يقول مثلنا الشعبي”الراس اللي ما فيه كيف قطعه حلال” ومحمد عسّاف جاء في هذه المرحلة ليطربنا بعد أن قرفنا من الغناء الهابط الذي يعتمد على الكلمات المبتذلة وعرض الأجساد شبه العارية، ومحمد عسّاف نقلنا الى مرحلة الطرب الجميل، الى الكلمة الراقية، والموسيقى التي تريح الأعصاب، وأنا إذ أفخر بالأصوات السبعة الأخيرة في برنامج Arab Idol وهم بلا شكّ فنانون محترفون سيكون لهم شأن، وهم سيثرون ثقافتنا العربية الفنّيّة، إلّا أنّي مع فوز فناننا الجميل محمد عساف، ليس من باب التعصب الإقليمي، مع اعتزازي بعروبتي وبفلسطينيتي، ولكن من باب أن محمد عساف يستحق الفوز، فقد أثبت هذا الشاب الجميل أنه صاحب موهبة فذّة، خرجت من بين محارق غزة، خرج من بين الأنقاض، خرج من قطاع غزة المحاصر، والذي أخرجه هو موهبته الفذّة التي انطلقت من عقالها، لتصل العالم أجمع، لافّا كوفيته الفلسطينية على عنقه، ورافعا العلم الفلسطيني بيديه، وحاملا فلسطين وشعبها في قلبه، وهموم الأمّة والوطن الكبير على كتفيه، وكثير من المواهب الفلسطينية في مجالات الابداع المختلفة لم تتح لها فرصة الانتشار نتيجة للحصار وللظلم اللاحق بفلسطين وشعبها…وهو هو فناننا الجميل محمد عساف ينطلق متخطيا الحدود وكاسرا القيود، تماما مثل طائر الفينيق الذي يخرج من وسط الدّمار والرّماد، ومع ذلك فاننا لا نصوت لمحمد عساف ونتمنى له الفوز لأنه فلسطيني صاحب قضية، وانما لأنه صوت طربي عربي أصيل يستحق الفوز، وصوت يحق له أن يحمل فلسطين الى أمتنا العربية، والى عشاق الفن الجميل، فيا أبناء شعبي عامة، ويا أبناء فلسطين خاصة صوتوا لمحمد عساف ليكون لكم شرف المفاخرة بأنكم ساهمتم بفوزه.
القدس في 21-2013