القدس:21-10-2010 من جميل السلحوت:ناقشت ندوة اليوم السابع الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني رواية”ظلام النهار”للكاتب المقدسي جميل السلحوت، والتي صدرت في أوائل شهر تشرين أول 2010عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس.
بدأ النقاش الناقد ابراهيم جوهر فقال:
في روايته الجديدة (ظلام النهار) ، الصادرة حديثا عن دار الجندي في مدينة القدس باكورة نشاط الدار في النشر والتوزيع ، نعيش مع الكاتب جميل السلحوت فترة اجتماعية امتدت عقدين من الزمن وعصفت بنسيج مجتمعنا الاجتماعي بمفاهيمها وإفرازاتها الخاصة التي تسبب بها الجهل الذي أورثه الاستعمار، وأبقاه ليعاني من آثاره وآثامه المجتمع وأبناؤه، فيحاصرهم ويقسو عليهم ويحرمهم من ممارسة حقهم في الحياة والنمو والتطور، فحاصر بذا مستقبل المنطقة وأبقاها تدور في ظلامه.
( الجهل ) هو سيّد الموقف، إنه البطل الحقيقي الذي تدور أحداث الرواية حوله، فجميع القصص الفرعية ما هي إلا تجليات للجهل، وإثبات لآثاره على البشر بشكل عام من خلال شخصيات رصد الكاتب واقع الجهل الذي تربت فيه، وعاشته وتنفست مفاهيمه. من هنا لم يكن أمام(خليل) الأكتع من مناص سوى الحلم مع صديقه الداخلي الذي أوجده خياله وطموحه وذكاؤه، ورغبته بالتغيير وبإيجاد البديل العملي لواقع الجهل المستشري والمستشرس في البيئة التي ذكرها الكاتب، معدّدا أسماء كثير من مواقعها ووقائع تاريخها المجبول بتاريخه الخاص في كثير من الأحداث، لتكون الرواية بهذا سيرة روائية.
(الجهل)هو السيد المسيطر، جهل في التطبيب، وفي التزويج، وفي التطليق، وفي الدعوة إلى مأدبة الطعام، وفي الكرم، وفي المشكلات، وفي التربية، وفي العلاقات ….
الجهل كان هو السيد دائم الحضور، ولم يعد معنى فقط بل صار شخصا متحكما يأمر وينهى، ويخطط ويحلل ويحرم، وهذا ما يدعوني للقول: إن الجهل شخصية، وهو شخصية طاغية(بطل الرواية) بامتياز.
في (ظلام النهار) يتحرك أشخاص الرواية على مساحة من التخلف الحضاري والبيئي الذي يحارب العلم والعلماء ويعاديهما، إنه يؤمن بالتداوي بالوصفات الشعبية، وينفر من الأطباء والمستشفيات، ويؤمن بالفتّاحة التي تمارس الدجل مستغلة جهل الناس، وتنطلي عليه –سياسيا- ادعاءات (مس كنيون) وهي تنقّب عن الآثار لصالح المؤسسة الصهيونية .
إنه المجتمع الذي لا يحل مشكلاته بغير العصا، ويعطّل أي دور إيجابي للعقل، فهو ينظم (طوشة) جماعية دفاعا عن (شرف) أتان أحدهم … وينسى الشرف الأسمى الذي يدنّس كل حين.
في هذه البيئة ذاتها التي قصد الكاتب إبرازها بهدف توثيقها ونقدها، عاش أشخاص الرواية وماتوا، وأنجبوا وتشاجروا ليكون (الجهل) شخصا بعينه يفعل ويؤثّر. فخليل نفسه ليس بطلا ولا والده، ولا كامل الشخصية الواعية نسبيا، والعاجزة عن التأثير والتغيير والإقناع، إنه نموذج الأنسان الغرّ غير الواثق المتردد غير المقدم، والكاتب لم يشأ أن يخلق منه بطلا في الواقع يتحدى ويقود، بل وصفه كما هو بعجزه وسلبيته رغم تعاطفه معه، وإشارته إلى وعيه السابق لأفعال قومه / أهله، إنه نموذج المثقف المحلي السلبي العاجز غير مسموع الرأي، الذي يضطر للاعتذار ممن لا يستحق طلب الاعتذار.
خليل وكامل ووالدهما ووالدتهما مجرد أشخاص مارس الجهل ثقافته عليهم، فأنامهم إلى حين، وترك بصماته – لأنه الأقوى الذي يجد على جهله أعوانا وهم لا يجدون – لذا نجد بصماته هي الأقوى أثرا، فخليل فقد يده بفعل الطب الجاهل، ولم تشهد البلدة تقدما يذكر بفعل سيطرة الجهل الطاغية.
في بيئة هذا حالها لا يستغرب ما جاء من معاملة متدنية للمرأة الأم والأخت والزوجة. وقد أورد الكاتب نماذج لرؤية المجتمع للمرأة وكرر جملة (النسوان ما فيهن خير) ليشير مؤكدا موقف المجتمع من خلال أيمانه وألفاظه لواقع النظرة الدونية للمرأة.
بيئة (ظلاّم النهار) هنا تشير بأيد خفية كامنة ما وراء السطور إلى السبب الكامن وراء ظاهرة انتشار الجهل، وتمكّنه من رقاب الناس ومصائرهم، وما الإشارة إلى التنقيب عن الهيكل المزعوم والبعثات البريطانية إلا إشارة إلى دور الاستعمار التدميري التجهيلي ليسهل له السيطرة على مقدّرات الشعب والناس لاستغلالهم في مخططاته الاستعمارية.
من هنا قد نفهم الرمز الكامن في فقدان خليل ليده اليسرى، واليد اليسرى بالتحديد لأنه ما زال يمتلك يدا أخرى قادرة على التغيير والتنوير انسجاما مع أحلامه ورؤاه ومغامراته مع الشيخ ذي اللحية البيضاء رمز المستقبل والخلاص والأمل، وإشارة من الكاتب إلى المعادل المقابل الذي ينتظر خليلا، والذي سيصنعه خليل وأخوته كنموذج للشباب الذي سيغيّر ويثوّر، ويقهر الجهل الذي مكّن الآخر من التحكّم برقاب المنطقة وأبنائها، فسوّد معيشتهم والتهم أرضهم وصادر مستقبلهم واحتلهم كيانا وفكرا وحياة.
الرواية هنا تقدّم مادة خصبة لدارسي علم الاجتماع والانثروبولوجيا (علم الإنسان) بما احتوته من لهجة محكية، وأغان شعبية فولكلورية، وعادات اجتماعية، ومفاهيم وقيما ، وأسلوب تطبيب ، وعادات الخطبة والزواج ومراحله …
(ظلام النهار) وإن بدت بعيدة عن السياسة حتى وهي تشير إلى (البيك)، كما أطلق عليه أبناء عرب السواحرة الذين دارت الأحداث على أرضهم، وثورة عام 1936 وعيوب رافقتها، إلا أنها في التحليل الآخر لرموزها تشير إلى مسؤولية القائد غير المؤهل للقيادة وإلى دوره، وإلى تعطيل القوى المأمول منها التغيير. فخليل الطفل الذي سيكون له شأن بما يمتلك من ذكاء وأحلام يتغلب بها على الواقع البائس، إنما يمثل جيلا نموذجا للتغيير ولكنه محاصر بالفقر، والجهل، والصد، والمنع، وجهل الأب المسؤول والأمّ الحنونة
التي تتغلب على شقاء حياتها بالدموع والاسترضاء، ظلت عاجزة عن التأثير والإقناع، ولم تستطع مواجهة ظلم زوجها – ظلم المسؤول- ، وكذا كامل الفتى المتفتح الذي وقف في وجه الجهل نسبيا، ولكنه لم ينطلق من وعي وشجاعة تؤهلانه للقيادة، ولم تتح له الظروف الضاغطة فرض آرائه التنويرية، فظل محتجا سلبيا، بصمت وخجل، وبلا دور واضح الأثر .
إن هذا الواقع المأساوي الضاغط المظلم ( لنتذكّر هنا عنوان الرواية، ظلام النهار، أو كما حوّرته ” ظُلاّم النهار ” ) قد قمع تطور خليل الذي تنبأ له الشيخ الوقور بدور أفضل في المستقبل، كما قمع تأثير كامل الفتى الواعي الواعد، ولكن أحداث الرواية التالية على أرض الواقع، وبعيدا عما نقلته الرواية هنا، قد أثبتت أنهما غيّرا وقادا …فانطلقت حركات تحرر وشهدت الساحة نهضة فكرية وحراكا اجتماعيا وسياسيا، وإن شاب التجربة شيء من بقايا الجهل نفسه.
خليل ولد في كهف مظلم، وكانت والدته ( حردانة )، والقوم يتشاجرون بسبب حمارين في البرية، ومس كنيون تواصل التنقيب والبحث عن آثار تثبت أحقية من لا حق له في أرضنا وتاريخنا وذاكرتنا … فهل عاد بطل روايتنا ( الجهل ) إلينا اليوم ؟
وقال الأديب محمد عليان:
خواطر و تأملات من وحي رواية ظلام النهار للكاتب جميل السلحوت
1. ظلام العادات:
بعد القراءة الثانية لرواية ظلام الليل للكاتب النشط والمثابر جميل السلحوت، قررت أن أحاول الابتعاد عن الكتابة التقليدية للأعمال الأدبية، ربما لأن هذه الرواية خرجت عن المألوف من حيث الحبكة الفنية وبناء الشخصيات واللغة السردية، وربما لأنها أعادت بعجلة التاريخ إلى الوراء قليلا، لتعيد إلى الذاكرة تفاصيل حياة ظلامية عاشها أجدادنا وآباؤنا، وما زالت بعض ملامحها ومظاهرها تأبى الزوال حتى أيامنا هذه.
لا يكتفي الكاتب بسرد الإحداث والإغراق بتفاصيل عادات وأعراف كان واضحا انه عاشها أو عايش من عاشوها، واكتووا بلظاها وذاقوا مرها وآلامها، بل انه وببراعة الكاتب المبدع يدفعك إلى التأمل والتفكير بذاك الواقع المرير الذي امتد عشرات السنين، كان فيه أسلافنا في غاية الفقر والجهل يعيشون حياة تقع على خط التماس بين البداوة والريف.
عادات متأصلة الجذور، يتمسك بها الكبير والصغير، الرجل والمرأة، لا أحد يفلت من أسرها، تؤلمهم ولا يئنون، تقتلهم ولا يدرون، تجلب لهم الفقر والشقاء ولا يشكون، بعيدا عن المدارس والجامعات والمؤسسات والحكومات والأنظمة والقوانين الرسمية وضعوا لهم نسيجا من العادات ترسخ مع السنين حتى أصبح ” تابو” لا أحد يجرؤ على انتهاكها والخروج عنها، ومن يفعل ذلك فانه يلقى العقاب والتأنيب.
ما وصفه لنا الكاتب في ظلام النهار يدفعنا إلى التساؤل عمّن هو المسؤول عن هذا الظلام؟ الناس البسطاء ، الفقراء غير المتعلمين، الذين ابتعدت عنهم السلطة والمدينة والثقافة والحضارة؟ هل حاول أحد إضاءة ولو شمعة واحدة ليبدد جزءا من هذا الظلام؟ لقد عاش هؤلاء الناس الظلام وهم يحسبونه نورا ساطعا، تزاوجوا، وعاشوا حياتهم وأقاموا خيامهم، ورعوا أغنامهم وحصدوا زرعهم، وعالجوا مرضاهم وحلوا مشاكلهم بطريقتهم المتوارثة والموصوفة في ظلام الليل، ولا أحد من الحضر أو المتعلمين أو المثقفين أو المتنورين حاول جذب هؤلاء باتجاه التحضر، حقا أن إهمال الريف ومضارب البدو من أهم سمات السلطة المركزية في السابق والحاضر ولا أدري الى متى؟
2. بقعة ضوء:
رغم ظلام العادات وعمق الجهل وشدة الفقر والايمان بالغيبيات، فان المجتمع في ظلام النهار لم يكن يخلو من بقع ضوء هنا وهناك، كانوا فقراء لكنهم كرماء لا يبخلون بالعطاء، يطعمون الضيف ويتسابقون على تقديم الولائم، كانوا فقراء ولكن نفوسهم عزيزة وكرامتهم عالية، يرفضون الخنوع والخضوع والابتزاز، كانوا ضعفاء أمام الطبيعة لكنهم شجعان بواسل لا يهابون المنية، ويهبون لمساعدة المحتاج، صداقتهم وفية، كلمتهم صادقة، ووعدهم مقدس، يحترمون الكبير ويراعون آداب الحديث، وفي حضرة كبيرهم يصمت الجميع، فكلمته نافذة وقراراته ملزمة.
بقع ضوء في رواية ظلام النهار تثير فينا الحنين والشوق إلى عصر لفه الظلام ورغم ذلك امتاز بأشياء كثيرة نفتقدها اليوم ونحن في عصر النور كما يقال.
3. ارث ثقيل:
لم يقل الكاتب لنا ذلك، ولكنني أنا أقوله وبصوت عال ان التعصب للقبيلة أو الحامولة أو العائلة في عصر ظلام النهار له ما يبرره، لقد كان من المنطقي في عصر الجهل والتخلف والفقر وعدم الاختلاط بالثقافات والمدينة أن يهرع الانسان لنصرة أخيه حتى لو لم يكن على حق، فوحدة القبيلة وحاجة أفرادها لبعضهم البعض كانت مصدر قوة يتوجب الحفاظ عليها حتى ولو بثمن الاقتتال مع الاخرين، أما اليوم، في عصر التحضر والنور والثقافة الجامعية والعولمة والانترنيت والصحافة المكتوبة والمرئية، فلا أجد مبررا لمظاهر التعصب التي أورثها لنا الأجداد، وحافظنا عليها وعملنا على تحديثها لتتناسب مع متطلبات عصرنا هذا، في قريتي التي كانت مسرح أحداث ظلام الليل، لا زلنا “نفزع” عند أول نداء بـ(الحرب) ضد حامولة ثانية أو أفراد قرية مجاورة، “نفزع” للنداء ويتداعى جميع أفراد العائلة لنصرة ابنهم دون أن يتيقنوا أنه ظالم أم مظلوم، يحملون الفؤوس ويشجون الرؤوس ويحرقون الشجر، ويهدمون الحجر ليس أمام أو في محيط بيوت الشعر بل في حرم الجامعة وباحة المدرسة، وملعب كرة القدم والشارع العام وفي الحافلات والسيارات، نتقاتل دون ان نعرف نقتل ونقتل ومن ثم نتقصى الاسباب، واذا كنت من المثقفين المغتربين عن هذا العصر وحاولت التهدئة أو معرفة السبب قبل الفزعة فانك جبان ومتخاذل وخارج عن العائلة .
لا بأس أن نرث من أجدادنا، ولكن ان نترك الصالح ونأخذ الطالح، فهذا ظلام أشد حلكة من ظلام النهار، ظلم أجدادنا أنفسهم وهم لا يعلمون، أمّا أبناؤهم الذين تريفوا وعلى وشك ان يتمدنوا فإنهم يظلمون أنفسهم وهم يعلمون .
4. ارحموا خليلا:
لقد تعرض خليل في ظلام النهار الى الظلم مرتين: مرة من المجتمع الذي كان سببا في بتر يده وآلام عينيه، ومرة من الكاتب الذي حمله أكثر مما يحتمل، وسافر به الى بريطانيا، وأجبره على أن يعيش تجربة جنسية وهو في سن الطفولة، وبالكاد يصل إلى سن الحلم، قد يكون ظلم المجتمع أمرا واقعا وهو في كل الأحوال مبرر هذه الرواية، ومحورها ولكنني لم أجد ما يبرر ظلم الكاتب وتحميله هذا العبء الكبير وهو الطفل ابن ” الاربعتعش”. لقد فرض الكاتب على خليل تجربة لا يقوى أمامها الكبار، وجعله أسير رغبة جنسية جامحة من امرأة بريطانية أعجبت به، لأنه عربي وأكتع، واستسلم لها بإرادته وعاش معها ليالي حمراء دون ان يخفى ذلك عن العائلة المضيفة، اعتقد ان هذه التجربة كانت ستترك لدى طفل البادية تشوهات نفسية كبيرة وذات أثر بالغ على حياته المستقبلية، فقد انتقل من الحرمان الى الانفتاح وبعد أن كان لا يعرف عن المرأة شيئا، أصبح يعرف أدق تفاصيل جسدها، بعد أن كان النظر إلى المرأة من المحرمات أصبح من المألوف أن يمارس معها الحب على مسمع من والديها وبدون أي رابط رسمي. هل ثمة طفل يحتمل هذا التحول الدراماتيكي المتطرف؟ ارحموا خليل ودعوه يعيش طفولته .
5. لو كانت الرواية بقلمي:
لو كانت الرواية بقلمي :
• كنت ساهتم بشخصية خليل، الشخصية المحورية في الرواية، بشكل أفضل وأوظف ذكاءه وشجاعته في صنع احداث من شأنها بلورة شخصيته وتعميق تأثيرة أكثر فأكثر.
• كنت سأهتم أكثر في الجانب الزمني للرواية، وأنتقل من مرحلة زمنية الى اخرى من خلال التداعيات، وأبين بعض التواريخ والمعالم الهامة لأساعد القارئ في تتبع احداث الرواية .
• كنت سأتعمق أكثر في سبر غور شخوص الرواية ومعرفة ما يدور في داخلها من عواطف ومشاعر وأحاسيس، وابتعد عن التعامل معها باعتبارها دمى تتحرك وفق ارادتي .
• كنت سأهتم اكثر بلغة الرواية وبصورها الفنية وأضيف عليها تلك المسحة الجمالية التي تمتاز بها حياة البداوة والريف.
• كنت سأتطرق ولو قليلا الى البعد السياسي للفترة الزمنية للرواية، خاصة وانها تمتد من تاريخ قيام الكيان الصهيوني الى حرب 1967 وهي الفترة الأكثر تأثيرا على الواقع الفلسطيني.
• كنت سأشطب تماما المقطع البريطاني بما في ذلك سفر خليل الى بريطانيا لأنه لم يضف شيئا إلى المبنى الروائي، بل أثقل كاهل خليل وشوه نفسيته كما انه رسم للبريطانيين صورة مغايرة للحقيقة في تلك الحقبة.
• كنت سأفشل في كتابة الرواية لأنها من النوع الذي لا أحد غير جميل السلحوت يستطيع خوض غمارها .
6. عن الناشر:
ربما تكون هذه الرواية باكورة منشورات دار الجندي للطباعة والنشر والتوزيع ، وربما كانت واحدة من البدايات، ومهما كان من أمر فانني أبارك للزميل سمير بمناسبة افتتاح دار نشر جديدة اسهاما منه باثراء الثقافة الفلسطينية في القدس، في وقت لم تعد فيه دور النشر مشروعا استثماريا مربحا بل مشروعا خاسرا، ليس فقط بسبب ازدياد الإنتاج الرخيص وانقلاب معايير الجودة أنما أيضا بسبب عزوف الناس عن القراءة وشراء الكتب والتوجه للمواقع الالكترونية. نعتب على الناشر انه لم يراجع النص قبل الطباعة مما أدى إلى وقوع أخطاء بارزة في ترتيب الفقرات والصفحات كان يمكن تجنبها بقليل من الاهتمام.
وقالت القاصة نزهة أَبو غوش:
حملت الرواية بين صفحاتها هموم وآلام مجتمع فلسطيني قروي يعيش في جبل المكبر قضاء مدينة القدس، مابين نكبة العام 1948، و1967.
بطل الرواية طفل يدعى خليل ولد بعد عام واحد من النكبة، عاش بكنف عائلة تعاني الجهل،والحرمان والفقر بكل أَنواعه:الفقر الاجتماعي، والثقافي، والديني، والسياسي…بُترت يد الطفل خليل نتيجة لبدائية العائلة المطلقة، ومعتقداتها البائدة، التي ترتكز على العرَّافين، والسحرة، والخرافات، وعدم الإِيمان بالأَطباء وطرق العلاج الحديثة. سافر الفتى خليل ذو الأَربعة عشر عامًا إِلى مدينة لندن عند عائلة انجليزية تعرَّف عليها من خلال عمله في التنقيب عن الآثار، في مدينة القدس، شاهد في بلاد الإِنجليز حياة أُخرى تتوفر فيها كل معاني الحرية، والرفاهية والمتعة يكل أَنواعها، والتي لا تمتُّ لحياته في قريته بأَي شيء، عاد بيد اصطناعية أَبهرت كل من رآها، خاف خليل بأَن تتكرر مأساتُه مع أُخته زينب، لذلك وقف مع أَخيه كامل، وتحدى كل العادات والتقاليد واستنكرا معًا كل الخرافات، وصمَّما على تحدي سلطة الأَب ومصاحبة أُختهما عند الطبيب في مدينة القدس، وذلك بعدما أُصيبت بصدمة نفسية في ليلة زفافها بعد تزويجها في سن الثالثة عشرة.
الأُسلوب: تحدث الراوي بضمير الغائب، وهو هنا يعرف كل شيء،
التقط صورًا حقيقية من واقع بيئة عاش وتعايش فيها، فكانت صورًا واضحة معبرة لحياة البؤس الذي عانت منه العائلة، هناك صورة المرأَة المقموعة من قبل الذكر، سواء كان أَبًا أَو أَخًا أَو زوجًا، صورتها وهي تحلب الأَغنام، وترعاها، وتنام معها جنبًا إِلى جنب. صورتها امرأَة مطيعة بل خنوعة، مضحية من أَجل زوجها، وأَبنائِها، وكل أُسرتها.
لقد صوَّر الراوي بصدق، وعفوية الحياة الاجتماعية، والثقافية بكل تفاصيلها: صورة الأَفراح بما تشمله من أَهازيج وأَغان شعبية وزغاريد وإِطلاق نار، ونحر النعاج، وأَكل( المناسف)، وغيرها. هناك صور للنـزاعات والخلافات والصلح العشائري، والقسم بالطلاق عند كل شاردة وواردة، فهناك صورة لاحترام الصغار للكبار حتى وإِن كانوا على خطأ، هناك صورة للكرم ونصرة الفرد للعشيرة وبالعكس، وهناك صور للدواب مثل الحمير، والبغال والأَغنام التي تندمج حياتها مع حياة الأَفراد بشكل كبير، حيث أَنها المصدر الأول لغذائهم، وطرق معيشتهم، تميز أُسلوب الكاتب بدقة الوصف، والقدرة على السرد، والحبكة الفنية للقصة. لقد كانت كل هذه الصور التعيسة بكل أَحداثها ظلامًا في وضح النهار، ربما يحق للفتى خليل في ذلك الزمان بأَن يسمي الرواية ظلام النهار، لأَنه وحده أَول من عرف الفرق ما بين الظلام، والنور، بعد أَن زار مدينة أُوروبية، أَمَّا اليوم وسط كل هذه الحضارة، ووسط كل هذه التقلبات التكنولوجية الرهيبة أَعتقد أَن كل من يقرأ أَحداث الرواية يتفق وبشدة على التسمية، لذا أَرى أن هناك تطابقًا مباشرًا ما بين عنوان الرواية ومضمونها.
اللغة:استخدم الكاتب لغتين: الأُولى اللغة العربية الفصحى التي اتسمت بسلاستها، وقربها من القارئ، أَمَّا اللغة الثانية فهي اللهجة القروية لأَهل المكان-جبل المكبر-. لقد استخدم الكاتب السلحوت هذه اللغة بكثرة في معظم الحوارات التي جرت في الرواية. يبدو أَن الكاتب لا يعنيه بأَن تكون فئة القرَّاء محدودة تقتصر فقط على من يعرفها، لأَن معظم اللهجات في بلادنا وفي البلاد العربية تختلف عن بعضها البعض، لذلك سوف يجد القارئ صعوبة بالغة في فهمها، ويبدو أَن الكاتب لم يعمل حسابه أَيضًا لترجمة الكتاب للغة أُخرى –أَجنبية- مستقبلا. لا أَعتقد حينها بأَن اللهجة التي في الكتاب ستؤدي هدفها الذي أَراده الكاتب.
أَود أَن أُلفت نظر الكاتب بأَن هناك بعض الأَخطاء الفنيَّة مثل تغيير موقع الصفحات في بداية الرواية، وكذلك ترتيب الفقرات، وغيرها من الأخطاء المطبعية التي يسهل تصحيحها في الطبعة الثانية بإِذن الله.
وقالت رفيقة عثمان:
يُعتبر هذا الكتاب بمثابة عرض بيوغرافي- سيرة ذاتيَّة، حيث عكس من خلالها حضارة مجموعة سكانيَّة من المجتمع الفلسطيني، لحقبة زمنية معيَّنة لسنوات الأربعينات حتى الستينات، وهذا ما يُسمَّى – الأنثربولوجي-.
ظهرت مشكلة فنيّة في عرض مبنى الكتاب، حيث تبدَّل تسلسل الأحداث، من صفحة 4-23، يجب أن تكون قبل صفحة120،
عبَّر الكاتب عن بعض المشاعر، بعبارات نابية، وغير لائقة أدبيًَّا، أي خرج النص عن الالتزام الأدبي، بحيث استطاع الكاتب التعبير عنها بنصوص أدبيَّة لائقة لا تخدش الحياء. كما استطاع الأديب طه حسين التعبير عن مشاعره بنصوص أدبيَّة ملتزمة.
حبَّذا لو عبَّر الكاتب في الرواية عن المشاعر الخاصَّة جدًّا قي نصوص أدبيَّة رمزية، لتلمح للهدف المقصود؛ ليدع القارئ أن يستنتج الأفكار ما بين السطور، ولا ضرورة للعرض المفصَّل للتفاصيل في العلاقة الشخصيَّة الخاصَّة على الملأ، والارتقاء بالنصوص فكرًا ولغةً.
اللغة: لقد أسترسل الكاتب في استخدامه للغة العاميَّة، في كافَّة النصوص للرواية.
إن استخدام اللغة العاميَّة بكثرة، يُضعف من قوَّة الأدب في النصوص، ومن ثمَّ ضعضعة الأفكار، لا بأس إن استُعمِلت بعض الأقوال هنا وهناك، مثل: الأمثال الشعبيَّة، والأقوال التي يُشترط تنصيصها، كان بإمكان الكاتب التعبير عن نفس الأفكار بلغة فصحى بسيطة، دون اللجوء للُّغة العاميَّة، والتي لا يفهمها كل عربي في العالم العربي، أو حتَّى في فلسطين نفسها. اللغة العاميَّة المستعملة، يفهمها.
إن الارتقاء في اللغة، منوط بالارتقاء في الفكر، فنحن أي مجتمعنا الفلسطيني، بحاجة ماسة للارتقاء بكليهما.
تخلو العبارات في الرواية بعد القول، من التنصيص، تقريبًا في معظم نصوص الرواية. مثل: (ص28،29،31،49، الخ). ص17 الأمطار الغزيز والمتواصل- الصحيح هو: الغزيرة والمتواصلة).
تخللت النصوص بعض الأخطاء الإملائيَّة، والنحويَّة.(ص50، أيقذته- يجب أن تكون أيقظته، ص53، لللعريس، يتوجب حذف حرف لام.
تخلّلت النصوص بعض التشبيهات الجميلة، التي أضافت صورًا شعرية جميلة. مثل ص: 116، 122، 123،124،127، الخ.
استخدم الكاتب لغة الحوار الذاتي، – المونولوج- مما أسهم في اجتذاب القارئ والتماهي معه.
عنوان الكتاب كان مناسبًا جدَّا، ولو كان ظلام في ظلام لكان مناسبًا أيضًا.
تكرَّر استخدام تنوين الفتح في آخر حرف من الكلمة، كان بالأحرى كتابتها قبل الحرف الأخير.
(ص:10،13،14،17،19،21،22،23، 24،27،51،55،60،61،63) الخ.
– ص96، جاء أخوه كامل من المستشفى، وأعاده إلى البيت، الصحيح جاء إلى المستشفى….
–
– ص 115 تكرار كلمة اليوم مرتين.
– ص 120،
1) أمثلة للتعبيرات النابية:
ص: 42، 63،78، 115،113،
وقالت الأديبة نسب أديب حسين:
ذاكرة مورقة في خريف العمر
كأني بالكاتب جميل السلحوت يشرف من بيته في جبل المكبر على مدينته القدس بأطرافها المترامية، يستعيد ذاكرته ليرصد أبطاله في تحركاتهم بين جبل المكبر ، سلوان ، البلدة القديمة ، ويرويها لنا في رواية ظلام النهار، التي صدرت في طبعتها الاولى بداية هذا الشهر تشرين الاول2010 عن دار الجندي للطباعة والنشر والتوزيع، في 176 صفحة من القطع المتوسط.
تتناول الرواية حقبة أواسط الخمسينات من القرن المنصرم وحتى عام 1963، ويلتفت الكاتب ليرصد حياة من عاشوا جنوبي شرقي مدينة القدس تحديدًا في منطقة السواحرة في جبل المكبر.
الرواية واقعية بالتفاصيل التي تناولها الكاتب ودقة الوصف فيها للحدث وتحديد المكان، فهو يرصد جوانب عدة من حياة السكان اليومية ومناسباتهم كالاعراس، الحصاد، المرض، المشاحنات، المصالحة.. الخ.
تبدأ الرواية بمشهد من ذاكرة الكاتب بمشهد عايشه، فيتذكر المس كنيون تلك العجوز الانكليزية التي أتت لتنقب في قرية سلوان، فقد انطلقت الحفريات من زاوية سور القدس القديمة من الجنوب الشرقي حيث مقبرة باب الرحمة التاريخية. ومما عُرف عن المنقبة كاتلين كنيون التي أتت تبحث عن آثار ما يسمى مدينة داود، والهيكل، تثبت صحة التوراة ، أنها توصلت الى نتائج علمية لم ترض سلطة الاحتلال، فمُنعت من التنقيب في فلسطين ودخول الاراضي المحتلة خلال السنوات التي سبقت وفاتها عام 1978 وأصدرت نتاج بحثها في كتاب عنونته ( القدس/ حفريات 3000 سنة)ـ صدر عام 1967.
تدور معظم أحداث الرواية حول فتى أكتع يُدعى خليل.
بطل الرواية (خليل) من مواليد 1949 ، ابن الحاج منصور الملقب بأبي كامل من زوجته الثانية فاطمة، وهو ابنهما الثاني بعد شقيقه محمد، يتعرض خليل في صغره الى حادثة أثناء عرس أخيه كامل، فتتورم يده اليمنى وتؤلمه اليسرى، فيرسل أبوه بطلب الحاج عبد الرؤوف الذي يشخص حالة الطفل على أنها كسر في الذراع اليسرى ورضوض في اليد اليمنى. بعد مدة راحت تنبعث روائح تعفن من اليد اليسرى ويخرج منها صديد أسود ، ناهيك عن آلام عينيه واللجوء الى الفتاحة أم صابر التي قدمت وصفتها برش براز حرذون في عينيه ليشفى، وعندما راحت حالته تسوء أخذه أخوه كامل الى الطبيب ومن ثم الى مستشفى الهوسبيس، وهناك تبين أن يد خليل اليسرى لم تكن مكسورة وانما كان بها جروح خارجية وقد تمكنت منها الغرغرينا ويجب قطعها في أقرب وقت حفاظًا على حياته. هكذا اصبح خليل أكتعًا بعد أن قُطعت يده من الكتف بسبب العلاج الخاطئ والتمسك بمعتقدات خاطئة.
يظهر مدى ذكاء خليل حين راح يتابع دروس صف الأول من على النافذة وهو لم يبلغ السادسة بعد ، اذ لم يتم استقبال من هم دون السابعة في الصف، أجاد الاجابة في دروس اللغة العربية والحساب دون إذن، لم يسمح له المعلم بدخول الصف حتى منتصف تشرين الثاني، وذلك بعد أن أشفق عليه من المطر، وهنا لفت انتباهي وصف ملابس خليل ص104 (أمطرت السماء وخليل يلبس (البيجاما) التي اشتروها له وهو في المستشفى تلك (البيجاما) التي أصبحت رثة، وتغطيها رقع من أقمشة بالية متعددة الألوان) يظهر خليل فتى فقير في هذه الصورة لا يملك والداه شروى نقير، رغم أننا نعلم سابقًا ان أباه منصور لا يتورع عن ذبح الذبائح للضيوف، ودفع الكثير يوم عرس ابنه كامل مثل مبلغ خمسة دنانير ليُرضي خال العروس، أفلا يملك اثني عشر قرشًا لشراء (بيجاما) جديدة لخليل؟ أم أنه ليس على استعداد للصرف على أبنائه ولو مبلغ صغير، في حين يبذل الغالي والرخيص في سبيل الحفاظ على هيبته واظهار جوده وكرمه للناس، وهنا يظهر مظهر آخر للتخلف.
تفوق خليل على دفعته ليكون الاول بينهم رغم أنه أصغرهم سنًا، يتجلى كذلك خيال خليل الخصب ص33 في استلقائه مع اخوته أمام الخيمة في موسم الحصاد فيرى خريطة العالم على وجه القمر، ثم يرى وجه رجل وفوق أرنبة أنف القمر ترتسم مدينة القدس القديمة بجلالها وبهائها.
رغم اعاقة خليل الجسدية كان يظهر مميزًا في كثيرٍ من المجالات والمواقف التي يتواجد فيها كاصطياد الارانب، وقيادة البغل على البيدر لدرس القمح، وكان من أوائل من تعلموا السباحة. وعندما أنهى الصف الاعدادي الاول اختاره المستر ستيفن مساعد المس كنيون كي يعمل معه في التنقيب عن الاثار في سلوان، لقي معاملة خاصة منه اذ أعطاه (مسطرين) كأداة للعمل والتي كان في العادة من اختصاص الاجانب، وتقاضى خليل على عمله 35 قرشًا في حين تقاضى أقرانه خمسة وعشرين. في العام التالي في عطلة الصيف تعرف خليل على براون ابن مستر ستيفن وازدادت صداقتهما ليعتبر كل واحدٍ منهما الآخر أخًا له، وبعد سفر براون الى لندن بفترة أرسل الى خليل يدعوه للقدوم لزيارته ، وبعد نقاشات طويلة إقتنع والد خليل بالأمر وسمح له بالسفر، هناك في لندن يرى خليل بيئة أخرى مختلفة وحياة مغايرة من ناحية المفاهيم الاجتماعية والعادات، فالرجال مختلفون والنساء وحتى الكلاب، هناك تتقرب منه أمّ براون السيدة انطوانيت وتمنحه عطفها وحنانها وتعرضه على طبيب ليتم تركيب يد اصطناعية له، ويصاحب فتاة انكليزية تُعجب به كونه(بكرًا)، يقيم علاقة معها رغم خشيته مما قد يترتب عن ذلك، ويُدهش حين يجد علاقته مشروعة أمام عائلته الجديدة وعائلة الفتاة، يعود بعد مدة شهر الى والديه محملا بالهدايا والأموال ليصبح مفخرتهما.
يظهر خليل كالشعلة وسط ظلام التخلف الذي يغلف عقلية البيئة التي نشأ فيها، ذاك التخلف الذي أفقده ذراعه، وهنا يكون ملجؤه ذاك الشيخ الأبيض الشعر والملابس الذي يظهر في حلمه، فقد صحبه الشيخ بعد تفوقه في الصف الأول الى جامعة في الحلم ،وقال له أن بامكانه اختيار أي مكتب ليعمل فيه، فرَعي الأغنام وفلاحة الأرض ليست له، وهنا كان المؤشر الأول لخليل أن حياته لن تكون كحياة الاخرين، كذلك ظهر له حين وقع بالمآزق يوم عانى من آلام يديه، وفي ليلته الأولى في لندن إذ شعر بالغربة.
كامل : الأبن الأكبر للحاج منصور من زوجته الأولى حلوة، تزوج وهو في العشرين من عمره من سعاد ابنة أبي حمدان، ومن خلال عرسه وسرد الكاتب للتفاصيل، يطلعنا الكاتب على عادات تلك المناطق في الأعراس بالتفصيل.
يظهر كامل في معظم الأحيان بموقف الداعم لخليل، شجاع ، جريء في إبداء معارضته لأبيه الذي يدعم مظاهر التخلف، فوجدناه يقف الى جانب خليل عندما أرسل أخوه براون يدعوه لزيارته، فأقنع والده بالسماح لخليل بالسفر، وذهب به الى المطار في عمان. وعندما مرض خليل حاول كامل أن يقنع أباه بوجوب عرض الطفل على الطبيب وعدم تسليمه للحاج عبد الرؤوف، لكن الأب رفض. كذلك حاول معارضة تقديم وصفة أم صابر لعلاج عيني خليل، لكنه أيضًا قوبل بالمعارضة. وعندما تردت حال خليل كثيرًا ص91 (قال الوالد : هذا أمر طبيعي اليد متورمة نتيجة الكسر، وبعد كم يوم بتشفى وبتعود أحسن من قبل، وحمار العينين بشارة خير معناه إنه الدوا بوخذ مفعوله، غير ان كامل قال: حالة الولد تدهورت كثير وما تحتمل التأجيل، لازم نوخذه فورًا للطبيب. بعد نقاش صاخب قرروا أخذه الى الطبيب.)
ومن ثم تصدى للحاج عبد الرؤوف الذي أتى بيتهم لعيادة خليل، وكان يذكره بفعلته كلما سنحت له الفرصة، حاول كامل معارضة والده في تزويج أخته زينب وهي بعد في الثالثة عشر من عمرها، الا أن محاولته باءت بالفشل، ووجدناه في النهاية وبعد أن تجفل أخته من العريس وتصاب بصدمة نفسية يتحدى والده الذي أحضر فتاحة لعلاج الفتاة، وطلبت منهم اعلامها إن فشل العلاج، فرفض واصطحب أخته وأمها الى المستشفى.
فاطمة: أم خليل وزوجة منصور الثانية، امرأة بسيطة، طيبة، تمثل حال معظم الزوجات في تلك الفترة، ظلمُ والدها وطباعه القاسية هما من دفعاها للزواج من منصور لتكون الزوجة الثانية، تظهر مغلوبة على أمرها حين يمرض خليل، فلا تملك أن تعارض زوجها الذي رفض أخذ ابنها الى الطبيب، تسهر الليل مؤرقة حزينة مقابل ابنها تبكيه، تحاول التخفيف عن آلامه بعرضه على الحاجة أمّ صابر فقد كان هذا مقبولا على زوجها، لكنها تزيد آلامه آلامًا، يظهر أيضًا مدى ضعف فاطمة عند ازماع زوجها تزويج ابنتها زنيب وهي بعد طفلة، فتحاول التخفيف من معاناتها بقولها: ” البنات خلقهن ربنا للجيزة وهذا نصيبك.. اذا ما تجوزت اليوم بتتجوزي بكره.. والبنات ما بقدرن يقولن لا اذا أبوهن وافق.. امسحي دموعك يمّه قبل ما يشوفك أبوك.. اذا شافك رايح يقلب نهارنا ليل.”
المرأة في الرواية:
تظهر المرأة في الرواية مغلوبة على أمرها، مُسيّرة خلف رجلها، وفي مكانة متدنية كثيرًا عنه ويتجلى هذا في مواقع كثيرة من الرواية:
ـ المرأة لا تدخل المطاعم إلا يوم كسوة زواجها، تحمل الأغراض وتمضي سائرة على القدمين خلف الرجل الذي يعتلي الحمار أو البغل.
ـ تظهر الفتاة عند الزواج كسلعة في مفهوم والد العروس كما يظهر في ص59 عند زواج سعاد من كامل فتقول أمها: ( ـ خلينا نفرح بعرس سعاد يا أبو حمدان، فقال وتكشيرة تعلو وجهه:
ـ العرس لأهله مش إلنا ” هم اشتروا واحنا بعنا” وفي الزواج الرابح هو المشتري والبايع خسران دايمًا).
ـ في الاحتفال بالعرس تسهر النساء طيلة الليل وهن يعملن على اعداد الطعام وفي النهاية تكون اللحوم من نصيب الرجال ولا يطالهن الا القليل.
ـ الزوجة لا تجرأ على معارضة زوجها كما تجلى في شخصية فاطمة، والفتاة لا تجرؤ على معارضة والدها كما رأينا في شخصية زينب.
ـ النساء اللواتي ظهرن بموقع الاهتمام والتقدير الكبير من قبل الرجال اتجاههن كانتا الحاجة ام صابر والفتاحة أم خالد.
مظاهر التخلف:
ـ الايمان والتشبث بمعتقدات ببركات الشيوخ والفتاحات، واللجوء اليهم في العلاج والاستعداد لبذل المبالغ الطائلة في سبيلهم، على دفع مبالغ قليلة نسبيًا للعلاج عند الاطباء.
ـ التعصب القبلي، ونشوب المشاجرات التي تؤدي الى اصابات كثيرة وتكون اسبابها تافهة كالعراك الذي نشب بين شباب من سلوان والسواحرة.
ـ تطليق الزوجات لأسباب تافهة، كعدم تلبية دعوة عشاء، بعد أن يكون الزوج قد حلف على مدعوه بالحضور وإن لم يأت سيطلق زوجته.
ـ تزويج البنات في سنٍ مبكر.
العنوان والاهداء:
إن التخلف الذي عايشه ويعيشه الكاتب يؤرقان مضجعه، فيرى بهما الظلام الذي يذهب بالنهار، فقد كان التخلف سببًا لمشاكل عديدة ظهرت في الرواية.
الكاتب لا يقصي نفسه عن بيئته، ولا يكتب بهدف الإساءة الى وسط يعايشه، بل يكتب عن ألمه مما كان، ويكتب لأنه لا يريد لهذا الألم والظلام أن يستمر ويكون، فأتى بنموذج خليل وكامل اللذان يُعقد عليهما الأمل في سبيل الخروج من العتمة.
ويتجلى هدفه من الرواية في الاهداء:
{ الى الذين عملوا ولا يزالون يعملون على مقاومة العتمة.
والى الأجيال الصاعدة من أبناء شعبي على أمل أن لا تسقط الشعلة من أياديهم..}.
اللغة والاسلوب:
اللغة سلسة ، دمجت بين الفصحى والعامية ، وقد تم توظيف اللغة العامية في الأماكن المناسبة، وقد خدمت النص، الرواية ممتعة مشوقة، انتهت نهاية شبه مفتوحة لتمكن الكاتب من الاستمرار وكتابة جزءٍ آخر لها.
ختامًا من يعرف الكاتب الشيخ جميل السلحوت شخصيًا يستطيع أن يشعر به بين جمل الرواية، ويسمع صوته يرويها، ويرى روحه الفكاهية في عددٍ من المواقف في الرواية.
من الملفت للنظر أن هذه الرواية التي تدور أحداثها في المناطق المحاذية لمدينة القدس القديمة، تطرقت الى الحياة الاجتماعية فقط دون التطرق الى الحالة السياسية، وهذا قلما نشهده في الكتابات عن القدس وضواحيها، وهنا نجد توجهًا جديدًا للكاتب في الكتابة عن جوانب أخرى من مسيرة شعبه.
أخيرًا أدعو الله أن يمدَّ كاتبنا العزيز بالعمر المديد ويقدم لنا المزيد من الابداع، ويمتعنا بسلسلة تكون ظلام النهار الحلقة الاولى فيها.
وقال محمد موسى سويلم:
ظلام النهار أم ظلام ……………………؟
في روايتة الجديدة “ظلام النهار” تطرق زميلنا جميل السلحوت لمجموعة من المفاهيم …..العادات …. التقاليد …. والقيم .. التي كانت سائدة في حقبة زمنية معينة بحسنها وسيئها، مما أدى الى صراع بين الأجيال في مدى صحتها وخطئيها واسهل الطرق لتفادي الصدام في احينا كثيرة .
أدار الكاتب هذا الصراع بحرفية المجرب، وحكمة الخبير دون المساس بمشاعر واحاسيس كل الذين لهم علاقة بهذا الشان .
بدأ بعمل الأطفال واستغلالهم وقتل طفولتهم وبراءتهم بحجة الحاجة ( وما وضع خليل عنكم ببعيد ) ثم سار في طريق اصلاح ذات البين على أثر الحمية والعصبية مصداقا لقول الشاعر :-
وما أنا إلا من غزية ان غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد .
كما حصل مع ابو كامل ص26.27 . ومع الحمار والحمارة ( الحمار كيف والحمارة انبسطت ) واحنا ضربنا بعض.
رويدا رويدا اتجة الكاتب الى مشكلة قديمة جديدة وهى نقص الغرف الصفية والمستأجرة في مدارسنا، ثم قبول ذوي الاحتياجات الخاصة ومعاناتهم هم وذووهم، ولم ينس الكاتب العيادات الصحية وطرق العلاج البدائي المعتمد على التخمين والشعوذة والسحر وطرق اخراجه، وأرسل صرخة مدوية ليسمعها الداني والقاصي حول الزواج المبكر وأثره في تدمير الطفولة وقتلها زورا وبهتانا وحرمان البنات من التعليم .
ان الكاتب الذي أجاد الابحار في حقبة زمنية تاريخية من ماض بكل ما فيه من اساءات وكبت للمشاعر والأحاسيس، الا أنه ايضا طرح لنا دروسا تربوية تعليمية في الاحترام ….المحبة …الكرم ….الألفة ….حسن العشرة …..والود بين أبناء البلد والعشيرة .
رغم ان الكاتب تحدث عن جغرافية المكان الا ان روايتة قد تجاوزت الحدود المكانية الى اكثر من موقع، ولسان حال الرواية يقول ان تلك الحقبة التاريخية تمثل حال كل الذين عاشوها في كل الأمكنة بعيدا عن المسميات، وهذا سر استطاع الكاتب تطويعة وتجنيده في الحال الفلسطيني وحتى العربي .
اشكر الكاتب على طرح موضوع كهذا في ظل انعدام الترابط الأسري والعائلي والاجتماعي، وكأن التطور العلمي يحررنا من هذه الروابط، وان ما كان عليه الأجداد والآباء هو ماض يجب نسيانه، وعلينا التواصل معه عن بعد، وان الاحترام … المحبة يجب ان تُسخر للتكنولوجيا .
رواية أسأل الله أن تثري ما بقي لنا من القيم والعادات والتقاليد الحسنة، والأخلاق الحميدة والى الامام والله الموفق.
وقال موسى أبو دويح:
سمى الشيخ روايته “ظلام النهار” ومعروف أن النهار منير والليل مظلم، ولكن النهار الذي تحدث عنه الشيخ في فترة الأربعينيات والخمسينيات أي قبل حرب حزيران سنة 1967 وعلى الأخص في منطقة السواحرة وما جاورها من الأعراب والقرى مثل عرب التعامرة وعرب الجهالين وعرب العبيدية وقرى سلوان وأبوديس والعيزرية؛ حيث الفقر والجهل والمرض والتعصب للأهل والأقارب والعشيرة، وكسر الرأس وحتى قتل النفس -التي حرم الله قتلها- لأتفه الأسباب من أجل دابة لدخولها بستان فلان أو رعيها في أرض علان. تماما كما قتل كليب ناقة البسوس لمجرد دخولها المرعى الذي حماه لإبله، وكانت نتيجتها حربا أحرقت الأخضر واليابس بين الأخوة، قبيلتي بكر وتغلب واستمرت أربعين سنة.
فالفترة والبقعة والناس الذين تحدث عنهم الشيخ قريب من ذلك. ولا أجد عذرا للشيخ فيما كتب إلا التأريخ لفترة مضت، وقد يرى البعض أن طيها أفضل من نشرها؛ ولكن عذر الشيخ أن الأدب مرآة العصر وأن أصدق الأدب ما صور عصره تصويرا حقيقيا كما هو الواقع. فإذا قست تلك الأيام التي تحدث عنها الشيخ بغيرها من الأيام السابقة واللاحقة كانت أياما مظلمة سوداء.
أهدى الشيخ جميل روايته إلى الذين عملوا ولا يزالون يعملون على مقاومة العتمة، وإلى الأجيال الصاعدة من أبناء شعبنا على أمل أن لا تسقط الشعلة من أياديهم. (وكان الاولى أن يقول: من أيديهم وليس أياديهم؛ لأن اليد الجارحة والتي تحمل الراية و الشعلة تجمع على أيدي. واما اليد بمعنى النعمة أو الفضل والإحسان فتجمع على أيادي فتقول: “له أياد علي كثيرة” وأما اليد بمعنى القوة فتجمع على أيد، “والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون” الذاريات الآية 47).(انظر تهذيب اللغة للأزهري).
بدأ الشيخ روايته بعمل الصبيان ممن هم فوق الثانية عشرة في الحفريات في قرية سلوان في الجنوب الشرقي من المسجد الأقصى مقابل ما نسميه طنطور فرعون. بطل الرواية خليل، طفل أكتع، يشفق عليه المستر ستيفن الإنجليزي ويتقرب منه ويعلمه بعض الكلمات بالانجليزية. وفي العام التالي يأتي المستر ستيفن بولده براون إلى القدس ويعرفه على خليل الذي يعلم براون العربية ويتعلم منه الانجليزية. ويعرض براون على خليل أن يأتي إلى لندن للتعرف على أمه التي حدثها عنه كثيرا، ويذهب خليل إلى لندن وهناك يقارن بين عيشه في السواحرة والعيش في لندن.
وهناك في لندن تضطرب شخصية خليل، فهو لا يشرب البيرة لأنها حرام، ويقع في حبائل المومسات وهو دون الرابعة عشرة من العمر. والغريب العجيب أن ستيفاني المومسة تعطيه عند سفره ثلاثة آلاف جنيه استرليني، فلا أدري أمومسة هي أم محسنة.
لقد أفرط الشيخ في استعماله اللغة العامية المحكية عند عرب السواحرة، وكان بإمكانه أن يخفف من استعمالها، ويستعمل لغة عربية فصيحة بسيطة سهلة، ولا يستعمل اللغة المحكية إلا عند الضرورة القصوى وعلى ألسن رجال طاعنين في السن، لا يعرفون إلا العامية.
حاول الشيخ في روايته أن يثبت بعض الأقوال والأغاني التي ترددها النساء في ليلة الحناء وفي الفاردة وفي الزفة وعند خروج العروس من بيت أبيها إلى بيت الزوجية. وفي هذا محافظة على التراث وتوثيقه وتثبيته.
كما وركز على الأمثال المتداولة بين العربان مثل: “يا مرة عاقل، يا سياق حاقل”. “لا تحلف بالله لا صادق ولا كاذب”. “يا شايف الزول يا خايب الرجا” وغير ذلك كثير.
ومما يلفت النظر حديث الشيخ عن الانجليز عن معاملاتهم وأخلاقهم وتصرفاتهم، فهل نسي الشيخ أن البلاء الذي نحن فيه –أقصد أهل فلسطين- مرده الى جرائم الانجليز في حق أهل فلسطين منذ عهد بلفور وحكومة الانتداب في فلسطين وإلى يومنا هذا. أم أن الشيخ يريد أن يبين أن الشعب الانجليزي شعب عاهر فاجر، إلا أن ذلك لم يظهر واضحا في الرواية.
رمز الشيخ جميل في روايته للخير والمعروف بالشيخ الطيب ذي اللحية البيضاء والملابس البيضاء، والذي كان يظهر لخليل كلما حزبه أمر، أو أحاطت به معضلة فيدله على طريق الخلاص، ويريه مستقبله.
(قال الشيخ الطيب لخليل: بإمكانك أن تدرس في أي كلية تريد يا بني، وبإمكانك أن تختار أي مكتب يا بني كي تعمل فيه… فرعي الأغنام وفلاحة الأرض ليست لك) صفحة 107.
أما ما ورد في الرواية من أخطاء مطبعية فسأترك الحديث عنه؛ لأن باستطاعة القارئ معرفتها. أما الأخطاء اللغوية النحوية والصرفية فسأذكر بعضها:
صفحة 14: (كافة) هذه الكلمة حال منصوبة دائما “وما أرسلناك إلا كافة للناس” سبأ الآية 28. فنقول: صحيح أنه لم يتجول في حواري وأسواق وأزقة القدس كافة. ولا نقول: (لم يتجول في كافة حواري وأسواق وأزقة القدس).
صفحة 16: في هكذا حمام والأحسن في حمام كهذا الحمام.
صفحة 20: (حتى التبس عليه الأمر عن المتنزهين، هل هم العجائز أم الكلاب أم كلا الطرفين؟) والأولى حتى التبس عليه أمر المتنزهين، هل هن العجائز أم الكلاب أم كلاهما معا؟ لأنه لا يليق أن تجعل الكلاب طرفا والعجائز طرفا آخر فتكون قد ساويت بينهما.
صفحة 21: (وهنا جاء الشيخ الطيب ذو اللحية البيضاء والملابس البيضاء) وكان الأولى أن تقول: وهنا جاءه شيخ طيب ذو لحية بيضاء وملابس بيضاء؛ لأننا لم نعرفه من قبل، وهذه أول مرة تذكره لنا، أما بعد ذلك فيجوز لك أن تعرفه لأنه صار معروفا لدينا.
وفيها أيضا: فغفا قبل أن يستبدل ملابسه، وفي الفقرة التي تليها، استيقظ خليل من نومه… استبدل ملابسه ونزل إلى الصالة، وهذا يعني أنه خرج في ملابس النوم.
صفحة 23: (ما عليك سأضيف اسمي) والصحيح لا عليك. إلا اذا قصد الشيخ الاستعمال العامي عند السواحرة، لكن هذا الكلام جاء على لسان السيدة الانجليزية أنطوانيت.
صفحة 24: (فرحة فاطمة بتوأمي الذكور الذي أنجبته في البيت لا توصف) والصحيح اللذين أنجبتهما. وفيها (يا ابن الحلال) والصحيح تحذف ألف ابن بعد النداء. وفيها (مبروك من أنجبت) والصحيح مبارك ما أنجبت.
صفحة 25: (من بطون أمهم) والصحيح من بطن أمهم أو بطون أمهاتهم؛ لأنه ليس للأم إلا بطن واحد.
صفحة 29: (وانهالوا عليه ضربا.. وساعدهما كل من مر في الشارع من القريتين) والأصوب وساعدهم.
صفحة 39: (قبل البدء بدراسة الزرع) والأحسن بدرس الزرع أو بدراس الزرع.
صفحة 40: (وقف على ظهر حجرين تحت الجحر المغلق) والأولى وقف على حجرين وضعهما تحت الجحر المغلق.
صفحة 42: رضعيه يا فاطمة (دفع بلا عنك) هذه الجملة تحتاج إلى توضيح أي دفعا للبلاء عنك وعن أولادك. وفيها (ينحر خاروفا) والأحسن يذبح خروفا لأن النحر للإبل والذبح للغنم. ولقد تكررت كلمة (خاروف) كثيرا والصحيح خروف بحذف الألف.
صفحة 49: (جاءه شيخ بلحية بيضاء وملابس بيضاء) والصحيح جاءه الشيخ ذو اللحية البيضاء والملابس البيضاء؛ لأنه هنا صار معروفا لدينا.
صفحة 53: (لم يسمحوا لللعريس) والصحيح للعريس بلامين فقط لا بثلاثة لامات.
صفحة 54: (كي يطلقونها يوم الفاردة) والصحيح كي يطلقوها.
صفحة 56: (وثلاث كيلوات حلاوة وثلاث كيلوات لبن جميد) والصحيح ثلاثة كيلوات حلاوة وثلاثة كيلوات لبن جميد. وفيها (في حين أن النساء يمشين خلف الحمار ببضعة أمتار) والأحسن يمشين خلف عبد الباري ببضعة أمتار أو خلف حمار عبد الباري.
صفحة 57: (قامت بوضع جزء منه على راحتي يدي العروسة) والأحسن العروس.
صفحة 64: (النساء يعددن الشاي في قدر على النار) والأحسن يغلين الشاي.
صفحة 65: (يمتطي ظهر قديش أبي العبد التي أحضروها) والأولى قديشة أبي العبد.
صفحة 77: (ينط على السلاسل) والأحسن ينط عن السناسل، ما دمت تستعمل اللغة العامية.
صفحة 86: جاء في الطباعة فصل بين كلمتي عيني والطفل، وكان الواجب أن يصل بين الكلمتين ويجعلهما فقرة واحدة لا فقرتين.
صفحة 110: (ضمد جراحه بالشايش الأبيض) والصحيح بالشاش الأبيض.
صفحة 145: (للخبيزة فوائد أخريات) والأحسن فوائد أخرى.
صفحة 147: (والبنت يا عمي ما هي مثل بنتي) والأحسن هي مثل بنتي بحذف ما.
صفحة 168: (وأخبرتهم أنه معمول للبنت سحرا) والصحيح معمول للبنت سحر.
وغير هذا كثير.
وكان بإمكان الشيخ أن يجتنب كل هذه الأخطاء وغيرها لو دقق في مراجعة روايته ولم يستعجل في نشرها.
وقد شارك في النقاش نخبة من الكتاب والمثقفين المقدسيين منهم: محمود شقير، ديمة السمان، سمير الجندي، د.وائل أبو عرفة، رفعت زيتون، مها دعيس، خليل سموم، ريم المصري،عيسى القواسمي، صقر السلايمة وحليمة جوهر.