ، ولماذا لم تقدم الأم هدية لابنها الطفل في العيد كما فعل زوجها ؟؟ وعلى الأقل لماذا لم يقدم الوالدان لابنهما الهدية بطريقة مشتركة ؟؟ أم ان العقلية الذكورية دفعت الكاتب إلى تكريس دونية المرأة .
قصة ” سعاد ترفض أن تنام ” :
واضح أن هذه القصة توجه للآباء لا للأطفال ، لأنها تتحدث عن طفلة ترفض ان تنام لانها تريد أن ترى اباها الذي يذهب إلى العمل مبكرا ً قبل ان تستيقظ من نومها ، ويعود الى البيت متأخرا بعد ان تنام .
ومعروف ان الاطفال بحاجة ماسة إلى حنان الأبوين كليهما ، فليس بالخبز وحده يعيش الأنسان ، وتوفير المأكل والملبس والمسكن للأبناء الاطفال ليس كافيا على اهميته ، بل يجب أن يجلس الوالدان مع أطفالهما ، وأن يشعراهم بدفء المحبة والحنان ، وأن يستمعا إلى مشاكلهم ، وان يوجهاهم إلى طرق الحياة السليمة .

قصة ” احلام اللوز ” :
تتحدث القصة عن أربع حبات لوز مر زرعتهن فتاة وشقيقها الطفل في الأرض ، فنبتت وأصبحت أشجارا وارفة الظلال تحمل ثمارا ، وتبني العصافير اعشاشها عليها .
وفي القصة بعض القيم التربوية والتعليمية منها :
– ضرورة زراعة الأرض والعناية بها.
– أن بعض الاشجار تزرع ” نواة ” ثم لا تلبث ان تنمو .
– ان ” نواة ” اللوز المرّ هي التي تنمو في الأرض ، وبعد نموها يجري تركيبها باللوز الحلو ، أو المشمش ، أو البرقوق أو أي نوع من ” اللوزيات ” في حين ان اللوز الحلو يتعفن في الأرض وتأكله الحشرات والديدان.
– ان السنة أربعة فصول تأتي متتالية الخريف يتبعه الشتاء ، والربيع يتبع الشتاء ، والصيف يتبع الربيع ، والخريف يتبع الصيف .
– أن اوراق بعض الأشجار تتساقط جميعها في فصل الخريف مثل اللوزيات ، في حين ان بعض الأشجار لا تتساقط اوراقها دفعة واحدة مثل الزيتون .
– فصل الربيع يبدأ في 21 – آذار من كل عام مع عيد الأم .
الأسلوب : استعمل الكاتب اسلوب السرد الحكائي بطريقة مشوقة .
الرسومات والاخراج :
حبذا لو ان الناشر استعمل فرز الالوان في طباعة المجموعة ، واستعمل حجما ً أكبر لورق المجموعة خصوصاً وأنها مخصصة للأطفال .

وبعده قال محمد موسى سويلم:

قال تعال” وفي السماء رزقكم وما توعدون ” صدق الله العظيم

قال الشاعر ” ومن ظن ان الرزق يأتي بقوة ما اكل العصفور شيئا مع النسر

قال المثل العربي ” يا رازق الدود في الحجر الجلمود ”

نعم تتمتع الحيوانات بعاطفة ورحمة بدرجة عالية، وكرامة بشكل يفوق بكثير ما ترضع قطة غير ابنائها او توفر الحماية والاكل لغير صغارها . احقا ما يقول هذا الكتاب عن بيت الفرح وان الاب يريد ان يبني بيتا ويخلع الاشجار ويعترض عليه الابن ، سحقا لهذا الزمان الاب يزرع ويخلع بحجة عدم وجود طريق او شارع ،هل نسي الاستاذ عبد الرحمن كم مشى الاجداد في طرق وعرة وصعبة من اجل شجرة مثمرة، او حتى غير مثمرة من اجل ظلها او حفاظا على البيئة ،” آه يا زمان الشقلبة وش سويت ” انا مش فاهم او مش مركز سلمانا هي التي شكت من ضيق الحياة، وجوانا هي التي اخذت تهدئ من روع سلمانا ثم ان الديون تخص سلمانا ، فلماذا هربت جوانا ؟ ثم ان جوانا شكرت سلمانا على انها علمتها كيف تحب الحياة . لا ادري كيف هذا الترتيب ، هل فعلا القصة مترابطة وضمن المعايير ؟

الكنز حقا انه الوقت المناسب للحصالات في هذا الوقت العصيب، عمر يجب امه ، خديجة تحب ابنها ،عمر يحب ابيه، قاسم يحب زوجته، قاسم يحب ابنه، ما هذا الاطراء والغزل؟ عائلة حبيبة، الله يوفقها ويكبر حصالحة ابنها .

سعاد تريد ان ترى والدها والأم تلح علها بالنوم، وكلام يجر كلام تقول الأم ” انه يشتغل يا سعاد حتى يحضر لك الطعام ” ” والملابس الجميلة والهدايا واللعب ” اما تحميل جميلة وكان هذا هو وبس، فلو توفرت هذه الاشياء الا تريد حبا وحنانا ورعاية ومشاهدة جميلة؟ هل اللوز فلسطيني؟ اذا كان الجواب نعم فسنجد عذرا للفلسطينيين الذين يسيرون في الشوارع ويحدثون انفسهم، ويبنون قصورا تحت الماء وحسب الحكاية الشعبية ” بنت الخرفية بتكبر بسرعة ” حات لوز نمت وكبرت وحلمت وحملت الثمار واصحب مكانا لتعشيش العصافير و مظلات جيدة للاطفال .

احلام اللوز قصص للاطفال، سعيد وقططه، والكنز، والنحلتان، وبيت الفرح،هل فعلا هذه قصص طفولية؟ أم احداث عبارة عن مشاهد في حياة مليئة مثل تلك الاحداث، ثم اين هي براءات الطفولة؟ وما هي تلك المعايير المطلوبة مراعاتها في قصص الاطفال؟ وما تلك الرسوم الجافة والتي بلا روح او دلالات رمزية وغير رمزية؟ ثم اين هي لغة الاطفال الواجب اتباعها ، وهل يمكن تعميم مثل تلك القصص او الحكايات على اطفالنا .

وبعده قال خليل سموم :

مجموعة قصص للاطفال – الاحداث تربوية تعليمية ، تدور حول علاقات بين الانسان والانسان ، والانسان والحيوان ، والانسان والنبات .

الراوي في جميع هذه القصص غير محدود، وهذا الاسلوب في السرد يلائم الادب الموجه للاطفال ، حيث يشرف الكاتب على القصة من بدايتها الى نهايتها .

– القصص واقعية ، لكنها ممزوجة ومطعمة بكثير من الخيال .

– الشخصيات الرئيسية التي تدور حولها الاحداث في اكثر هذه القصص هي من الاولاد والبنات.

– شخصيات القصص واضحة للاطفال ، وافكار الكاتب واضحة، مباشرة ، ومرتبة

– ساد في هذه القصص عنصر الحوار على عنصر السرد، وهو حوار مباشر بين الشخصيات .

– لغة القصص قوية ، ومبسطة ، تناسب مستوى الاطفال ، الاحداث ، وجاء الحوار باللغة الفصحى المبسطة .

– عنوان الكتاب جميل ومثير ، لكن بالنسبة لصورة الغلاف كان الافضل ان تكون جذابة اكثر ، وذلك لاثارة انتباه الاطفال حتى يتشجعوا ويقبلوا على مباشرة قراءة الكتاب .

لقد احسن الكاتب صعنعا عندما نشر في نهاية الكتاب قائمة بمؤلفاته ، وذلك لاعطاء القارئ معلومة مهمة عنه.

وبعده قال موسى ابو دويح :

اهدى د.عبد الرحمن عباد مجموعة قصص الى روح الاستاذ عزت الغزاوي ، الذي كان يحب الاطفال ، فالى روحه الطاهرة والى الاطفال الذين احبهم الغزاوي اهدى عباد قصصه .

القصة الاولى بعنوان : سعيد وهو طفل يحب القطط ويطعمها ، وذات يوم قدم طعاما لقطة سمورة ، فحملت القطة قسما من الطعام بفمها، وركضت الى شجرة الزيتون، واطعمت قطة صغيرة عمياء ، وكررت العملية مرات ، فزاد ذلك من حب سعيد للقطط.

استعمل الكاتب الفعل ( ولغ) ونسي ان الولغ هو لعق السائل باللسان وهو استعمال في غير محله ، لان القطة حملت طعاما للقطة، ولم تلعق لبنا ولا حليبا .

واستعمل كذلك الفعل ( جلس ) عندما قال : وقد جلست هناك قطة صغيرة عمياء ، ونسي ان الجلوس يكون من الاتكاء ، جاء في الأثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم : وكان متكئا فجلس ، لغة القصة ليست لغة طفل انما هي لغة الدكتور عبد الرحمن عباد .

القصة الثانية : بيت الفرح قصة قلبت فيها المفاهيم ، فالوالد الشيخ الذي غرس الارض بالاشجار، وتعب في تنميتها ،يسهل عليه ان يخلعها، ويبني مكانها بيتا ، وأما ابنه ماهر فلا يرضى بذلك ، فعكس الموقفين هو المألوف والمعتاد عند الناس ، فالكبير هو الذي يحافظ على الشجرة ، والولد هو الذي يهون عليه خلعها .

ولا ادري كيف يمكن ان يفهم احد قول الكاتب ” نزرع أشجارا مكانها ” بعد ان يخلع الاشجار ويبني في مكانها بيتا ؟ ! !

وكذلك قول أمّ ماهر لزوجها : الرأي رأيك يا ابا ماهر والشورى شورتك ” فلوقالها بالعامية : والشور شورك ” لكانت ابلغ .

وبالرجوع الى لسان العرب مادة ( شور) والشارة والشورة : الحسن والهيئة واللباس ، والشارة والشورة : السمن وشرت الدابة شوارا : عرضتها على البيع اقبلت بها وادبرت ، والشورة : الجمال الرائع .

وكان الاولى به ان يقول والمشورة مشورتك ، كما جاء في لسان العرب : وأشار عليه بأمر كذا : أمره به ، وهي الشورى والمشورة ، وفلان خير شير : أي يصلح للمشاورة ، وشاوره شاورة وشورا ، واستشاره : طلب منه المشورة .

وبعده تحدثت راحيل مزراحي طالبة اللغة العربية في جامعة تل ابيب:

المجموعة القصصية جميلة بشكل عام ولكن عندي عدة ملاحظات :

تحكي القصة الاولى ” سعيد ” عن الولد سعيد الذي يحب القطط ويطعمها . رأى سعيد يوما ان قطته المحبوبة جائعة فأحضر لها الطعام، وأخذت القطة لقمة ثم ركضت لتطعم قطة اخرى عمياء ، وهكذا فعلت لعدة مرات .

اعتقد ان القصة الاولى ” سعيد ” هي أجمل قصة في المجموعة القصصية ، لأن القارئ ، مثل الولد سعيد ، لم يفهم في البداية تصرف القطة ، وثم يأتي حل جميل لهذا اللغز .

مع ان القصة اعجبتني الاّ هناك قليل من الحشو عندما تقول الأم قبل نهاية القصة : ” ولكن لا تنس الصحن في الخارج ، فحين تشبع القطة ، أعد إليّ الصحن حتى اغسله وقال سعيد : حاضر يا أمي ” فلا حاجة الى هذه الجملة.

تحكي القصة الثانية ” بيت الفرح ” عن الشيخ فايز الذي اراد ان يبني بيتا بوسائل قديمة واقنعة ابنه المهندس باستعمال وسائل حديثة : الجرافة . تبدو شخصية الأم في هذه القصة ضعيفة شيئا ما ، عندما تقول ” اخبرني وانا موافقة ” وتفاهم مع ابيك ، وما يقوله ابوك انا موافقة عليه ” والرأي رأيك يا أبا ماهر ” .

في القصة الثالثة النحلتان ” نقاش بين النحلة سلمانا التي تعتقد ان الانسان يستغل النحل والنحلة ” الفيلسوفة ” جوانا ، التي تحكي عن فضل العمل في خدمة الانسان ، هجم الدبور الشرير على النحلتين ، طرده البستاني ، ونجت النحلتان ، وهذا الحادث يقنع القارئ بكلام جوانا النحلة الفيلسوفة ، التي تحكي عن فضل العمل في خدمة الانسان ، هناك في القصة استعمال جميل لوسائل التشخيص : تشخيص النحلتين ، والحوار بينهما ، ولكن مع ان في القصة تبرير لكلام جوانا ( لان البستاني انقذ النحلتين ) تقول جوانا انها تعلمت المغزى :وهو محبة الاخرين ، بينما يبدو ان سلمانا هي التي تعلمت المغزى من هذا الحادث .

تحكي القصة الرابعة ” الكنز ” عن محبة أفراد العائلة بعضهم بعضا، ابو عمر يقدم هدايا العيد لعمر ابنه ، وعمر الذي جمع النقود من مصروفه اليومي يفاجئ الوالدين بهدايا.

هناك حوار في بداية القصة بين عمر وأبيه :

* عمر : ( فرحا) : قميص !
* الأب ( بصوت عال ) : صحيح . كيف عرفت ؟
* عمر ( مبتهجا ) : هكذا قالت لي العصفورة .
* الأب ( ضاحكا ) : وماذا قالت لك العصفورة ايضا ؟

اعتقد ان استعمال الملاحظات ” فرحا ” بصوت عال ” مبتهجا ” ” ضاحكا ” خلال الحوار هنا هو غريب وليس ملائما .

تحكي القصة الخامسة ” سعاد ترفض ان تنام ” عن بنت ترفض النوم لانها تريد ان ترى اباها الذي يغيب عن البيت بسبب عمله .

يقول الاب في النهاية ” اعدك بان اعود كل ليلة مبكرا ” وليس من الواضح من خلال القصة لماذا في هذه المرة دون كل المرات، صدقت البنت وعد ابيها ، فقد وعدها الأب والأم وعودا كثيرة ولم تتحقق.

تروي القصة السادسة ” احلام اللوز ” عن اربع حبات من اللوز الناشف المر اشترتها عواطف . يريد اخوها الصغير حمزة ان يأكل اللوز فتقنعه عواطف بان يزرعها لانها من اللوز الناشف المر ولا ينفع اكلها .

هناك في القصة تشخيص لحبات اللوز، وهي تتكلم مع بعضها خائفة من اكلها . تشخيص حبات اللوز يقنع القارئ بان اكل اللوز يشبه قتل الانسان , ولكن في نهاية القصة بعدما لم يأكل الولد حمزة اللوز وزرعها واصبحت اشجارا ، يقول الراوي ” انه ( حمزة الولد ) يجلس في ظل شجرة اللوز الآن ، يأكل من ثمارها ويطعم عواطف ” وكيف يتم الأكل من ثمار اللوز بعد ما اقنعنا الكاتب ان أكل اللوز يشبه قتل الانسان ؟ !

ولكن ، على الرغم من هذه الملاحظات ، استطيع القول ان المجموعة القصصية جميلة بشكل عام واستمتعت بقراءتها .

وبعدها قالت سوسن دكيدك :

هي عبارة عن كتيب صغير يحتوي على ست قصص او اقصوصات للاطفال .

القصة الاولى :” سعيد ” للوهلة الاولى تبدو للقارئ بانها قصة لاطفال في سن مبكرة بين اربع الى سبع سنوات ، ولكن اذا تقدم القارئ بالقراءة وجد في القصة الفاظا لا يمكن ان يفهمها طفل في هذا العمل ، أما عن المفاجأة الكبرى في اخر القصة وهي إطعام قطة لقطة اخرى غيرها فهو أمر بعيد عن الواقع تماما .

أما القصة الثانية ” بيت الفرح ” فهي من اول كلمة فيها لم اجدها تمت للطفولة بصلة . فهي عبارة عن نقاش دار بين أب وابنه حول موضوع بناء بيت، وأيهما انسب البناء في السهل أم على الجبل . والذي فاجأني في القصة هو ان الأب احضر ادوات البناء وبدأ بتحضير الأساسات، فلا ادري مقدرة رجل عجوز على حفر أساسات لبيت جديد . – هذا اذا كان الكاتب يقصد عصرنا الحالي – واذا لم يكن يقصد ذلك فلماذا اذا طلب الابن من ابيه ان يبنوا البيت على الجبل؟ وان يشقوا الطريق بالجرافة التي هي من الوسائل الحديثة في البناء . لا ادري ! !َ

وغير ذلك لم يعجبني في القصة دور الأم . فلقد صورها الكاتب بصورة التابعة التي لا تملك لنفسها رأيا ، والمستسلمة لرأي الزوج كذلك . ومع ان واقع المجتمع الريفي غير ذلك فالمرأة تشارك في الزراعة، وتشارك في اتخاذ القرارات كالرجل ، فالمرأة كيان صلب مهما وجد من حالات تثبت عكس ذلك ، فانا اجدها امرأة قوية، وليست ضعيفة اتكالية كما صورها الكاتب . وغير ذلك ، فلم استمتع بالقصة ،ولم اجدها شيقة، ولا تمت لقصص الاطفال بصلة .

قصة ” النحلتان ” قصة جميلة وممتعة وتجعل الطفل يسرح في خياله الى ابعد حدود . وايضا قصة ” احلام اللوز” كذلك . فالطفل في القصة الاولى يتخيل رحلة النحلات وهي تسافر من زهرة الى زهرة، فلقد تخيلت نفسي طفلا صغيرا اشاهد نحلة تطير ، او ان اتحدث مع شجرة مثل احلام اللوز، وكم اعجبتني القيمة التي تضمنتها القصة الاولى ” النحلتان ” وهي قيمة الاخذ والعطاء، فجميل ان نعلم اطفالنا هذه القيمة حتى نمنع عندهم الشعور بالانانية وحب الذات لدرجة التكبر والغرور .

اما بالنسبة لقصة ” الكنز ” فهي ايضا قصة جميلة تحمل قيمة رائعة وهي قيمة المحبة وتدمج الاطفال في عالم الكبار.

اما بالنسبة لقصة ” سعاد ترفض ان تنام ” فهي ايضا تحمل قيمة المحبة ،ولكن القصة شديدة الانفعال وتحمل عاطفة جياشة ، فمن وجهة نظري يجب ان تكون اقل بقليل في قصة للاطفال من هذه الكمية، وايضا لا يجب ان نضع الطفل في جو انفعالي لهذه الدرجة حتى لا نربكه .

وبالنسبة للرسومات في القصة فهي غير جميلة وبعيدة عن عالم الاطفال

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات