يلفت انتباهي انبهار الكثيرين منا في كل ما هو مستورد، حتى أن البعض يفاخر بجوربه أو بحذائه أو بسيجارته الأجنبية…الخ، وحتى في العلاقة ما بين الحبيبين سواء كانا زوجين أو عاشقين، ويحتفل بعضنا
بعيد الحي” الفلانتاين”. فهل نحن بحاجة الى أجنبي ليعلمنا كيف نحب؟ وكيف نمارس الحب؟ وألا يوجد في تراثنا ملاحم للحب؟ وأين نحن من قيس بن الملوح”مجنون ليلى”؟ ومن قبله كفاح عنترة بن شداد للفوز بحبيبته عبلة؟ وهل هناك وفاء أكثر من وفاء ذلك الأعرابي الذي تغزل بحبيبته قائلا:
أحبّها وتحبّني ويحب ناقتها بعيري
وهل هناك جمال أكثر من جمال غزل الشاعر الأموي جرير بحبيبته عندما قال:
إنّ العيون التي في طرفها حور…قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به….وهن أضعف خلق الله انسانا
وهل هناك قصائد أجمل من معلقات الشعر العربي الجاهلي التي افتتحت بالغزل؟
يا دار عبلة بالجواء تكلمي…وعمّي صباحا دار عبلة واسلمي
“ودع هريرة ان الركب مرتحل…وهل تطيق وداعا أيها الرجل
لخولة أطلال ببرقة ثهمد…تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
والحديث هنا يطول. وانبهارنا بالثقافات الغربية قاد البعض منا حتى باستعمل كلمات أجنبية بدل العربية مثل”هاي” و”تشاو” و”باي” مع انه قد لا يعرف من تلك اللغات غير تلك الكلمات.
وللمحتفلين “بالفلانتاين” أسأل: هل الحب مقصور على يوم واحد في السنة؟ وماذا مع بقية الأيام؟ وهل وصلت الثقافة الغربية الى مخادعنا والى علاقاتنا الحميمية؟ وللتذكير فقط فان كتاب”علم الباه وعودة الشيخ الى صباه” لأبي حيان التوحيدي عندما ترجم الى الفرنسية في تسعينات القرن العشرين، أذهل الأوروبيين والعالم الغربي، حتى أن علماء الجنس كتبوا:”علينا أن نتعلم الحب من الشرقيين”
وهل قلدنا الغرب في العلوم والابتكارات، أم أننا سنحصر عقولنا دائما فيما بين الفخذين؟
14-2-2014